نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة الغاشية آية 25
إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ

التفسير الميسر إنَّ إلينا مرجعهم بعد الموت، ثم إن علينا جزاءهم على ما عملوا.

تفسير الجلالين
25 - (إن إلينا إيابهم) رجوعهم بعد الموت

تفسير القرطبي
قوله تعالى {فذكر} أي فعظهم يا محمد وخوفهم.
{إنما أنت مذكر} أي واعظ.
{لست عليهم بمصيطر} أي بمسلط عليهم فتقتلهم.
ثم نسختها آية السيف.
وقرأ هارون الأعور {بمسيطَر} بفتح الطاء، و{المسيطَرون}[الطور : 37].
وهي لغة تميم.
وفي الصحاح المسيطر والمصيطر : المسلِّط على الشيء، ليشرف عليه، ويتعهد أحواله، ويكتب عمله، وأصله من السطر، لأن من معنى السطر ألا يتجاوز، فالكتاب مسطر، والذي يفعله مسطر ومسيطر؛ يقال : سيطرت علينا، وقال تعالى {لست عليهم بمسيطر}.
وسطره أي صرعه.
{إلا من تولى وكفر} استثناء منقطع، أي لكن من تولى عن الوعظ والتذكير.
{فيعذبه الله العذاب الأكبر} وهي جهنم الدائم عذابها.
وإنما قال {الأكبر} لأنهم عذبوا في الدنيا بالجوع والقحط والأسر والقتل.
ودليل هذا التأويل قراءة ابن مسعود {إلا من تولى وكفر فإنه يعذبه اللّه}.
وقيل : هو استثناء متصل.
والمعنى : لست بمسلط إلا على من تولى وكفر، فأنت مسلط عليه بالجهاد، واللّه يعذبه بعد ذلك العذاب الأكبر، فلا نسخ في الآية على هذا التقدير.
وروي أن عليا أتى برجل ارتد، فاستتابه ثلاثة أيام، فلم يعاود الإسلام، فضرب عنقه، وقرأ {إلا من تولى وكفر}.
وقرأ ابن عباس وقتادة {ألا} على الاستفتاح والتنبيه، كقول امرئ القيس : ألا رب يوم لك منهن صالح و {من} على هذا : للشرط.
والجواب {فيعذبه اللّه} والمبتدأ بعد الفاء مضمر، والتقدير : فهو يعذبه اللّه، لأنه لو ارتد الجواب بالفعل الذي بعد الفاء لكان : إلا من تولى وكفر يعذبه اللّه.
{إن إلينا إيابهم} أي رجوعهم بعد الموت.
يقال : آب يؤوب؛ أي رجع.
قال عبيد : وكل ذي غيبة يؤوب ** وغائب الموت لا يؤوب وقرأ أبو جعفر {إيابهم} بالتشديد.
قال أبو حاتم : لا يجوز التشديد، ولو جاز لجاز مثله في الصيام والقيام.
وقيل : هما لغتان بمعنى.
الزمخشري : وقرأ أبو جعفر المدني {إيابهم} بالتشديد؛ ووجهه أن يكون فيعالا : مصدر أيب، قيل من الإياب.
أو أن يكون أصله إوابا فعالا من أوب، ثم قيل : إيوابا كديوان في دوان.
ثم فعل ما فعل بأصل سيد ونحوه.

تفسير ابن كثير يقول تعالى آمراً عباده بالنظر في مخلوقاته الدالة على قدرته وعظمته: {أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت}؟ فإنها خلق عجيب وتركيبها غريب، فإنها في غاية القوة والشدة، وهي مع ذلك تنقاد للقائد الضعيف، وتؤكل وينتفع بوبرها ويشرب لبنها، ونبهوا إلى ذلك لأن العرب غالب دوابهم كانت الإبل، وكان شريح القاضي يقول: أخرجوا بنا حتى ننظر إلى الإبل كيف خلقت، وإلى السماء كيف رفعت! أي كيف رفعها اللّه عزَّ وجلَّ عن الأرض هذا الرفع العظيم، كما قال تعالى: {أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج}، {وإلى الجبال كيف نصبت} أي جعلت منصوبة فإنها ثابتة راسية لئلا تميد الأرض بأهلها وجعل فيها ما جعل من المنافع والمعادن، {وإلى الأرض كيف سطحت}! أي كيف بسطت ومدت ومهدت، فنبه البدوي على الاستدلال بما يشاهده من بعيره الذي هو راكب عليه، والسماء التي فوق رأسه، والجبل الذي تجاهه، والأرض التي تحته، على قدرة خالق ذلك وصانعه، وأنه الرب العظيم الخالق المالك المتصرف، وأنه الإله الذي لا يستحق العبادة سواه، عن أنَس قال: كنا نهينا أن نسأل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عن كل شيء، فكان يعجبنا أن يجيء الرجل من أهل البادية العاقل فيسأله، ونحن نسمع، فجاء رجل من أهل البادية فقال: يامحمد إنا أتانا رسولك، فزعم لنا أنك تزعم أن اللّه أرسلك، قال: (صدق) قال: فمن خلق السماء؟ قال: (اللّه) قال: فمن خلق الأرض؟ قال: (اللّه) قال: فمن نصب هذه الجبال وجعل فيها ما جعل؟ قال: (اللّه)، قال: فبالذي خلق السماء والأرض ونصب هذه الجبال آللّه أرسلك؟ قال: (نعم). قال: وزعم رسولك أن علينا خمس صلوات في يومنا وليلتنا؟ قال: (صدق)، قال: فبالذي أرسلك آللّه أمرك بهذا؟ قال: (نعم)، قال: وزعم رسولك أن علينا زكاة في أموالنا؟ قال: (صدق)، قال: فبالذي أرسلك آللّه أمرك بهذا؟ قال: (نعم)، قال: وزعم رسولك أن علينا حج البيت من استطاع إليه سبيلاً؟ قال: (صدق)، قال: ثم ولى، فقال: والذي بعثك بالحق لا أزيد عليهن شيئاً ولا أنقص منهن شيئاً، فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم: (إن صدق ليدخلن الجنة) ""أخرجه مسلم وأصحاب السنن والإمام أحمد، وجاء في بعض الروايات: (وأنا ضمام بن ثعلبة أخو بني سعد بن بكر)"". وقوله تعالى: {فذكر إنما أنت مذكر . لست عليهم بمسيطر} أي فذكر يا محمد الناس بما أرسلت به إليهم {فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب}، ولهذا قال: {لست عليهم بمسيطر}؛ قال ابن عباس ومجاهد: لست عليهم بجبار، أي لست تخلق الإيمان في قلوبهم، وقال ابن زيد: لست بالذي تكرههم على الإيمان، عن جابر قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (أُمرت أن أُقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا اللّه فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على اللّه عزَّ وجلَّ) ثم قرأَ: {فذكِّر إنما أنت مذكِّر . لستَ عليهم بمسيطر} ""أخرجه أحمد ورواه مسلم والنسائي والترمذي"". وقوله تعالى: {إلا من تولى وكفر} أي تولى عن العمل بأركانه، وكفر بالحق بجنانه ولسانه، وهذه كقوله تعالى: {فلا صدَّق ولا صلَّى . ولكن كذَّب وتولى}، ولهذا قال: {فسيعذبه اللّه العذاب الأكبر}، وروى الإمام أحمد: أن أبا أمامة الباهلي مرَّ على خالد بن يزيد بن معاوية، فسأله عن أَلين كلمة سمعها من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فقال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: (ألا كلكم يدخل الجنة إلا من شرد على اللّه شراد البعير عن أهله) ""تفرد بإخراجه الإمام أحمد"". وقوله تعالى: {إن إلينا إيابهم} أي مرجعهم ومنقلبهم، {ثم إن علينا حسابهم} أي نحن نحاسبهم على أعمالهم ونجازيهم بها، إن خيراً فخير، وإن شراً فشرّ.

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি