نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة الغاشية آية 3
عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ

التفسير الميسر وجوه الكفار يومئذ ذليلة بالعذاب، مجهدة بالعمل متعبة، تصيبها نار شديدة التوهج، تُسقى من عين شديدة الحرارة. ليس لأصحاب النار طعام إلا من نبت ذي شوك لاصق بالأرض، وهو مِن شر الطعام وأخبثه، لا يُسْمن بدن صاحبه من الهُزال، ولا يسدُّ جوعه ورمقه.

تفسير الجلالين
3 - (عاملة ناصبة) ذات نصب وتعب بالسلاسل والأغلال

تفسير القرطبي
قال ابن عباس : لم يكن أتاه حديثهم، فأخبره عنهم، فقال {وجوه يومئذ} أي يوم القيامة.
{خاشعة} قال سفيان : أي ذليلة بالعذاب.
وكل متضائل ساكن خاشع.
يقال : خشع في صلاته : إذا تذلل ونكس رأسه.
وخشع الصوت : خفي؛ قال اللّه تعالى{وخشعت الأصوات للرحمن}[طه : 108].
والمراد بالوجوه أصحاب الوجوه.
وقال قتادة وابن زيد {خاشعة} أي في النار.
والمراد وجوه الكفار كلهم؛ قاله يحيى بن سلام.
وقيل : أراد وجوه اليهود والنصارى؛ قاله ابن عباس.
ثم قال {عاملة ناصبة} فهذا في الدنيا؛ لأن الآخرة ليست دار عمل.
فالمعنى : وجوه عاملة ناصبة في الدنيا {خاشعة} في الآخرة.
قال أهل اللغة : يقال للرجل إذا دأب في سيره : قد عمل يعمل عملا.
ويقال للسحاب إذا دام برقه : قد عمل يعمل عملا.
وذا سحاب عمل.
قال الهذلي : حتى شآها كليل موهنا عمل ** باتت طرابا وبات الليل لم ينم {ناصبة} أي تعبة.
يقال : نصب بالكسر ينصب نصبا : إذا تعب، ونصبا أيضا، وأنصبه غيره.
فروى الضحاك عن ابن عباس قال : هم الذين أنصبوا أنفسهم في الدنيا على معصية اللّه عز وجل، وعلى الكفر؛ مثل عبدة الأوثان، وكفار أهل الكتاب مثل الرهبان وغيرهم، لا يقبل اللّه جل ثناؤه منهم إلا ما كان خالصا له.
وقال سعيد عن قتادة {عاملة ناصبة} قال : تكبرت في الدنيا عن طاعة اللّه عز وجل، فأعملها اللّه وأنصبها في النار، بجر السلاسل الثقال، وحمل الأغلال، والوقوف حفاة عراة في العرصات، في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة.
قال الحسن وسعيد بن جبير : لم تعمل لله في الدنيا، ولم تنصب له، فأعملها وأنصبها في جهنم.
وقال الكلبي : يجرون على وجوههم في النار.
وعنه وعن غيره : يكلفون ارتقاء جبل من حديد في جهنم، فينصبون فيها أشد ما يكون من النصب، بمعالجة السلاسل والأغلال والخوض في النار؛ كما تخوض الإبل في الوحل، وارتقائها في صعود من نار، وهبوطها في حدور منها؛ إلى غير ذلك من عذابها.
وقال ابن عباس.
وقرا ابن محيصن وعيسى وحميد، ورواها عبيد عن شبل.
عن ابن كثير {ناصبة} بالنصب على الحال.
وقيل : على الذم.
الباقون بالرفع على الصفة أو على إضمار مبتدأ، فيوقف على {خاشعة}.
ومن جعل المعنى في الآخرة، جاز أن يكون خبرا بعد خبر عن {وجوه}، فلا يوقف على {خاشعة}.
وقيل {عاملة ناصبة} أي عاملة في الدنيا ناصبة في الآخرة.
وعلى هذا يحتمل وجوه يومئذ عاملة في الدنيا، ناصبة في الآخرة، خاشعة.
قال عكرمة والسدي : عملت في الدنيا بالمعاصي.
وقال سعيد بن جبير وزيد بن أسلم : هم الرهبان أصحاب الصوامع؛ وقاله ابن عباس.
وقد تقدم في رواية الضحاك عنه.
وروى عن الحسن قال : لما قدم عمر بن الخطاب - رضي اللّه عنه - الشام أتاه راهب شيخ كبير متقهل، عليه سواد، فلما رآه عمر بكى.
فقال له : يا أمير المؤمنين، ما يبكيك؟ قال : هذا المسكين طلب أمرا فلم يصبه، ورجا رجاء فأخطأه، - وقرأ قول اللّه عز وجل - {وجوه يومئذ خاشعة.
عاملة ناصبة}.
قال الكسائي : التقهل : رثاثة الهيئة، ورجل متقهل : يابس الجلد سيء الحال، مثل المتقحل.
وقال أبو عمرو : التقهل : شكوى الحاجة.
وأنشد : لعوا إذا لاقيته تقهلا والقهل : كفران الإحسان.
وقد قهل يقهل قهلا : إذا أثنى ثناء قبيحا.
وأقهل الرجل تكلف ما يعيبه ودنس نفسه.
وانقهل ضعف وسقط؛ قال الجوهري.
وعن علي رضي اللّه عنه أنهم أهل حروراء؛ يعني الخوارج الذين ذكرهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال : [تحقرون صلاتكم مع صلاتهم، وصيامكم مع صيامهم، وأعمالكم مع أعمالهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرميَّة.
.
.
] الحديث.

تفسير ابن كثير الغاشية من أسماء يوم القيامة، لأنها تغشى الناس وتعمهم، روي عن عمرو بن ميمون أنه قال: مرَّ النبي صلى اللّه عليه وسلم على امرأة تقرأ: {هل أتاك حديث الغاشية} فقام يستمع، ويقول: (نعم قد جاءني). وقوله تعالى: {وجوه يومئذ خاشعة} أي ذليلة، وقال ابن عباس: تخشع ولا ينفعها عملها، وقوله تعالى: {عاملة ناصبة} أي قد عملت عملاً كثيراً ونصبت فيه، وصليت يوم القيامة ناراً حامية، عن أبي عمران الجوني قال: مرَّ عمر بن الخطاب رضي اللّه تعالى عنه بدير راهب، قال، فناداه: يا راهب، فأشرف، قال، فجعل عمر ينظر إليه ويبكي، فقيل له: يا أمير المؤمنين ما يبكيك من هذا؟ قال: ذكرت قول اللّه عزَّ وجلَّ في كتابه: {عاملة ناصبة . تصلى ناراً حامية} فذاك الذي أبكاني، قال ابن عباس: {عاملة ناصبة} النصارى، وعن عكرمة والسدي: عاملة في الدنيا بالمعاصي، ناصبة في النار بالعذاب والإهلاك. قال ابن عباس: {تصلى ناراً حامية} أي حارة شديدة الحر، {تسقى من عين آنية} أي قد انتهى حرها وغليانها وهو قول ابن عباس ومجاهد والحسن والسدي، وقوله تعالى: {ليس لهم طعام إلا من ضريع} قال ابن عباس: شجر من النار، وقال سعيد بن جبير: هو الزقوم، وعنه أنها الحجارة، وقال البخاري، قال مجاهد: الضريع نبت يقال له الشبرق يسميه أهل الحجاز الضريع إذا يبس، وهو سم، وقال قتادة: {ليس لهم طعام إلا من ضريع} من شر الطعام وأبشعه وأخبثه، وقوله تعالى: {لا يسمن ولا يغني من جوع} يعني لا يحصل به مقصود ولا يندفع به محذور.

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি