نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة الانشقاق آية 8
فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا

التفسير الميسر فأما من أعطي صحيفة أعماله بيمينه، وهو مؤمن بربه، فسوف يحاسب حسابًا سهلا ويرجع إلى أهله في الجنة مسرورًا.

تفسير الجلالين
8 - (فسوف يحاسب حسابا يسيرا) هو عرض عمله عليه كما في حديث الصحيحين وفيه من نوقش الحساب هلك وبعد العرض يتجاوز عنه

تفسير القرطبي
قوله تعالى {يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا} المراد بالإنسان الجنس أي يا ابن آدم.
وكذا روى سعيد عن قتادة : يا ابن آدم، إن كدحك لضعيف، فمن استطاع أن يكون كدحه في طاعة الله فليفعل ولا قوة إلا بالله.
وقيل : هو معين، قال مقاتل : يعني الأسود بن عبدالأسد.
ويقال : يعني أبي بن خلف.
ويقال : يعني جميع الكفار، أيها الكافر إنك كادح.
والكدح في كلام العرب : العمل والكسب؛ قال ابن مقبل : وما الدهر إلا تارتان فمنهما ** أموت وأخرى أبتغي العيش أكدح وقال آخر : ومضت بشاشة كل عيش صالح ** وبقيت أكدح للحياة وأنصب أي أعمل.
وروى الضحاك عن ابن عباس {إنك كادح} أي راجع {إلى ربك كدحا} أي رجوعا لا محالة {فملاقيه} أي ملاق ربك.
وقيل : ملاق عملك.
القتبي {إنك كادح} أي عامل ناصب في معيشتك إلى لقاء ربك.
والملاقاة بمعنى اللقاء أن تلقى ربك بعملك.
وقيل أي تلاقي كتاب عملك؛ لأن العمل قد انقضى ولهذا قال {فأما من أوتي كتابه بيمينه} وهو المؤمن {فسوف يحاسب حسابا يسيرا} لا مناقشة فيه.
كذا روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من حوسب يوم القيامة عذب) قالت : فقلت يا رسول الله أليس قد قال الله {فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا} فقال {ليس ذاك الحساب؛ إنما ذلك العرض، من نوقش الحساب يوم القيامة عذب)""أخرجه البخاري ومسلم والترمذي وقال حديث حسن صحيح"" {وينقلب إلى أهله مسرورا} أزواجه في الجنة من الحور العين {مسرورا} أي مغتبطا قرير العين.
ويقال إنها نزلت في أبي سلمة بن عبدالأسد، هو أول من هاجر من مكة إلى المدينة.
وقيل : إلى أهله الذين كانوا له في الدنيا، ليخبرهم بخلاصه وسلامته.
والأول قول قتادة.
أي إلى أهله الذين قد أعدهم الله له في الجنة.

تفسير ابن كثير يقول تعالى: {إذا السماء انشقت} وذلك يوم القيامة، {وأذنت لربها} أي استمعت لربها وأطاعت أمره فيما أمرها به من الانشقاق، وذلك يوم القيامة {وحُقَّتْ} أي وحق لها أن تطيع أمره، لأنه العظيم الذي لا يمانع ولا يغالب، بل قد قهر كل شيء وذل له كل شيء، ثم قال: {وإذا الأرض مدَّت} أي بسطت وفرشت ووسعت، وفي الحديث (إذا كان يوم القيامة مد اللّه الأرض مد الأديم، حتى لا يكون لبشر من الناس إلا موضع قدميه) ""أخرجه ابن جرير عن علي بن الحسين مرفوعاً"". وقوله تعالى: {وألقت ما فيها وتخلت} أي ألقت ما في بطنها من الأموات وتخلت عنهم، {وأذنت لربها وحقت} كما تقدم، وقوله: {يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً} أي إنك ساع إلى ربك سعياً وعامل عملاً {فملاقيه} ثم إنك ستلقى ما عملت من خير أو شر، عن جابر قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (قال جبريل: يا محمد عش ما شئت فإنك ميت، وأحب ما شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك ملاقيه) ""أخرجه أبو داود الطيالسي""، ومن الناس من يعيد الضمير على قوله {ربك} أي فملاق ربك ومعناه فيجازيك بعملك ويكافئك على سعيك، قال ابن عباس: تعمل عملاً تلقى اللّه به خيراً كان أو شراً، وقال قتادة: {يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً} إن كدحك يا ابن آدم لضعيف، فمن استطاع أن يكون كدحه في طاعة اللّه فليفعل ولا قوة إلا باللّه، ثم قال تعالى: {فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حساباً يسيراً} أي سهلاً بلا تعسير أي لا يحقق عليه جميع دقائق أعماله، فإن من حوسب كذلك هلك لا محالة، روى الإمام أحمد عن عائشة رضي اللّه عنها قالت، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (من نوقش الحساب عُذِّب)، قالت، فقلت: أفليس قال اللّه تعالى: {فسوف يحاسب حساباً يسيراً}، قال: (ليس ذاك بالحساب، ولكن ذلك العرض، من نوقش الحساب يوم القيامة عذب) ""أخرجه أحمد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي"". وروى ابن جرير، عن عائشة رضي اللّه عنها قالت؛ قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (إنه ليس أحد يحاسب يوم القيامة إلا معذباً)، فقلت: أليس اللّه يقول {فسوف يحاسب حساباً يسيراً}؟ قال: (ذاك العرض، إنه من نوقش الحساب عذب)، وقال بيده على إصبعه كأنه ينكت ""أخرجه الشيخان وابن جرير"". وفي رواية عن عائشة قالت: (من نوقش الحساب - أو من حوسب - عذب، ثم قالت: إنما الحساب اليسير عرض على اللّه تعالى وهو يراهم) ""رواه ابن جرير"". وقوله تعالى: {وينقلب إلى أهله مسروراً} أي ويرجع إلى أهله في الجنة {مسروراً} أي فرحاً مغتبطاً بما أعطاه اللّه عزَّ وجلَّ، وقد روى الطبراني عن ثوبان مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه قال: إنكم تعملون أعمالاً لا تعرف، ويوشك الغائب أن يثوب إلى أهله فمسرور أو مكظوم ""أخرجه الطبراني"". وقوله تعالى: {وأما من أوتي كتابه وراء ظهره""أي بشماله من وراء ظهره تثنى يده إلى ورائه، ويعطى كتابه بها كذلك {فسوف يدعو ثبوراً} أي خساراً وهلاكاً {ويصلى سعيراً . إنه كان في أهله مسروراً} أي فرحاً لا يفكر بالعواقب، ولا يخاف مما أمامه فأعقبه ذلك الفرح اليسير الحزن الطويل، {إنه ظنّ أن لن يحور} أي كان يعتقد أنه لا يرجع إلى اللّه، ولا يعيده بعد موته، قال ابن عباس وقتادة وغيرهما، والحَوْر: هو الرجوع، قال اللّه: {بلى إن ربه كان به بصيراً} يعني بلى سيعيده اللّه كما بدأه ويجازيه على أعماله خيرها وشرها فإنه {كان به بصيراً} أي عليماً خبيراً.

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি