نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة الانفطار آية 6
يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ

التفسير الميسر يا أيها الإنسان المنكر للبعث، ما الذي جعلك تغتَرُّ بربك الجواد كثير الخير الحقيق بالشكر والطاعة، أليس هو الذي خلقك فسوَّى خلقك فعَدَلك، وركَّبك لأداء وظائفك، في أيِّ صورة شاءها خلقك؟

تفسير الجلالين
6 - (يا أيها الإنسان) الكافر (ما غرك بربك الكريم) حتى عصيته

تفسير القرطبي
قوله تعالى {يا أيها الإنسان} خاطب بهذا منكري البعث.
وقال ابن عباس : الإنسان هنا : الوليد بن المغيرة.
وقال عكرمة : أبي بن خلف.
وقيل : نزلت في أبي الأشد بن كلدة الجمحي.
عن ابن عباس أيضا {ما غرك بربك الكريم} أي ما الذي غرك حتى كفرت؟ {بربك الكريم} أي المتجاوز عنك.
قال قتادة : غرة شيطانه المسلط عليه.
الحسن : غرة شيطانه الخبيث.
وقيل : حمقه وجهله.
رواه الحسن عن عمر رضي الله عنه.
وروى غالب الحنفي قال : لما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم {يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم}[الأنفطار : 6] قال غره الجهل وقال صالح بن مسمار : بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه قرأ {يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم} ؟ فقال غره جهله .
وقال عمر رضي الله عنه : كما قال الله تعالى {إنه كان ظلوما جهولا}[الأحزاب : 72].
وقيل : غره عفو الله، إذ لم يعاقبه في أول مرة.
قال إبراهيم بن الأشعث : قيل : للفضيل بن عياض : لو أقامك الله تعالى يوم القيامة بين يديه، فقال لك {ما غرك بربك الكريم}؟ [الانفطار : 6] ماذا كنت تقول؟ قال : كنت أقول غرني ستورك المرخاة، لأن الكريم هو الستار.
نظمه ابن السماك فقال : يا كاتم الذنب أما تستحي ** والله في الخلوة ثانيكا غرك من ربك إمهاله ** وستره طول مساويكا وقال ذو النون المصري : كم من مغرور تحت الستر وهو لا يشعر وأنشد أبو بكر بن طاهر الأبهري : يا من غلا في العجب والتيه ** وغره طول تماديه أملى لك الله فبارزته ** ولم تخف غب معاصيه وروي عن علي رضي الله عنه أنه صاح بغلام له مرات فلم يلبه فنظر فإذا هو بالباب، فقال : مالك لم تجبني؟ فقال.
لثقتي بحلمك، وأمني من عقوبتك.
فاستحسن جوابه فأعتقه.
وناس يقولون : ما غرك : ما خدعك وسول لك حتى أضعت ما وجب عليك؟ وقال ابن مسعود : ما منكم من أحد إلا وسيخلو الله به يوم القيامة، فيقول له : يا ابن آدم ماذا غرك بي؟ يا ابن آدم ماذا عملت فيما علمت؟ يا ابن آدم ماذا أجبت المرسلين؟ {الذي خلقك} أي قدر خلقك من نطفة {فسواك} في بطن أمك، وجعل لك يدين ورجلين وعينين وسائر أعضائك {فعدلك} أي جعلك معتدلا سوى الخلق؛ كما يقال : هذا شيء معدل.
وهذه قراءة العامة وهي اختيار أبي عبيد وأبي حاتم؛ قال الفراء : وأبو عبيد : يدل عليه قوله تعالى {لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم}[التين : 4].
وقرأ الكوفيون : عاصم وحمزة والكسائي {فعدلك} مخففا أي : أمالك وصرفك إلى أي صورة شاء، إما حسنا وإما قبيحا، وإما طويلا وإما قصيرا.
وقال [موسى بن علي بن أبي رباح اللخمي عن أبيه عن جده] قال : قال لي النبي صلى الله عليه وسلم (إن النطفة إذا استقرت في الرحم أحضرها الله كل نسب بينها وبين آدم ).
أما قرأت هذه الآية {في أي صورة ما شاء ركبك} فيما بينك وبين آدم، وقال عكرمة وأبو صالح {في أي صورة ما شاء ركبك} إن شاء في صورة إنسان، وإن شاء في صورة حمار، وإن شاء في صورة قرد، وإن شاء في صورة خنزير.
وقال مكحول : إن شاء ذكرا، وإن شاء أنثى.
قال مجاهد {في أي صورة} أي في أي شبه من أب أو أم أو عم أو خال أو غيرهم.
و{في} متعلقة بـ {ركب}، ولا تتعلق بـ {عدلك}، على قراءة من خفف؛ لأنك تقول عدلت إلى كذا، ولا تقول عدلت في كذا؛ ولذلك منع الفراء التخفيف؛ لأنه قدر {في} متعلقة بـ {عدلك}، و{ما} يجوز أن تكون صلة مؤكدة؛أي في أي صورة شاء ركبك.
ويجوز أن تكون شرطية أي إن شاء ركبك في غير صورة الإنسان من صورة قرد أو حمار أو خنزير، فـ {ما} بمعنى الشرط والجزاء؛ أي في صورة ما شاء يركبك ركبك.
قوله تعالى {كلا بل تكذبون بالدين} يجوز أن تكون {كلا} بمعنى حقا و{ألا} فيبتدأ بها.
ويجوز أن تكون بمعنى {لا}، على أن يكون المعنى ليس الأمر كما تقولون من أنكم في عبادتكم غير الله محقون.
يدل على ذلك قوله تعالى {ما غرك بربك الكريم}[الانفطار : 6] وكذلك يقول الفراء : يصير المعنى : ليس كما غررت به.
وقيل : أي ليس الأمر كما يقولون، من أنه لا بعث.
وقيل : هو بمعنى الردع والزجر.
أي لا وقتروا بحلم الله وكرمه، فتتركوا التفكر في آياته.
ابن الأنباري : الوقف الجيد على {الدين}، وعلى {ركبك}، والوقف على {كلا} قبيح.
{بل تكذبون} يا أهل مكة {بالدين} أي بالحساب، و{بل} لنفي شيء تقدم وتحقيق غيره.
وإنكارهم للبعث كان معلوما، وإن لم يجر له ذكر في هذه السورة.

تفسير ابن كثير يقول تعالى: {إذا السماء انفطرت} أي انشقت، كما قال تعالى: {السماء منفطر به}، {وإذا الكواكب انتثرت} أي تساقطت، {وإذا البحار فجرت} قال ابن عباس: فجر اللّه بعضها في بعض، وقال الحسن: فجر اللّه بعضها في بعض فذهب ماؤها، وقال قتادة: اختلط عذبها بمالحها، وقال الكلبي: ملئت. {وإذا القبور بعثرت} قال ابن عباس: بحثت. وقال السدي: تبعثر - تحرك فيخرج من فيها، {علمت نفس ما قدمت وأخرت} أي إذا كان هذا حصل هذا، وقوله تعالى: {يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم}؟ هذا تهديد من اللّه للإنسان ـ (الكلام تهديد كما قال ابن كثير، وليس كما زعم بعضهم أنه إرشاد إلى الجواب حتى قالوا) ـ والمعنى: ما غرك يا ابن آدم {بربك الكريم} أي العظيم، حتى أقدمت على معصيته، وقابلته بما لا يليق؟ كما جاء في الحديث: (يقول اللّه تعالى يوم القيامة: يا ابن آدم ما غرك بي؟ يا ابن آدم ماذا أجبت المرسلين)؟ وعن يحيى البكاء قال: سمعت ابن عمر يقول وقرأ هذه الآية: {يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم} قال ابن عمر: غره واللّه جهله، وقال قتادة: ما غرّ ابن آدم غيرهذا العدو الشيطان، وقال الفضيل ابن عياض: لو قال لي: ما غرّك بي؟ لقلت: ستورك المرخاة، وقال أبو بكر الوراق: لو قال لي: ما غرك بربك الكريم؟ لقلت: غرني كرم الكريم، وقال بعض أهل الإشارة: إنما قال بربك الكريم دون سائر أسمائه وصفاته، كأنه لقنه الإجابة، وهذا الذي تخيله هذا القائل ليس بطائل، لأنه إنما أتى باسمه الكريم، لينبه على أنه لا ينبغي أن يقابل الكريم بالأفعال القبيحة وأعمال الفجور، وقوله تعالى: {الذي خلقك فسواك فعدلك} أي جعلك سوياً مستقيماً معتدل القامة، منتصباً في أحسن الهيئات والأشكال، روى الإمام أحمد عن بشر بن جحاش القرشي أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بصق يوماً في كفه، فوضع عليها إصبعه ثم قال: (قال اللّه عزَّ وجلَّ: يا ابن آدم أنّى تعجزني وقد خلقتك من مثل هذا؟ حتى إذا سويتك وعدلتك مشيت بين بردين وللأرض منك وئيد، فجمعت ومنعت، حتى إذا بلغت التراقي: قلت: أتصدق وأنّى أوان الصدقة؟) ""أخرجه أحمد وابن ماجه"". وقوله تعالى: {في أي صورة ما شاء ركبك} قال مجاهد: في أي شبه أب أو أم، أو خال أوعم، وقال عكرمة في قوله تعالى: {في أي صورة ما شاء ركبك} إن شاء في صورة قرد، وإن شاء في صورة خنزير، وكذا قال أبو صالح: إن شاء في صورة كلب، وإن شاء في صورة حمار، وإن شاء في صورة خنزير، وقال قتادة: قادر واللّه ربنا على ذلك، ومعنى هذا القول عندهم أن اللّه عزَّ وجلَّ قادر على خلق النطفة على شكل قبيح، من الحيوانات المنكرة الخلق، ولكن بقدرته ولطفه وحلمه، يخلقه على شكل حسن مستقيم، معتدل تام حسن المنظر والهيئة، وقوله تعالى: {كلا بل تكذبون بالدين} أي إنما يحملكم على مواجهة الكريم ومقابلته بالمعاصي، تكذيب قلوبكم بالمعاد والجزاء والحساب، وقوله تعالى: {وإن عليكم لحافظين . كراماً كاتبين . يعلمون ما تفعلون} يعني وإن عليكم لملائكة حفظة كراماً، فلا تقابلوهم بالقبائح، فإنهم يكتبون عليكم جميع أعمالكم، عن ابن عباس قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (إن اللّه ينهاكم عن التعري، فاستحيوا من ملائكة اللّه الذين معكم الكاتبين الذين لا يفارقونكم إلا عند إحدى ثلاث حالات: الغائط والجنابة والغسل، فإذا اغتسل أحدكم بالعراء فليستتر بثوبه أو بجرم حائط أو ببعيره). وفي الحديث: (ما من حافظين يرفعان إلى اللّه عزَّ وجلَّ ما حفظا في يوم فيرى في أول الصحيفة، وفي آخرها استغفاراً إلا قال اللّه تعالى: قد غفرت لعبدي ما بين طرفي الصحيفة) ""أخرجه الحافظ البزار عن أنَس بن مالك مرفوعاً""، عن أبي هريرة قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (إن للّه ملائكة يعرفون بني آدم - وأحسبه قال: ويعرفون أعمالهم - فإذا نظروا إلى عبد يعمل بطاعة اللّه ذكروه بينهم وسموه، وقالوا: أفلح الليلة فلان، نجا الليلة فلان، وإذا نظروا إلى عبد يعمل بمعصية اللّه ذكروه بينهم وسموه وقالوا: هلك الليلة فلان) ""أخرجه البزار أيضاً وفي سنده سلام المدائني ليّن الحديث"".

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি