- الاسلامية
- بحث القرآن الكريم بمختلف اللغات
- الدعاء من الكتاب والسنة
- مشكل إعراب القرآن
- مفردات ألفاظ القرآن الكريم
- تلاوة القرآن الكريم
- كتاب عدد آي القرآن وكلمه وحروفه ومعرفة خموسه وعشوره ومكيه ومدنيه
- ألف سؤال وجواب في القرآن
- مشروع القرآن الكريم
- أذكار وأدعيـة الصلاة
- كيف تحفظ القرآن
- حفظ سورة البقرة
- كتاب فقه السنة
- صحيح البخاري
- تغريدات #السيرة_النبوية
- قصص اﻷنبياء
- تاريخ الخلفاء للسيوطي
- العلاج بالأغذية والأعشاب
- منتخب الكلام في تفسير الأحلام
- ملاحظاتكم - الشبكة الاسلامية
- أدعية مختارة باللغتين العربية والانجليزية
- الثقافية
- الجغرافية
- الاجتماعية
- آراء
- وظائف
- خريطة الموقع
- اتصل بنا
- التسجيل
نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها
سورة النساء آية 90
إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَىٰ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ ۚ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلًا
التفسير الميسر
لكن الذين يتصلون بقوم بينكم وبينهم عهد وميثاق فلا تقاتلوهم، وكذلك الذين أتَوا إليكم وقد ضاقت صدورهم وكرهوا أن يقاتلوكم، كما كرهوا أن يقاتلوا قومهم، فلم يكونوا معكم ولا مع قومهم، فلا تقاتلوهم، ولو شاء الله تعالى لسلَّطهم عليكم، فلقاتلوكم مع أعدائكم من المشركين، ولكن الله تعالى صرفهم عنكم بفضله وقدرته، فإن تركوكم فلم يقاتلوكم، وانقادوا اليكم مستسلمين، فليس لكم عليهم من طريق لقتالهم.تفسير الجلالين
90 - (إلا الذين يصلون) يلجؤون (إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق) عهد بالأمان لهم ولمن وصل إليهم كما عاهد النبي صلى الله عليه وسلم هلال بن عويمر الأسلمي (أو) الذين (جاؤوكم) وقد (حصرت) ضاقت (صدورهم) عن (أن يقاتلوكم) مع قومهم (أو يقاتلوا قومهم) معكم أي ممسكين عن قتالكم فلا تتعرضوا إليهم بأخذ ولا قتل ، وهذا وما بعده منسوخ بآية السيف (ولو شاء الله) تسليطهم عليكم (لسلطهم عليكم) بأن يقوي قلوبهم (فلقاتلوكم) ولكنه لم يشأه فألقى في قلوبهم الرعب (فإن اعتزلوكم فلم يقاتلوكم وألقوا إليكم السلم) الصلح أي انقادوا (فما جعل الله لكم عليهم سبيلا) طريقا بالأخذ والقتل
تفسير القرطبي
فيه خمس مسائل: الأولى: قوله تعالى {ودوا لو تكفرون} أي تمنوا أن تكونوا كهم في الكفر والنفاق شرع سواء؛ فأمر الله تعالى بالبراءة منهم فقال {فلا تتخذوا منهم أولياء حتى يهاجروا}؛ كما قال تعالى {ما لكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا} [الأنفال : 72] والهجرة أنواع : منها الهجرة إلى المدينة لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت هذه واجبة أول الإسلام حتى قال : (لا هجرة بعد الفتح).
وكذلك هجرة المنافقين مع النبي صلى الله عليه وسلم في الغزوات، وهجره من أسلم في دار الحرب فإنها واجبة.
وهجرة المسلم ما حرم الله عليه؛ كما قال صلى الله عليه وسلم : (والمهاجر من هجر ما حرم الله عليه).
وهاتان الهجرتان ثابتتان الآن.
وهجرة أهل المعاصي حتى يرجعوا تأديبا لهم فلا يكلمون ولا يخالطون حتى يتوبوا؛ كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم مع كعب وصاحبيه {فإن تولوا فخذوهم واقتلوهم} يقول : إن أعرضوا عن التوحيد والهجرة فأسروهم واقتلوهم.
{حيث وجدتموهم} عام في الأماكن من حل وحرم.
والله أعلم، ثم استثنى وهي: الثانية: فقال تعالى {إلا الذين يصلون} استثناء أي يتصلون بهم ويدخلون فيما بينهم من الجوار والحلف؛ المعنى : فلا تقتلوا قوما بينهم وبين من بينكم وبينهم عهد فإنهم على عهدهم ثم انتسخت العهود فانتسخ هذا.
هذا قول مجاهد وابن زيد وغيرهم، وهو أصح ما قيل في معنى الآية.
قال أبو عبيد : يصلون ينتسبون؛ ومنه قول الأعشى : إذا اتصلت قالت لبكر بن وائل ** وبكر سبتها والأنوف رواغم يريد إذا انتسبت.
قال المهدوي : وأنكره العلماء؛ لأن النسب لا يمنع من قتال الكفار وقتلهم.
وقال النحاس : وهذا غلط عظيم؛ لأنه يذهب إلى أن الله تعالى حظر أن يقاتل أحد بينه وبين المسلمين نسب، والمشركون قد كان بينهم وبين السابقين الأولين أنساب، وأشد من هذا الجهل بأنه كان ثم نسخ؛ لأن أهل التأويل مجمعون على أن الناسخ له {براءة} وإنما نزلت {براءة} بعد الفتح وبعد أن انقطعت الحروب.
وقال معناه الطبري.
قلت : حمل بعض العلماء معنى ينتسبون على الأمان؛ أي إن المنتسب إلى أهل الأمان آمن إذا أمن الكل منهم، لا على معنى النسب الذي هو بمعنى القرابة.
واختلف في هؤلاء الذين كان بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم ميثاق؛ فقيل : بنو مدلج.
عن الحسن : كان بينهم وبين قريش عقد، وكان بين قريش وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد.
وقال عكرمة : نزلت في هلال بن عويمر وسراقة بن جعشم وخزيمة بن عامر بن عبد مناف كان بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم عهد.
وقيل : خزاعة.
وقال الضحاك عن ابن عباس : أنه أراد بالقوم الذين بينكم وبينهم ميثاق بني بكر بن زيد بن مناة، كانوا في الصلح والهدنة.
الثالثة: في هذه الآية دليل على إثبات الموادعة بين أهل الحرب وأهل الإسلام إذا كان في الموادعة مصلحة للمسلمين، على ما يأتي بيانه في [الأنفال وبراءة] إن شاء الله تعالى.
الرابعة: قوله تعالى {أو جاءوكم حصرت صدورهم} أي ضاقت.
وقال لبيد : أسهلت وانتصبت كجذع منيفة ** جرداء يحصر دونها جرامها أي تضيق صدورهم من طول هذه النخلة؛ ومنه الحصر في القول وهو ضيق الكلام على المتكلم.
والحصر الكتوم للسر؛ قال جرير : ولقد تسقطني الوشاة فصادفوا ** حصرا بسرك يا أميم ضنينا ومعنى {حصرت} قد حصرت فأضمرت قد؛ قال الفراء : وهو حال من المضمر المرفوع في {جاءوكم} كما تقول : جاء فلان ذهب عقله، أي قد ذهب عقله.
وقيل : هو خبر بعد خبر قاله الزجاج.
أي جاءوكم ثم أخبر فقال {حصرت صدورهم} فعلى هذا يكون {حصرت} بدلا من {جاءوكم} كما قيل {حصرت} في موضع خفض على النعت لقوم.
وفي حرف أبي (إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق حصرت صدورهم) ليس فيه (أو جاءوكم).
وقيل : تقديره أو جاءوكم رجالا أو قوما حصرت صدورهم؛ فهي صفة موصوف منصوب على الحال.
وقرأ الحسن {أو جاءوكم حصرة صدورهم} نصب على الحال، ويجوز رفعه على الابتداء والخبر.
وحكى (أو جاءوكم حصراتٍ صدورهم)، ويجوز الرفع.
وقال محمد بن يزيد (حصرت صدورهم) هو دعاء عليهم؛ كما تقول : لعن الله الكافر؛ وقال المبرد.
وضعفه بعض المفسرين وقال : هذا يقتضي ألا يقاتلوا قومهم؛ وذلك فاسد؛ لأنهم كفار وقومهم كفار.
وأجيب بأن معناه صحيح، فيكون عدم القتال في حق المسلمين تعجيزا لهم، وفي حق قومهم تحقيرا لهم.
وقيل {أو} بمعنى الواو؛ كأنه يقول : إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق وجاءوكم ضيقة صدورهم عن قتالكم والقتال معكم فكرهوا قتال الفريقين.
ويحتمل أن يكونوا معاهدين على ذلك فهو نوع من العهد، أو قالوا نسلم ولا نقاتل؛ فيحتمل أن يقبل ذلك منهم في أول الإسلام حتى يفتح الله قلوبهم للتقوى ويشرحها للإسلام.
والأول أظهر.
والله أعلم.
{أو يقاتلوا} في موضع نصب؛ أي عن أن يقاتلوكم.
الخامسة: قوله تعالى {ولو شاء الله لسلطهم عليكم فلقاتلوكم} تسليط الله تعالى المشركين على المؤمنين هو بأن يقدرهم على ذلك ويقويهم إما عقوبة ونقمة عند إذاعة المنكر وظهور المعاصي، وإما ابتلاء واختبارا كما قال تعالى {ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم} [محمد : 31]، وإما تمحيصا للذنوب كما قال تعالى {وليمحص الله الذين آمنوا} [آل عمران : 141] ولله أن يفعل ما يشاء ويسلط من يشاء على من يشاء إذا شاء.
ووجه النظم والاتصال بما قبل أي اقتلوا المنافقين الذين اختلفتم فيهم إلا أن يهاجروا، وإلا أن يتصلوا بمن بينكم وبينهم ميثاق فيدخلون فيما دخلوا فيه فلهم حكمهم، وإلا الذين جاءوكم قد حصرت صدورهم عن أن يقاتلوكم أو يقاتلوا قومهم فدخلوا فيكم فلا تقتلوهم.