نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة النازعات آية 45
إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا

التفسير الميسر يسألك المشركون أيها الرسول- استخفافا- عن وقت حلول الساعة التي تتوعدهم بها. لستَ في شيء مِن علمها، بل مرد ذلك إلى الله عز وجل، وإنما شأنك في أمر الساعة أن تحذر منها مَن يخافها. كأنهم يوم يرون قيام الساعة لم يلبثوا في الحياة الدنيا؛ لهول الساعة إلا ما بين الظهر إلى غروب الشمس، أو ما بين طلوع الشمس إلى نصف النهار.

تفسير الجلالين
45 - (إنما أنت منذر) إنما ينفع إنذارك (من يخشاها) يخافها

تفسير القرطبي
قوله تعالى {يسألونك عن الساعة أيان مرساها} قاله ابن عباس : سأل مشركو مكة رسول الله صلى الله عليه وسلم متى تكون الساعة استهزاء، فأنزل الله عز وجل الآية.
وقال عروة بن الزبير في قوله تعالى {فيم أنت من ذكراها}؟ لم يزل النبي صلى الله عليه وسلم يسأل عن الساعة، حتى نزلت هذه الآية {إلى ربك منتهاها}.
ومعنى {مرساها} أي قيامها.
قال الفراء : رسوها قيامها كرسو السفينة.
وقال أبو عبيدة : أي منتهاها، ومرسى السفينة حيث، تنتهي.
وهو قول ابن عباس.
الربيع بن أنس : متى زمانها.
والمعنى متقارب.
وقد مضى في الأعراف بيان ذلك.
وعن الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (لا تقوم الساعة إلا بغضبة يغضبها ربك).
{فيم أنت من ذكراها} أي في أي شيء أن يا محمد من ذكر القيامة والسؤال عنها؟ وليس لك السؤال عنها.
وهذا معنى ما رواه الزهري عن عروة بن الزبير قال : لم يزل النبي صلى الله عليه وسلم يسأل عن الساعة حتى نزلت {فيم أنت من ذكراها إلى ربك منتهاها} أي منتهى علمها؛ فكأنه عليه السلام لما أكثروا عليه سأل الله أن يعرفه ذلك، فقيل له : لا تسأل، فلست في شيء من ذلك.
ويجوز أن يكون إنكارا على المشركين في مسألتهم له؛ أي فيم أنت من ذلك حتى يسألونك بيانه، ولست ممن يعلمه.
روي معناه عن ابن عباس.
والذكرى بمعنى الذكر.
قوله تعالى {إلى ربك منتهاها} أي منتهى علمها، فلا يوجد عند غيره علم الساعة؛ وهو كقوله تعالى {قل إنما علمها عند ربي}[الأعراف : 187] وقوله تعالى {إن الله عنده علم الساعة}[لقمان : 34].
{إنما أنت منذر من يخشاها} أي مخوف؛ وخص الإنذار بمن يخشى، لأنهم المنتفعون به، وإن كان منذرا لكل مكلف؛ وهو كقوله تعالى {إنما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب}[يس : 11].
وقراءة العامة {منذر} بالإضافة غير منون؛ طلب التخفيف، وإلا فأصله التنوين؛ لأنه للمستقبل وإنما لا ينون في الماضي.
قال الفراء : يجوز التنوين وتركه؛ كقوله تعالى {بالغ أمره}[الطلاق : 3]، و{بالغ أمره} و{موهن كيد الكافرين}[الأنفال : 18] و{موهن كيد الكافرين} والتنوين هو الأصل، وبه قرأ أبو جعفر وشيبة والأعرج وابن محيصن وحميد وعياش عن أبي عمرو {منذر} منونا، وتكون في موضع نصب، والمعنى نصب، إنما ينتفع بإنذارك من يخشى الساعة.
وقال أبو علي : يجوز أن تكون الإضافة للماضي، نحو ضارب زيد أمس؛ لأنه قد فعل الإنذار، الآية رد على من قال : أحوال الآخرة غير محسوسة، وإنما هي راحة الروح أو تألمها من غير حس.
{كأنهم يوم يرونها} يعني الكفار يرون الساعة {لم يلبثوا} أي في دنياهم، {إلا عشية} أي قدر عشية {أو ضحاها} أي أو قدر الضحا الذي يلي تلك العشية، والمراد تقليل مدة الدنيا، كما قال تعالى {لم يلبثوا إلا ساعة من نهار}[الأحقاف : 35].
وروى الضحاك عن ابن عباس : كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا يوما واحدا.
وقيل {لم يلبثوا} في قبورهم {إلا عشية أو ضحاها}، وذلك أنهم استقصروا مدة لبثهم في القبور لما عاينوا من الهول.
وقال الفراء : يقول القائل : وهل للعشية ضحا؟ وإنما الضحا لصدر النهار، ولكن أضيف الضحا إلى العشية، وهو اليوم الذي يكون فيه على عادة العرب؛ يقولون : آتيك الغداة أوعشيتها، وآتيك العشية أو غداتها، فتكون العشية في معنى آخر النهار، والغداة في معنى أول النهار؛ قال : وأنشدني بعض بني عقيل : نحن صبحنا عامرا في دارها ** جردا تعادي طرفي نهارها عشية الهلال أو سرارها أراد : عشية الهلال، أو سرار العشية، فهو أشد من آتيك الغداة أو عشيها.

تفسير ابن كثير يقول تعالى: {فإذا جاءت الطامة الكبرى} وهو يوم القيامة، قاله ابن عباس سميت بذلك، لأنها تطم على كل أمر هائل مفظع، كما قال تعالى: {والساعة أدهى وأمر}، {يوم يتذكر الإنسان ما سعى} أي حينئذ يتذكر ابن آدم جميع عمله، خيره وشره كما قال تعالى: {يومئذ يتذكر الإنسان وأنّى له الذكرى}، {وبرزت الجحيم لمن يرى} أي أظهرت للناظرين فرآها الناس عياناً، {فأما من طغى} أي تمرد وعتا، {وآثر الحياة الدنيا} أي قدمها على أمر دينه وأُخراه، {فإن الجحيم هي المأوى}، أي فإن مصيره إلى الجحيم وإن مطْعمه من الزقوم ومشربه من الحميم، {وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى} أي خاف القيام بين يدي اللّه عزَّ وجلَّ، وخاف حكم اللّه فيه، ونهى نفسه عن هواها، وردها إلى طاعة مولاها، {فإن الجنة هي المأوى} أي منقلبه ومصيره إلى الجنة الفيحاء، ثم قال تعالى {يسألونك عن الساعة أيان مرساها . فيم أنت من ذكراها إلى ربك منتهاها} أي ليس علمها إليك ولا إلى أحد من الخلق، بل مردها ومرجعها إلى اللّه عزَّ وجلَّ، فهو الذي يعلم وقتها على التعيين {قل إنما علمها عند اللّه}، وقال ههنا: {إلى ربك منتهاها}، ولهذا لما سأل جبريل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عن وقت الساعة؟ قال: (ما المسئول عنها بأعلم من السائل)، وقوله تعالى: {إنما أنت منذر من يخشاها} أي إنما بعثتك لتنذر الناس، وتحذرهم من بأس اللّه وعذابه، فمن خشي اللّه وخاف مقام ربه ووعيده أتبعك فأفلح وأنجح، والخيبة والخسار على من كذبك وخالفك، وقوله تعالى: {كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها} أي إذا قاموا من قبورهم إلى المحشر يستقصرون مدة الحياة الدنيا، حتى كأنها عندهم كانت عشية من يوم أو ضحى من يوم، قال ابن عباس: أما عشية فما بين الظهر إلى غروب الشمس، {أو ضحاها} ما بين طلوع الشمس إلى نصف النهار، وقال قتادة: وقت الدنيا في أعين القوم حين عاينوا الآخرة.

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি