نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة النازعات آية 41
فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ

التفسير الميسر وأمَّا مَنْ خاف القيام بين يدي الله للحساب، ونهى النفس عن الأهواء الفاسدة، فإن الجنة هي مسكنه.

تفسير الجلالين
41 - (فإن الجنة هي المأوى) وحاصل الجواب فالعاصي في النار والمطيع في الجنة

تفسير القرطبي
قوله تعالى {فأما من طغى.
وآثر الحياة الدنيا} أي تجاوز الحد في العصيان.
قيل : نزلت في النضر وابنه الحارث، وهي عامة في كل كافر أثر الحياة الدنيا على الآخرة.
وروى عن يحيى بن أبي كثير قال : من اتخذ من طعام واحد ثلاثة ألوان فقد طغى.
وروى جويبر عن الضحاك قال : قال حذيفة : أخوف ما أخاف على هذه الأمة أن يؤثروا ما يرون على ما يعلمون.
ويروى أنه وجد في الكتب : إن الله جل ثناؤه قال لا يؤثر عبد لي دنياه على آخرته، إلا بثثت عليه همومه وضيعته، ثم لا أبالي في أيها هلك .
{فإن الجحيم هي المأوى} أي مأواه.
والألف واللام بدل من الهاء.
قوله تعالى {وأما من خاف مقام ربه} أي حذر مقامه بين يدي ربه.
وقال الربيع : مقامه يوم الحساب.
وكان قتادة يقول : إن لله عز وجل مقاما قد خافه المؤمنون.
وقال مجاهد : هو خوفه في الدنيا من الله عز وجل عند مواقعة الذنب فيقلع.
نظيره {ولمن خاف مقام ربه جنتان}[الرحمن : 46].
{ونهى النفس عن الهوى} أي زجرها عن المعاصي والمحارم.
وقال سهل : ترك الهوى مفتاح الجنة؛ لقوله عز وجل {وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى} قال عبدالله بن مسعود : أنتم في زمان يقود الحق الهوى، وسيأتي زمان يقود الهوى الحق فنعوذ بالله من ذلك الزمان.
{فإن الجنة هي المأوى} أي المنزل.
والآيتان نزلتا في مصعب بن عمير وأخيه عامر بن عمير؛ فروى الضحاك عن ابن عباس قال : أما من طغى فهو أخ لمصعب بن عمير أسر يوم بدر، فأخذته الأنصار فقالوا : من أنت؟ قال : أنا أخو مصعب بن عمير، فلم يشدوه في الوثاق، وأكرموه وبيتوه عندهم، فلما أصبحوا حدثوا مصعب بن عمير حديثه؛ فقال : ما هو لي بأخ، شدوا أسيركم، فإن أمه أكثر أهل البطحاء حليا ومالا.
فأوثقوه حتى بعثت أمه في فدائه.
{وأما من خاف مقام ربه} فمصعب بن عمير، وقى رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه يوم أحد حين تفرق الناس عنه، حتى نفذت المشاقص في جوفه.
وهي السهام، فلما رأه رسول الله صلى الله عليه وسلم متشحطا في دمه قال : (عند الله أحتسبك) وقال لأصحابه : (لقد رأيته وعليه بردان ما تعرف قيمتهما وإن شراك نعليه من ذهب).
وقيل : إن مصعب بن عمير قتل أخاه عامرا يوم بدر.
وعن ابن عباس أيضا قال : نزلت هذه الآية في رجلين : أبي جهل بن هشام المخزومي ومصعب بن عمير العبدري.
وقال السدي : نزلت هذه الآية {وأما من خاف مقام ربه} في أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
وذلك أن أبا بكر كان له غلام يأتيه بطعام، وكان يسأله من أين أتيت بهذا، فأتاه يوما بطعام فلم يسأل وأكله، فقال له غلامه : لم لا تسألني اليوم؟ فقال : نسيت، فمن أين لك هذا الطعام.
فقال : تكهنت لقوم في الجاهلية فأعطونيه.
فتقايأه من ساعته وقال : يا رب ما بقي في العروق فأنت حبسته فنزلت {وأما من خاف مقام ربه}.
وقال الكلبي : نزلت في من هم بمعصية وقدر عليها في خلوة ثم تركها من خوف الله.
ونحوه عن ابن عباس.
يعني من خاف عند المعصية مقامه بين يدي الله، فانتهى عنها.
والله أعلم.

تفسير ابن كثير يقول تعالى: {فإذا جاءت الطامة الكبرى} وهو يوم القيامة، قاله ابن عباس سميت بذلك، لأنها تطم على كل أمر هائل مفظع، كما قال تعالى: {والساعة أدهى وأمر}، {يوم يتذكر الإنسان ما سعى} أي حينئذ يتذكر ابن آدم جميع عمله، خيره وشره كما قال تعالى: {يومئذ يتذكر الإنسان وأنّى له الذكرى}، {وبرزت الجحيم لمن يرى} أي أظهرت للناظرين فرآها الناس عياناً، {فأما من طغى} أي تمرد وعتا، {وآثر الحياة الدنيا} أي قدمها على أمر دينه وأُخراه، {فإن الجحيم هي المأوى}، أي فإن مصيره إلى الجحيم وإن مطْعمه من الزقوم ومشربه من الحميم، {وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى} أي خاف القيام بين يدي اللّه عزَّ وجلَّ، وخاف حكم اللّه فيه، ونهى نفسه عن هواها، وردها إلى طاعة مولاها، {فإن الجنة هي المأوى} أي منقلبه ومصيره إلى الجنة الفيحاء، ثم قال تعالى {يسألونك عن الساعة أيان مرساها . فيم أنت من ذكراها إلى ربك منتهاها} أي ليس علمها إليك ولا إلى أحد من الخلق، بل مردها ومرجعها إلى اللّه عزَّ وجلَّ، فهو الذي يعلم وقتها على التعيين {قل إنما علمها عند اللّه}، وقال ههنا: {إلى ربك منتهاها}، ولهذا لما سأل جبريل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عن وقت الساعة؟ قال: (ما المسئول عنها بأعلم من السائل)، وقوله تعالى: {إنما أنت منذر من يخشاها} أي إنما بعثتك لتنذر الناس، وتحذرهم من بأس اللّه وعذابه، فمن خشي اللّه وخاف مقام ربه ووعيده أتبعك فأفلح وأنجح، والخيبة والخسار على من كذبك وخالفك، وقوله تعالى: {كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها} أي إذا قاموا من قبورهم إلى المحشر يستقصرون مدة الحياة الدنيا، حتى كأنها عندهم كانت عشية من يوم أو ضحى من يوم، قال ابن عباس: أما عشية فما بين الظهر إلى غروب الشمس، {أو ضحاها} ما بين طلوع الشمس إلى نصف النهار، وقال قتادة: وقت الدنيا في أعين القوم حين عاينوا الآخرة.

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি