نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة النازعات آية 25
فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَىٰ

التفسير الميسر فجمع أهل مملكته وناداهم، فقال: أنا ربكم الذي لا ربَّ فوقه، فانتقم الله منه بالعذاب في الدنيا والآخرة، وجعله عبرة ونكالا لأمثاله من المتمردين. إن في فرعون وما نزل به من العذاب لموعظةً لمن يتعظ وينزجر.

تفسير الجلالين
25 - (فأخذه الله) أهلكه بالغرق (نكال) عقوبة (الآخرة) أي هذه الكلمة (والأولى) أي قوله قبلها ما علمت لكم من إلاه غيري وكان بينهما أربعون سنة

تفسير القرطبي
قوله تعالى {هل أتاك حديث موسى} أي قد جاءك وبلغك {حديث موسى} وهذا تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم.
أي إن فرعون كان أقوى من كفار عصرك، ثم أخذناه، وكذلك هؤلاء.
وقيل {هل} بمعنى {ما} أي ما أتاك، ولكن أخبرت به، فإن فيه عبرة لمن يخشى.
وقد مضى من خبر موسى وفرعون في غير موضع ما فيه كفاية.
وفي {طوى} ثلاث قراءات : قرأ ابن محيصن وابن عامر والكوفيون {طوى} منونا واختاره أبو عبيد لخفة الاسم.
الباقون بغير تنوين؛ لأنه معدول مثل عمر وقثم قال الفراء : طوى : واد بين المدينة ومصر.
قال : وهو معدول عن طاو، كما عدل عمر عن عامر.
وقرأ الحسن وعكرمة {طوى} بكسر الطاء، وروي عن أبي عمرو، على معنى المقدس مرة بعد مرة؛ قال الزجاج؛ وأنشد : أعاذل إن اللوم في غير كنهه ** علي طوى من غيك المتردد أي هو لوم مكرر علي.
وقيل : ضم الطاء وكسرها لغتان، وقد مضى في [طه] القول فيه.
{اذهب إلى فرعون} أي ناداه ربه، فحذف، لأن النداء قول؛ فكأنه؛ قال له رب {أذهب إلى فرعون}.
{إنه طغى} أي جاوز القدر في العصيان.
وروي عن الحسن قال : كان فرعون علجا من همدان.
وعن مجاهد قال : كان من أهل إصطخر.
وعن الحسن أيضا قال : من أهل أصبهان، يقال له ذو ظفر، طول أربعة أشبار.
{فقل هل لك إلى أن تزكى} أي تسلم فتطهر من الذنوب.
وروى الضحاك عن ابن عباس قال : هل لك أن تشهد أن لا إله إلا الله.
{وأهديك إلى ربك} أي وأرشدك إلى طاعة ربك {فتخشى} أي تخافه وتتقيه.
وقرأ نافع وبن كثير {تزكى} بتشديد الزاي، على إدغام التاء في الزاي لأن أصلها تتزكى.
الباقون {تزكى} بتخفيف الزاي على معنى طرح التاء.
وقال أبو عمرو {تزكى} بالتشديد [تتصدق بـ] الصدقة، و{تزكى} يكون زكيا مؤمنا.
وإنما دعا فرعون ليكون زكيا مؤمنا.
قال : فلهذا اخترنا التخفيف.
وقال صخر بن جويرية : لما بعث الله موسى إلى فرعون قال له {أذهب إلى فرعون} إلى قول {وأهديك إلى ربك فتخشى} ولن يفعل، فقال : يا رب، وكيف أذهب إليه وقد علمت أنه لا يفعل؟ فأوحى الله إليه أن أمض إلى ما أمرتك به، فإن في السماء اثني عشر ألف ملك يطلبون علم القدر، فلم يبلغوه ولا يدركوه.
{فأراه الآية الكبرى} أي العلامة العظمى وهي المعجزة وقيل : العصا.
وقيل : اليد البيضاء تبرق كالشمس.
وروى الضحاك عن ابن عباس : الآية الكبرى قال العصا.
الحسن : يده وعصاه.
وقيل : فلق البحر.
وقيل : الآية : إشارة إلى جميع آياته ومعجزاته.
{فكذب} أي كذب نبي الله موسى {وعصى} أي عصى ربه عز وجل.
{ثم أدبر يسعى} أي ولى مدبرا معرضا عن الإيمان {يسعى} أي يعمل بالفساد في الأرض.
وقيل : يعمل في نكاية موسى.
وقيل {أدبر يسعى} هاربا من الحية.
{فحشر} أي جمع أصحابه يمنعوه منها.
وقيل : جمع جنوده للقتال والمحاربة، والسحرة للمعارضة.
وقيل : حشر الناس للحضور.
{فنادى} أي قال لهم بصوت عال {أنا ربكم الأعلى} أي لا رب لكم فوقي.
ويروى : إن إبليس تصور لفرعون في صورة الإنس بمصر في الحمام، فأنكره فرعون، فقال له إبليس : ويحك! أما تعرفني؟ قال : لا.
قال : وكيف وأنت خلقتني؟ ألست القائل أنا ربكم الأعلى.
ذكره الثعلبي في كتاب العرائس.
وقال عطاء : كان صنع لهم أصناما صغارا وأمرهم بعبادتها، فقال أنا رب أصنامكم.
وقيل : أراد القادة والسادة.
هو ربهم، وأولئك، هم أرباب السفلة.
وقيل : في الكلام تقديم وتأخير؛ فنادى فحشر؛ لأن النداء يكون قبل الحشر.
{فأخذه الله نكال الآخرة والأولى} أي نكال قوله {ما علمت لكم من إله غيري}[القصص : 38] وقوله بعد {أنا ربكم الأعلى}[النازعات : 24] قاله ابن عباس ومجاهد وعكرمة.
وكان بين الكلمتين أربعون سنة؛ قال ابن عباس.
والمعنى : أمهله في الأولى، ثم أخذه في الآخرة، فعذبه بكلمتيه.
وقيل : نكال الأولى : هو أن أغرقه، ونكال الآخرة : العذاب في الآخرة.
وقال قتادة وغيره.
وقال مجاهد : هو عذاب أول عمره وأخره.
وقيل : الآخرة قوله {أنا ربكم الأعلى} والأولى تكذيبه لموسى.
عن قتادة أيضا.
و {نكال} منصوب على المصدر المؤكد في قول الزجاج؛ لأن معنى أخذه الله : نكل، الله به، فأخرج [نكال] مكان مصدر من معناه، لا من لفظه.
وقيل : نصب بنزع حرف الصفة.
أي فأخذه الله بنكال الآخرة، فلما نزع الخافض نصب.
وقال الفراء : أي أخذه الله أخذا نكالا، أي للنكال.
والنكال : اسم لما جعل نكالا للغير أي عقوبة له حتى يعتبر به.
يقال : نكل فلان بفلان : إذا أثخنه عقوبة.
والكلمة من الامتناع، ومنه النكول عن اليمين، والنكل القيد.
وقد مضى في سورة المزمل والحمد لله.
{إن في ذلك لعبرة} أي اعتبارا وعظة.
{لمن يخشى} أي يخاف الله عز وجل.

تفسير ابن كثير يخبر تعالى رسوله محمداً صلى اللّه عليه وسلم عن عبده ورسوله موسى عليه السلام، أنه ابتعثه إلى فرعون وأيده اللّه بالمعجزات، ومع هذا استمر على كفره وطغيانه حتى أخذه اللّه أخذ عزيز مقتدر، وكذلك عاقبة من خالفك يا محمد وكذب بما جئت به، ولهذا قال في آخر القصة: {إن في ذلك لعبرة لمن يخشى}، فقوله تعالى: {هل أتاك حديث موسى} أي هل سمعت بخبره {إذ ناداه ربه} أي كَلَّمَهُ نداء {بالواد المقدس} أي المطهر، {طوى} وهو اسم الوادي على الصحيح، فقال له: {اذهب إلى فرعون إنه طغى} أي تجبر وتمرد وعتا، {فقل هل لك إلى أن تزكى} أي قل له هل لك أن تجيب إلى طريقة ومسلك تزكى به أي تسلم وتطيع، {وأهديك إلى ربك} أي أدلك إلى عبادة ربك {فتخشى} أي فيصير قلبك خاضعاً له مطيعاً خاشعاً، بعد ما كان قاسياً خبيثاً بعيداً من الخير، {فأراه الآية الكبرى} يعني فأظهر له موسى مع هذه الدعوة الحق حجة قوية، ودليلاً واضحاً على صدق ما جاءه من عند اللّه، {فكذب وعصى} أي فكذب بالحق، وخالف ما أمره به من الطاعة، {ثم أدبر يسعى} أي في مقابلة الحق بالباطل وهو جمعه السحرة، ليقابلوا ما جاء به موسى عليه السلام من المعجزات الباهرات {فحشر فنادى} أي في قومه، {فقال أنا ربكم الأعلى} قال ابن عباس ومجاهد: وهذه الكلمة قالها فرعون بعد قوله: {ما علمت لكم من إله غيري} بأربعين سنة، قال اللّه تعالى: {فأخذه اللّه نكال الآخرة والأولى} أي انتقم اللّه منه انتقاماً جعله به عبرة ونكالاً لأمثاله من المتمردين في الدنيا، {ويوم القيامة بئس الرفد المرفود}، كما قال تعالى: {وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون}، وهذا هو الصحيح في معنى الآية أن المراد بقوله: {نكال الآخرة والأولى} أي الدنيا والآخرة، وقيل: المراد بذلك كلمتاه الأولى والثانية، وقيل: كفره وعصيانه، والصحيح الأول، وقوله: {إن في ذلك لعبرة لمن يخشى} أي لمن يتعظ وينزجر.

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি