نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة النبأ آية 18
يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا

التفسير الميسر إن يوم الفصل بين الخلق، وهو يوم القيامة، كان وقتًا وميعادًا محددًا للأولين والآخرين، يوم ينفخ المَلَك في "القرن" إيذانًا بالبعث فتأتون أممًا، كل أمة مع إمامهم.

تفسير الجلالين
18 - (يوم ينفخ في الصور) القرن بدل من يوم الفصل أو بيان له والنافخ إسرافيل (فتأتون) من قبوركم إلى الموقف (أفواجا) جماعات مختلفة

تفسير القرطبي
قوله تعالى {إن يوم الفصل كان ميقاتا} أي وقتا ومجمعا وميعادا للأولين والآخرين، لما وعد الله من الجزاء والثواب.
وسمي يوم الفصل لأن الله تعالى يفصل فيه بين خلقه.
{يوم ينفخ في الصور} أي للبعث {فتأتون} أي إلى موضع العرض.
{أفواجا} أي أمما، كل أمة مع إمامهم.
وقيل : زمرا وجماعات.
الواحد : فوج.
ونصب يوما بدلا من اليوم الأول.
وروي من حديث معاذ بن جبل قلت : يا رسول الله! أرأيت قول الله تعالى {يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا} فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (يا معاذ بن جبل لقد سألت عن أمر عظيم) ثم أرسل عينيه باكيا، ثم قال : (يحشر عشرة أصناف من أمتي أشتاتا قد ميزهم الله تعالى من جماعات المسلمين، وبدل صورهم، فمنهم على صورة القردة وبعضهم على صورة الخنازير وبعضهم منكسون : أرجلهم أعلاهم، ووجوههم يسحبون عليها، وبعضهم عمي يتردون، وبعضهم صم بكم لا يعقلون، وبعضهم يمضغون ألسنتهم، فهي مدلاة على صدورهم، يسيل القيح من أفواههم لعابا، يتقذرهم أهل الجمع، وبعضهم مقطعة أيديهم وأرجلهم، وبعضهم مصلبون على جذوع من النار، وبعضهم أشد نتنا من الجيف، وبعضهم ملبسون جلابيب سابغة من القطران لاصقة بجلودهم؛ فأما الذين على صورة القردة فالقتات من الناس - يعني النمام - وأما الذين على صورة الخنازير، فأهل السحت والحرام والمكس.
وأما المنكسون رؤوسهم ووجوههم، فأكلة الربا، والعمي : من يجور في الحكم، والصم البكم : الذين يعجبون بأعمالهم.
والذين يمضغون ألسنتهم : فالعلماء والقصاص الذين يخالف قولهم فعلهم.
والمقطعة أيديهم وأرجلهم : فالذين يؤذون الجيران.
والمصلبون على جذوع النار : فالسعاة بالناس إلى السلطان والذين هم أشد نتنا من الجيف فالذين يتمتعون بالشهوات واللذات، ويمنعون حق الله من أموالهم.
والذين يلبسون الجلابيب : فأهل الكبر والفخر والخيلاء).
قوله تعالى{وفتحت السماء فكانت أبوابا} أي لنزول الملائكة؛ كما قال تعالى {ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا}[الفرقان : 25].
وقيل : تقطعت، فكانت قطعا كالأبواب فانتصاب الأبواب على هذا التأويل بحذف الكاف.
وقيل : التقدير فكانت ذات أبواب؛ لأنها تصير كلها أبوابا.
وقيل : أبوابها طرقها.
وقيل : تنحل وتتناثر، حتى تصير فيها أبواب.
وقيل : إن لكل عبد بابين في السماء : بابا لعمله، وبابا لرزقه، فإذا قامت القيامة انفتحت الأبواب.
وفي حديث الإسراء : (ثم عرج بنا إلى السماء فاستفتح جبريل، فقيل : من أنت قال : جبريل.
قيل : ومن معك؟ قال : محمد.
قيل : وقد بعث إليه؟ قال : قد بعث إليه.
ففتح لنا).
{وسيرت الجبال فكانت سرابا} أي لا شيء كما أن السراب كذلك : يظنه الرائي ماء وليس بماء.
وقيل {سيرت} نسفت من أصولها.
وقيل : أزيلت عن مواضعها.

تفسير ابن كثير يقول تعالى مخبراً عن يوم الفصل، وهو يوم القيامة أنه مؤقت بأجل معدود، لا يزاد عليه ولا ينقص منه، ولا يعلم وقته على التعيين إلا اللّه عزَّ وجلَّ، كما قال تعالى: {وما نؤخره إلا لأجل معدود} أنه {يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجاً} قال مجاهد زمراً زمراً. قال ابن جرير: يعني تأتي كل أمة مع رسولها، كقوله تعالى: {يوم ندعو كل إناس بإمامهم} قال البخاري: {يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجاً} عن أبي هريرة قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (ما بين النفختين أربعون) قالوا: أربعون يوماً، قال: (أبيت)، قالوا: أربعون شهراً؟ قال: (أبيت)، قالوا: أربعون سنة؟ قال: (أبيت)، قال: (ثم ينزل اللّه من السماء ماء فينبتون كما ينبت البقل ليس من الإنسان شيء إلا بلي إلا عظماً واحداً، وهو عجب الذنب ومنه يركب الخلق يوم القيامة) ""أخرجه البخاري"". {وفتحت السماء فكانت أبواباً} أي طرقاً ومسالك لنزول الملائكة، {وسيرت الجبال فكانت سراباً} كقوله تعالى: {وتكون الجبال كالعهن المنفوش}، وقال ههنا {فكانت سراباً} أي يخيل إلى الناظر أنها شيء وليست بشيء، وبعد هذا تذهب بالكلية فلا عين ولا أثر، كما قال تعالى: {ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفاً . فيذرها قاعاً صفصفاً . لا ترى فيها عوجاً ولا أمتاً}، وقال تعالى: {ويوم نسيّر الجبال وترى الأرض بارزة}، وقوله تعالى: {إن جهنم كانت مرصاداً} أي مرصدة معدة {للطاغين} وهم المردة العصاة المخالفون للرسل، {مآباً} أي مرجعاً ومنقلباً ومصيراً ونزلاء، وقال الحسن وقتادة: لا يدخل أحد الجنة حتى يجتاز النار، فإن كان معه جواز نجا وإلا احتبس، وقوله تعالى: {لابثين فيها أحقاباً} أي ماكثين فيها أحقاباً وهي جمع حقب وهو المدة من الزمان، وقد اختلفوا في مقداره، فقال ابن جرير، قال علي بن أبي طالب لهلال الهجري: ما تجدون الحقب في كتاب اللّه المنزل؟ قال: نجده ثمانين سنة، كل سنة اثنا عشر شهراً، كل شهر ثلاثون يوماً، كل يوم ألف سنة، وعن الحسن والسدي: سبعون سنة. وعن عبد اللّه بن عمرو: الحقب أربعون سنة، كل يوم منها كألف سنة مما تعدون، ""رواهما ابن أبي حاتم""، وقال بشير بن كعب: ذكر لي أن الحقب الواحد ثلثمائة سنة، اثنا عشر شهراً، كل سنة ثلثمائة وستون يوماً، كل يوم منها كألف سنة. وقال السدي: {لابثين فيها أحقاباً} سبعمائة حقب، كل حقب سبعون سنة، كل سنة ثلثمائة وستون يوماً، كل يوم كألف سنة مما تعدون، وقال خالد بن معدان هذه الآية، وقوله تعالى: {إلا ما شاء ربك} في أهل التوحيد ""أخرجه ابن جرير""، قال ابن جرير: والصحيح أنها لا انقضاء لها، كما روي عن سالم: سمعت الحسن يسأل عن قوله تعالى: {لابثين فيها أحقاباً} قال أما الأحقاب فليس لها عدة إلا الخلود في النار، ولكن ذكروا أن الحقب سبعون سنة، كل يوم كألف سنة مما تعدون، وقال قتادة، قال اللّه تعالى: {لابثين فيها أحقاباً} وهو ما لا انقطاع له وكلما مضى حقب جاء حقب بعده. وقال الربيع بن أنَس: {لابثين فيها أحقاباً} لا يعلم عدة هذه الأحقاب إلا اللّه عزَّ وجلَّ، وذكر لنا أن الحقب الواحد ثمانون سنة، والسنة ثلثمائة وستون يوماً، كل يوم كألف سنة مما تعدون ""أخرجه ابن جرير أيضاً"". وقوله تعالى: {لا يذوقون فيها برداً ولا شراباً} أي لا يجدون في جهنم برداً لقلوبهم، ولا شراباً طيباً يتغذون به، ولهذا قال تعالى: {إلا حميماً وغساقاً}، وقال أبو العالية: استثنى من البرد الحميم، ومن الشراب الغساق، قال الربيع بن أنَس: فأما الحميم فهو الحار الذي قد انتهى حره وحموُّه. والغساق هو ما اجتمع من صديد أهل النار وعرقهم ودموعهم وجروحهم، فهو بارد لا يستطاع من برده ولا يواجه من نتته، وقوله تعالى: {جزاءاً وفاقاً} أي هذا الذي صاروا إليه من هذه العقوبة، وفق أعمالهم الفاسدة التي كانوا يعملونها في الدنيا، ثم قال تعالى: {إنهم كانوا لا يرجون حساباً} أي لم يكونوا يعتقدون أن ثم داراً يجازون فيها ويحاسبون، {وكذبوا بآياتنا كذاباً} أي وكانوا يكذبون بحجج اللّه ودلائله على خلقه التي أنزلها على رسوله صلى اللّه عليه وسلم فيقابلونها بالتكذيب والمعاندة، وقوله {كذاباً} أي تكذيباً، وهومصدر من غير الفعل، وقوله تعالى: {وكل شيء أحصيناه كتاباً} أي وقد علمنا أعمال العباد وكتبناها عليهم، وسنجزيهم على ذلك إن خيراً فخير، وإن شراً فشر، وقوله تعالى: {فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذاباً} أي يقال لأهل النار ذوقوا ما أنتم فيه فلن نزيدكم إلا عذاباً من جنسه وآخر من شكله أزواج، قال قتادة: لم ينزل اللّه على أهل النار آية أشد من هذه الآية {فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذاباً} فهم في مزيد من العذاب أبداً.

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি