- الاسلامية
- بحث القرآن الكريم بمختلف اللغات
- الدعاء من الكتاب والسنة
- مشكل إعراب القرآن
- مفردات ألفاظ القرآن الكريم
- تلاوة القرآن الكريم
- كتاب عدد آي القرآن وكلمه وحروفه ومعرفة خموسه وعشوره ومكيه ومدنيه
- ألف سؤال وجواب في القرآن
- مشروع القرآن الكريم
- أذكار وأدعيـة الصلاة
- كيف تحفظ القرآن
- حفظ سورة البقرة
- كتاب فقه السنة
- صحيح البخاري
- تغريدات #السيرة_النبوية
- قصص اﻷنبياء
- تاريخ الخلفاء للسيوطي
- العلاج بالأغذية والأعشاب
- منتخب الكلام في تفسير الأحلام
- ملاحظاتكم - الشبكة الاسلامية
- أدعية مختارة باللغتين العربية والانجليزية
- الثقافية
- الجغرافية
- الاجتماعية
- آراء
- وظائف
- خريطة الموقع
- اتصل بنا
- التسجيل
نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها
سورة المدثر آية 14
وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا
التفسير الميسر
دعني -أيها الرسول- أنا والذي خلقته في بطن أمه وحيدًا فريدًا لا مال له ولا ولد، وجعلت له مالا مبسوطًا واسعًا وأولادًا حضورًا معه في "مكة" لا يغيبون عنه، ويسَّرت له سبل العيش تيسيرًا، ثم يأمُل بعد هذا العطاء أن أزيد له في ماله وولده، وقد كفر بي. ليس الأمر كما يزعم هذا الفاجر الأثيم، لا أزيده على ذلك؛ إنه كان للقرآن وحجج الله على خلقه معاندًا مكذبًا، سأكلفه مشقة من العذاب والإرهاق لا راحة له منها. (والمراد به الوليد بن المغيرة المعاند للحق المبارز لله ولرسوله بالمحاربة، وهذا جزاء كلِّ من عاند الحق ونابذه).تفسير الجلالين
14 - (ومهدت) بسطت (له) في العيش والعمر والولد (تمهيدا)
تفسير القرطبي
قوله تعالى {ذرني ومن خلقت وحيدا} {ذرني} أي دعني؛ وهي كلمة وعيد وتهديد.
{ومن خلقت} أي دعني والذي خلقته وحيدا؛ فـ {وحيدا} على هذا حال من ضمير المفعول المحذوف، أي خلقته وحده، لا مال له ولا ولد، ثم أعطيته بعد ذلك ما أعطيته.
والمفسرون على أنه الوليد بن المغيرة المخزومي، وإن كان الناس خلقوا مثل خلقه.
وإنما خص بالذكر لاختصاصه بكفر النعمة وإيذاء الرسول عليه السلام، وكان يسمى الوحيد في قومه.
قال ابن عباس : كان الوليد يقول : أنا الوحيد بن الوحيد، ليس لي في العرب نظير، ولا لأبي المغيرة نظير، وكان يسمى الوحيد؛ فقال الله تعالى {ذرني ومن خلقت} بزعمه {وحيدا} لا أن الله تعالى صدقه بأنه وحيد.
وقال قوم : إن قوله تعالى{وحيدا} يرجع إلى الرب تعالى على معنيين : أحدهما : ذرني وحدي معه فأنا أجزيك في الانتقام منه عن كل منتقم.
والثاني : أني أنفردت بخلقه ولم يشركني فيه أحد، فأنا أهلكه ولا أحتاج إلى ناصر في إهلاكه؛ {فوحيدا} على هذا حال من ضمير الفاعل، وهو التاء في {خلقت} والأول قول مجاهد، أي خلقته وحيدا في بطن أمه لا مال له ولا ولد، فأنعمت عليه فكفر؛ فقوله {وحيدا} على هذا يرجع إلى الوليد، أي لم يكن له شيء فملكته.
وقيل : أراد بذلك ليدله على أنه يبعث وحيدا كما خلق وحيدا.
وقيل : الوحيد الذي لا يعرف أبوه، وكان الوليد معروفا بأنه دعي، كما ذكرنا في قوله تعالى {عتل بعد ذلك زنيم}[القلم : 13] وهو في صفة الوليد أيضا.
قوله تعالى {وجعلت له مالا ممدودا} أي خولته وأعطيته مالا ممدودا، وهو ما كان للوليد بين مكة والطائف من الإبل والحجور والنعم والجنان والعبيد والجواري، كذا كان ابن عباس يقول : وقال مجاهد : غلة ألف دينار، قال سعيد بن جبير وابن عباس أيضا.
وقال قتادة : ستة آلاف دينار.
وقال سفيان الثوري وقتادة : أربعة آلاف دينار.
الثوري أيضا : ألف ألف دينار.
مقاتل : كان له بستان لا ينقطع خيره شتاء ولا صيفا.
وقال عمر رضى الله عنه {وجعلت له مالا ممدودا} غلة شهر بشهر.
النعمان بن سالم : أرضا يزرع فيها.
القشيري : والأظهر أنه إشارة إلى ما لا ينقطع رزقه، بل يتوالى كالزرع والضرع والتجارة.
قوله تعالى {وبنين شهودا} أي حضورا لا يغيبون عنه في تصرف.
قال مجاهد وقتادة : كانوا عشرة.
وقيل : اثنا عشر؛ قال السدي والضحاك.
قال الضحاك : سبعة ولدوا بمكة وخمسة ولدوا بالطائف.
وقال سعيد بن جبير : كانوا ثلاثة عشر ولدا.
مقاتل : كانوا سبعة كلهم رجال، اسلم منهم ثلاثة : خالد وهشام والوليد بن الوليد.
قال : فما زال الوليد بعد نزول هذه الآية في نقصان من ماله وولده حتى هلك.
وقيل : شهودا، أي إذا ذكر ذكروا معه؛ قاله ابن عباس.
وقيل : شهودا، أي قد صاروا مثله في شهود ما كان يشهده، والقيام بما كان يباشره.
والأول قول السدي، أي حاضرين مكة لا يظعنون عنه في تجارة ولا يغيبون.
قوله تعالى {ومهدت له تمهيدا} أي بسطت له في العيش بسطا، حتى أقام ببلدته مطمئنا مترفها يرجع إلى رأيه.
والتمهيد عند العرب : التوطئة والتهيئة؛ ومنه مهد الصبي.
وقال ابن عباس {ومهدت له تمهيدا} أي وسعت له ما بين اليمن والشام وقاله مجاهد.
وعن مجاهد أيضا في {ومهدت له تمهيدا} أنه المال بعضه فوق بعض كما يمهد الفراش.
قوله تعالى{ثم يطمع أن أزيد} أي ثم إن الوليد يطمع بعد هذا كله أن أزيده في المال والولد.
وقال الحسن وغيره : أي ثم يطمع أن أدخله الجنة، وكان الوليد يقول : إن كان محمد صادقا فما خلقت الجنة إلا لي؛ فقال الله تعالى ردا عليه وتكذيبا له {كلا} أي لست أزيده، فلم يزل يرى النقصان في ماله وولده حتى هلك.
و{ثم} في قوله تعالى {ثم يطمع} ليست بثم التي للنسق ولكنها تعجيب، وهي كقوله تعالى {وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون) [الأنعام : 1] وذلك كما تقول : أعطيتك ثم أنت تجفوني؛ كالمتعجب من ذلك.
وقيل يطمع أن أترك ذلك في عقبه؛ وذلك أنه كان يقول : إن محمدا مبتور؛ أي أبتر وينقطع ذكره بموته.
وكان يظن أن ما رزق لا ينقطع بموته.
وقيل : أي ثم يطمع أن أنصره على كفره.
و{كلا} قطع للرجاء عما كان يطمع فيه من الزيادة؛ فيكون متصلا بالكلام الأول.
وقيل{كلا} بمعنى حقا ويكون ابتداء {إنه} يعني الوليد {كان لآياتنا عنيدا} أي معاندا للنبي صلى الله عليه وسلم وما جاء به؛ يقال : عاند فهو عنيد مثل جالس فهو جليس؛ قال مجاهد.
وعند يعند بالكسر أي خالف ورد الحق وهو يعرفه فهو عنيد وعاند.
والعاند : البعير الذي يحور عن الطريق ويعدل عن القصد والجمع عند مثل راكع وركع؛ وأنشد أبو عبيدة قول الحارثي : إذا ركبت فاجعلاني وسطا ** إني كبير لا أطيق العندا وقال أبو صالح {عنيدا} معناه مباعدا؛ قال الشاعر : أرانا على حال تفرق بيننا ** نوى غربة إن الفراق عنود قتادة : جاحدا.
مقاتل : معرضا.
ابن عباس : جحودا.
وقيل : إنه المجاهر بعدوانه.
وعن مجاهد أيضا قال : مجانبا للحق معاندا له معرضا عنه.
والمعنى كله متقارب.
والعرب تقول : عند الرجل إذا عتا وجاوز قدره.
والعنود من الإبل : الذي لا يخالط الإبل، إنما هو في ناحية.
ورجل عنود إذا كان يحل وحده لا يخالط الناس والعنيد من التجبر.
وعرق عاند : إذا لم يرقأ دمه.
كل هذا قياس واحد وقد مضى في سورة إبراهيم .
وجمع العنيد عند، مثل رغيف ورغف.
قوله تعالى {سأرهقه} أي سأكلفه.
وكان ابن عباس يقول : سألجئه؛ والإرهاق في كلام العرب : أن يحمل الإنسان على الشيء.
{صعودا} الصعود : جبل من نار يتصعد فيه سبعين خريفا ثم يهوي كذلك فيه أبدا رواه أبو سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم،""خرجه الترمذي وقال فيه حديث غريب"" وروى عطية عن أبي سعيد قال : صخرة في جهنم إذا وضعوا عليها أيديهم ذابت فإذا رفعوها عادت، قال : فيبلغ أعلاها في أربعين سنة يجذب من أمامه بسلاسل ويضرب من خلفه بمقامع، حتى إذا بلغ أعلاها رمى به إلى أسفلها، فذلك دأبه أبدا.
وقد مضى هذا المعنى في سورة {قل أوحي}[الجن : 1] وفي التفسير : أنه صخرة ملساء يكلف صعودها فإذا صار في أعلاها حدر في جهنم، فيقوم يهوي ألف عام من قبل أن يبلغ قرار جهنم، يحترق في كل يوم سبعين مرة ثم يعاد خلقا جديدا.
وقال ابن عباس : المعنى سأكلفه مشقة من العذاب لا راحة له فيه ونحوه عن الحسن وقتادة.
وقيل : إنه تصاعد نفسه للنزع وإن لم يتعقبه موت، ليعذب من داخل جسده كما يعذب من خارجه.