نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة المدثر آية 8
فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ

التفسير الميسر فإذا نُفخ في "القرن" نفخة البعث والنشور، فذلك الوقت يومئذ شديد على الكافرين، غير سهل أن يخلصوا مما هم فيه من مناقشة الحساب وغيره من الأهوال.

تفسير الجلالين
8 - (فإذا نقر في الناقور) نفخ في الصور وهو القرن النفخة الثانية

تفسير القرطبي
قوله تعالى {فإذا نقر في الناقور} إذا نفخ في الصور.
والناقور : فاعول من النقر، كأنه الذي من شأنه أن ينقر فيه للتصويت، والنقر في كلام العرب : الصوت؛ ومنه قول امرئ القيس : أخفضه بالنقر لما علوته ** ويرفع طرفا غير خاف غضيض وهم يقولون : نقر باسم الرجل إذ دعاه مختص له بدعائه.
وقال مجاهد وغيره : هو كهيئة البوق، ويعني به النفخة الثانية.
وقيل : الأولى؛ لأنها أول الشدة الهائلة العامة.
وقد مضى الكلام في هذا مستوفى في النمل و الأنعام وفي كتاب التذكرة ، والحمد لله.
وعن أبي حبان قال : أمّنا زرارة بن أوفى فلما بلغ {فإذا نقر في الناقور} خر ميتا.
{فذلك يومئذ يوم عسير} أي فذلك اليوم يوم شديد {على الكافرين} أي على من كفر بالله وبأنبيائه صلى الله عليهم {غير يسير} أي، غير سهل ولا هين؛ وذلك أن عقدهم لا تنحل إلا إلى عقدة أشد منها، بخلاف المؤمنين الموحدين المذنبين فإنها تنحل إلى ما هو أخف منها حتى يدخلوا الجنة برحمة الله تعالى.
و{يومئذ} نصب، على تقدير فذلك يوم عسير يومئذ.
وقيل : جر بتقدير حرف جر، مجازه : فذلك في يومئذ.
وقيل : يجوز أن يكون رفعا إلا أنه بني على الفتح لإضافته إلى غير متمكن.

تفسير ابن كثير روى البخاري، عن جابر بن عبد اللّه، أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: (جاورت بحراء فلما قضيت جواري، هبطت فنوديت، فنظرت عن يميني، فلم أر شيئاً، ونظرت عن شمالي فلم أر شيئاً، ونظرت أمامي فلم أر شيئاً، ونظرت خلفي فلم أر شيئاً، فرفعت رأسي فرأيت شيئاً، فأتيت خديجة، فقلت: دثروني وصبوا عليَّ ماء بارداً - قال - فدثروني وصبُّوا عليَّ ماء بارداً، قال، فنزلت: {يا أيها المدثر . قُمْ فأنذر . وربك فكبِّر} ""رواه البخاري"". وعن أبي سلمة قال: أخبرني جابر بن عبد اللّه أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يحدِّث عن فترة الوحي فقال في حديثه: (فبينا أنا أمشي إذْ سمعتُ صوتاً من السماء، فرفعت بصري قبَل السماء، فإذا الملك الذي جاءني بحراء قاعد على كرسي بين السماء والأرض، فجثثت منه حتى هويت إلى الأرض، فجئت إلى أهلي فقلت: زملوني زملوني. فزملوني، فأنزل: {يا أيها المدثر . قُمْ فأنذر} - إلى - {فاهجر}، قال أبو سلمة: والرجز: الأوثان، (ثم حمي الوحي وتتابع) ""أخرجه البخاري ومسلم"". وهذا السياق يقتضي أنه قد نزل الوحي قبل هذا لقوله: (فإذا الملك الذي كان بحراء) وهو جبريل حين أتاه بقوله: {اقْرَأْ باسْمِ ربّك الذي خلق}، ثم إنه حصل بعد هذا فترة ثم نزل الملك بعد هذا، كما قال الإمام أحمد، عن جابر بن عبد اللّه، أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: (ثم فتر الوحي عني فترة، فبينا أنا أمشي سمعت صوتاً من السماء، فرفعت بصري قبَل السماء فإذا الملك الذي جاءني قاعد على كرسي بين السماء والأرض، فجثثت منه فرقاً حتى هويت إلى الأرض، فجئت أهلي، فقلت لهم: زملوني زملوني، فزملوني، فأنزل اللّه تعالى: {يا أيها المدثر . قُمْ فأنذر . وربك فكبِّر . وثيابك فطهر . والرجز فاهجر} ثم حمي الوحي وتتابع) ""أخرجه أحمد والشيخان"". وروى الطبراني، عن ابن عباس قال: إن الوليد بن المغيرة صنع لقريش طعاماً فلما أكلوا منه قال: ما تقولون في هذا الرجل؟ فقال بعضهم: ساحر، وقال بعضهم: ليس بساحر، وقال بعضهم: كاهن، وقال بعضهم: ليس بكاهن، وقال بعضهم: شاعر، وقال بعضهم: ليس بشاعر، وقال بعضهم: بل ساحر يؤثر، فأجمع رأيهم على أنه سحر يؤثر، فبلغ ذلك النبي صلى اللّه عليه وسلم، فحزن وقّنع رأسه وتدثر، فأنزل اللّه تعالى: {يا أيها المدثر . قم فأنذر . وربك فكبِّر . وثيابك فطهر . والرجز فاهجر . ولا تمنن تستكثر . ولربك فاصبر} وقوله تعالى: {قم فأنذر} أي شمر عن ساق العزم وأنذر الناس {وربك فكبر} أي عظّم {وثيابك فطهِّر} سئل ابن عباس عن هذه الآية: {وثيابك فطهر} فقال: لا تلبسها على معصية ولا على غدرة، ثم قال: أما سمعت قول غيلان بن سلمة الثقفي: فإني بحمد اللّه لا ثوب فاجر ** لبست ولا من غدرة أتقنع وفي رواية عنه: فطهر من الذنوب، وقال مجاهد: {وثيابك فطهر} قال: نفسك ليس ثيابه، وفي رواية عنه: أي عملك فأصلح، وقال قتادة: {وثيابك فطهر} أي طهرها من المعاصي، وقال محمد بن سيرين: {وثيابك فطهر} أي اغسلها بالماء، وقال ابن زيد: كان المشركون لا يتطهرون، فأمره اللّه أن يتطهر وأن يطهر ثيابه، وهذا القول اختاره ابن جرير، وقد تشمل الآية جميع ذلك مع طهارة القلب، فإن العرب تطلق الثياب عليه. وقال سعيد بن جبير {وثيابك فطهر} وقلبك ونيتك فطهر. وقوله تعالى: {والرجز فاهجر} قال ابن عباس: والرجز وهو الأصنام فاهجر وهو قول مجاهد وعكرمة وقتادة والزهري وابن زيد أن الرجز يراد به الأوثان وقال الضحّاك {والرجز فاهجر}: أي اترك المعصية، وعلى كل تقدير، فلا يلزم تلبسه بشيء من ذلك كقوله تعالى: {يا أيها النبي اتق اللّه ولا تطع الكافرين والمنافقين}. وقوله تعالى: {ولا تمنن تستكثر}، قال ابن عباس: لا تعط العطية تلتمس أكثر منها، وقال الحسن البصري: لا تمتن بعملك على ربك تستكثره، واختاره ابن جرير، وقال مجاهد: لا تضعف أن تستكثر من الخير، قال: تمنن في كلام العرب تضعف، وقال ابن زيد: لا تمنن بالنبوة على الناس تستكثرهم بها تأخذ عليه عوضاً من الدنيا، فهذه أربعة أقوال، والأظهر القول الأول، واللّه أعلم. وقوله تعالى: {ولربك فاصبر} أي اجعل صبرك على أذاهم لوجه ربك عزَّ وجلَّ، قاله مجاهد. وقال إبراهيم النخعي: اصبر عطيتك للّه عزَّ وجلَّ. وقوله تعالى: {فإذا نقر في الناقور فذلك يومئذ يوم عسير على الكافرين غير يسير} قال ابن عباس ومجاهد: {الناقور} الصور، قال مجاهد: وهو كهيئة القرن، وفي الحديث: (كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم القرن وحنى جبهته ينتظر متى يؤمر فينفخ؟) فقال أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: فما تأمرنا يا رسول اللّه؟ قال: (قولوا حسبنا اللّه ونعم الوكيل على اللّه توكلنا) ""أخرجه أحمد وابن أبي حاتم""، وقوله تعالى: {فذلك يومئذ يوم عسير} أي شديد، {على الكافرين غير يسير} أي غير سهل عليهم، كما قال تعالى: {يقول الكافرون هذا يوم عسر}، وقد روينا عن زرارة بن أوفى قاضي البصرة أنه صلى بهم الصبح فقرأ هذه السورة، فلما وصل إلى قوله تعالى: {فإذا نقر في الناقور فذلك يومئذ يوم عسير على الكافرين غير يسير} شهق شهقة، ثم خرّ ميتاً رحمه اللّه تعالى.

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি