نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة المزمل آية 14
يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَهِيلًا

التفسير الميسر يوم تضطرب الأرض والجبال وتتزلزل حتى تصير الجبال تَلا من الرمل سائلا متناثرًا، بعد أن كانت صُلبة جامدة.

تفسير الجلالين
14 - (يوم ترجف) تزلزل (الأرض والجبال وكانت الجبال كثيبا) رملا مجتمعا (مهيلا) سائلا بعد اجتماعه وهو من هال يهيل وأصله مهيول استثقلت الضمة على الياء فنقلت إلى الهاء وحذفت الواو ثاني الساكنين لزيادتها وقلبت الضمة كسرة لمجانسة الياء

تفسير القرطبي
قوله تعالى {إن لدينا أنكالا وجحيما} الأنكال : القيود.
عن الحسن ومجاهد وغيرهما.
واحدها نكل، وهو ما منع الإنسان من الحركة.
وقيل : سمى نكلا، لأنه ينكل به.
قال الشعبي : أترون أن الله تعالى جعل الأنكال في أرجل أهل النار خشية أن يهربوا؟ لا والله! ولكنهم إذا أرادوا أن يرتفعوا استفلت بهم.
وقال الكلبي : الأنكال : الأغلال، والأول أعرف في اللغة؛ ومنه قول الخنساء : دعاك فقطعت أنكاله ** وقد كن قبلك لا تقطع وقيل : إنه أنواع العذاب الشديد؛ قاله مقاتل.
وقد جاء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (إن الله يحب النكل على النكل) بالتحريك، قال الجوهري.
قيل : وما النكل؟ قال : (الرجل القوي المجرب، على الفرس القوي المجرب) ذكره الماوردي قال : ومن ذلك سمي القيد نكلا لقوته، وكذلك، الغل، وكل عذاب قوي فاشتد، والجحيم النار المؤججة.
{وطعاما ذا غصة} أي غير سائغ؛ يأخذ بالحلق، لا هو نازل ولا هو خارج، وهو الغسلين والزقوم والضريع؛ قاله ابن عباس.
وعنه أيضا : انه شوك يدخل الحلق، فلا ينزل ولا يخرج.
وقال الزجاج : أي طعامهم الضريع؛ كما قال {ليس لهم طعام إلا من ضريع}[الغاشية : 6] وهو شوك كالعوسج.
وقال مجاهد : هو الزقوم، كما قال {إن شجرة الزقوم طعام الأثيم}[الدخان : 43 - 44].
والمعنى واحد.
وقال حمران بن أعين : قرأ النبي صلى الله عليه وسلم (إن لدينا أنكالا وجحيما.
وطعاما ذا غصة) فصعق.
وقال خليد بن حسان : أمسى الحسن عندنا صائما، فأتيته بطعام فعرضت له هذه الآية {إن لدينا أنكالا وجحيما.
وطعاما} فقال : أرفع طعامك.
فلما كانت الثانية أتيته بطعام فعرضت له هذه الآية، فقال : ارفعوه.
ومثله في الثالثة؛ فانطلق ابنه إلى ثابت البناني ويزيد الضبي ويحيى البكاء فحدثهم، فجاؤوه فلم يزالوا به حتى شرب شربة من سويق.
والغصة : الشجا، وهو ما ينشب في الحلق من عظم أو غيره.
وجمعها غصص.
والغصص بالفتح مصدر قولك : غصصت يا رجل تغص، فأنت غاص بالطعام وغصان، وأغصصته أنا، والمنزل غاص بالقوم أي ممتلئ بهم.
قوله تعالى {يوم ترجف الأرض والجبال} أي تتحرك وتضطرب بمن عليها.
وانتصب {يوم} على الظرف أي ينكل بهم ويعذبون {يوم ترجف الأرض}.
وقيل : بنزع الخافض؛ يعني هذه العقوبة في يوم ترجف الأرض والجبال.
وقيل : العامل {ذرني} أي وذرني والمكذبين يوم ترجف الأرض والجبال.
{وكانت الجبال كثيبا مهيلا} أي وتكون.
والكثيب الرمل المجتمع - قال حسان : عرفت ديار زينب بالكثيب ** كخط الوحي في الورق القشيب والمهيل : الذي يمر تحت الأرجل.
قال الضحاك والكلبي : المهيل : هو الذي إذا وطئته بالقدم زل من تحتها، وإذا أخذت أسفله انهال.
وقال ابن عباس {مهيلا} أي رملا سائلا متناثرا وأصله مهيول وهو مفعول من قولك : هلت عليه التراب أهيله هيلا : إذا صببته.
يقال : مهيل ومهيول، ومكيل ومكيول، ومدين ومديون، ومعين ومعيون؛ قال الشاعر : قد كان قومك يحسبونك سيدا ** وإدخال أنك سيد معيون وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنهم شكوا إليه الجدوبة؛ فقال : (أتكيلون أم تهيلون) قالوا : نهيل.
قال : (كيلوا طعامكم يبارك لكم فيه).
وأهلت الدقيق لغة في هلت فهو مهال ومهيل.
وإنما حذفت الواو، لأن الياء تثقل فيها الضمة، فحذفت فسكنت هي والواو فحذفت الواو لالتقاء الساكنين.

تفسير ابن كثير يقول تعالى آمراً رسوله صلى اللّه عليه وسلم بالصبر، على ما يقوله سفهاء قومه، وأن يهجرهم هجراً جميلاً، وهو الذي لا عتاب معه، ثم قال له متهدداً لكفار قومه: {وذرني والمكذبين أولي النعمة} أي والمكذبين المترفين أصحاب الأموال، {ومهلهم قليلاً} أي رويداً، كما قال تعالى: {نمتعهم قليلاً ثم نضطرهم إلى عذاب غليظ}، ولهذا قال ههنا: {إن لدينا أنكالاً} وهي القيود، قاله ابن عباس وعكرمة والسدي وغير واحد، {وجحيماً} وهي السعير المضطرمة، {وطعاماً ذا غصة} قال ابن عباس: ينشب في الحلق فلا يدخل ولا يخرج، {وعذاباً أليماً . يوم ترجف الأرض والجبال} أي تزلزل، {وكانت الجبال كثيباً مهيلاً} أي تصير ككثبان الرمال بعد ما كانت حجارة صماء، ثم إنها تنسف نسفاً فلا يبقى منها شيء إلا ذهب، حتى تصير الأرض {قاعاً صفصفاً لا ترى فيها عوجاً} أي وادياً {ولا أمتاً} أي رابية، ومعناه لا شيء ينخفض ولا شيء يرتفع، ثم قال مخاطباً لكفار قريش والمراد سائر الناس: {إنا أرسلنا إليكم رسولاً شاهداً عليكم} أي بأعمالكم، {كما أرسلنا إلى فرعون رسولاً . فعصى فرعون الرسول فأخذناه أخذاً وبيلاً}، قال ابن عباس {أَخذاً وبيلاً} أي شديداً، فاحذروا أنتم أن تكذبوا هذا الرسول، فيصيبكم ما أصاب فرعون حيث أخذه اللّه أخذ عزيز مقتدر، كما قال تعالى: {فأخذه اللّه نكال الآخرة والأولى}، وقوله تعالى: {فكيف تتقون إن كفرتم يوماً يجعل الوالدان شيباً} أي فكيف تخافون أيها الناس يوماً يجعل الولدان شيباً إن كفرتم باللّه ولم تصدقوا به؟ وكيف يحصل لكم أمان من يوم هذا الفزع العظيم إن كفرتم؟ ومعنى قوله: {يوماً يجعل الولدان شيباً} أي من شدة أهواله وزلازله وبلابله، وذلك حين يقول اللّه تعالى لآدم: ابعث بعث النار، فيقول: من كم؟ فيقول من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون إلى النار وواحد إلى الجنة. وقوله تعالى: {السماء منفطر به} قال الحسن وقتادة: أي بسببه من شدته وهوله، وقوله تعالى: {كان وعده مفعولاً} أي كان وعد هذا اليوم مفعولاً، أي واقعاً لا محالة وكائناً لا محيد عنه.

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি