نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة نوح آية 25
مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا

التفسير الميسر قال نوح: ربِّ إن قومي بالغوا في عصياني وتكذيبي، واتبع الضعفاء منهم الرؤساء الضالين الذين لم تزدهم أموالهم وأولادهم إلا ضلالا في الدنيا وعقابًا في الآخرة، ومكر رؤساء الضلال بتابعيهم من الضعفاء مكرًا عظيمًا، وقالوا لهم: لا تتركوا عبادة آلهتكم إلى عبادة الله وحده، التي يدعو إليها نوح، ولا تتركوا وَدًّا ولا سُواعًا ولا يغوث ويعوق ونَسْرا - وهذه أسماء أصنامهم التي كانوا يعبدونها من دون الله، وكانت أسماء رجال صالحين، لما ماتوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن يقيموا لهم التماثيل والصور؛ لينشطوا- بزعمهم- على الطاعة إذا رأوها، فلما ذهب هؤلاء القوم وطال الأمد، وخَلَفهم غيرهم، وسوس لهم الشيطان بأن أسلافهم كانوا يعبدون التماثيل والصور، ويتوسلون بها، وهذه هي الحكمة من تحريم التماثيل، وتحريم بناء القباب على القبور؛ لأنها تصير مع تطاول الزمن معبودة للجهال. وقد أضلَّ هؤلاء المتبوعون كثيرًا من الناس بما زيَّنوا لهم من طرق الغَواية والضلال. ثم قال نوح -عليه السلام-: ولا تزد- يا ربنا- هؤلاء الظالمين لأنفسهم بالكفر والعناد إلا بُعْدا عن الحق. فبسبب ذنوبهم وإصرارهم على الكفر والطغيان أُغرقوا بالطوفان، وأُدخلوا عقب الإغراق نارًا عظيمة اللهب والإحراق، فلم يجدوا من دون الله مَن ينصرهم، أو يدفع عنهم عذاب الله.

تفسير الجلالين
25 - (مما) ما صلة (خطيئاتهم) وفي قراءة خطيئاتهم بالهمزة (أغرقوا) بالطوفان (فأدخلوا نارا) عوقبوا بها عقب الاغراق تحت الماء (فلم يجدوا لهم من دون) أي غير (الله أنصارا) يمنعون عنهم العذاب

تفسير القرطبي
قوله تعالى {مما خطيئاتهم أغرقوا} {ما} صلة مؤكدة؛ والمعنى من خطاياهم وقال الفراء : المعنى من أجل خطاياهم؛ فأدت {ما} هذا المعنى.
قال : و {ما} تدل على المجازاة.
وقراءة أبي عمرو {خطاياهم} على جمع التكسير؛ الواحدة خطية.
وكان الأصل في الجمع خطائي على فعائل؛ فلما اجتمعت الهمزتان قلبت الثانية ياء، لأن قبلها كسرة ثم استثقلت والجمع ثقيل، وهو معتل مع ذلك؛ فقلبت الياء ألفا ثم قلبت الهمزة الأولى ياء لخفائها بين الألفين.
الباقون {خطيئاتهم} على جمع السلامة.
قال أبو عمرو : قوم كفروا ألف سنة فلم يكن لهم إلا خطيات؛ يريد أن الخطايا أكثر من الخطيات.
وقال قوم : خطايا وخطيات واحد؛ جمعان مستعملان في الكثرة والقلة؛ واستدلوا بقوله تعالى {ما نفدت كلمات الله} [لقمان : 27] وقال الشاعر : لنا الجفنات الغر يلمعن بالضحى ** وأسيافنا يقطرن من نجدة دما وقرئ {خطيئاتهم} و{خطياتهم} بقلب الهمزة ياء وإدغامها.
وعن الجحدري وعمرو بن عبيد والأعمش وأبي حيوة وأشهب العقيلي {خطيئتهم} على التوحيد، والمراد الشرك.
{فأدخلوا نارا} أي بعد إغراقهم.
قال القشيري : وهذا يدل على عذاب القبر.
ومنكروه يقولون : صاروا مستحقين دخول النار، أو عرض عليهم أماكنهم من النار؛ كما قال تعالى {النار يعرضون عليها غدوا وعشيا} [غافر : 46].
وقيل : أشاروا إلى ما في الخبر من قوله : (البحر نار في نار).
وروى أبو روق عن الضحاك في قوله تعالى{أغرقوا فأدخلوا نارا} قال : يعني عذبوا بالنار في الدنيا مع الغرق في الدنيا في حالة واحدة؛ كانوا يغرقون في جانب ويحترقون في الماء من جانب.
ذكره الثعلبي قال : أنشدنا أبو القاسم الحبيبي قال أنشدنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن رميح قال أنشدني أبو بكر بن الأنباري : الخلق مجتمع طورا ومفترق ** والحادثات فنون ذات أطوار لا تعجبن لأضداد إن اجتمعت ** فالله يجمع بين الماء والنار {فلم يجدوا لهم من دون الله أنصارا} أي من يدفع عنهم العذاب.

تفسير ابن كثير يقول تعالى: {مما خطيئاتهم أغرقوا} أي من كثرة ذنوبهم وعتوهم، وإصرارهم على كفرهم، ومخالفتهم رسولهم، {أغرقوا فأدخلوا ناراً} أي نقلوا من البحار إلى حرارة النار، {فلم يجدوا لهم من دون اللّه أنصاراً} أي لم يكن لهم معين ولا مجير، ينقذهم من عذاب اللّه، كقوله تعالى: {لا عاصم اليوم من أمر اللّه إلا من رحم}. {وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين دياراً} أي لا تترك على وجه الأرض منهم أحداً، ولا {دياراً} وهذه من صيغ تأكيد النفي، قال الضحّاك {دياراً} واحداً، وقال السدي: الديار الذي يسكن الدار، فاستجاب اللّه له فأهلك جميع من على وجه الأرض من الكافرين، حتى ولد نوح لصلبه الذي اعتزل عن أبيه. وقال: {سآوي إلى جبل يعصمني من الماء} عن ابن عباس قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (لو رحم اللّه من قوم نوح أحداً لرحم امرأةً لما رأت الماء حملت ولدها، ثم صعدت الجبل، فلما بلغها الماء صعدت به منكبها، فلما بلغ الماء منكبها وضعت ولدها على رأسها، فلما بلغ الماء رأسها رفعت ولدها بيدها، فلو رحم اللّه منهم أحداً لرحم هذه المرأة) ""أخرجه ابن أبي حاتم، قال ابن كثير: حديث غريب ورجاله ثقات""، ونجى اللّه أصحاب السفينة الذين آمنوا مع نوح عليه السلام وهم الذين أمره اللّه بحملهم معه، وقوله تعالى: {إنك إن تذرهم يضلوا عبادك} أي إنك إن أبقيت منهم أحداً، أضلوا عبادك أي الذين تخلقهم بعدهم {ولا يلدوا إلا فاجراً كفاراً} أي فاجراً في الأعمال كافر القلب، وذلك لخبرته بهم ومكثه بين أظهرهم ألف سنة إلا خمسين عاماً، ثم قال: {رب اغفر لي ولوالديّ ولمن دخل بيتي مؤمناً} قال الضحّاك يعني مسجدي، ولا مانع من حمل الآية على ظاهرها وهو أنه دعا لكل من دخل منزله وهو مؤمن. وقد روى الإمام أحمد، عن أبي سعيد أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: (لا تصحب إلا مؤمناً ولا يأكل طعامك إلا تقي) ""أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي""، وقوله تعالى: {وللمؤمنين والمؤمنات} دعاء لجميع المؤمنين والمؤمنات وذلك يعم الأحياء منهم والأموات، ولهذا يستحب مثل هذا الدعاء اقتداء بنوح عليه السلام، وبما جاء في الآثار، والأدعية المشهورة المشروعة، وقوله تعالى: {ولا تزد الظالمين إلا تباراً} قال السدي: إلا هلاكاً، وقال مجاهد: إلا خساراً أي في الدنيا والآخرة.

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি