نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة نوح آية 9
ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا

التفسير الميسر قال نوح: رب إني دعوت قومي إلى الإيمان بك وطاعتك في الليل والنهار، فلم يزدهم دعائي لهم إلى الإيمان إلا هربًا وإعراضًا عنه، وإني كلما دعوتهم إلى الإيمان بك؛ ليكون سببًا في غفرانك ذنوبهم، وضعوا أصابعهم في آذانهم؛ كي لا يسمعوا دعوة الحق، وتغطَّوا بثيابهم؛ كي لا يروني، وأقاموا على كفرهم، واستكبروا عن قَبول الإيمان استكبارًا شديدًا، ثم إني دعوتهم إلى الإيمان ظاهرًا علنًا في غير خفاء، ثم إني أعلنت لهم الدعوة بصوت مرتفع في حال، وأسررت بها بصوت خفيٍّ في حال أخرى، فقلت لقومي: سلوا ربكم غفران ذنوبكم، وتوبوا إليه من كفركم، إنه تعالى كان غفارًا لمن تاب من عباده ورجع إليه.

تفسير الجلالين
9 - (ثم إني أعلنت لهم) صوتي (وأسررت) الكلام (لهم إسرارا)

تفسير القرطبي
قوله تعالى {ثم إني دعوتهم جهارا} أي مظهرا لهم الدعوة.
وهو منصوب بـ{دعوتهم} نصب المصدر؛ لأن الدعاء أحد نوعيه الجهار، فنصب به نصب القرفصاء بقعد؛ لكونها أحد أنواع القعود، أو لأنه أراد {بدعوتهم} جاهرتهم.
ويجوز أن يكون صفة لمصدر دعا؛ أي دعاء جهارا؛ أي مجاهرا به.
ويكون مصدرا في موضع الحال؛ أي دعوتهم مجاهرا لهم بالدعوة.
{ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسرارا} أي لم أبق مجهودا.
وقال مجاهد : معنى أعلنت : صحت، {وأسررت لهم إسرارا}.
بالدعاء عن بعضهم من بعض.
وقيل {أسررت لهم} أتيتهم في منازلهم.
وكل هذا من نوح عليه السلام مبالغة في الدعاء لهم، وتلطف في الاستدعاء.
وفتح الياء من {إني أعلنت لهم} الحرميون وأبو عمرو.
وأسكن الباقون.

تفسير ابن كثير يخبر تعالى عن عبده ورسوله نوح عليه السلام، أنه اشتكى إلى ربه عزَّ وجلَّ، ما لقي من تلك المدة الطويلة التي هي ألف سنة إلا خمسين عاماً، وما بيّن لقومه ووضّح لهم فقال: {رب إني دعوت قومي ليلاً ونهاراً} أي لم أترك دعاءهم في ليل ولا نهار، وامتثالاً لأمرك وابتغاء لطاعتك، {فلم يزدهم دعائي إلا فراراً} أي كلما دعوتهم ليقتربوا من الحق، فروا منه وحادوا عنه، {وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم} أي سدوا آذانهم لئلا يسمعوا ما أدعوهم إليه، كما أخبر تعالى عن كفار قريش {وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون}، {واستغشوا ثيابهم} قال ابن عباس: تنكروا له لئلا يعرفهم، وقال السدي: غطوا رؤوسهم لئلا يسمعوا ما يقول، {وأصروا} أي استمروا على ما هم فيه من الشرك، والكفر العظيم الفظيع، {واستكبروا استكباراً} أي واستنكفوا عن اتباع الحق والانقياد له، {ثم إني دعوتهم جهاراً} أي جهرة بين الناس، {ثم إني أعلنت لهم} أي كلاماً ظاهراً بصوت عال {وأسررت لهم إسراراً} أي فيما بيني وبينهم، فنوع عليهم الدعوة لتكون أنجع فيهم، {فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً} أي ارجعوا إليه وارجعوا عما أنتم فيه وتوبوا إليه من قريب، فإنه من تاب إليه تاب اللّه عليه، {يرسل السماء عليكم مدراراً} أي متواصلة الأمطار، قال ابن عباس: يتبع بعضه بعضاً، وقوله تعالى: {ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً} أي إذا تبتم إلى اللّه وأطعتموه، كثّر الرزق عليكم وأسقاكم من بركات السماء، وأنبت لكم من بركات الأرض، وأمدّكم {بأموال وبنين} أي أعطاكم الأموال والأولاد، وجعل لكم جنات فيها أنواع الثمار وخللها بالأنهار الجارية بينها، هذا مقام الدعوة بالترغيب، ثم عدل بهم إلى دعوتهم بالترهيب، فقال: {ما لكم لا ترجون للّه وقاراً}؟ أي عظمة قال ابن عباس: لم لا تعظمون اللّه حق عظمته، أي لا تخافون من بأسه ونقمته {وقد خلقكم أطواراً} قيل: معناه من نطفة، ثم من علقة، ثم من مضغة قاله ابن عباس وقتادة. وقوله تعالى: {ألم تروا كيف خلق اللّه سبع سماوات طباقاً} أي واحدة فوق واحدة، ومعها يدور سائر الكواكب تبعاً، ولكن للسيارة حركة معاكسة لحركة أفلاكها، فإنها تسير من المغرب إلى المشرق، وكل يقطع فلكه بحسبه فالقمر يقطع فلكه في كل شهر مرة، والشمس في كل سنة مرة، وزحل في كل ثلاثين سنة مرة، وإنما المقصود أن اللّه سبحانه وتعالى: {خلق سبع سماوات طباقاً . وجعل القمر فيهن نوراً وجعل الشمس سراجاً} أي فاوت بينهما في الاستنارة، فجعل كلا منهما أنموذجاً على حدة، ليعرف الليل والنهار بمطلع الشمس ومغيبها، وقدّر للقمر منازل وبروجاً، وفاوت نوره، فتارة يزداد حتى يتناهى، ثم يشرع في النقص حتى يستسر، ليدل على مضي الشهور والأعوام، كما قال تعالى: {هو الذي جعل لكم الشمس ضياء والقمر نوراً وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب} الآية، وقوله تعالى: {واللّه أنبتكم من الأرض نباتاً} هذا اسم مصدر والإتيان به ههنا أحسن، {ثم يعيدكم فيها} أي إذا متم {ويخرجكم إخراجاً} أي يوم القيامة يعيدكم كما بدأكم أول مرة، {واللّه جعل لكم الأرض بساطاً} أي بسطها ومهدها وثبتها بالجبال الراسيات الشم الشامخات، {لتسلكوا منها سبلاً فجاجاً} أي خلقها لكم لتستقروا عليها، وتسلكوا فيها أين شئتم من نواحيها وأرجائها، ينبههم نوح عليه السلام على قدرة اللّه وعظمته في خلق السماوات والأرض، ونعمه عليهم فيما جعل لهم من المنافع السماوية والأرضية، فهو الخالق الرزاق جعل السماء بناء، والأرض مهاداً، وأوسع على خلقه من رزقه، فهو الذي يجب أن يعبد ويوحد ولا يشرك به أحد.

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি