نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة القلم آية 23
فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ

التفسير الميسر فاندفعوا مسرعين، وهم يتسارُّون بالحديث فيما بينهم: بأن لا تمكِّنوا اليوم أحدا من المساكين من دخول حديقتكم.

تفسير الجلالين
23 - (فانطلقوا وهم يتخافتون) يتسارون

تفسير القرطبي
قوله تعالى {فانطلقوا وهم يتخافتون} أي يتسارون؛ أي يخفون كلامهم ويسرونه لئلا يعلم بهم أحد؛ قاله عطاء وقتادة.
وهو من خفت يخفت إذا سكن ولم يبين.
كما قال دريد بن الصمة : وإني لم أهلك سلالا ولم أمت ** خفاتا وكلا ظنه بي عودي وقيل : يخفون أنفسهم من الناس حتى لا يروهم.
وكان أبوهم يخبر الفقراء والمساكين فيحضروا وقت الحصاد والصرام.
{وغدوا على حرد قادرين} أي على قصد وقدرة في أنفسهم ويظنون أنهم تمكنوا من مرادهم.
قال معناه ابن عباس وغيره.
والحرد القصد.
حرَد يحرِد بالكسر حردا قصد.
تقول : حردْتُ حردَك؛ أي قصدت قصدك.
ومنه قول الراجز : أقبل سيل جاء من عند الله ** يحرد حرد الجنة المُغِلَّة أنشده النحاس : قد جاء سيل جاء من أمر الله ** يحرد حرد الجنة المغلة قال المبرد : المُغِلة ذات الغلة.
وقال غيره : المغِلة التي يجري الماء في غللها أي في أصولها.
ومنه تغللت بالغالية.
ومنه تغليت، أبدل من اللام ياء.
ومن قال تغلفت فمعناه عنده جعلتها غلافا.
وقال قتادة ومجاهد {على حرد} أي على جد.
الحسن : على حاجة وفاقة.
وقال أبو عبيدة والقتيبي : على حرد على منع؛ من قولهم حاردت الإبل حرادا أي قلت ألبانها.
والحرود من النوق القليلة الدر.
وحاردت السنة قل مطرها وخيرها.
وقال السدي وسفيان {على حرد} على غضب.
والحرد الغضب.
قال أبو نصر أحمد بن حاتم صاحب الأصمعي : وهو مخفف؛ وأنشد شعراً : إذا جياد الخيل جاءت تردي ** مملوءة من غضب وحرد وقال ابن السكيت : وقد يحرك؛ تقول منه : حرِد بالكسر حردا، فهو حارد وحردان.
ومنه قيل : أسد حارد، وليوث حوارد.
وقيل {على حرد} على انفراد.
يقال : حرد يحرد حرودا؛ أي تنحى عن قومه ونزل منفردا ولم يخالطهم.
وقال أبو زيد : رجل حريد من قوم حرداء.
وقد حرد يحرد حرودا؛ إذا ترك قومه وتحول عنهم.
وكوكب حريد؛ أي معتزل عن الكواكب.
قال الأصمعي : رجل حريد؛ أي فريد وحيد.
قال والمنحرد المنفرد في لغة هذيل.
وأنشد لأبي ذؤيب : كأنه كوكب في الجو منحرد ورواه أبو عمرو بالجيم، وفسره : منفرد.
قال : وهو سهيل.
وقال الأزهري : حرد اسم قريتهم.
السدي : اسم جنتهم؛ وفيه لغتان : حرْد وحرَد.
وقرأ العامة بالإسكان.
وقرأ أبو العالية وابن السميقع بالفتح؛ وهما لغتان.
ومعنى {قادرين} قد قدروا أمرهم وبنوا عليه؛ قاله الفراء.
وقال قتادة : قادرين على جنتهم عند أنفسهم.
وقال الشعبي {قادرين} يعني على المساكين.
وقيل : معناه من الوجود؛ أي منعوا وهم واجدون.

تفسير ابن كثير هذا مثل ضربه اللّه تعالى لكفّار قريش،فيما أهدى إليهم من الرحمة العظيمة، وهو بعثة محمد صلى اللّه عليه وسلم إليهم، فقابلوه بالتكذيب والرد والمحاربة، ولهذا قال تعالى: {إنا بلوناهم} أي اختبرناهم {كما بلونا أصحاب الجنة} وهي البستان المشتمل على أنواع الثمار والفواكه، {إذ أقسموا ليصرمنَّها مصبحين} أي حلفوا ليجذن ثمرها ليلاً، لئلا يعلم بهم فقير ولا سائل، ولا يتصدقوا منه بشيء، {ولا يستثنون} أي فيما حلفوا به، {فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون} أي أصابتها آفة سماوية، {فأصبحت كالصريم} قال ابن عباس: أي كالليل الأسود، وقال السدي: مثل الزرع إذا حصد أي هشيماً يبساً، عن ابن مسعود قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (إياكم والمعاصي، إن العبد ليذنب الذنب فيحرم به رزقاً قد كان هيء له) ثم تلا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: {فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون فأصبحت كالصريم} ""أخرجه ابن أبي حاتم"". قد حرموا خير جنتهم بذنبهم، {فتنادوا مصبحين} أي وقت الصبح نادى بعضهم بعضاً ليذهبوا إلى الجذاذ أي القطع، {أن اغدوا على حرثكم إن كنتم صارمين} أي تريدون الصرام، قال مجاهد: كان حرثهم عنباً، {فانطلقوا وهم يتخافتون} أي يتناجون فيما بينهم، بحيث لا يُسْمِعُون أحداً كلامهم، ثم فسر عالم السر والنجوى ما كانوا يتخافتون به، فقال تعالى: {فانطلقوا وهم يتخافتون أن لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين} أي يقول بعضهم لبعض لا تمكنوا اليوم فقيراً يدخلها عليكم، قال تعالى: {وغدوا على حرد} أي قوة وشدة، وقال مجاهد: على جد، وقال عكرمة: على غيظ، {قادرين} أي عليها فيما يزعمون ويرومون، {فلما رأوها قالوا إنا لضالون} أي فلما وصلوا إليها وأشرفوا عليها، وهي على الحالة التي قال اللّه عزَّ وجلَّ، قد استحالت عن تلك النضارة والزهوة وكثرة الثمار، إلى أن صارت سوداء مدلهمة لا ينتفع بشيء منها، فاعتقدوا أنهم قد أخطؤوا الطريق، ولهذا قالوا: {إنا لضالون} أي قد سلكنا إليها غير الطريق فتهنا عنها، ثم تيقنوا أنها هي فقالوا {بل نحن محرومون} أي بل هي هذه، ولكن نحن لا حظ لنا ولا نصيب. وقال تعالى: {قال أوسطهم}، أي أعدلهم وخيرهم قاله ابن عباس ومجاهد والضحاك وقتادة{ألم أقل لكم لولا تسبحون}! قال مجاهد والسدي: أي لولا تستثنون، وكان استثناؤهم في ذلك الزمان تسبيحاً، وقال ابن جرير: هو قول القائل إن شاء اللّه""، وقيل: {لولا تسبحون} أي هلا تسبحون اللّه وتشكرونه على ما أعطاكم وأنعم به عليكم {وقالوا سبحان ربنا إنا كنا ظالمين} أتوا بالطاعة حيث لا تنفع، وندموا واعترفوا حيث لا ينجع، ولهذا قالوا: {إنا كنا ظالمين . فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون} أي يلوم بعضهم بعضاً، على ما كانوا أصروا عليه من منع المساكين، فما كان جواب بعضهم لبعض إلا الاعتراف بالخطيئة والذنب، {قالوا يا ويلنا إنا كنا طاغين} أي اعتدينا وبغينا وجاوزنا الحد حتى أصابنا ما أصابنا {عسى ربنا أن يبدلنا خيراً منها إنا إلى ربنا راغبون} قيل: راغبون في بذلها لهم في الدنيا، وقيل: احتسبوا ثوابها في الدار الأخرة، واللّه أعلم. ذكر بعض السلف أن هؤلاء قد كانوا من أهل اليمن، وقيل: كانوا من أهل الحبشة وكان أبوهم قد خلف لهم هذه الجنة، وكان يسير فيها سيرة حسنة، فكان ما يستغل منها يرد فيها ما تحتاج إليه، ويدخر لعياله قوت سنتهم، ويتصدق بالفاضل، فلما مات وورثه بنوه قالوا: لقد كان أبونا أحمق، إذ كان يصرف من هذه شيئاً للفقراء، ولو أنا منعناهم لتوفر ذلك علينا، فلما عزموا على ذلك عوقبوا بنقيض قصدهم، فأذهب اللّه ما بأيديهم بالكلية رأس المال والربح والصدقة فلم يبق لهم شيء، قال اللّه تعالى {كذلك العذاب} أي هكذا عذاب من خالف أمر اللّه، وبخل بما آتاه اللّه وأنعم به عليه، ومنع حق المسكين والفقير، وبدّل نعمة اللّه كفراً، {ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون} أي هذه عقوبة الدنيا وعذاب الآخرة أشق.

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি