نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة الجمعة آية 2
هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ

التفسير الميسر الله سبحانه هو الذي أرسل في العرب الذين لا يقرؤون، ولا كتاب عندهم ولا أثر رسالة لديهم، رسولا منهم إلى الناس جميعًا، يقرأ عليهم القرآن، ويطهرهم من العقائد الفاسدة والأخلاق السيئة، ويعلِّمهم القرآن والسنة، إنهم كانوا من قبل بعثته لفي انحراف واضح عن الحق. وأرسله سبحانه إلى قوم آخرين لم يجيئوا بعدُ، وسيجيئون من العرب ومن غيرهم. والله تعالى- وحده- هو العزيز الغالب على كل شيء، الحكيم في أقواله وأفعاله.

تفسير الجلالين
2 - (هو الذي بعث في الأميين) العرب والامي من لا يكتب ولا يقرأ كتابا (رسولا منهم) هو محمد صلى الله عليه وسلم (يتلوا عليهم آياته) القرآن (ويزكيهم) يطهرهم من الشرك (ويعلمهم الكتاب) القرآن (والحكمة) ما فيه من الأحكام (وإن) مخففة من الثقيلة واسمها محذوف أي وإنهم (كانوا من قبل) مجيئه (لفي ضلال مبين) بين

تفسير القرطبي
قوله تعالى {هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم} قال ابن عباس : الأميون العرب كلهم، من كتب منهم ومن لم يكتب، لأنهم لم يكونوا أهل كتاب.
وقيل : الأميون الذين لا يكتبون.
وكذلك كانت قريش.
وروى منصور عن إبراهيم قال : الأمي الذي يقرأ ولا يكتب.
وقد مضى في البقرة .
{رسولا منهم} يعني محمدا صلى الله عليه وسلم.
وما من حي من العرب إلا ولرسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم قرابة وقد ولدوه.
قال ابن إسحاق : إلا حي تغلب؛ فإن الله تعالى طهر نبيه صلى الله عليه وسلم منهم لنصرانيتهم، فلم يجعل لهم عليه ولادة.
وكان أميا لم يقرأ من كتاب ولم يتعلم صلى الله عليه وسلم.
قال الماوردي : فإن قيل ما وجه الامتنان في بعثه نبيا أميا؟ فالجواب عنه من ثلاثة أوجه : أحدها : لموافقته ما تقدمت به بشارة الأنبياء.
الثاني : لمشاكلة حال لأحوالهم، فيكون أقرب إلى موافقتهم.
الثالث : لينتفي عنه سوء الظن في تعليمه ما دعا إليه من الكتب التي قرأها والحكم التي تلاها.
قلت : وهذا كله دليل معجزته وصدق نبوته.
قوله تعالى {يتلو عليهم آياته} يعني القرآن {ويزكيهم} أي يجعلهم أزكياء القلوب بالإيمان؛ قاله ابن عباس.
وقيل : يطهرهم من دنس الكفر والذنوب؛ قاله ابن جريج ومقاتل.
وقال السدي : يأخذ زكاة أموالهم {ويعلمهم الكتاب} يعني القرآن {والحكمة} السنة؛ قال الحسن.
وقال ابن عباس {الكتاب} الخط بالقلم؛ لأن الخط فشا في العرب بالشرع لما أمروا بتقييده بالخط.
وقال مالك بن أنس {الحكمة} الفقه في الدين.
وقد مضى القول في هذا في البقرة .
{وإن كانوا من قبل} أي من قبله وقبل أن يرسل إليهم.
{لفي ضلال مبين} أي في ذهاب عن الحق.

تفسير ابن كثير يخبر تعالى أنه يسبّح له ما في السماوات وما في الأرض، أي من جميع المخلوقات ناطقها وجامدها، كما قال تعالى: {وإن من شيء إلا يسبّح بحمده}، ثم قال تعالى {الملك القدوس} أي هو مالك السماوات والأرض، المتصرف فيها بحكمه، وهو المقدس أي المنزه عن النقائص، الموصوف بصفات الكمال، {العزيز الحكيم}، وقوله تعالى: {هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم}، الأميون: هم العرب، كما قال تعالى: {وقل للذين أوتوا الكتاب والأميّين أأسلمتم}؟ وتخصيص الأميّين بالذكر لا ينفي من عداهم، ولكن المنة عليهم أبلغ وأكثر، كما قال تعالى: {وإنه لذكر لك ولقومك} وهو ذكر لغيرهم يتذكرون به، وهذه الآية هي مصداق إجابة اللّه لخليله إبراهيم، حين دعا لأهل مكة أن يبعث اللّه فيهم رسولاً منهم، فبعثه اللّه تعالى على حين فترة من الرسل، وطموس من السبل، وقد اشتدت الحاجة إليه، ولهذا قال تعالى: {هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين}، وذلك أن العرب كانوا متمسكين بدين إبراهيم الخليل عليه السلام فبدلوه وغيّروه. واستبدلوا بالتوحيد شركاً، وباليقين شكاً، وابتدعوا أشياء لم يأذن بها اللّه، وكذلك أهل الكتاب قد بدلوا كتبهم وحرفوها، وغيّروها وأولوها، فبعث اللّه محمداً صلوات اللّه وسلامه عليه، بشرع عظيم كامل شامل، فيه هدايته والبيان لجميع ما يحتاج الناس إليه من أمر معاشهم ومعادهم، وجمع له تعالى جميع المحاسن ممن كان قبله، وأعطاه ما لم يعط أحداً من الأولين ولا يعطيه أحداً من الآخرين، فصلوات اللّه وسلامه عليه دائماً إلى يوم الدين، وقوله تعالى: {وآخرين منهم لمّا يلحقوا بهم وهو العزيز الحكيم} روى الإمام البخاري، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال: كنا جلوساً عند النبي صلى اللّه عليه وسلم، فأنزلت عليه سورة الجمعة {وآخرين منهم لمّا يلحقوا بهم} قالوا: من هم يا رسول اللّه؟ فلم يراجعهم حتى سئل ثلاثاً، وفينا سلمان الفارسي، فوضع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يده على سلمان الفارسي، ثم قال: (لو كان الإيمان عند الثريَّا لناله رجال - أو رجل - من هؤلاء) ""أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي"". ففي هذا الحديث دليل على عموم بعثته صلى اللّه عليه وسلم إلى جميع الناس، لأنه فسَّر قوله تعالى: {وآخرين منهم} بفارس، ولهذا قال مجاهد في قوله تعالى: {وآخرين منهم لمّا يلحقوا بهم} قال: هم الأعاجم وكل من صدّق النبي صلى اللّه عليه وسلم من غير العرب، وقوله تعالى: {وهو العزيز الحكيم} أي ذو العزة والحكمة في شرعه وقدره، وقوله تعالى: {ذلك فضل اللّه يؤتيه من يشاء واللّه ذو الفضل العظيم} يعني ما أعطاه اللّه محمداً صلى اللّه عليه وسلم من النبوة العظيمة. وما خص به أمته من بعثه صلى اللّه عليه وسلم إليهم.

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি