نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة الممتحنة آية 8
لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ

التفسير الميسر لا ينهاكم الله -أيها المؤمنون- عن الذين550 لم يقاتلوكم من الكفار بسبب الدين، ولم يخرجوكم من دياركم أن تكرموهم بالخير، وتعدلوا فيهم بإحسانكم إليهم وبرِّكم بهم. إن الله يحب الذين يعدلون في أقوالهم وأفعالهم.

تفسير الجلالين
8 - (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم) من الكفار (في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم) بدل اشتمال من الذين (وتقسطوا) تقضوا (إليهم) بالقسط أي بالعدل وهذا قبل الأمر بجهادهم (إن الله يحب المقسطين) العادلين

تفسير القرطبي
قوله تعالى {لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين} فيه ثلاث مسائل: الأولى: هذه الآية رخصة من الله تعالى في صلة الذين لم يعادوا المؤمنين ولم يقاتلوهم.
قال ابن زيد : كان هذا في أول الإسلام عند الموادعة وترك الأمر بالقتال ثم نسخ.
قال قتادة : نسختها {فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم} [التوبة : 5].
وقيل : كان هذا الحكم لعلة وهو الصلح، فلما زال الصلح بفتح مكة نسخ الحكم وبقي الرسم يتلى.
وقيل : هي مخصوصة في حلفاء النبي صلى الله عليه وسلم ومن بينه وبينه عهد لم ينقضه؛ قال الحسن.
الكلبي : هم خزاعة وبنو الحارث بن عبد مناف.
وقاله أبو صالح، وقال : هم خزاعة.
وقال مجاهد : هي مخصوصة في الذين آمنوا ولم يهاجروا.
وقيل : يعني به النساء والصبيان لأنهم ممن لا يقاتل؛ فأذن الله في برهم.
حكاه بعض المفسرين.
وقال أكثر أهل التأويل : هي محكمة.
واحتجوا بأن أسماء بنت أبي بكر سألت النبي صلى الله عليه وسلم : هل تصل أمها حين قدمت عليها مشركة؟ قال : (نعم)""خرجه البخاري ومسلم.
""وقيل : إن الآية فيها نزلت.
روى عامر بن عبدالله بن الزبير عن أبيه : أن أبا بكر الصديق طلق امرأته قتيلة في الجاهلية، وهي أم أسماء بنت أبي بكر، فقدمت عليهم في المدة التي كانت فيها المهادنة بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين كفار قريش، فأهدت، إلى أسماء بنت أبي بكر الصديق قرطا وأشياء؛ فكرهت أن تقبل منها حتى أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له، فأنزل الله تعالى{لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين}.
ذكر هذا الخبر الماوردي وغيره، وخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده.
الثانية: قوله تعالى {أن تبروهم} {أن} في موضع خفض على البدل من {الذين}؛ أي لا ينهاكم الله عن أن تبروا الذين لم يقاتلوكم.
وهم خزاعة، صالحوا النبي صلى الله عليه وسلم على ألا يقاتلوه ولا يعينوا عليه أحدا؛ فأمر ببرهم والوفاء لهم إلى أجلهم؛ حكاه الفراء.
{وتقسطوا إليهم} أي تعطوهم قسطا من أموالكم على وجه الصلة.
وليس يريد به من العدل؛ فإن العدل واجب فيمن قاتل وفيمن لم يقاتل؛ قاله ابن العربي.
الثالثة: قال القاضي أبو بكر في كتاب الأحكام له : استدل به بعض من تعقد عليه الخناصر على وجوب نفقة الابن المسلم على أبيه الكافر.
وهذه وهلة عظيمة، إذ الإذن في الشيء أو ترك النهي عنه لا يدل على وجوبه، وإنما يعطيك الإباحة خاصة.
وقد بينا أن إسماعيل بن إسحاق القاضي دخل عليه ذمي فأكرمه، فأخذ عليه الحاضرون في ذلك؛ فتلا هذه الآية عليهم.

تفسير ابن كثير يقول تعالى لعباده المؤمنين بعد أن أمرهم بعدواة الكافرين: {عسى اللّه أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة} أي محبة بعد البغضة، ومودة بعد النفرة، وألفة بعد الفرقة، {واللّه قدير} أي على ما يشاء من الجمع بين الأشياء المتنافرة والمختلفة، فيؤلف بين القلوب بعد العدواة والقساوة، فتصبح مجتمعة متفقة، كما قال تعالى ممتناً على الأنصار: {واذكروا نعمة اللّه عليكم إذ كنتم أعداءً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً}، وكذا قال لهم النبي صلى اللّه عليه وسلم: (ألم أجدكم ضلاّلاً فهداكم اللّه بي، وكنتم متفرقين فألفكم اللّه بي؟)، وقال اللّه تعالى: {لو أنفقت ما في الأرض جميعاً ما ألفت بين قلوبهم ولكن اللّه ألف بينهم إنه عزيز حكيم}، وفي الحديث: (أحبب حبيبك هوناً ما، فعسى أن يكون بغيضك يوماً ما، وأبغض بغيضك هوناً ما فعسى أن يكون حبيبك يوماً ما) وقوله تعالى: {واللّه غفور رحيم} أي يغفر للكافرين كفرهم، إذا تابوا منه وأنابوا إلى ربهم وأسلموا له، وهو الغفور الرحيم بكل من تاب إليه من أي ذنب كان، وعن ابن شهاب أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم استعمل أبا سفيان صخر بن حرب على بعض اليمن، فلما قبض رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أقبل، فلقي ذا الخمار مرتداً، فقاتله فكان أول من قاتل في الردة وجاهد عن الدين، قال ابن شهاب: وهو ممن أنزل اللّه فيه: {عسى اللّه أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة} ""أخرجه ابن أبي حاتم""الآية، وقوله تعالى: {لا ينهاكم اللّه عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم}، أي لا ينهاكم عن الإحسان إلى الكفرة، الذين لا يقاتلونكم في الدين كالنساء والضعفة منهم {أن تبروهم} أي تحسنوا إليهم، {وتقسطوا إليهم} أي تعدلوا، {إن اللّه يحب المقسطين}. عن أسماء بنت أبي بكر رضي اللّه عنهما قالت: قدمت أمي وهي مشركة في عهد قريش إذ عاهدوا، فأتيت النبي صلى اللّه عليه وسلم فقلت: يا رسول اللّه إن أمي قدمت وهي راغبة أفأصلها؟ قال: (نعم صِلي أُمك) ""أخرجه الشيخان والإمام أحمد"". وقال الإمام أحمد حدثنا عارم، حدثنا عبد اللّه بن المبارك، حدثنا مصعب بن ثابت، حدثنا عن عبد اللّه بن الزبير قال: قدمت قتيلة على ابنتها أسماء بنت أبي بكر بهدايا ضباب وقرظ وسمن وهي مشركة، فأبت أسماء أن تقبل هديتها وتدخلها بيتها، فسألت عائشة النبي صلى اللّه عليه وسلم، فأنزل اللّه تعالى: {لا ينهاكم اللّه عن الذين لم يقاتلوكم في الدين} إلى آخر الآية، فأمرها أن تقبل هديتها وأن تدخلها بيتها ""رواه أحمد وابن جرير وابن أبي حاتم""، وقوله تعالى: {إن اللّه يحب المقسطين} في الحديث الصحيح: (المقسطون على منابر من نور عن يمين العرش الذين يعدلون في حكمهم وأهاليهم وما ولوا). وقوله تعالى: {إنما ينهاكم اللّه عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم} أي إنما ينهاكم عن موالاة هؤلاء الذين ناصبوكم بالعداوة فقاتلوكم وأخرجوكم وعاونوا على إخراجكم، ينهاكم اللّه عزَّ ووجلَّ عن موالاتهم ويأمركم بمعاداتهم، ثم أكد الوعيد على موالاتهم، فقال: {ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون}، كقوله تعالى: {ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن اللّه لا يهدي القوم الظالمين}.

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি