نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة الممتحنة آية 7
عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً ۚ وَاللَّهُ قَدِيرٌ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ

التفسير الميسر عسى الله أن يجعل بينكم- أيها المؤمنون- وبين الذين عاديتموهم من أقاربكم من المشركين محبة بعد البغضاء، وألفة بعد الشحناء بانشراح صدورهم للإسلام، والله قدير على كل شيء، والله غفور لعباده، رحيم بهم.

تفسير الجلالين
7 - (عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم) من كفار مكة طاعة لله تعالى (مودة) بأن يهديهم للايمان فيصيروا لكم أولياء (والله قدير) على ذلك وقد فعله بعد فتح مكة (والله غفور) لهم ما سلف (رحيم) بهم

تفسير القرطبي
قوله تعالى {لقد كان لكم فيهم} أي في إبراهيم ومن معه من الأنبياء والأولياء.
{أسوة حسنة} أي في التبرؤ من الكفار.
وقيل : كرر للتأكيد.
وقيل : نزل الثاني بعد الأول بمدة؛ وما أكثر المكررات في القرآن على هذا الوجه.
{ومن يتول} أي عن الإسلام وقبول هذه المواعظ {فإن الله هو الغني} أي لم يتعبدهم لحاجته إليهم.
{الحميد} في نفسه وصفاته.
ولما نزلت عادى المسلمون أقرباءهم من المشركين فعلم الله شدة وجد المسلمين في ذلك فنزلت {عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة} وهذا بأن يسلم الكافر.
وقد أسلم قوم منهم بعد فتح مكة وخالطهم المسلمون؛ كأبي سفيان بن حرب، والحارث بن هشام، وسهيل بن عمرو، وحكيم بن حزام.
وقيل : المودة تزويج النبي صلى الله عليه وسلم أم حبيبة بنت أبي سفيان؛ فلانت عند ذلك عريكة أبي سفيان، واسترخت شكيمته في العداوة.
قال ابن عباس : كانت المودة بعد الفتح تزويج النبي صلى الله عليه وسلم أم حبيبة بنت أبي سفيان؛ وكانت تحت عبدالله بن جحش، وكانت هي وزوجها من مهاجرة الحبشة.
فأما زوجها فتنصر وسألها أن تتابعه على دينه فأبت وصبرت على دينها، ومات زوجها على النصرانية.
فبعث النبي صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي فخطبها؛ فقال النجاشي لأصحابه : من أولاكم بها؟ قالوا : خالد بن سعيد بن العاص.
قال فزوجها من نبيكم.
ففعل؛ وأمهرها النجاشي من عنده أربعمائة دينار.
وقيل : خطبها النبي صلى الله عليه وسلم إلى عثمان بن عفان، فلما زوجه إياها بعث إلى النجاشي فيها؛ فساق عنه المهر وبعث بها إليه.
فقال أبو سفيان وهو مشرك لما بلغه تزويج النبي صلى الله عليه وسلم ابنته : ذلك الفحل لا يقدع أنفه.
{يقدع} بالدال غير المعجمة؛ يقال : هدا فحل لا يقدع أنفه؛ أي لا يضرب أنفه.
وذلك إذا كان كريما.

تفسير ابن كثير يقول تعالى لعباده المؤمنين بعد أن أمرهم بعدواة الكافرين: {عسى اللّه أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة} أي محبة بعد البغضة، ومودة بعد النفرة، وألفة بعد الفرقة، {واللّه قدير} أي على ما يشاء من الجمع بين الأشياء المتنافرة والمختلفة، فيؤلف بين القلوب بعد العدواة والقساوة، فتصبح مجتمعة متفقة، كما قال تعالى ممتناً على الأنصار: {واذكروا نعمة اللّه عليكم إذ كنتم أعداءً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً}، وكذا قال لهم النبي صلى اللّه عليه وسلم: (ألم أجدكم ضلاّلاً فهداكم اللّه بي، وكنتم متفرقين فألفكم اللّه بي؟)، وقال اللّه تعالى: {لو أنفقت ما في الأرض جميعاً ما ألفت بين قلوبهم ولكن اللّه ألف بينهم إنه عزيز حكيم}، وفي الحديث: (أحبب حبيبك هوناً ما، فعسى أن يكون بغيضك يوماً ما، وأبغض بغيضك هوناً ما فعسى أن يكون حبيبك يوماً ما) وقوله تعالى: {واللّه غفور رحيم} أي يغفر للكافرين كفرهم، إذا تابوا منه وأنابوا إلى ربهم وأسلموا له، وهو الغفور الرحيم بكل من تاب إليه من أي ذنب كان، وعن ابن شهاب أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم استعمل أبا سفيان صخر بن حرب على بعض اليمن، فلما قبض رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أقبل، فلقي ذا الخمار مرتداً، فقاتله فكان أول من قاتل في الردة وجاهد عن الدين، قال ابن شهاب: وهو ممن أنزل اللّه فيه: {عسى اللّه أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة} ""أخرجه ابن أبي حاتم""الآية، وقوله تعالى: {لا ينهاكم اللّه عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم}، أي لا ينهاكم عن الإحسان إلى الكفرة، الذين لا يقاتلونكم في الدين كالنساء والضعفة منهم {أن تبروهم} أي تحسنوا إليهم، {وتقسطوا إليهم} أي تعدلوا، {إن اللّه يحب المقسطين}. عن أسماء بنت أبي بكر رضي اللّه عنهما قالت: قدمت أمي وهي مشركة في عهد قريش إذ عاهدوا، فأتيت النبي صلى اللّه عليه وسلم فقلت: يا رسول اللّه إن أمي قدمت وهي راغبة أفأصلها؟ قال: (نعم صِلي أُمك) ""أخرجه الشيخان والإمام أحمد"". وقال الإمام أحمد حدثنا عارم، حدثنا عبد اللّه بن المبارك، حدثنا مصعب بن ثابت، حدثنا عن عبد اللّه بن الزبير قال: قدمت قتيلة على ابنتها أسماء بنت أبي بكر بهدايا ضباب وقرظ وسمن وهي مشركة، فأبت أسماء أن تقبل هديتها وتدخلها بيتها، فسألت عائشة النبي صلى اللّه عليه وسلم، فأنزل اللّه تعالى: {لا ينهاكم اللّه عن الذين لم يقاتلوكم في الدين} إلى آخر الآية، فأمرها أن تقبل هديتها وأن تدخلها بيتها ""رواه أحمد وابن جرير وابن أبي حاتم""، وقوله تعالى: {إن اللّه يحب المقسطين} في الحديث الصحيح: (المقسطون على منابر من نور عن يمين العرش الذين يعدلون في حكمهم وأهاليهم وما ولوا). وقوله تعالى: {إنما ينهاكم اللّه عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم} أي إنما ينهاكم عن موالاة هؤلاء الذين ناصبوكم بالعداوة فقاتلوكم وأخرجوكم وعاونوا على إخراجكم، ينهاكم اللّه عزَّ ووجلَّ عن موالاتهم ويأمركم بمعاداتهم، ثم أكد الوعيد على موالاتهم، فقال: {ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون}، كقوله تعالى: {ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن اللّه لا يهدي القوم الظالمين}.

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি