نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة المجادلة آية 18
يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ ۖ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ ۚ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ

التفسير الميسر يوم القيامة يبعث الله المنافقين جميعًا من قبورهم أحياء، فيحلفون له أنهم كانوا مؤمنين، كما كانوا يحلفون لكم- أيها المؤمنون- في الدنيا، ويعتقدون أن ذلك ينفعهم عند الله كما كان ينفعهم في الدنيا عند المسلمين، ألا إنهم هم البالغون في الكذب حدًا لم يبلغه غيرهم.

تفسير الجلالين
18 - اذكر (يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له) أنهم مؤمنون (كما يحلفون لكم ويحسبون أنهم على شيء) من نفع حلفهم في الآخرة كالدنيا (ألا إنهم هم الكاذبون)

تفسير القرطبي
قوله تعالى {لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا} أي من عذابه شيئا.
وقال مقاتل : قال المنافقون إن محمدا يزعم أنه ينصر يوم القيامة، لقد شقينا إذا فوالله لننصرن يوم القيامة بأنفسنا وأولادنا وأموالنا إن كانت قيامة.
فنزلت {يوم يبعثهم الله جميعا} أي لهم عذاب مهين يوم يبعثهم {فيحلفون له كما يحلفون لكم} اليوم.
وهذا أمر عجيب وهو مغالطتهم باليمين غدا، وقد صارت المعرف ضرورية.
وقال ابن عباس : هو قولهم {والله ربنا ما كنا مشركين} [الأنعام : 23].
{ويحسبون أنهم على شيء} بإنكارهم وحلفهم.
قال ابن زيد : ظنوا أنهم ينفعهم في الآخرة.
وقيل {ويحسبون} في الدنيا {أنهم على شيء} لأنهم في الآخرة يعلمون الحق باضطرار.
والأول أظهر.
وعن ابن عباس قال النبي صلى الله عليه وسلم : (ينادي مناد يوم القيامة أين خصماء الله فتقوم القدرية مسودة وجهوهم مزرقة أعينهم مائل شدقهم يسيل لعابهم فيقولون والله ما عبدنا من دونك شمسا ولا قمرا ولا صنما ولا وثنا، ولا اتخذنا من دونك إلها).
قال ابن عباس : صدقوا والله! أتاهم الشرك من حيث لا يعلمون، ثم تلا {ويحسبون أنهم على شيء ألا إنهم هم الكاذبون} هم والله القدرية.
ثلاثا.
قوله تعالى {استحوذ عليهم الشيطان} أي غلب واستعلى، أي بوسوسته في الدنيا.
وقيل : قوي عليهم.
وقال المفضل : أحاط بهم.
ويحتمل رابعا أي جمعهم وضمهم.
يقال : أحوذ الشيء أي جمعه وضم بعضه إلى بعض، وإذا جمعهم فقد غلبهم وقوي عليهم وأحاط بهم.
{فأنساهم ذكر الله} أي أوامره في العمل بطاعته.
وقيل : زواجره في النهي عن معصيته.
والنسيان قد يكون بمعنى الغفلة، ويكون بمعنى الترك، والوجهان محتملان هنا.
{أولئك حزب الشيطان} طائفته ورهطه {ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون} في بيعهم، لأنهم باعوا الجنة بجهنم، وباعوا الهدى بالضلالة.

تفسير ابن كثير يقول اللّه تعالى منكراً على المنافقين في موالاتهم الكفار في الباطن، وهم في نفس الأمر لا معهم ولا مع المؤمنين، كما قال تعالى: {مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء}، وقال ههنا: {ألم تر إلى الذين تولوا قوماً غضب اللّه عليهم} يعني اليهود الذين كان المنافقون يمالئونهم ويوالونهم في الباطن، ثم قال تعالى: {ما هم منكم ولامنهم} أي هؤلاء المنافقون ليسوا في الحقيقة منكم أيها المؤمنون، ولا من الذين يوالونهم وهم اليهود، ثم قال تعالى: {ويحلفون على الكذب وهم يعلمون} يعني المنافقين يحلفون على الكذب، وهم عالمون بأنهم كاذبون فيما حلفوا وهي اليمين الغموس، ولا سيما في مثل حالهم اللعين عياذاً باللّه منه، فإنهم كانوا إذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا، وإذا جاءوا الرسول حلفوا له أنهم مؤمنون، وهم في ذلك يعلمون أنهم يكذبون فيما حلفوا به، لأنهم لا يعتقدون صدق ما قالوه، وإن كان في نفس الأمر مطابقاً، ولهذا شهد اللّه بكذبهم في أيمانهم وشهادتهم لذلك، ثم قال تعالى: {أعد اللّه لهم عذاباً شديداً إنهم ساء ما كانوا يعملون} أي أرصد اللّه لهم على هذا الصنيع العذاب الأليم على أعمالهم السيئة وهي موالاة الكافرين ونصحهم ومعاداة المؤمنين وغشهم، ولهذا قال تعالى: {اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل اللّه} أي أظهروا الإيمان وأبطنوا الكفر واتقوا بالأيمان الكاذبة، فظن كثير ممن لا يعرف حقيقة أمرهم صدقهم فاغتر بهم فحصل بهذا صد عن سبيل اللّه لبعض الناس {فلهم عذاب مهين}، أي في مقابلة ما امتهنوا من الحلف باسم الله العظيم في الأيمان الكاذبة الحانثة، ثم قال تعالى: {لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من اللّه شيئاً}، أي لن يدفع ذلك عنهم بأساً إذا جاءهم: {أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون} ثم قال تعالى: {يوم يبعثهم اللّه جميعاً} أي يحشرهم يوم القيامة عن آخرهم فلا يغادر منهم أحداً، {فيحلفون له كما يحلفون لكم ويحسبون أنهم على شيء} أي يحلفون باللّه عزّ وجلَّ أنهم كانوا على الهدى والاستقامة كما كانوا يحلفون للناس في الدنيا، لأن من عاش على شيء مات عليه وبعث عليه ويعتقدون أن ذلك ينفعهم عند اللّه كما كان ينفعهم عند الناس فيجرون عليهم الأحكام الظاهرة، ولهذا قال: {ويحسبون أنهم على شيء} أي حلفهم ذلك لربهم عزّ وجلَّ، ثم قال تعالى منكراً عليهم حسبانهم {ألا إنهم هم الكاذبون} فأكد الخبر عنهم بالكذب، روى ابن أبي حاتم، عن سعيد بن جبير، أن ابن عباس حدَّثه أن النبي صلى اللّه عليه وسلم كان في ظل حجرة من حجره وعنده نفر من المسلمين، قد كاد يقلص عنهم الظل، قال:(إنه سيأتيكم إنسان ينظر بعيني شيطان فإذا أتاكم فلا تكلموه) فجاء رجل أزرق، فدعاه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال:(علام تشتمني أنت وفلان وفلان( نفر دعاهم بأسمائهم قال، فانطلق الرجل فدعاهم فحلفوا له واعتذروا إليه، قال: فأنزل اللّه عزّ وجلَّ: {فيحلفون له كما يحلفون لكم ويحسبون أنهم على شيء إلا إنهم هم الكاذبون} ""أخرجه ابن أبي حاتم ورواه أحمد وابن جرير""، ثم قال تعالى: {استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر اللّه} أي استحوذ على قلوبهم الشيطان حتى أنساهم أن يذكروا اللّه عزّ وجلَّ، وكذلك يصنع بمن استحوذ عليه، ولهذا قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (ما من ثلاثة في قرية ولا بدو لاتقام فيهم الصلاة إلا وقد استحوذ عليهم الشيطان، فعليك بالجماعة فإنما يأكل الذئب القاصية) ""أخرجه أبو داود عن أبي الدرداء مرفوعاً"". قال السائب: يعني الصلاة في الجماعة، ثم قال تعالى: {أولئك حزب الشيطان} يعني الذين استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر اللّه، ثم قال تعالى: {ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون}.

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি