نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة المجادلة آية 1
قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ

التفسير الميسر قد سمع الله قول خولة بنت ثعلبة التي تراجعت في شأن زوجها أوس بن الصامت، وفيما صدر عنه في حقها من الظِّهار، وهو قوله لها: "أنت عليَّ كظهر أمي"، أي: في حرمة النكاح، وهي تتضرع إلى الله تعالى؛ لتفريج كربتها، والله يسمع تخاطبكما ومراجعتكما. إن الله سميع لكل قول، بصير بكل شيء، لا تخفى عليه خافية.

تفسير الجلالين
سورة المجادلة 1 - (قد سمع الله قول التي تجادلك) تراجعك أيها النبي (في زوجها) المظاهر منها وكان قال لها أنت علي كظهر أمي وقد سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فأجابها بأنها حرمت عليه على ما هو المعهود عندهم من أن الظهار موجبة فرقة مؤبدة وهي خولة بنت ثعلبة وهو أوس بن الصامت (وتشتكي إلى الله) وحدتها وفاقتها وصبية صغارا إن ضمنتهم إليه ضاعوا إو إليها جاعوا (والله يسمع تحاوركما) تراجعكما (إن الله سميع بصير) عالم

تفسير القرطبي
فيه مسألتان: الأولى: قوله تعالى {قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله} التي اشتكت إلى الله هي خولة بنت ثعلبة.
وقيل بنت حكيم.
وقيل اسمها جميلة.
وخولة أصح، وزوجها أوس بن الصامت أخو عبادة بن الصامت، وقد مر بها عمر بن الخطاب رضي الله عنه في خلافته والناس معه على حمار فاستوقفته طويلا ووعظته وقالت : يا عمر قد كنت تدعى عميرا، ثم قيل لك عمر، ثم قيل لك أمير المؤمنين، فاتق الله يا عمر، فإنه من أيقن بالموت خاف الفوت، ومن أيقن بالحساب خاف العذاب، وهو واقف يسمع كلامها، فقيل له : يا أمير المؤمنين أتقف لهذه العجوز هذا الوقوف؟ فقال : والله لو حبستني من أول النهار إلى آخره لا زلت إلا للصلاة المكتوبة، أتدرون من هذه العجوز؟ هي خولة بنت ثعلبة سمع الله قولها من فوق سبع سموات، أيسمع رب العالمين قولها ولا يسمعه عمر؟ وقالت عائشة رضي الله عنها : تبارك الذي وسع سمعه كل شيء، إني لأسمع كلام خولة بنت ثعلبة ويخفي علي بعضه، وهي تشتكي زوجها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي تقول : يا رسول الله! أكل شبابي ونثرت له بطني، حتى إذا كبر سني وانقطع ولدى ظاهر مني، اللهم إني أشكو إليك! فما برحت حتى نزل جبريل بهذه الآية {قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله}"" خرجه ابن ماجة في السنن.
"" ""والذي في البخاري من هذا عن عائشة"" قالت : الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات، لقد جاءت المجادلة تشكو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا في ناحية البيت ما أسمع ما تقول، فأنزل الله عز وجل {قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها}.
وقال الماوردي : هي خولة بنت ثعلبة.
وقيل : بنت خويلد.
وليس هذا بمختلف، لأن أحدهما أبوها والآخر جدها فنسبت إلى كل واحد منهما.
وزوجها أوس بن الصامت أخو عباد بن الصامت.
وقال الثعلبي قال ابن عباس : هي خولة بنت خويلد الخزرجية، كانت تحت أوس بن الصامت أخو عبادة بن الصامت، وكانت حسنة الجسم، فرآها زوجها ساجدة فنظر عجيزتها فأعجبه أمرها، فلما انصرفت أرادها فأبت فغضب عليها قال عروة : وكان أمرا به لمم فأصابه بعض لممه فقال لها : أنت علي كظهر أمي.
وكان الإيلاء والظهار من الطلاق في الجاهلية، فسألت النبي صلى الله عليه وسلم فقال لها : (حرمتِ عليه) فقالت : والله ما ذكر طلاقا، ثم قالت : أشكو إلى الله فاقتي ووحدتي ووحشتي وفراق زوجي وابن عمي وقد نفضت له بطني، فقال : (حرمت عليه) فما زالت تراجعه ومراجعها حتى نزلت عليه الآية.
وروى الحسن : أنها قالت : يا رسول الله! قد نسخ الله سنن الجاهلية وإن زوجي ظاهر مني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ما أوحى إلي في هذا شيء) فقالت : يا رسول الله، أوحي إليك في كل شيء وطوي عنك هذا؟! فقال : (هو ما قلت لك) فقالت : إلى الله أشكو لا إلى رسوله.
فأنزل الله {قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله} الآية.
و""روى الدارقطني من حديث قتادة"" أن أنس بن مالك حدثه قال : إن أوس بن الصامت ظاهر من امرأته خويلة بنت ثعلبة فشكت ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : ظاهر حين كبرت سني ورق عظمي.
فأنزل الله تعالى آية الظهار، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأوس : (اعتق رقبة) قال : مالي بذلك يدان.
قال : (فصم شهرين متتابعين) قال : أما إني إذا أخطأني أن آكل في يوم ثلاث مرات يكل بصري.
قال : (فأطعم ستين مسكينا) قال : ما أجد إلا أن تعينني منك بعون وصلة.
قال : فأعانه رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمسة عشر صاعا حتى جمع الله له والله غفور رحيم.
{إن الله سميع بصير} قال : فكانوا يرون أن عنده مثلها وذلك لستين مسكينا،""وفي الترمذي وسنن ابن ماجة""أن سلمة بن صخر البياضي ظاهر من امرأته، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال له (اعتق رقبة) قال : فضربت صفحة عنقي بيدي.
فقلت : لا والذي بعثك بالحق ما أصبحت أملك غيرها.
قال : (فصم شهرين) فقلت : يا رسول الله! وهل أصابني ما أصابني إلا في الصيام.
قال : (فأطعم ستين مسكينا) الحديث.
وذكر ابن العربي في أحكامه : روي أن خولة بنت دليج ظاهر منها زوجها، فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فسألته عن ذلك.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (قد حرمت عليه) فقالت : أشكو إلى الله حاجتي.
ثم عادت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (حرمت عليه) فقالت : إلى الله أشكو حاجتي إليه وعائشة تغسل شق رأسه الأيمن، ثم تحولت إلى الشق الآخر وقد نزل عليه الوحي، فذهبت أن تعيد، فقالت عائشة : اسكتي فإنه قد نزل الوحي.
فلما نزل القرآن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزوجها : (اعتق رقبة) قال : لا أجد.
قال : (صم شهرين متتابعين) قال : إن لم آكل في اليوم ثلاث مرات خفت أن يعشو بصري.
قال : (فأطعم ستين مسكينا).
قال : فأعني.
فأعانه بشيء.
قال أبو جعفر النحاس : أهل التفسير على أنها خولة وزوجها أوس بن الصامت، واختلفوا في نسبها، قال بعضهم : هي أنصارية وهي بنت ثعلبة، وقال بعضهم : هي بنت دليج، وقيل : هي بنت خويلد، وقال بعضهم : هي بنت الصامت، وقال بعضهم : هي أمة كانت لعبدالله بن أبي، وهي التي أنزل الله فيها {ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا} [النور : 33] لأنه كان يكرهها على الزنى.
وقيل : هي بنت حكيم.
قال النحاس : وهذا ليس بمتناقض، يجوز أن تنسب مرة إلى أبيها، ومرة إلى أمها، ومرة إلى جدها، ويجوز أن تكون أمة كانت لعبدالله بن أبي فقيل لها أنصارية بالولاء، لأنه كان في عداد الأنصار وإن كان من المنافقين.
الثانية: قرئ {قد سمع الله} بالإدغام و{قد سمع الله} بالإظهار.
والأصل في السماع إدراك المسموعات، وهو اختيار الشيخ أبي الحسن.
وقال ابن فورك : الصحيح أنه إدراك المسموع.
وقال الحاكم أبو عبدالله في معنى السميع : إنه المدرك للأصوات التي يدركها المخلقون بآذانهم من غير أن يكون له أذن، وذلك راجع إلى أن الأصوات لا تخفى عليه، وإن كان غير موصوف بالحس المركب في الأذن، كالأصم من الناس لما لم تكن له هذه الحاسة لم يكن أهلا لإدراك الصوت.
والسمع والبصر صفتان كالعلم والقدرة والحياة والإرادة، فهما من صفات الذات لم يزل الخالق سبحانه وتعالى متصفا بهما.
وشكى واشتكى بمعنى واحد.
وقرئ {تحاورك} أي تراجعك الكلام و{تجادلك} أي تسائلك.

تفسير ابن كثير عن عائشة قالت: الحمد للّه الذي وسع سمعه الأصوات، لقد جاءت المجادلة الى النبي صلى اللّه عليه وسلم تكلمه، وأنا في ناحية البيت ما أسمع ماتقول، فأنزل اللّه عزَّ وجلَّ: {قد سمع اللّه قول التي تجادلك في زوجها} إلى آخر الآية ""أخرجه البخاري تعليقاً، ورواه النسائي وابن ماجه""وفي رواية عنها أنها قالت: تبارك الذي أوعى سمعه كل شيء، إني لأسمع كلام خولة بنت ثعلبة ويخفى عليّ بعضه، وهي تشتكي زوجها إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وهي تقول: يا رسول اللّه أكل مالي، وأفنى شبابي، ونثرت له بطني، حتى إذا كبرت سني وانقطع ولدي ظاهر مني، اللهم إني أشكو إليك، قالت: فما برحت حتى نزل جبريل بهذه الآية: {قد سمع اللّه قول التي تجادلك في زوجها}، قالت: وزوجها أوس بن الصامت ""أخرجه ابن أبي حاتم من حديث عائشة رضي اللّه عنها""وروى ابن أبي حاتم عن أبي يزيد قال: (لقيتْ امرأةٌ عمر يقال لها خولة بنت ثعلبة وهو يسير مع الناس، فاستوقفته، فوقف لها ودنا منها وأصغى إليها رأسه ووضع يديه على منكبيها، حتى قضت حاجتها وانصرفت، فقال له رجل: يا أمير المؤمنين حبست رجالات قريش على هذه العجوز، قال: ويحك وتدري من هذه؟ قال لا، قال: هذه امرأة سمع اللّه شكواها من فوق سبع سماوات، هذه خولة بنت ثعلبة، واللّه لو لم تنصرف عني إلى الليل ما انصرفت عنها حتى تقضي حاجتها، إلا أن تحضر صلاة فأصلّيها، ثم أرجع إليها حتى تقضي حاجتها) ""أخرجه ابن أبي حاتم"" وهو منقطع بين أبي يزيد وعمر بن الخطاب كما قاله ابن كثير""وعن عامر قال: المرأة التي جادلت في زوجها خولة امرأة أوس بن الصامت وأمها معاذة.

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি