نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة الحديد آية 6
يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ ۚ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ

التفسير الميسر يُدْخِل ما نقص من ساعات الليل في النهار فيزيد النهار، ويُدْخِل ما نقص من ساعات النهار في الليل فيزيد الليل، وهو سبحانه عليم بما في صدور خلقه.

تفسير الجلالين
6 - (يولج الليل) يدخله (في النهار) فيزيد وينقص الليل (ويولج النهار في الليل) فيزيد وينقص النهار (وهو عليم بذات الصدور) بما فيها من الأسرار والمعتقدات

تفسير القرطبي
قوله تعالى {هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش } تقدم في الأعراف مستوفى.
{يعلم ما يلج في الأرض} أي يدخل فيها من مطر وغيره {وما يخرج منها} من نبات وغيره {وما ينزل من السماء} من رزق ومطر وملك {وما يعرج فيها} يصعد فيها من ملائكة وأعمال العباد {وهو معكم أين ما كنتم} يعني بقدرته وسلطانه وعلمه {والله بما تعملون بصير} يبصر أعمالكم ويراها ولا يخفى عليه شيء منها.
وقد جمع في هذه الآية بين {استوى على العرش} وبين {وهو معكم} والأخذ بالظاهرين تناقض فدل على أنه لا بد من التأويل، والإعراض عن التأمل اعتراف بالتناقض.
وقد قال الإمام أبو المعالي : إن محمدا صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء لم يكن بأقرب إلى الله عز وجل من يونس بن متى حين كان في بطن الحوت.
وقد تقدم.
قوله تعالى {له ملك السماوات والأرض} هذا التكرير للتأكيد أي هو المعبود على الحقيقة {وإلى الله ترجع الأمور} أي أمور الخلائق في الآخرة.
وقرأ الحسن والأعرج ويعقوب وابن عامر وأبو حيوة وابن محيصن وحميد والأعمش وحمزة والكسائي وخلف {ترجع} بفتح التاء وكسر الجيم.
الباقون {ترجع}.
{يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل} تقدم.
{وهو عليم بذات الصدور} أي لا تخفى عليه الضمائر، ومن كان بهذه الصفة فلا يجوز أن يعبد من سواه.

تفسير ابن كثير يخبر تعالى عن خلقه السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام، ثم أخبر تعالى باستوائه على العرش بعد خلقهن، وقد تقدّم الكلام على هذه الآية وأشباهها في سورة الأعراف بما أغنى عن إعادته ههنا، وقوله تعالى: {يعلم ما يلج في الأرض} أي يعلم عدد ما يدخل فيها من حب وقطر، {وما يخرج منها} من نبات وزرع وثمار، كما قال تعالى: {وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين}، وقوله تعالى: {وما ينزل من السماء} أي من الأمطار، والثلوج والبرد والأقدار، والأحكام مع الملائكة الكرام، وقوله تعالى: {وما يعرج فيها} أي من الملائكة والأعمال، كما جاء في الصحيح: (يرفع إليه عمل الليل قبل النهار وعمل النهار قبل الليل) وقوله تعالى: {وهو معكم أينما كنتم واللّه بما تعملون بصير} أي رقيب عليكم شهيد على أعمالكم، حيث كنتم وأين كنتم من بر أو بحر، في ليل أو نهار، في البيوت أو في القفار، الجميع في علمه على السواء، فيسمع كلامكم ويرى مكانكم، ويعلم سركم ونجواكم، كما قال تعالى: {ألا حين يستغشون ثيابهم يعلم ما يسرون وما يعلنون إنه عليم بذات الصدور}، وقال تعالى: {سواء منكم من أسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار}، فلا إله غيره ولا رب سواه، وقد ثبت في الصحيح أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال لجبريل لما سأله عن الإحسان: (أن تعبد اللّه كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك) وفي الحديث، قال رجل: يا رسول اللّه ما تزكية المرء نفسه؟ فقال: (يعلم أن اللّه معه حيث كان) ""أخرجه أبو نعيم من حديث عبد اللّه العامري مرفوعاً"". وقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (إن أفضل الإيمان أن تعلم أن اللّه معك حيثما كنت) ""أخرجه أبو نعيم عن عبادة بن الصامت"". وكان الإمام أحمد رحمه اللّه تعالى ينشد هذين البيتين: إذا ما خلوتَ الدهر يوماً فلا تقل ** خلوتُ ولكن قل عليَّ رقيبُ ولا تحسبنَّ اللّه يغفل ساعة ** ولا أن ما تخفي عليه يغيب وقوله تعالى: {له ملك السماوات والأرض وإلى اللّه ترجع الأمور}، أي هو المالك للدنيا والآخرة كما قال تعالى: {وإن لنا للآخرة والأولى} وهو المحمود على ذلك، كما قال تعالى: {وهو اللّه لا إله إلا هو له الحمد في الأولى والآخرة}، وقال تعالى: {الحمد للّه الذي له ما في السماوات وما في الأرض وله الحمد في الآخرة وهو الحكيم الخبير}، فجميع ما في السماوات والأرض ملك له، وأهلهما عبيد أرقاء أذلاء بين يديه، كما قال تعالى: {إن كل من في السماوات والأرض إلا آتِ الرحمن عبداً}، ولهذا قال: {وإلى اللّه ترجع الأمور} أي إليه المرجع يوم القيامة فيحكم في خلقه بما يشاء، وهو العادل الذي لا يجور ولا يظلم مثقال ذرة، كما قال تعالى: {ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئاً وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين}، وقوله تعالى: {يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل} أي هو المتصرف في الخلق، يقلب الليل والنهار ويقدرهما بحكمته كما يشاء، فتارة يطول الليل ويقصر النهار، وتارة بالعكس، وتارة يتركهما معتدلين، وتارة يكون الفصل شتاء ثم ربيعاً ثم قيظاً ثم خريفاً، وكل ذلك بحكمته وتقديره لما يريده بخلقه {وهو عليم بذات الصدور} أي يعلم السرائر وإن دقت أو خفيت.

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি