نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة الواقعة آية 57
نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ

التفسير الميسر نحن خلقناكم- أيها الناس- ولم تكونوا شيئًا، فهلا تصدِّقون بالبعث.

تفسير الجلالين
57 - (نحن خلقناكم) أوجدناكم من عدم (فلولا) هلا (تصدقون) بالبعث إذ القادر على الإنشاء قادر على الإعادة

تفسير القرطبي
قوله تعالى {نحن خلقناكم فلولا تصدقون} أي فهلا تصدقون بالبعث؟ لأن الإعادة كالابتداء.
وقيل : المعنى نحن خلقنا رزقكم فهلا تصدقون أن هذا طعامكم إن لم تؤمنوا؟ {أفرأيتم ما تمنون} أي ما تصبونه من المني في أرحام النساء.
{أأنتم تخلقونه} أي تصورون منه الإنسان {أم نحن الخالقون} المقدرون المصورون.
وهذا احتجاج عليهم وبيان للآية الأولى، أي إذا أقررتم بأنا خالقوه لا غيرنا فاعترفوا بالبعث.
وقرأ أبو السمال ومحمد بن السميقع وأشهب العقيلي {تمنون} بفتح التاء وهما لغتان أمنى ومنى، وأمذى ومذى يمني ويمني ويمذي ويمذي.
الماوردي : ويحتمل أن يختلف معناها عندي، فيكون أمنى إذا أنزل عن جماع، ومنى إذا أنزل عن الاحتلام.
وفي تسمية المني منيا وجهان : أحدهما لإمنائه وهو إراقته.
الثاني لتقديره، ومنه المنا الذي يوزن به لأنه مقدار لذلك، وكذلك المني مقدار صحيح لتصوير الخلقة.
قوله تعالى {نحن قدرنا بينكم الموت} احتجاج أيضا، أي الذي يقدر على الإماتة يقدر على الخلق، وإذا قدر على الخلق قدر على البعث.
وقرأ مجاهد وحميد وابن محيصن وابن كثير {قدرنا} بتخفيف الدال.
الباقون بالتشديد، قال الضحاك : أي سوينا بين أهل السماء وأهل الأرض.
وقيل : قضينا.
وقيل : كتبنا، والمعنى متقارب، فلا أحد يبقى غيره عز وجل.
{وما نحن بمسبوقين} أي إن أردنا أن نبدل أمثالكم لم يسبقنا أحد، أي لم يغلبنا.
{بمسبوقين} معناه بمغلوبين.
{على أن نبدل أمثالكم} وقال الطبري : المعنى نحن قدرنا بينكم الموت {على أن نبدل أمثالكم} بعد موتكم بآخرين من جنسكم، وما نحن بمسبوقين في آجالكم، أي لا يتقدم متأخر ولا يتأخر متقدم.
{وننشئكم في ما لا تعلمون} من الصور والهيئات.
قال الحسن : أي نجعلكم قردة وخنازير كما فعلنا بأقوام قبلكم.
وقيل : المعنى ننشئكم في البعث على غير صوركم في الدنيا، فيجمل المؤمن ببياض وجهه، ومقبح الكافر بسواد وجهه.
سعيد بن جبير : قوله تعالى {فيما لا تعلمون} يعني في حواصل طير سود تكون ببرهوت كأنها الخطاطيف، وبرهوت واد في اليمن.
وقال مجاهد {فيما لا تعلمون} في أي خلق شئنا.
وقيل : المعنى ننشئكم في عالم لا تعلمون، وفي مكان لا تعلمون.
قوله تعالى {ولقد علمتم النشأة الأولى} أي إذ خلقتم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة ولم تكونوا شيئا، عن مجاهد وغيره.
قتادة والضحاك : يعني خلق آدم عليه السلام.
{فلولا تتذكرون} أي فهلا تذكرون.
وفي الخبر : عجبا كل العجب للمكذب بالنشأة الأخرى وهو يرى النشأة الأولى، وعجبا للمصدق بالنشأة الآخرة وهو لا يسعى لدار القرار.
وقراءة العامة {النشأة} بالقصر.
وقرأ مجاهد والحسن وابن كثير وأبو عمرو {النشاءة} بالمد، وقد مضى في "العنكبوت" بيانه.

تفسير ابن كثير يقول تعالى مقرراً للمعاد، وراداً على المكذبين به من أهل الزيغ والإلحاد، {نحن خلقناكم} أي نحن ابتدأنا خلقكم بعد أن لم تكونوا شيئاً مذكوراً، أفليس الذي قدر على البداءة، بقادر على الإعادة بطريق الأولى والأحرى؟ ولهذا قال: {فلولا تصدقون}؟ أي فهلا تصدقون بالبعث! ثم قال تعالى مستدلاً عليهم بقوله: {أفرأيتم ما تمنون أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون}؟ أي أنتم تقرونه في الأرحام وتخلقونه فيها أم اللّه الخالق لذلك؟ ثم قال تعالى {نحن قدّرنا بينكم الموت} أي صرفناه بينكم، وقال الضحّاك: ساوى فيه بين أهل السماء والأرض، {وما نحن بمسبوقين} أي وما نحن بعاجزين {على أن نبدّل أمثالكم} أي نغيّر خلقكم يوم القيامة، {وننشئكم فيما لا تعلمون} أي من الصفات والأحوال، ثم قال تعالى: {ولقد علمتم النشأة الأولى فلولا تذكرون} أي قد علمتم أن اللّه أنشأكم بعد أن لم تكونوا شيئاً مذكوراً، فخلقكم وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة، فهلا تتذكرون وتعرفون أن الذي قدر على هذه النشأة وهي البداءة قادر على النشأة الأُخرى وهي الإعادة بطريق الأولى والأحرى، كما قال تعالى: {وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه}، وقال تعالى: {أولا يذكر الإنسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئاً}، وقال تعالى: {قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم}، وقال تعالى: {فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى}؟

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি