نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة البقرة آية 42
وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ

التفسير الميسر ولا تخلِطوا الحق الذي بيَّنته لكم بالباطل الذي افتريتموه، واحذروا كتمان الحق الصريح من صفة نبي الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم التي في كتبكم، وأنتم تجدونها مكتوبة عندكم، فيما تعلمون من الكتب التي بأيديكم.

تفسير الجلالين
42 - (ولا تلبسوا) تخلطوا (الحق) الذي أنزلت عليكم (بالباطل) الذي تفترونه ولا (وتكتموا الحق) نعت محمد (وأنتم تعلمون) أنه الحق

تفسير القرطبي
قوله تعالى:{ولا تلبسوا الحق بالباطل} اللبس : الخلط، لبست عليه الأمر ألبسه، إذا مزجت بينه بمُشْكله وحقَّه بباطله قال الله تعالى {وللبسنا عليهم ما يلبسون} [الأنعام: 9 ] وفي الأمر لبسة أي ليس بواضح ومن هذا المعنى قول علي رضي الله عنه للحارث بن حوط يا حارث (إنه ملبوس عليك، إن الحق لا يعرف بالرجال، اعرف الحق تعرف أهله) وقالت الخنساء : ترى الجليس يقول الحق تحسبه ** رشدا وهيهات فانظر ما به التبسا صدق مقالته واحذر عداوته ** والبس عليه أمورا مثل ما لبسا وقال العجاج : لما لبسن الحق بالتجني ** غنين واستبدلن زيدا مني روى سعيد عن قتادة في قوله {ولا تلبسوا الحق بالباطل} [البقرة: 42] يقول : لا تلبسوا اليهودية والنصرانية بالإسلام وقد علمتم أن دين الله - الذي لا يقبل غيره ولا يجزئ إلا به - الإسلام، وأن اليهودية والنصرانية بدعة وليست من الله.
والظاهر من قول عنترة : وكتيبة لبستها بكتيبة أنه من هذا المعنى، ويحتمل أن يكون من اللباس.
وقد قيل هذا في معنى الآية، أي لا تغطوا.
ومنه لبس الثوب يقال لبست الثوب ألبسه ولباس الرجل زوجته وزوجها لباسها.
قال الجعدي إذا ما الضجيع ثنى جيدها ** تثنت عليه فكانت لباسا وقال الأخطل : وقد لبست لهذا الأمر أعصره ** حتى تجلل رأسي الشيب فاشتعلا واللبوس : كل ما يلبس من ثياب ودرع، قال الله تعالى {وعلمناه صنعة لبوس لكم} [الأنبياء: 80 ] ولابست فلانا حتى عرفت باطنه.
وفي فلان ملبس أي مستمتع قال : ألا إن بعد العدم للمرءقنوة ** وبعد المشيب طول عمر وملبسا ولبس الكعبة والهودج ما عليهما من لباس بكسر اللام قوله تعالى {بالباطل} الباطل في كلام العرب خلاف الحق، ومعناه الزائل قال لبيد : ألا كل شيء ما خلا الله باطل.
وبطل الشيء يبطل بطلا وبطولا وبطلانا ذهب ضياعا وخسرا وأبطله غيره ويقال ذهب دمه بطلا أي هدرا والباطل الشيطان والبطل الشجاع سمي بذلك لأنه يبطل شجاعة صاحبه، قال النابغة : لهم لواء بأيدي ماجد بطل ** لا يقطع الخرق إلا طرفه سامي والمرأة بطلة.
وقد بطل الرجل أي بالضم يبطل بطولة وبطالة أي صار شجاعا وبطل الأجير بالفتح بطالة أي تعطل فهو بطال.
واختلف أهل التأويل في المراد بقوله{الحق بالباطل} فروي عن ابن عباس وغيره لا تخلطوا ما عندكم من الحق في الكتاب بالباطل وهو التغيير والتبديل.
وقال أبو العالية قالت اليهود محمد مبعوث ولكن إلى غيرنا.
فإقرارهم ببعثه حق وجحدهم أنه بعث إليهم باطل.
وقال ابن زيد : المراد بالحق التوراة، والباطل ما بدلوا فيها من ذكر محمد عليه السلام وغيره.
وقال مجاهد : لا تخلطوا اليهودية والنصرانية بالإسلام.
وقاله قتادة وقد تقدم.
قلت : وقول ابن عباس أصوب، لأنه عام فيدخل فيه جميع الأقوال والله المستعان.
قوله تعالى:{وتكتموا الحق} يجوز أن يكون معطوفا على {تلبسوا} فيكون مجزوما ويجوز أن يكون منصوبا بإضمار أن، التقدير لا يكن منكم لبس الحق وكتمانه أي وأن تكتموه قال ابن عباس : (يعني كتمانهم أمر النبي صلى الله عليه وسلم وهم يعرفونه) وقال محمد بن سيرين : نزل عصابة من ولد هارون يثرب لما أصاب بني إسرائيل ما أصابهم من ظهور العدو عليهم والذلة، وتلك العصابة هم حملة التوراة يومئذ فأقاموا بيثرب يرجون أن يخرج محمد صلى الله عليه وسلم بين ظهرانيهم، وهم مؤمنون مصدقون بنبوته فمضى أولئك الآباء وهم مؤمنون وخلف الأبناء وأبناء الأبناء فأدركوا محمدا صلى الله عليه وسلم فكفروا به وهم يعرفونه، وهو معنى قوله تعالى {فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به} [البقرة: 89] قوله تعالى:{وأنتم تعلمون} جملة في موضع الحال أي أن محمدا عليه السلام حق، فكفرهم كان كفر عناد ولم يشهد تعالى لهم بعلم وإنما نهاهم عن كتمان ما علموا.
ودل هذا على تغليظ الذنب على من واقعه على علم وأنه أعصى من الجاهل.
وسيأتي بيان هذا عند قوله تعالى{أتأمرون الناس بالبر}[البقرة: 44 ]الآية.

تفسير ابن كثير يقول تعالى ناهياً لليهود عما كانوا يتعمدونه من تلبيس الحق بالباطل وتمويهه به، وكتمانهم الحق وإظهارهم الباطل {ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون} فنهاهم عن الشيئين معاً، وأمرهم بإظهار الحق والتصريح به. ولهذا قال ابن عباس {ولا تلبسوا الحق بالباطل}: لا تخلطوا الحق بالباطل والصدق بالكذب، وقال أبو العالية: ولا تخلطوا الحق بالباطل، وأدوا النصيحة لعباد اللّه من أُمة محمد صلى اللَه عليه وسلم، وقال قتادة {ولا تلبسوا الحق بالباطل}: ولا تلبسوا اليهودية والنصرانية بالإسلام وأنتم تعلمون أن دين اللّه الإسلام، وأن اليهودية والنصرانية بدعة ليست من اللّه. عن ابن عباس: {وتكتموا الحق وأنتم تعلمون} أي لا تكتموا ما عندكم من المعرفة برسولي وبما جاء به وأنتم تجدونه مكتوباً عندكم فيما تعلمون من الكتب التي بأيديكم وقال مجاهد والسدي: {وتكتموا الحق} يعني محمداً صلى اللَه عليه وسلم . قلت وتكتموا يحتمل أن يكون مجزوماً ويحتمل أن يكون منصوباً أي لا تجمعوا بين هذا وهذا، كما يقال: لا تأكل السمك وتشرب اللبن. قال الزمخشري: وفي مصحف ابن مسعود {وتكتموا الحق} أي في حال كتمانكم الحق، {وأنتم تعلمون} حال أيضاً، ومعناه وأنتم تعلمون الحق ويجوز أن يكون المعنى وأنتم تعلمون ما في ذلك من الضرر العظيم على الناس، من إضلالهم عن الهدى المفضي بهم إلى النار، إن سلكوا ما تبدونه لهم من الباطل المشوب بنوع من الحق لتروّجوه عليهم، والبيانُ: الإيضاح، وعكسه الكتمان وخلط الحق بالباطل {وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين} قال مقاتل: أمرهم أن يصلوا مع النبي صلى اللَه عليه وسلم {وآتوا الزكاة} أمرهم أن يؤتوا الزكاة أي يدفعونها إلى النبي صلى اللَه عليه وسلم {واركعوا مع الراكعين} أمرهم أن يركعوا مع الراكعين من أمة محمد صلى اللَه عليه وسلم يقول: كونوا معهم ومنهم.

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি