نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة القمر آية 27
إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ

التفسير الميسر إنا مخرجو الناقة التي سألوها من الصخرة؛ اختبارًا لهم، فانتظر- يا صالح- ما يحلُّ بهم من العذاب، واصطبر على دعوتك إياهم وأذاهم لك.

تفسير الجلالين
27 - (إنا مرسلوا الناقة) مخرجوها من الهضبة الصخرة كما سألوا (فتنة) محنة (لهم) لنختبرهم (فارتقبهم) يا صالح انتظر ما هم صانعون وما يصنع بهم (واصطبر) الطاء بدل من تاء الافتعال أي اصبر على أذاهم

تفسير القرطبي
قوله تعالى {إنا مرسلو الناقة} أي مخرجوها من الهضبة التي سألوها، فروي أن صالحا صلى ركعتين ودعا فانصدعت الصخرة التي عينوها عن سنامها، فخرجت ناقة عشراء وبراء.
{فتنة لهم} أي اختبارا وهو مفعول له.
{فارتقبهم} أي انتظر ما يصنعون.
{واصطبر} أي اصبر على أذاهم، وأصل الطاء في اصطبر تاء فتحولت طاء لتكون موافقة للصاد في الإطباق.
{ونبئهم} أي أخبرهم {أن الماء قسمة بينهم} أي بين ال ثمود وبين الناقة، لها يوم ولهم يوم، كما قال تعالى {لها شرب ولكم شرب يوم معلوم}[الشعراء : 155].
قال ابن عباس : كان يوم شربهم لا تشرب الناقة شيئا من الماء وتسقيهم لبنا وكانوا في نعيم، وإذا كان يوم الناقة شربت الماء كله فلم تبق لهم شيئا.
وإنما قال {بينهم} لأن العرب إذا أخبروا عن بني آدم مع البهائم غلبوا بني آدم.
وروى أبو الزبير عن جابر قال : لما نزلنا الحجر في مغزى رسول الله صلى الله عليه وسلم تبوك، قال : (أيها الناس لا تسألوا في هذه الآيات هؤلاء قوم صالح سألوا نبيهم أن يبعث الله لهم ناقة فبعث الله عز وجل إليهم الناقة فكانت ترد من ذلك الفج فتشرب ماءهم يوم وردها ويحلبون منها مثل الذي كانوا يشربون يوم غبها) وهو معنى قوله تعالى {ونبئهم أن الماء قسمة بينهم.
كل شرب محتضر} الشرب - بالكسر - الحظ من الماء؛ وفي المثل : (آخرها أقلها شربا) وأصله في سقي الإبل، لأن آخرها يرد وقد نزف الحوض.
ومعنى {محتضر} أي يحضره من هو له؛ فالناقة تحضر الماء يوم وردها، وتغيب عنهم يوم وردهم؛ قاله مقاتل.
وقال مجاهد : إن ثمود يحضرون الماء يوم غبها فيشربون، ويحضرون اللبن يوم وردها فيحتلبون.
قوله تعالى {فنادوا صاحبهم} يعني بالحض على عقرها {فتعاطى فعقر} ومعنى تعاطى تناول الفعل؛ من قولهم : عطوت أي تناولت؛ ومنه قول حسان : كلتاهما حلب العصير فعاطني ** بزجاجة أرخاهما للمفصل قال محمد بن إسحاق : فكمن لها في أصل شجرة على طريقها فرماها بسهم فانتظم به عضلة ساقها، ثم شد عليها بالسيف فكشف عرقوبها، فخرت ورغت رغاءة واحدة، تحدر سقبها من بطنها ثم نحرها، وانطلق سقبها حتى أتى صخرة في رأس جبل فرغا ثم لاذ بها، فأتاهم صالح عليه السلام؛ فلما رأى الناقة قد عقرت بكى وقال : قد انتهكتم حرمة الله فأبشروا بعذاب الله.
وقد مضى في الأعراف بيان هذا المعنى.
قال ابن عباس : وكان الذي عقرها أحمر أزرق أشقر أكشف أقفى.
ويقال في اسمه قدار بن سالف.
وقال الأفوه الأودي : أو قبله كقدار حين تابعه ** على الغواية أقوام فقد بادوا والعرب تسمي الجزار قدارا تشبيها بقدار بن سالف مشئوم ال ثمود؛ قال مهلهل : إنا لنضرب بالسيوف رءوسهم ** ضرب القدار نقيعة القدام وذكره زهير فقال : فتنتح لكم غلمان أشأم كلهم ** كأحمر عاد ثم ترضع فتفطم يريد الحرب؛ فكنى عن ثمود بعاد.
قوله تعالى {إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة} يريد صيحة جبريل عليه السلام، وقد مضى في هود .
{فكانوا كهشيم المحتظر} وقرأ الحسن وقتادة وأبو العالية {المحتظر} بفتح الظاء أرادو الحظيرة.
الباقون بالكسر أرادوا صاحب الحظيرة.
وفي الصحاح : والمحتظر الذي يعمل الحظيرة.
وقرئ {كهشيم المحتظر} فمن كسره جعله الفاعل ومن فتحه جعله المفعول به.
ويقال للرجل القليل الخير : إنه لنكد الحظيرة.
قال أبو عبيد : أواه سمى أمواله حظيرة لأنه حظرها عنده ومنعها، وهي فعيلة بمعنى مفعولة.
المهدوي : من فتح الظاء من {المحتظر} فهو مصدر، والمعنى كهشيم الاحتظار.
ويجوز أن يكون {المحتظر} هو الشجر المتخذ منه الحظيرة.
قال ابن عباس {المحتظر} هو الرجل يجعل لغنمه حظيرة بالشجر والشوك؛ فما سقط من ذلك وداسته الغنم فهو الهشيم.
قال : أثرن عجاجة كدخان نار ** تشب بغرقد بال هشيم وعنه : كحشيش تأكله الغنم.
وعنه أيضا : كالعظام النخرة المحترقة، وهو قول قتادة.
وقال سعيد بن جبير : هو التراب المتناثر من الحيطان في يوم ريح.
وقال سفيان الثوري : هو ما تناثر من الحظيرة إذا ضربتها بالعصا، وهو فعيل بمعنى مفعول وقال ابن زيد : العرب تسمي كل شيء كان رطبا فيبس هشيما.
والحظر المنع، والمحتظر المفتعل يقال منه : احتظر على إبله وحظر أي جمع الشجر ووضع بعضه فوق بعض ليمنع برد الريح والسباع عن إبله؛ قال الشاعر : ترى جيف المطي بجانبيه ** كأن عظامها خشب الهشيم وعن ابن عباس : أنهم كانوا مثل القمح الذي ديس وهشم؛ فالمحتظر على هذا الذي يتخذ حظيرة على زرعه، والهشيم فتات السنبلة والتبن.
{ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر}

تفسير ابن كثير وهذا إخبار عن ثمود أنهم كذبوا رسولهم صالحاً {فقالوا أبشراً منا واحداً نتبعه إنا إذاً لفي ضلال وسعر} يقولون: لقد خبنا وخسرنا إن سلمنا كلنا قيادنا لواحد منا، ثم تعجبوا من إلقاء الوحي عليه خاصة من دونهم، ثم رموه بالكذب، فقالوا {بل هو كذاب أشر} أي متجاوز في حد الكذب، قال اللّه تعالى: {سيعلمون غداً من الكذاب الأشر} وهذا تهديد لهم شديد ووعيد أكيد، ثم قال تعالى: {إنا مرسلوا الناقة فتنة لهم} أي اختباراً لهم، أخرج اللّه تعالى لهم ناقة عظيمة عشراء، من صخرة صماء، طبق ما سألوا، لتكون حجة اللّه عليهم في تصديق صالح عليه السلام فيما جاءهم به، ثم قال تعالى آمراً لعبده ورسوله صالح {فارتقبهم واصطبر}، أي انتظر ما يؤول إليه أمرهم واصبر عليهم، فإن العاقبة لك والنصر في الدنيا والآخرة {ونبئهم أن الماء قسمة بينهم} أي يوم لهم ويوم للناقة، كقوله: {قال هذه ناقة لها شربٌ ولكم شرب يوم معلوم}، وقوله تعالى: {كل شرب محتضر} قال مجاهد: إذا غابت حضروا الماء، وإذا جاءت حضروا اللبن، ثم قال تعالى: {فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر} قال المفسرون: هو عاقر الناقة واسمه قدار بن سالف وكان أشقى قومه، كقوله: {إذ انبعث أشقاها}، {فتعاطى} أي حسر {فعقر فكيف كان عذابي ونُذُرِ} أي فعاقبتهم فكيف كان عقابي لهم على كفرهم بي وتكذيبهم رسولي، {إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة فكانوا كهشيم المحتظر} أي فبادوا عن آخرهم لم تبق منهم باقية، وخمدوا وهمدوا كما يهمد يبيس الزرع والنبات، قاله غير واحد من المفسرين {والمحتظر} قال السدي: هو المرعى بالصحراء حين ييبس ويحترق وتسفيه الريح، وقال ابن زيد: كانت العرب يجعلون حظاراً على الإبل والمواشي من يبس الشوك، فهو المراد من قوله: {كهشيم المحتظر}.

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি