نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة الطور آية 13
يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَىٰ نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا

التفسير الميسر يوم يُدْفَع هؤلاء المكذبون دفعًا بعنف ومَهانة إلى نار جهنم، ويقال توبيخًا لهم: هذه هي النار التي كنتم بها تكذِّبون.

تفسير الجلالين
13 - (يوم يدعون إلى نار جهنم دعا) يدفعون بعنف بدل من يوم تمور ويقال لهم تبكيتا

تفسير القرطبي
قوله تعالى {يوم تمور السماء مورا} العامل في يوم قوله {واقع} أي يقع العذاب بهم يوم القيامة وهو اليوم الذي تمور فيه السماء.
قال أهل اللغة : مار الشيء يمور مورا، أي تحرك وجاء وذهب كما تتكفأ النخلة العيدانة، أي الطويلة، والتمور مثله.
وقال الضحاك : يموج بعضها في بعض.
مجاهد : تدور دورا.
أبو عبيدة والأخفش : تكفأ، وأنشد للأعشى : كأن مشيتها من بيت جارتها ** مور السحابة لا ريث ولا عجل وقيل تجري جريا.
ومنه قول جرير : وما زالت القتلى تمور دماؤها ** بدجلة حتى ماء دجلة أشكل وقال ابن عباس : تمور السماء يومئذ بما فيها وتضطرب.
وقيل : يدور أهلها فيها ويموج بعضهم في بعض.
والمور أيضا الطريق.
ومنه قول طرفة : .
.
.
فوق مور معبد والمور الموج.
وناقة موارة اليد أي سريعة.
والبعير يمور عضداه إذا ترددا في عرض جنبه، قال الشاعر : على ظهر موار الملاط حصان الملاط الجنب.
وقولهم : لا أدري أغار أم مار؛ أي أتى غورا أم دار فرجع إلى نجد.
والمور بالضم الغبار بالريح.
وقيل : إن السماء هاهنا الفلك وموره اضطراب نظمه واختلاف سيره؛ قاله ابن بحر.
{وتسير الجبال سيرا} قال مقاتل : تسير عن أماكنها حتى تستوي بالأرض.
وقيل : تسير كسير السحاب اليوم في الدنيا؛ بيانه {وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب} [النمل : 88].
وقد مضى هذا المعنى في [الكهف].
{فويل يومئذ للمكذبين} {ويل} كلمة تقال للهالك، وإنما دخلت الفاء لأن في الكلام معنى المجازاة.
{الذين هم في خوض يلعبون} أي في تردد في الباطل، وهو خوضهم في أمر محمد بالتكذيب.
وقيل : في خوض في أسباب الدنيا يلعبون لا يذكرون حسابا ولا جزاء.
وقد مضى في [التوبة].
قوله تعالى {يوم يدَعُّون} {يوم} بدل من يومئذ.
و {يدعون} معناه يدفعون إلى جهنم بشدة وعنف، يقال : دععته أدعه دعا أي دفعته، ومنه قوله تعالى {فذلك الذي يدع اليتيم} [الماعون : 2].
وفي التفسير : إن خزنة جهنم يغلون أيديهم إلى أعناقهم، ويجمعون نواصيهم إلى أقدامهم، ثم يدفعونهم في النار دفعا على وجوههم، وزخا في أعناقهم حتى يردوا النار.
وقرأ أبو رجاء العطاردي وابن السميقع {يوم يدعون إلى نار جهنم دعا} بالتخفيف من الدعاء فإذا دنوا من النار قالت لهم الخزنة {هذه النار التي كنتم بها تكذبون}في الدنيا.
قوله تعالى {أفسحر هذا} استفهام معناه التوبيخ والتقريع؛ أي يقال لهم {أفسحر هذا} الذي ترون الآن بأعينكم {أم أنتم لا تبصرون} وقيل {أم} بمعنى بل؛ أي بل كنتم لا تبصرون في الدنيا ولا تعقلون.
{اصلوها فاصبروا أو لا تصبروا} أي تقول لهم الخزنة ذوقوا حرها بالدخول فيها.
{سواء عليكم} أي سواء كان لكم فيها صبر أو لم يكن فـ {سواء} خبره محذوف، أي سواء عليكم الجزع والصبر فلا ينفعكم شيء، كما أخبر عنهم أنهم يقولون} سواء علينا أجزعنا أم صبرنا [إبراهيم : 21].
{إنما تجزون ما كنتم تعملون}.

تفسير ابن كثير يقسم تعالى بمخلوقاته الدالة على قدرته العظيمة، أن عذابه واقع بأعدائه وأنه لا دافع له عنهم، والطور هو الجبل الذي يكون فيه أشجار مثل الذي كلم اللّه عليه موسى، وما لم يكن فيه شجر لا يسمى طوراً، إنما يقال له جبل، {وكتاب مسطور} قيل: هو اللوح المحفوظ، وقيل: الكتب المنزلة المكتوبة، التي تقرأ على الناس جهاراً، ولهذا قال: {في رق منشور والبيت المعمور}، ثبت في الصحيحين أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال في حديث الإسراء: (ثم رفع بي إلى البيت المعمور، وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألفاً لا يعودون إليه آخر ما عليهم) ""هو جزء من حديث طويل في الإسراء أخرجه الشيخان""يعني يتعبدون فيه ويطوفون به كما يطوف أهل الأرض بكعبتهم، وهو كعبة أهل السماء السابعة، وفي كل سماء بيت يتعبد فيه أهلها ويصلون إليه، والذي في السماء الدنيا يقال له بيت العزة، واللّه أعلم. وقال ابن عباس: البيت المعمور هو بيت حذاء العرش تعمره الملائكة، يصلي فيه كل يوم سبعون ألفاً من الملائكة ثم لا يعودون إليه، وكذا قال عكرمة ومجاهد وغير واحد من السلف. وقال قتادة والسدي: ذكر لنا أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال يوماً لأصحابه: (هل تدرون ما البيت المعمور؟) قالوا: اللّه ورسوله أعلم، قال: (فإنه مسجد في السماء بحيال الكعبة لو خر لخر عليها، يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك إذا خرجوا منه لم يعودوا آخر ما عليهم) وقوله تعالى: {والسقف المرفوع} عن علي قال: يعني السماء، ثم تلا: {وجعلنا السماء سقفاً محفوظاً وهم عن آياتها معرضون}، وكذا قال مجاهد وقتادة والسدي واختاره ابن جرير، وقال الربيع بن أنَس: هو العرش يعني أنه سقف لجميع المخلوقات، وقوله تعالى: {والبحر المسجور} قال الربيع بن أنَس: هو الماء الذي تحت العرش الذي ينزل اللّه منه المطر الذي تحيا به الأجساد في قبورها يوم معادها، وقال الجمهور: هو هذا البحر، واختلف في معنى قوله {المسجور} فقال بعضهم: المراد أنه يوقد يوم القيامة ناراً كقوله، {وإذا البحار سجرت} أي أضرمت فتصير تتأجج محيطة بأهل الموقف، وروي عن علي وابن عباس. وقال العلاء بن بدر: إنما سمي البحر المسجور لأنه لا يشرب منه ماء ولا يسقى به زرع، وكذلك البحار يوم القيامة، وعن سعيد بن جبير: {والبحر المسجور} يعني المرسل، وقال قتادة: المسجور المملوء، واختاره ابن جرير، وقيل: المراد بالمسجور الممنوع المكفوف عن الأرض لئلا يغمرها فيغرق أهلها، قاله ابن عباس وبه يقول السدي وغيره، وعليه يدل الحديث الذي رواه الإمام أحمد عن عمر بن الخطاب، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: (ليس من ليلة إلا والبحر يشرف فيها ثلاث مرات يستأذن اللّه أن ينفضخ عليهم فيكفه اللّه عزَّ وجلَّ) ""رواه الإمام أحمد في المسند"". وقوله تعالى: {إن عذاب ربك لواقع} هذا هو المقسم عليه أي لواقع بالكافرين، {ماله من دافع} أي ليس له دافع يدفعه عنهم، إذا أراد اللّه بهم ذلك، قال الحافظ ابن أبي الدنيا: خرج عمر يعس المدينة ذات ليلة، فمرّ بدار رجل من المسلمين فوافقه قائماً يصلي، فوقف يستمع قراءته فقرأ: {والطور - حتى بلغ - إن عذاب ربك لواقع ماله من دافع} قال: قسم ورب الكعبة حق، فنزل عن حماره، واستند إلى حائط، فمكث ملياً، ثم رجع إلى منزله، فمكث شهراً يعوده الناس لا يدرون ما مرضه رضي اللّه عنه ""رواه ابن أبي الدنيا عن جعفر بن زيد العبدي"". وقوله تعالى: {يوم تمور السماء موراً} قال ابن عباس: تتحرك تحريكاً، وقال مجاهد: تدور دوراً، وقال الضحّاك: استدارتها وتحركها لأمر اللّه وموج بعضها في بعض، وهذا اختيار ابن جرير أنه التحرك في استدارة، قال وأنشد أبو عبيدة بيت الأعشى فقال: كأنَّ مِشَيتها من بيت جارتها ** مَوْرُ السحابة لا رَيْثٌ ولا عجل {وتسير الجبال سيراً} أي تذهب فتصير هباء منبثاً وتنسف نسفاً، {فويل يومئذ للمكذبين} أي ويل لهم ذلك اليوم من عذاب اللّه ونكاله، {الذين هم في خوض يلعبون} أي هم في الدنيا يخوضون في الباطل ويتخذون دينهم هزواً ولعباً {يوم يُدَعُّون} أي يدفعون ويساقون {إلى نار جهنم دَعّا}، قال مجاهد والسدي: يدفعون فيها دفعاً {هذه النار التي كنتم بها تكذبون} أي تقول لهم الزبانية ذلك تقريعاً وتوبيخاً، {أفسحر هذا أم أنتم لا تبصرون اصلوها} أي ادخلوها دخول من تغمره من جميع جهاته، {فاصبروا أو لا تصبروا سواء عليكم}، أي سواء صبرتم على عذابها ونكالها أم لم تصبروا، لا محيد لكم عنها ولا خلاص لكم منها، {إنما تجزون ما كنتم تعملون} أي ولا يظلم اللّه أحداً بل يجازي كلاً بعمله.

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি