نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة الذاريات آية 24
هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ

التفسير الميسر هل أتاك -أيها الرسول- حديث ضيف إبراهيم الذين أكرمهم- وكانوا من الملائكة الكرام- حين دخلوا عليه في بيته، فحيَّوه قائلين له: سلامًا، فردَّ عليهم التحية قائلا سلام عليكم، أنتم قوم غرباء لا نعرفكم.

تفسير الجلالين
24 - (هل أتاك) خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم (حديث ضيف إبراهيم المكرمين) وهي ملائكة إثنا عشر أو عشرة أو ثلاثة منهم جبريل

تفسير القرطبي
قوله تعالى {هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين} ذكر قصة إبراهيم عليه السلام ليبين بها أنه أهلك المكذب بآياته كما فعل بقوم لوط.
{هل أتاك} أي ألم يأتك.
وقيل {هل}بمعنى قد؛ كقوله تعالى {هل أتى على الإنسان حين من الدهر} [الإنسان : 1].
وقد مضى الكلام في ضيف إبراهيم في [هود والحجر].
{المكرمين} أي عند الله؛ دليله قوله تعالى {بل عباد مكرمون} [الأنبياء : 26] قال ابن عباس : يريد جبريل وميكائيل وإسرافيل - زاد عثمان بن حصين - ورفائيل عليهم الصلاة والسلام.
وقال محمد بن كعب : كان جبريل ومعه تسعة.
وقال عطاء وجماعة : كانوا ثلاثة جبريل وميكائيل ومعهما ملك آخر.
قال ابن عباس : سماهم مكرمين لأنهم غير مذعورين.
وقال مجاهد : سماهم مكرمين لخدمة إبراهيم إياهم بنفسه.
قال عبدالوهاب : قال لي علي بن عياض : عندي هريسة ما رأيك فيها؟ قلت : ما أحسن رأيي فيها؛ قال : امض بنا؛ فدخلت الدار فنادى الغلام فإذا هو غائب، فما راعني إلا به ومعه القمقمة والطست وعلى عاتقه المنديل، فقلت : إنا لله وإنا إليه راجعون، لو علمت يا أبا الحسن أن الأمر هكذا؛ قال : هون عليك فإنك عندنا مكرم، والمكرم إنما يخدم بالنفس؛ انظر إلى قوله تعالى {هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين}.
قوله تعالى {إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما} تقدم في [الحجر].
{قال سلام} أي عليكم سلام.
ويجوز بمعنى أمري سلام أو ردي لكم سلام.
وقرأ أهل الكوفة إلا عاصما {سِلم} بكسر السين.
{قوم منكرون} أي أنتم قوم منكرون؛ أي غرباء لا نعرفكم.
وقيل : لأنه رآهم على غير صورة البشر، وعلى غير صورة الملائكة الذين كان يعرفهم فنكرهم، فقال {قوم منكرون}.
وقيل : أنكرهم لأنهم دخلوا عليه من غير استئذان.
وقال أبو العالية : أنكر سلامهم في ذلك الزمان وفي تلك الأرض.
وقيل : خافهم؛ يقال أنكرته إذا خفته، قال الشاعر : فأنكرتني وما كان الذي نكرت ** من الحوادث إلا الشيب والصلعا قوله تعالى {فراغ إلى أهله} قال الزجاج : أي عدل إلى أهله.
وقد مضى في {والصافات}.
ويقال : أراغ وارتاغ بمعنى طلب، وماذا تريغ أي تريد وتطلب، وأراغ إلى كذا أي مال إليه سرا وحاد، فعلى هذا يكون راغ وأراغ لغتين بمعنى.
{فجاء بعجل سمين}أي جاء ضيفه بعجل قد شواه لهم كما في [هود] فما لبث أن جاء بعجل حنيذ [هود : 69].
ويقال : إن إبراهيم انطلق إلى منزله كالمستخفي من ضيفه، لئلا يظهروا على ما يريد أن يتخذ لهم من الطعام.
{فقربه إليهم} يعني العجل.
{قال ألا تأكلون} قال قتادة : كان عامة مال إبراهيم البقر، واختاره لهم سمينا زيادة في إكرامهم.
وقيل : العجل في بعض اللغات الشاة.
ذكره القشيري.
وفي الصحاح : العجل ولد البقرة والعجول مثله والجمع العجاجيل والأنثى عجلة، عن أبي الجراح، وبقرة معجل ذات عجل، وعجل قبيلة من ربيعة.
قوله تعالى {فأوجس منهم خيفة} أي أحس منهم في نفسه خوفا.
وقيل : أضمر لما لم يتحرموا بطعامه.
ومن أخلاق الناس : أن من تحرم بطعام إنسان أمنه.
وقال عمرو بن دينار : قالت الملائكة لا نأكل إلا بالثمن.
قال : كلوا وأدوا ثمنه.
قالوا : وما ثمنه؟ قال : تسمون الله إذا أكلتم وتحمدونه إذا فرغتم.
فنظر بعضهم إلى بعض وقالوا : لهذا اتخذك الله خليلا.
وقد تقدم هذا في [هود] ولما رأوا ما بإبراهيم من الخوف {قالوا لا تخف}وأعلموه أنهم ملائكة الله ورسله.
{وبشروه بغلام عليم} أي بولد يولد له من سارة زوجته.
وقيل : لما أخبروه أنهم ملائكة لم يصدقهم، فدعوا الله فأحيا العجل الذي قربه إليهم.
وروى عون بن أبي شداد : أن جبريل مسح العجل بجناحه، فقام يدرج حتى لحق بأمه وأم العجل في الدار.
ومعنى {عليم} أي يكون بعد بلوغه من أولي العلم بالله وبدينه.
والجمهور على أن المبشر به هو إسحاق.
وقال مجاهد وحده : هو إسماعيل وليس بشيء فإن الله تعالى يقول {وبشرناه بإسحاق} [الصافات : 112].
وهذا نص.

تفسير ابن كثير هذه القصة قد تقدمت في سورة هود والحجر، فقوله: {هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين} أي الذين أرصد لهم الكرامة، وقد ذهب الإمام أحمد إلى وجوب الضيافة للنزيل، وقد وردت السنة بذلك كما هو ظاهر التنزيل، وقوله تعالى: {قالوا سلاماً قال سلام} الرفع أقوى وأثبت من النصب، فردّه أفضل من التسليم، ولهذا قال تعالى: {وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها} فالخليل اختار الأفضل، وقوله تعالى: {قوم منكرون} وذلك أن الملائكة، وهم جبريل وميكائيل وإسرافيل، قدموا عليه في صورة شبان حسان عليهم مهابة عظيمة، ولهذا قال {قوم منكرون}. وقوله عزَّ وجلَّ: {فراغ إلى أهله} أي انسل خفية في سرعة، {فجاء بعجل سمين} أي من خيار ماله، وفي الآية الأُخْرى: {فما لبث أن جاء بعجل حنيذ} أي مشوي على الرَّضْف الحجارة المحماة {فقربه إليهم} أي أدناه منهم، {قال ألا تأكلون}؟ تلطف في العبارة وعرض حسن، وهذه الآية انتظمت آداب الضيافة فإنه جاء بطعام من حيث لا يشعرون بسرعة، وأتى بأفضل ما وجد من ماله وهو عجلٌ فتيٌ سمين مشوي، فقربه إليهم لم يضعه وقال اقتربوا، بل وضعه بين أيديهم، ولم يأمرهم أمراً يشق على سامعه بصيغة الجزم، بل قال: {ألا تأكلون}؟ على سبيل العرض والتلطف، كما يقول القائل اليوم: إن رأيت أن تتفضل وتحسن وتتصدق فافعل. وقوله تعالى: {فأوجس منهم خيفة} كقوله تعالى: {فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة} {قالوا لا تخف وبشروه بغلام عليم} البشارة له بشارة لها، لأن الولد منهما فكل منهما بشر به، وقوله تعالى: {فأقبلت امرأته في صرة} أي في صرخة عظيمة ورنة وهو قول ابن العباس ومجاهد وعكرمة والضحّاك والسدي وغيرهم ، وهي قولها {يا ويلتا} {فصكت وجهها} أي ضربت بيدها على جبينها، قال ابن عباس: لطمت أي تعجباً، كما تتعجب النساء من الأمر الغريب {وقالت عجوز عقيم} أي كيف ألد وأنا عجوز وقد كنت في حال الصبا عقيماً لا أحبل؟ {قالوا كذلك قال ربك إنه هو الحكيم العليم} أي عليم بما تستحقون من الكرامة، حكيم في أقواله وأفعاله.

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি