نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة ق آية 45
نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ ۖ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ ۖ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ

التفسير الميسر نحن أعلم بما يقول هؤلاء المشركون مِن افتراء على الله وتكذيب بآياته، وما أنت -أيها الرسول- عليهم بمسلَّط؛ لتجبرهم على الإسلام، وإنما بُعِثْتَ مبلِّغًا، فذكِّر بالقرآن من يخشى وعيدي؛ لأن مَن لا يخاف الوعيد لا يذَّكر.

تفسير الجلالين
45 - (نحن أعلم بما يقولون) أي كفار قريش (وما أنت عليهم بجبار) تجبرهم على الإيمان وهذا قبل الأمر بالجهاد (فذكر بالقرآن من يخاف وعيد) وهم المؤمنون

تفسير القرطبي
قوله تعالى {واستمع يوم يناد المناد من مكان قريب} مفعول الاستماع محذوف؛ أي استمع النداء والصوت أو الصيحة وهي صيحة القيامة، وهي النفخة الثانية، والمنادي جبريل.
وقيل : إسرافيل.
الزمخشري : وقيل إسرافيل ينفخ وجبريل ينادي، فينادي بالحشر ويقول : هلموا إلى الحساب فالنداء على هذا في المحشر.
وقيل : واستمع نداء الكفار بالويل والثبور من مكان قريب، أي يسمع الجميع فلا يبعد أحد عن ذلك النداء.
قال عكرمة : ينادي منادي الرحمن فكأنما ينادي في آذانهم.
وقيل : المكان القريب صخرة بيت المقدس.
ويقال : إنها وسط الأرض وأقرب الأرض من السماء باثني عشر ميلا.
وقال كعب : بثمانية عشر ميلا، ذكر الأول القشيري والزمخشري، والثاني الماوردي.
فيقف جبريل أو إسرافيل على الصخرة فينادي بالحشر : أيتها العظام البالية، والأوصال المتقطعة، ويا عظاما نخرة، ويا أكفانا فانية، ويا قلوبا خاوية، ويا أبدانا فاسدة، ويا عيونا سائلة، قوموا لعرض رب العالمين.
قال قتادة : هو إسرافيل صاحب الصور.
{يوم يسمعون الصيحة بالحق} يعني صيحة البعث.
ومعنى {الخروج} الاجتماع إلى الحساب.
{ذلك يوم الخروج} أي يوم الخروج من القبور.
{إنا نحن نحيي ونميت}نميت الأحياء ونحيي الموتى؛ أثبت هنا الحقيقة {يوم تتشقق الأرض عنهم سراعا} إلى المنادي صاحب الصور إلى بيت المقدس.
{ذلك حشر علينا يسير} أي هين سهل.
وقرأ الكوفيون {تشقق} بتخفيف الشين على حذف التاء الأولى.
الباقون بإدغام التاء في الشين.
وأثبت ابن محيصن وابن كثير ويعقوب ياء {المنادي} في الحالين على الأصل، وأثبتها نافع وأبو عمرو في الوصل لا غير، وحذف الباقون في الحالين.
قلت : وقد زادت السنة هذه الآية بيانا؛ ""فروى الترمذي عن معاوية بن حيدة"" عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ذكره؛ قال وأشار بيده إلى الشام فقال : (من هاهنا إلى هاهنا تحشرون ركبانا ومشاة وتجرون على وجوهكم يوم القيامة على أفواهكم الفدام توفون سبعين أمة أنتم خيرهم وأكرمهم على الله وإن أول ما يعرب عن أحدكم فخذه) في رواية أخرى (فخذه وكفه) وخرج علي بن معبد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ذكره : ثم يقول - يعني الله تعالى - لإسرافيل : (أنفخ نفخة البعث فينفخ فتخرج الأرواح كأمثال النحل قد ملأت ما بين السماء والأرض فيقول الله عز وجل وعزتي وجلالي ليرجعن كل روح إلى جسده فتدخل الأرواح في الأرض إلى الأجساد ثم تدخل في الخياشيم فتمشي في الأجساد مشي السم في اللديغ ثم تنشق الأرض عنكم وأنا أول من تنشق عنه الأرض فتخرجون منها شبابا كلكم أبناء ثلاث وثلاثين واللسان يومئذ بالسريانية) وذكر الحديث، وقد ذكرنا جميع هذا وغيره في التذكرة مستوفى والحمد لله.
قوله تعالى {نحن أعلم بما يقولون} أي من تكذيبك وشتمك.
{وما أنت عليهم بجبار} أي بمسلط تجبرهم على الإسلام؛ فتكون الآية منسوخة بالأمر بالقتال.
والجبار من الجبرية والتسلط إذ لا يقال جبار بمعنى مجبر، كما لا يقال خراج بمعنى مخرج؛ حكاه القشيري.
النحاس : وقيل معنى جبار لست تجبرهم، وهو خطأ لأنه لا يكون فعال من أفعل.
وحكى، الثعلبي : وقال ثعلب قد جاءت أحرف فعال بمعنى مفعل وهي شاذة، جبار بمعنى مجبر، ودراك بمعنى مدرك، وسراع بمعنى مسرع، وبكاء بمعنى مبك، وعداء بمعنى معد.
وقد قرئ {وما أهديكم إلا سبيل الرشاد{ [غافر : 29] بتشديد الشين بمعنى المرشد وهو موسى.
وقيل : هو الله.
وكذلك قرئ {أما السفينة فكانت لمساكين} [الكهف : 79] يعني ممسكين.
وقال أبو حامد الخارزنجي : تقول العرب : سيف سقاط بمعنى مسقط.
وقيل{بجبار} بمسيطر كما في الغاشية {لست عليهم بمصيطر} [الغاشية : 21].
وقال الفراء : سمعت من العرب من يقول جبره على الأمر أي قهره، فالجبار من هذه اللغة بمعنى القهر صحيح.
قيل : الجبار من قولهم جبرته على الأمر أي أجبرته وهي لغة كنانية وهما لغتان.
الجوهري : وأجبرته على الأمر أكرهته عليه، وأجبرته أيضا نسبته إلى الجبر، كما تقول أكفرته إذا نسبته إلى الكفر.
{فذكر بالقرآن من يخاف وعيد} قال ابن عباس : قالوا يا رسول الله لو خوفتنا فنزلت {فذكر بالقرآن من يخاف وعيد} أي ما أعددته لمن عصاني من العذاب؛ فالوعيد العذاب والوعد الثواب، قال الشاعر : وإني وإن أوعدته أو وعدته ** لمخلف إيعادي ومنجز موعدي وكان قتادة يقول : اللهم اجعلنا ممن يخاف وعيدك ويرجو موعدك.
وأثبت الياء في {وعيدي} يعقوب في الحالين، وأثبتها ورش في الوصل دون الوقف، وحذف الباقون في الحالين.
والله أعلم.
تم تفسير سورة [ق] والحمد لله.

تفسير ابن كثير يقول تعالى: {واستمع} يا محمد {يوم ينادي المنادي من مكان قريب} قال كعب الأحبار: يأمر اللّه تعالى ملكاً أن ينادي على صخرة بيت المقدس: أيتها العظام البالية، والأوصال المتقطعة، إن اللّه تعالى يأمركنَّ أن تجتمعن لفصل القضاء {يوم يسمعون الصيحة بالحق} يعني النفخة في الصور التي تأتي بالحق الذي كان أكثرهم فيه يمترون، {ذلك يوم الخروج} أي من الأجداث {إنا نحن نحيي ونميت وإلينا المصير}، أي هو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده، وإليه مصير الخلائق كلهم، فيجازي كلاً بعمله، إن خيراً فخير، وإن شراً فشر، وقوله تعالى: {يوم تشقق الأرض عنهم سراعاً} وذلك أن اللّه عزَّ وجلَّ ينزل مطراً من السماء ينبت به أجساد الخلائق كلها في قبورها كما ينبت الحب في الثرى بالماء، فإذا تكاملت الأجساد أمر اللّه تعالى إسرافيل فينفخ في الصور، فإذا نفخ خرجت الأرواح تتوهج بين السماء والأرض، فيقول اللّه عزَّ وجلَّ: وعزتي وجلالي لترجعن كل روح إلى الجسد الذي كانت تعمره، فترجع كل روح إلى جسدها، فتدب فيه كما يدب السم في اللديغ، وتنشق الأرض عنهم فيقومون إلى موقف الحساب، سراعاً مبادرين إلى أمر اللّه عزَّ وجلَّ، {مهطعين إلى الداع يقول الكافرون هذا يوم عسر}، وقال تعالى: {يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده وتظنون إن لبثتم إلا قليلاً}. وفي صحيح مسلم عن أنَس رضي اللّه عنه قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (أنا أول من تنشق عنه الأرض) وقوله عزَّ وجلَّ: {ذلك حشر علينا يسير} أي تلك إعادة سهلة علينا يسيرة لدينا، كما قال جلَّ جلاله: {وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر}، وقال سبحانه وتعالى: {ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة إن اللّه سميع بصير}، وقوله جلَّ وعلا: {نحن أعلم بما يقولون} أي علمنا محيط بما يقول لك المشركون، فلا يهولنك ذلك؛ كقوله: {ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون}، وقوله تبارك وتعالى: {وما أنت عليهم بجبار} أي ولست بالذي تجبر هؤلاء على الهدى، وليس ذلك مما كلفت به، وقال مجاهد والضحّاك: أي لا تتجبر عليهم، والقول الأول أولى، قال الفراء: سمعت العرب تقول: جبر فلان فلاناً على كذا بمعنى أجبره، ثم قال عزَّ وجلَّ: {فذكر بالقرآن من يخاف وعيد} أي بلّغ أنت رسالة ربك، فإنما يتذكر من يخاف اللّه ووعيده كقوله تعالى: {فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب}، وقوله جلَّ جلاله: {فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر}. {ليس عليك هداهم ولكن اللّه يهدي من يشاء}، {إنك لا تهدي من أحببت ولكن اللّه يهدي من يشاء} ولهذا قال ههنا: {وما أنت عليهم بجبار، فذكر بالقرآن من يخاف وعيد} كان قتادة يقول: اللهم اجعلنا ممن يخاف وعيدك، ويرجو موعودك، يا بار يا رحيم. سورة الذاريات بسم اللّه الرحمن الرحيم

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি