نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة ق آية 39
فَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ

التفسير الميسر فاصبر -أيها الرسول- على ما يقوله المكذبون، فإن الله لهم بالمرصاد، وصلِّ لربك حامدًا له صلاة الصبح قبل طلوع الشمس وصلاة العصر قبل الغروب، وصلِّ من الليل، وسبِّحْ بحمد ربك عقب الصلوات.

تفسير الجلالين
39 - (فاصبر) خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم (على ما يقولون) أي اليهود وغيرهم من التشبيه والتكذيب (وسبح بحمد ربك) صل حامدا (قبل طلوع الشمس) أي صلاة الصبح (وقبل الغروب) أي صلاة الظهر والعصر

تفسير القرطبي
فيه خمس مسائل: الأولى: قوله تعالى {فاصبر على ما يقولون} خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم؛ أمره بالصبر على ما يقوله المشركون؛ أي هون أمرهم عليك.
ونزلت قبل الأمر بالقتال فهي منسوخة.
وقيل : هو ثابت للنبي صلى الله عليه وسلم وأمته.
وقيل معناه : فاصبر على ما يقوله اليهود من قولهم : إن الله استراح يوم السبت.
الثانية: قوله تعالى {وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب} قيل : إنه أراد به الصلوات الخمس.
قال أبو صالح : قبل طلوع الشمس صلاة الصبح، وقبل الغروب صلاة العصر.
ورواه جرير بن عبدالله مرفوعا؛ قال : كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ نظر إلى القمر ليلة البدر، فقال : (أما انكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته فإن استطعتم ألا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها) - يعني العصر والفجر ثم قرأ جرير - {وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها } [{طه : 130] متفق عليه واللفظ لمسلم.
وقال ابن عباس {قبل الغروب} الظهر والعصر.
{ومن الليل فسبحه} يعني صلاة العشاءين.
وقيل : المراد تسبيحه بالقول تنزيها قبل طلوع الشمس وقبل الغروب؛ قاله عطاء الخراساني وأبو الأحوص.
وقال بعض العلماء في قوله {قبل طلوع الشمس} قال ركعتي الفجر {وقبل الغروب} الركعتين قبل المغرب؛ وقال ثمامة ابن عبدالله بن أنس : كان ذوو الألباب من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يصلون الركعتين قبل المغرب.
وفي صحيح مسلم عن أنس بن مالك قال : كنا بالمدينة فإذا أذن المؤذن لصلاة المغرب ابتدروا السواري فركعوا ركعتين، حتى إن الرجل الغريب ليدخل المسجد فيحسب أن الصلاة قد صليت من كثرة من يصليهما.
وقال قتادة : ما أدركت أحدا يصلي الركعتين إلا أنسا وأبا برزة الأسلمي.
الثالثة: قوله تعالى {ومن الليل فسبحه وأدبار السجود} فيه أربعة أقوال : الأول : هو تسبيح الله تعالى في الليل، قال أبو الأحوص.
الثاني : أنها صلاة الليل كله، قال مجاهد.
الثالث : أنها ركعتا الفجر، قاله ابن عباس.
الرابع : أنها صلاة العشاء الآخرة، قاله ابن زيد.
قال ابن العربي : من قال إنه التسبيح في الليل فيعضده الصحيح (من تعار من الليل فقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شي قدير سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم).
وأما من قال إنها الصلاة بالليل فإن الصلاة تسمى تسبيحا لما فيها من تسبيح الله، ومنه سبحة الضحى.
وأما من قال إنها صلاة الفجر أو العشاء فلأنهما من صلاة الليل، والعشاء أوضحه.
الرابعة: {وأدبار السجود} قال عمر وعلي وأبو هريرة والحسن بن علي والحسن البصري والنخعي والشعبي والأوزاعي والزهري : أدبار السجود الركعتان بعد المغرب، وأدبار النجوم الركعتان قبل الفجر، ورواه العوفي عن ابن عباس، وقد رفعه ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ركعتان بعد المغرب أدبار السجود) ذكره الثعلبي.
ولفظ الماوردي : وروي عن ابن عباس قال : بت ليلة عند النبي صلى الله عليه وسلم فصلى ركعتين قبل الفجر، ثم خرج إلى الصلاة فقال : (يا ابن عباس ركعتان قبل الفجر أدبار النجوم وركعتان بعد المغرب أدبار السجود).
وقال أنس : قال النبي صلى الله عليه وسلم (من صلى ركعتين بعد المغرب قبل أن يتكلم كتبت صلاته في عليين}.
قال أنس فقرأ في الركعة الأولى {قل يا أيها الكافرون} [الكافرون : 1] وفي الثانية {قل هو الله أحد} [الإخلاص : 1] قال مقاتل : ووقتها ما لم يغرب الشفق الأحمر.
وعن ابن عباس أيضا : هو الوتر.
قال ابن زيد : هو النوافل بعد الصلوات، ركعتان بعد كل صلاة مكتوبة، قال النحاس : والظاهر يدل على هذا إلا أن الأولى اتباع الأكثر وهو صحيح عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
وقال أبو الأحوص : هو التسبيح في أدبار السجود.
قال ابن العربي وهو الأقوى في النظر.
وفي صحيح الحديث : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في دبر الصلاة المكتوبة (لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد) وقيل : إنه منسوخ بالفرائض فلا يجب على أحد إلا خمس صلوات، نقل ذلك الجماعة.
الخامسة: قرأ نافع وابن كثير وحمزة {وإدبار السجود} بكسر الهمزة على المصدر من أدبر الشيء إدبارا إذا ولى.
الباقون بفتحها جمع دبر.
وهي قراءة علي وابن عباس، ومثالها طنب وأطناب، أو دبر كقفل وأقفال.
وقد استعملوه ظرفا نحو جئتك في دبر الصلاة وفي أدبار الصلاة.
ولا خلاف في آخر [والطور].
{وإدبار النجوم} [الطور : 49] أنه بالكسر مصدر، وهو ذهاب ضوئها إذا طلع الفجر الثاني، وهو البياض المنشق من سواد الليل.

تفسير ابن كثير يقول تعالى: {وكم أهلكنا قبلهم} قبل هؤلاء المكذبين {من قرن هم أشد منهم بطشاً} أي كانوا أكثر منهم وأشد قوة، ولهذا قال تعالى: {فنقبوا في البلاد هل من محيص}، قال مجاهد: {فنقبوا في البلاد} ضربوا في الأرض، وقال قتادة: فساروا في البلاد أي ساروا فيها يبتغون الأرزاق والمتاجر والمكاسب. ويقال لمن طوف في البلاد، نقب فيها، وقوله تعالى: {هل من محيص} أي هل من مفر لهم من قضاء اللّه وقدره؟ وهل نفعهم ما جمعوه لما كذبوا الرسل؟ فأنتم أيضاً لامفر لكم ولا محيد، وقوله عزَّ وجلَّ: {إن في ذلك لذكرى} أي لعبرة {لمن كان له قلب} أي لب يعي به، وقال مجاهد: عقل، {أو ألقى السمع وهو شهيد} أي استمع الكلام فوعاه، وتعقله بعقله وتفهمه بلبه، وقال الضحّاك: العرب تقول: ألقى فلان سمعه إذ استمع بأذنيه وهو شاهد بقلب غير غائب، وقوله سبحانه وتعالى: {ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب} فيه تقرير للمعاد، لأن من قدر على خلق السماوات والأرض ولم يعي بخلقهن، قادر على أن يحيي الموتى بطريق الأولى والأحرى. وقال قتادة: قالت اليهود - عليهم لعائن اللّه - خلق اللّه السماوات والأرض في ستة أيام ثم استراح في اليوم السابع وهو يوم السبت، وهم يسمونه يوم الراحة فأنزل اللّه تعالى تكذيبهم فيما قالوه وتأولوه: {وما مسنا من لغوب} أي من إعياء ولا تعب ولا نصب، كما قال تعالى: {أولم يروا أن اللّه الذي خلق السماوات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر على أن يحيي الموتى؟ بلى إنه على كل شيء قدير} وكما قال عزَّ وجلَّ: {لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس} وقال تعالى: {أأنتم أشد خلقاً أم السماء بناها}؟ وقوله عزَّ وجلَّ: {فاصبر على ما يقولون} يعني المكذبين اصبر عليهم واهجرهم هجراً جميلاً {وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب}، وكانت الصلاة المفروضة قبل الإسراء ثنتان قبل طلوع الشمس في وقت الفجر، وقبل الغروب في وقت العصر، وقيام الليل كان واجباً على النبي صلى اللّه عليه وسلم وعلى أمته حولاً، ثم نسخ في حق الأمة وجوبه، ثم بعد ذلك نسخ اللّه تعالى كله ليلة الإسراء بخمس صلوات، ولكن منهن صلاة الصبح والعصر فهما قبل طلوع الشمس وقبل الغروب، وقد روى الإمام أحمد، عن جرير بن عبد اللّه رضي اللّه عنهما قال: كنا جلوساً عند النبي صلى اللّه عليه وسلم فنظر إلى القمر ليلة البدر فقال: (أما إنكم ستعرضون على ربكم فترونه كما ترون هذا القمر لا تضامون فيه، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا) ثم قرأ: {وسبّح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب} ""أخرجه الإمام أحمد، ورواه البخاري ومسلم وبقية الجماعة"". وقوله تعالى: {ومن الليل فسبحه} أي فصلِّ له كقوله: {ومن الليل فتهجد به نافلة لك}، {وأدبار السجود} قال مجاهد، عن ابن عباس رضي اللّه عنهما: هو التسبيح بعد الصلاة، ويؤيد هذا ما ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة رضي اللّه عنه أنه قال: جاء فقراء المهاجرين فقالوا: يا رسول اللّه ذهب أهل الدثور بالدرجات العلى والنعيم المقيم، فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم: (وما ذاك؟) قالوا: يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويتصدقون ولا نتصدق، ويعتقون ولا نعتق، قال صلى اللّه عليه وسلم: (أفلا أعلمكم شيئاً إذا فعلتموه سبقتم من بعدكم ولا يكون أحد أفضل منكم إلا من فعل مثل ما فعلتم؟ تسبحون وتحمدون وتكبرون دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين) قال، فقالوا: يا رسول اللّه سمع إخواننا أهل الأموال بما فعلنا ففعلوا مثله، فقال صلى اللّه عليه وسلم: (ذلك فضل اللّه يؤتيه من يشاء) ""أخرجه الشيخان"". والقول الثاني أن المراد بقوله تعالى: {وأدبار السجود} هما الركعتان بعد المغرب، وبه يقول مجاهد وعكرمة والشعبي. روى الإمام أحمد، عن علي رضي اللّه عنه قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يصلي على أثر كل صلاة مكتوبة ركعتين إلا الفجر والعصر، وقال عبد الرحمن: (دبر كل صلاة) ""أخرجه أحمد وأبو داود والنسائي"". وعن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال: بت ليلة عند رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فصلى ركعتين خفيفتين اللتين قبل الفجر، ثم خرج إلى الصلاة فقال: يا ابن عباس: (ركعتين قبل صلاة الفجر إدبار النجوم، وركعتين بعد المغرب إدبار السجود) ""أخرجه ابن أبي حاتم والترمذي"".

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি