نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة الجاثية آية 18
ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ

التفسير الميسر ثم جعلناك -أيها الرسول- على منهاج واضح من أمر الدين، فاتبع الشريعة التي جعلناك عليها، ولا تتبع أهواء الجاهلين بشرع الله الذين لا يعلمون الحق. وفي الآية دلالة عظيمة على كمال هذا الدين وشرفه، ووجوب الانقياد لحكمه، وعدم الميل إلى أهواء الكفرة والملحدين.

تفسير الجلالين
18 - (ثم جعلناك) يا محمد (على شريعة) طريقة (من الأمر) أمر الدين (فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون) في عبادة غير الله

تفسير القرطبي
فيه مسألتان: الأولى: قوله تعالى {ثم جعلناك على شريعة من الأمر} الشريعة في اللغة : المذهب والملة.
ويقال لمشرعة الماء - وهي مورد الشاربة - : شريعة.
ومنه الشارع لأنه طريق إلى المقصد.
فالشريعة : ما شرع الله لعباده من الدين؛ والجمع الشرائع.
والشرائع في الدين : المذاهب التي شرعها الله لخلقه.
فمعنى {جعلناك على شريعة من الأمر} أي على منهاج واضح من أمر الدين يشرع بك إلى الحق.
وقال ابن عباس {على شريعة} أي على هدى من الأمر.
قتادة : الشريعة الأم والنهي والحدود والفرائض.
مقاتل : البينة؛ لأنها طريق إلى الحق.
الكلبي : السنة؛ لأنه يستن بطريقة من قبله من الأنبياء.
ابن زيد : الدين؛ لأنه طريق النجاة.
قال ابن العربي : والأمر يرد في اللغة بمعنيين : أحدهما : بمعنى الشأن كقوله: {فاتبعوا أمر فرعون وما أمر فرعون برشيد} [هود : 97].
والثاني : أحد أقسام الكلام الذي يقابله الذي يقابله النهي.
وكلاهما يصح أن يكون مرادا هاهنا؛ وتقديره : ثم جعلناك على طريقة من الدين وهي ملة الإسلام؛ كما قال تعالى: {ثم أوحينا إليك أن أتبع ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين} [النحل : 123].
ولا خلاف أن الله تعالى لم يغاير بين الشرائع في التوحيد والمكارم والمصالح، وإنما خالف بينهما في الفروع حسبما علمه سبحانه.
الثانية: قال ابن العربي : ظن بعض من يتكلم في العلم أن هذه الآية دليل على أن شرع من قبلنا ليس بشرع لنا؛ لأن الله تعالى أفرد النبي صلى الله عليه وسلم وأمته في هذه الآية بشريعة، ولا ننكر أن النبي صلى الله عليه وسلم وأمته منفردان بشريعة، وإنما الخلاف فيما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عنه من شرع من قبلنا في معرض المدح والثناء هل يلزم اتباعه أم لا.
{ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون} يعني المشركين.
وقال ابن عباس : قريظة والنضير.
وعنه : نزلت لما دعته قريش إلى دين آبائه.

تفسير ابن كثير يذكر تعالى ما أنعم به على بني إسرائيل، من إنزال الكتب عليهم، وإرسال الرسل إليهم، وجعله الملك فيهم، ولهذا قال تبارك وتعالى: {ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب والحكم والنبوة ورزقناهم من الطيبات} أي من المآكل والمشارب، {وفضلناهم على العالمين} أي في زمانهم {وآتيناهم بينات من الأمر} أي حججاً وبراهين وأدلة قاطعات، ثم اختلفوا بعد ذلك من بعد قيام الحجة، وإنما كان ذلك بغياً منهم {إن ربك} يا محمد {يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون} أي سيفصل بينهم بحكمه العدل، وهذا فيه تحذير لهذه الأمة، أن تسلك مسلكهم، وأن تقصد منهجهم، ولهذا قال جلَّ وعلا: {ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها} أي اتبع ما أوحي إليك من ربك وأعرض عن المشركين، وقال جلَّ جلاله ههنا: {ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون . إنهم لن يغنوا عنك من اللّه شيئاً وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض} أي وماذا تغني عنهم ولايتهم لبعضهم بعضاً؟ فإنهم لا يزيدونهم إلا خساراً ودماراً وهلاكاً، {واللّه ولي المتقين} وهو تعالى يخرجهم من الظلمات إلى النور، ثم قال عزَّ وجلَّ: {هذا بصائر للناس} يعني القرآن {هدى ورحمة لقوم يوقنون}.

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি