نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة الزخرف آية 44
وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ ۖ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ

التفسير الميسر وإن هذا القرآن لَشرف لك ولقومك من قريش؛ حيث أُنزل بلغتهم، فهم أفهم الناس له، فينبغي أن يكونوا أقوم الناس به، وأعملهم بمقتضاه، وسوف تُسألون أنت ومَن معك عن الشكر لله عليه والعمل به.

تفسير الجلالين
44 - (وإنه لذكر) لشرف (لك ولقومك) لنزوله بلغتهم (وسوف تسألون) عن القيام بحقه

تفسير القرطبي
قوله تعالى: {فاستمسك بالذي أوحي إليك} يريد القرآن، يريد القرآن، وإن كذب به من كذب؛ فـ {إنك على صراط مستقيم} يوصلك إلى الله ورضاه وثوابه.
{وإنه لذكر لك ولقومك} يعني القرآن شرف لك ولقومك من قريش، إذ نزل بلغتهم وعلى رجل منهم؛ نظيره} لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم {الأنبياء : 10] أي شرفكم.
فالقرآن نزل بلسان قريش وإياهم خاطب؛ فاحتاج أهل اللغات كلها إلى لسانهم كل من آمن بذك فصاروا عيالا عليهم؛ لأن أهل كل لغة احتاجوا إلى أن يأخذوه من لغتهم حتى يقفوا على المعنى الذي عنى به من الأمر.
والنهي وجميع ما فيه من الأنباء، فشرفوا بذلك على سائر أهل اللغات ولذلك سمي عربيا.
وقيل : بيان لك ولأمتك فيما بكم إليه حاجة.
وقيل : تذكرة تذكرون به أمر الدين وتعملون به.
وقيل: {وإنه لذكر لك ولقومك} يعني الخلافة فإنها في قريش لا تكون في غيرهم؛ قال النبي مصلى الله عليه وسلم : [الناس تبع لقريش في هذا الشأن مسلمهم تبع لمسلمهم وكافرهم تبع لكافرهم].
وقال مالك : هو قول الرجل حدثني أبي عن أبيه، حكاه ابن أبي سلمة عن أبيه عن مالك بن أنس فيما ذكر الماوردي والثعلبي وغيرهما.
قال ابن العربي : ولم أجد في الإسلام هذه المرتبة لأحد إلا ببغداد فإن بني التميمي بها يقولون : حدثني أبي قال حدثني أبي، إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ وبذلك شرفت أقدارهم، وعظم الناس شأنهم، وتهممت الخلافة بهم.
ورأيت بمدينة السلام ابني أبي محمد رزق الله بن عبدالوهاب أبي الفرج بن عبدالعزيز بن الحارث بن الأسد بن الليث آل سليمان بن أسود بن سفيان بن يزيد بن أكينة بن عبدالله التميمي وكانا يقولان : سمعنا أبانا رزق الله يقول سمعت أبي يقول سمعت أبي يقول سمعت أبي يقول سمعت أبي يقول سمعت أبي يقول سمعت علي بن أبي طالب يقول وقد سئل عن الحنان المنان فقال : الحنان الذي يقبل على من أعرض عنه، والمنان الذي يبدأ بالنوال قبل السؤال.
والقائل سمعت عليا : أكينة بن عبدالله جدهم الأعلى.
والأقوى أن يكون المراد بقوله: {وإنه لذكر لك ولقومك} يعني القرآن؛ فعليه انبنى الكلام وإليه يرجع المصير، والله أعلم.
قال الماوردي: {ولقومك} فيهم قولان : أحدهما : من اتبعك من أمتك؛ قاله قتادة وذكره الثعلبي عن الحسن.
الثاني : لقومك من قريش؛ فيقال ممن هذا ؟ فيقال من العرب، فيقال من أي العرب ؟ فيقال من قريش؛ قال مجاهد.
قلت : والصحيح أنه شرف لمن عمل به، كان من قريش أومن غيرهم.
روى ابن عباس قال : أقبل نبي الله صلى الله عليه وسلم من سرية أو غزاة فدعا فاطمة فقال : [يا فاطمة اشتري نفسك من الله فإني لا أغني عنك من الله شيئا] وقال مثل ذلك لنسوته، وقال مثل ذلك لعترته، ثم قال نبي الله صلى الله عليه وسلم : [ما بنو هاشم بأولى الناس بأمتي إن أولى الناس بأمتي المتقون، ولا قريش بأولى الناس بأمتي إن أولى الناس بأمتي المتقون، ولا الأنصار بأولى الناس بأمتي إن أولى الناس بأمتي المتقون، ولا الموالي بأولى الناس بأمتي إن أولى الناس بأمتي المتقون.
إنما أنتم من رجل وامرأة وأنتم كجمام الصاع ليس لأحد على أحد فضل إلا بالتقوى].
وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [لينتهين أقوام يفتخرون بفحم من فحم جهنم أو يكونون شرا عند الله من الجِعلان التي تدفع النتن بأنفها، كلكم بنو آدم وآدم من تراب، إن الله أذهب عنكم عيبة الجاهلية وفخرها بالآباء الناس مؤمن تقي وفاجر شقي].
خرجهما الطبري.
وسيأتي لهذا مزيد بيان في الحجرات إن شاء الله تعالى.
قوله تعالى: {وسوف تسألون} أي عن الشكر عليه؛ قال مقاتل والفراء.
وقال ابن جريج : أي تسألون أنت ومن معك على ما أتاك.
وقيل : تسألون عما عملتم فيه؛ والمعنى متقارب.

تفسير ابن كثير يقول تعالى: {ومن يَعْشُ} أي يتعامى ويتغافل ويعرض {عن ذكر الرحمن}، والعشا في العين ضعف بصرها، والمراد ههنا عشا البصيرة، {نُقيّضْ له شيطاناً فهو له قرين} كقوله تعالى: {فلما أزاغوا أزاغ اللّه قلوبهم} ولهذا قال تبارك وتعالى ههنا: {وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون}، {حتى إذا جاءنا} أي هذا الذي تغافل عن الهدى، إذا وافى اللّه عزَّ وجلَّ يوم القيامة، يتبرم بالشيطان الذي وُكِّلَ به {قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين} والمراد بالمشرقين ههنا هو ما بين المشرق والمغرب، وإنما استعمل ههنا تغليباً كما يقال: القمران والعُمَران والأبوان، قاله ابن جرير وغيره، ثم قال تعالى: {ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون} أي لا يغني عنكم اجتماعكم في النار واشتراككم في العذاب الأليم. وقوله جلَّت عظمته: {أفأنت تسمع الصم أو تهدي العمي ومن كان في ضلال مبين}؟ أي ليس ذلك إليك، إنما عليك البلاغ، وليس عليك هداهم، ثم قال تعالى {فإمّا نذهبن بك فإنّا منهم منتقمون} أي لابد أن ننتقم منهم ونعاقبهم ولو ذهبت أنت، {أو نرينك الذي وعدناهم فإنا عليهم مقتدرون} أي نحن قادرون على هذا ولم يقبض اللّه تعالى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حتى أقرّ عينه من أعدائه، وحكّمه في نواصيهم، واختاره ابن جرير، وقال قتادة: ذهب النبي صلى اللّه عليه وسلم وبقيت النقمة، ولن يُرِيَ اللّهُ تبارك وتعالى نبيَّه صلى اللّه عليه وسلم في أُمته شيئاً يكرهه، حتى مضى ولم يكن نبي قط إلا وقد رأى العقوبة في أُمته إلا نبيكم صلى اللّه عليه وسلم، قال: وذكر لنا أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أري ما يصيب أُمته من بعده، فما رئي ضاحكاً منبسطاً حتى قبضه اللّه عزَّ وجلَّ ""رواه ابن جرير عن قتادة رضي اللّه عنه""، ثم قال عزَّ وجلَّ: {فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم} أي خذ بالقرآن المنزل على قلبك، فإنه هو الحق وما يهدي إليه هو الحق، المفضي إلى صراط اللّه المستقيم، الموصل إلى جنات النعيم. ثم قال جلَّ جلاله: {وإنه لذكر لك ولقومك}، قيل معناه لشرف لك ولقومك، وفي الحديث: (إن هذا الأمر في قريش لا ينازعهم فيه أحد إلا أكبَّه اللّه تعالى على وجهه ما أقاموا الدين) ""أخرجه البخاري عن معاوية رضي اللّه عنه""، ومعناه أنه شرف لهم من حيث أنه أنزل بلغتهم، فهم أفهم الناس له، فينبغي أن يكونوا أقوم الناس به، وأعملهم بمقتضاه، وهكذا كان خيارهم وصفوتهم من الخلّص، من المهاجرين السابقين الأولين ومن شابههم وتابعهم، وقيل معناه {وإنه لذكر لك ولقومك} أي لَتذكيرٌ لك ولقومك، وتخصيصهم بالذكر لا ينفي من سواهم، كقوله تعالى: {لقد أنزلنا إليكم كتاباً فيه ذكركم أفلا تعقلون}، وكقوله تعالى: {وأنذر عشيرتك الأقربين}، {وسوف تسألون}، أي عن هذا القرآن وكيف كنتم في العمل به والاستجابة له، وقوله سبحانه وتعالى: {واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون}؟ أي جميع الرسل دعوا إلى ما دعوت الناس إليه، من عبادة اللّه وحده لا شريك له، ونهوا عن عبادة الأصنام والأنداد، كما قال تعالى:{ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا اللّه واجتنبوا الطاغوت}.

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি