نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة الزخرف آية 23
وَكَذَٰلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ

التفسير الميسر وكذلك ما أرسلنا من قبلك -أيها الرسول- في قرية مِن نذير ينذرهم عقابنا على كفرهم بنا، فأنذروهم وحذَّروهم سخَطنا وحلول عقوبتنا، إلا قال الذين أبطرتهم النعمة من الرؤساء والكبراء: إنَّا وجدنا آباءنا على ملة ودين، وإنا على منهاجهم وطريقتهم مقتدون.

تفسير الجلالين
23 - (وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها) منعموها مثل قول قومك (إنا وجدنا آباءنا على أمة) ملة (وإنا على آثارهم مقتدون) متبعون

تفسير القرطبي
فيه مسألتان: الأولى: قوله تعالى: {بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة} أي على طريقة ومذهب؛ قال عمر بن عبدالعزيز.
وكان يقرأ هو ومجاهد وقتادة {على إمة} بكسر الألف.
والأمة الطريقة.
وقال الجوهري : والإمة بالكسر النعمة.
والإمة أيضا لغة في الأمة، وهي الطريقة والدين؛ عن أبي عبيدة.
قال عدي بن زيد في النعمة : ثم بعد الفلاح والملك والأ ** مة وارتهم هناك القبور عن غير الجوهري.
وقال قتادة وعطية: {على أمة} على دين؛ ومنه قول قيس بن الخطيم : كنا على أمة آبائنا ** ويقتدي الآخر بالأول قال الجوهري : والأمة الطريقة والدين، يقال : فلان لا أمة له؛ أي لا دين له ولا نحلة.
قال الشاعر : وهل يستوي ذو أمة وكفور وقال مجاهد وقطرب : على دين على ملة.
وفي بعض المصاحف {قالوا إنا وجدنا أباءنا على ملة} وهذه الأقوال متقاربة.
وحكي عن الفراء على ملة على قبلة.
الأخفش : على استقامة، وأنشد قول النابغة : حلفت فلم أترك لنفسك ريبة ** وهل يأثمن ذو أمة وهو طائع الثانية: قوله تعالى: {وإنا على آثارهم مهتدون} أي نهتدي بهم.
وفي الآية الأخرى {مقتدون} أي نقتدي بهم، والمعنى واحد.
قال قتادة : مقتدون متبعون.
وفي هذا دليل على إبطال التقليد؛ لذمه إياهم على تقليد آبائهم وتركهم النظر فيما دعاهم إليه الرسول صلى الله عليه وسلم.
وقد مضى القول في هذا في {البقرة} مستوفى.
وحكى مقاتل أن هذه الآية نزلت في الوليد بن المغيرة وأبي سفيان وأبي جهل وعتبة وشيبة بني ربيعة من قريش؛ أي وكما قال هؤلاء فقد قال من قبلهم أيضا.
يعزي نبيه صلى الله عليه وسلم؛ ونظيره: {ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك} [فصلت : 43].
والمترف : المنعم، والمراد هنا الملوك والجبابرة.

تفسير ابن كثير يقول تعالى منكراً على المشركين في عبادتهم غير اللّه، بلا برهان ولا دليل ولا حجة: {أم آتيناهم كتاباً من قبله} أي من قبل شركهم، {فهم به مستمسكون} أي ليس الأمر كذلك، كقوله عزَّ وجلَّ {أم أنزلنا عليهم سلطاناً فهو يتكلم بما كانوا به يشركون} أي لم يكن ذلك، ثم قال تعالى: {بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون} أي ليس لهم مستند فيما هم فيه من الشرك، سوى تقليد الآباء والأجداد بأنهم كانوا على {أمة} والمراد بها الدين ههنا، وفي قوله تبارك وتعالى: {إن هذه أُمتكم أُمّة واحدة}، وقولهم {وإنا على آثارهم} أي وراءهم {مهتدون} دعوى منهم بلا دليل. ثم بين جلَّ وعلا أن مقالة هؤلاء قد سبقهم إليها أشباههم ونظراؤهم من الأمم السالفة المكذبة للرسل تشابهت قلوبهم فقالوا مثل مقالتهم {كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون} وهكذا قال ههنا: {وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آبائنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون}. ثم قال عزَّ وجلَّ {قل} أي يا محمد لهؤلاء المشركين {أو لو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون} أي ولو علموا وتيقنوا صحة ما جئتهم به لما انقادوا لذلك لسوء قصدهم ومكابرتهم للحق وأهله. قال اللّه تعالى {فانتقمنا منهم} أي من الأمم المكذبة بأنواع من العذاب كما فصله تبارك وتعالى في قصصهم {فانظر كيف كان عاقبة المكذبين} أي كيف بادوا وهلكوا، وكيف نَّجى اللّه المؤمنين.

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি