نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة الشورى آية 16
وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ

التفسير الميسر والذين يجادلون في دين الله الذي أرسلتُ به محمدًا صلى الله عليه وسلم، مِن بعد ما استجاب الناس له وأسلموا، حجتهم ومجادلتهم باطلة ذاهبة عند ربهم، وعليهم من الله غضب في الدنيا، ولهم في الآخرة عذاب شديد، وهو النار.

تفسير الجلالين
16 - (والذين يحاجون في) دين (الله) نبيه (من بعد ما استجيب له) بالإيمان لظهور معجزاته وهم اليهود (حجتهم داحضة) باطلة (عند ربهم وعليهم غضب ولهم عذاب شديد)

تفسير القرطبي
قوله تعالى: {والذين يحاجون في الله} رجع إلى المشركين.
{من بعد ما استجيب له} قال مجاهد : من بعد ما أسلم الناس.
قال : وهؤلاء قد توهموا أن الجاهلية تعود.
وقال قتادة : الذين يحاجون في الله اليهود والنصارى، ومحاجتهم قولهم نبينا قبل نبيكم وكتابنا قبل كتابكم؛ وكانوا يرون لأنفسهم الفضيلة بأنهم أهل الكتاب وأنهم أولاد الأنبياء.
وكان المشركون يقولون: {أي الفريقين خير مقاما وأحسن نديا} [مريم : 73] فقال الله تعالى: {والذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له حجتهم داحضة عند ربهم} أي لا ثبات لها كالشيء الذي يزل عن موضعه.
والهاء في {له} يجوز أن يكون لله عز وجل؛ أي من بعد ما وحدوا الله وشهدوا له بالوحدانية.
ويجوز أن يكون للنبي صلى الله عليه وسلم؛ أي من بعد ما استجيب محمد صلى الله عليه وسلم في دعوته من أهل بدر ونصر الله المؤمنين.
يقال : دحضت حجته دحوضا بَطَلَت.
وأدحضها الله.
والإدحاض : الإزلاق.
ومكان دَحْضَ ودَحَض أيضا بالتحريك أي زلق.
ودحضت رجله تدحض دحضا زلقت.
ودحضت الشمس عن كبد السماء زالت.
{وعليهم غضب} يريد في الدنيا.
{ولهم عذاب شديد} يريد في الآخرة عذاب دائم.

تفسير ابن كثير يقول تعالى متوعداً الذين يصدون عن سبيل اللّه من آمن به {والذين يحاجون في اللّه من بعد ما استجيب له} أي يجادلون المؤمنين المستجيبين للّه ولرسوله، ليصدوهم عما سلكوه من طريق الهدى {حجتهم داحضة عند ربهم} أي باطلة عند اللّه {وعليهم غضب} أي منه {ولهم عذاب شديد} أي يوم القيامة، قال ابن عباس ومجاهد: جادلوا المؤمنين بعد ما استجابوا للّه ولرسوله، ليصدونهم عن الهدى، وطمعوا أن تعود الجاهلية، وقال قتادة: هم اليهود والنصارى قالوا لهم: ديننا خير من دينكم، ونبينا قبل نبيكم، ونحن خير منكم وأولى باللّه منكم، وقد كذبوا في ذلك. ثم قال تعالى: {اللّه الذي أنزل الكتاب بالحق} يعني الكتب المنزلة من عنده على أنبيائه، {والميزان} وهو العدل والإنصاف، وهذه كقوله تعالى: {وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط}، وقوله: {ألا تطغوا في الميزان . وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان}. وقوله تعالى: {وما يدريك لعل الساعة قريب} فيه ترهيب منها، وتزهيد في الدنيا، وقوله عزَّ وجلَّ: {يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها} أي يقولون متى هذا الوعد؟ وإنما يقولون ذلك تكذيباً واستبعاداً وكفراً وعناداً، {والذين آمنوا مشفقون منها} أي خائفون وجلون من وقوعها {ويعلمون أنها الحق} أي كائنة لا محالة، فهم مستعدون لها عاملون من أجلها، وقد روي أن رجلاً سأل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بصوت جهوري، وهو في بعض أسفاره، فناداه، فقال يا محمد، فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، نحواً من صوته: (هاؤم)، فقال له: متى الساعة؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (ويحك إنها كائنة فما أعددت لها؟) فقال: حب اللّه ورسوله، فقال صلى اللّه عليه وسلم: (أنت مع من أحببت) ""أخرجه أصحاب السنن والمسانيد وله طرق تبلغ درجة التواتر كما قال ابن كثير""، فقوله في الحديث: (المرء مع من أحب) هذا متواتر، والغرض أنه لم يجبه عن وقت الساعة بل أمره بالاستعداد لها، وقوله تعالى: {ألا إن الذين يمارون في الساعة} أي يجادلون في وجودها، ويدفعون وقوعها {لفي ضلال بعيد} أي في جهل بيّن، لأن الذي خلق السماوات والأرض، قادر على إحياء الموتى بطريق الأولى والأحرى، كما قال تعالى: {وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه}.

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি