نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة فصلت آية 18
وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ

التفسير الميسر ونجَّينا الذين آمنوا من العذاب الذي أخذ عادًا وثمود، وكان هؤلاء الناجون يخافون الله ويتقونه.

تفسير الجلالين
18 - (ونجينا) منها (الذين آمنوا وكانوا يتقون)

تفسير القرطبي
قوله تعالى: {وأما ثمود فهديناهم} أي بينا لهم الهدى والضلال؛ عن ابن عباس وغيره.
وقرأ الحسن وابن أبي إسحاق وغيرهما {وأما ثمود} بالنصب وقد مضى الكلام فيه في {الأعراف}.
{فاستحبوا العمى على الهدى} أي اختاروا الكفر على الإيمان.
وقال أبو العالية : اختاروا العمى على البيان.
السدي : اختاروا المعصية على الطاعة.
{فأخذتهم صاعقة العذاب الهون} {الهون} بالضم الهوان.
وهون بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر أخو كنانة وأسد.
وأهانه : استخف به.
والاسم الهوان والمهانة.
وأضيف الصاعقة إلى العذاب، لأن الصاعقة اسم للمبيد المهلك، فكأنه قال مهلك العذاب؛ أي العذاب المهلك.
والهون وإن كان مصدرا فمعناه الإهانة والإهانة عذاب، فجاز أن يجعل أحدهما وصفا للآخر؛ فكأنه قال : صاعقة الهون.
وهو كقولك : عندي علم اليقين، وعندي العلم اليقين.
ويجوز أن يكون الهون اسما مثل الدون؛ يقال : عذاب هون أي مهين؛ كما قال: {ما لبثوا في العذاب المهين}.
[سبأ : 14].
وقيل : أي صاعقة العذاب ذي الهون.
{بما كانوا يكسبون} من تكذيبهم صالحا وعقرهم الناقة، على ما تقدم.
{ونجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون} يعني صالحا ومن آمن به؛ أي ميزناهم عن الكفار، فلم يحل بهم ما حل بالكفار، وهكذا يا محمد نفعل بمؤمني قومك وكفارهم.

تفسير ابن كثير يقول تعالى: قل يا محمد لهؤلاء المشركين المكذبين بما جئتهم به من الحق، إن أعرضتم عما جئتكم به من عند اللّه تعالى، فإني أنذركم حلول نقمة اللّه بكم، كما حلَّت بالأُمم الماضين من المكذبين بالمرسلين {صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود} أي ومن شاكلهما ممن فعل كفعلهما، {إذ جاءتهم الرسل من بين أيديهم ومن خلفهم}، كقوله تعالى: {وقد خلت النذر من بين يديه ومن خلفه} أي ما أحل اللّه بأعدائه من النقم، وما ألبس أولياءه من النعم، ومع هذا ما آمنوا ولا صدقوا بل كذبوا وجحدوا وقالوا: {لو شاء ربنا لأنزل ملائكة} أي لو أرسل اللّه رسلاً لكانوا ملائكة من عنده {فإنا بما أرسلتم به} أي أيها البشر {كافرون} أي لا نتبعكم وأنتم بشر مثلنا، قال اللّه تعالى: {فأما عاد فاستكبروا في الأرض} أي بغوا وعتوا وعصوا {وقالوا من أشد منا قوة}؟ أي منوا بشدة تركبيهم وقواهم واعتقدوا أنهم يمتنعون بها من بأس اللّه، {أولم يروا أن اللّه الذي خلقهم هو أشد منهم قوة} أي أفما يتفكرون فيمن يبارزون بالعدواة، فإنه العظيم الذي خلق الأشياء وركب فيها قواها الحاملة لها، وأن بطشه شديد فلهذا قال: {فأرسلنا عليهم ريحاً صرصراً} قال بعضهم: وهي شديدة الهبوب، وقيل الباردة، وقيل: هي التي لها صوت، والحق أنها متصفة بجميع ذلك، فإنها كانت ريحاً شديدة قوية، وكانت باردة شديدة البرد جداً، وكانت ذات صوت مزعج، وقوله تعالى: {في أيام نحسات} أي متتابعات كقوله: {في يوم نحس مستمر} أي ابتُدِئوا بهذا العذاب في يوم نحس عليهم واستمر بهم هذا النحس {سبع ليال وثمانية أيام حسوماً} حتى أبادهم عن آخرهم، واتصل بهم خزي الدنيا بعذاب الآخرة، ولهذا قال: {لنذيقهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أخزى} أشد خزياً لهم، {وهم لا ينصرون} أي في الأُخرى كما لم ينصروا في الدنيا، وقوله عزَّ وجلَّ: {وأما ثمود فهديناهم} قال ابن عباس: بيّنّا لهم وهو قول سعيد بن جبير وقتادة والسدي وابن زيد ، وقال الثوري: دعوناهم {فاستحبوا العمى على الهدى} أي بصرناهم وبيّنّا لهم ووضَّحنا لهم الحق على لسان نبيّهم صالح عليه الصلاة والسلام، فخالفوه وكذبوه وعقروا ناقة اللّه تعالى التي جعلها آية وعلامة على صدق نبيّهم، {فأخذتهم صاعقة العذاب الهون} أي بعث اللّه عليهم صيحة ورجفة، وذلا وهواناً، وعذاباً ونكالاً {بما كانوا يكسبون} أي من التكذيب والجحود، {ونجينا الذين آمنوا} أي من بين أظهرهم لم يمسهم سوء، ولا نالهم من ذلك ضرر، بل نجاهم اللّه تعالى مع نبيهم صالح عليه الصلاة والسلام بإيمانهم وتقواهم للّه عزَّ وجلَّ.

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি