نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة فصلت آية 8
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ

التفسير الميسر إن الذين آمنوا بالله ورسوله وكتابه وعملوا الأعمال الصالحة مخلصين لله فيها، لهم ثواب عظيم غير مقطوع ولا ممنوع.

تفسير الجلالين
8 - (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون) مقطوع

تفسير القرطبي
قوله تعالى: {قل إنما أنا بشر مثلكم} أي لست بملك بل أنا من بني آدم.
قال الحسن : علمه الله تعالى التواضع.
{يوحى إلي} أي من السماء على أيدي الملائكة {أنما إلهكم إله واحد} فآمنوا به {فاستقيموا إليه} أي وجهوا وجوهكم بالدعاء له والمسألة إليه، كما يقول الرجل : استقم إلى منزلك؛ أي لا تعرج على شيء غير القصد إلى منزلك.
{واستغفروه} أي من شرككم.
{وويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة} قال ابن عباس : الذين لا يشهدون {أن لا إله إلا الله} وهي زكاة الأنفس.
وقال قتادة : لا يقرون بالزكاة أنها واجبة.
وقال الضحاك ومقاتل : لا يتصدقون ولا ينفقون في الطاعة.
قرعهم بالشح الذي يأنف منه الفضلاء، وفيه دلالة على أن الكافر يعذب بكفر مع منع وجوب الزكاة عليه.
وقال الفراء وغيره : كان المشركون ينفقون النفقات، ويسقون الحجيج ويطعمونهم، فحرموا ذلك على من آمن بمحمد صلى الله عليه وسلم، فنزلت فيهم هذه الآية.
{وهم بالآخرة هم كافرون} فلهذا لا ينفقون في الطاعة ولا يستقيمون ولا يستغفرون.
الزمخشري : فإن قلت لم خص من بين أوصاف المشركين منع الزكاة مقرونا بالكفر بالآخرة؟ قلت : لأن أحب شيء إلى الإنسان ماله، وهو شقيق روحه، فإذا بذله في سبيل الله فذلك أقوى دليل على ثباته واستقامته وصدق نيته ونصوع طويته ألا ترى إلى قوله عز وجل: {ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضاة الله وتثبيتا من أنفسهم} [البقرة : 265] أي يثبتون أنفسهم، ويدلون على ثباتها بإنفاق الأموال، وما خدع المؤلفة قلوبهم إلا بلمظة من الدنيا، فقويت عصبتهم ولانت شكيمتهم؛ وأهل الردة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تظاهروا إلا بمنع الزكاة، فنصبت لهم الحروب وجوهدوا.
وفيه بعث للمؤمنين على أداء الزكاة، وتخويف شديد من منعها، حيث جعل المنع من أوصاف المشركين، وقرن بالكفر بالآخرة.
قوله تعالى: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون} قال ابن عباس : غير مقطوع؛ مأخوذ من مننت الحبل إذا قطعته؛ ومنه قول ذي الإصبع : إني لعمرك ما بابي بذي غلق ** على الصديق ولا خيري بممنون وقال آخر : فترى خلفها من الرجع والوقـ ** ـع منينا كأنه أهباء يعني بالمنين الغبار المنقطع الضعيف.
وعن ابن عباس أيضا ومقاتل : غير منقوص.
ومنه المنون؛ لأنها تنقص منه الإنسان أي قوته؛ وقال قطرب؛ وأنشد قول زهير : فضل الجياد على الخيل البطاء فلا ** يعطي بذلك ممنونا ولا نزقا قال الجوهري : والمن القطع، ويقال النقص؛ ومنه قوله تعالى: {لهم أجر غير ممنون}.
وقال لبيد : غبس كواسب لا يُمن طعامها وقال مجاهد: {غير ممنون} غير محسوب.
وقيل: {غير ممنون} عليهم به.
قال السدي : نزلت في الزمني والمرضى والهرمى إذا ضعفوا عن الطاعة كتب لهم من الأجر كأصح ما كانوا يعملون فيه.

تفسير ابن كثير يقول تعالى: {قل} يا محمد لهؤلاء المكذبين المشركين {إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد} لا ما تعبدونه من الأصنام والأنداد والأرباب المتفرقين، إنما اللّه إله واحد {فاستقيموا إليه} أي أخلصوا له العبادة على منوال ما أمركم به على ألسنة الرسل، {واستغفروه} أي لسالف الذنوب، {وويل للمشركين} أي دمار لهم وهلاك عليهم {الذين لا يؤتون الزكاة} قال ابن عباس: يعني الذين لا يشهدون أن لا إله إلا اللّه، كقوله تبارك وتعالى: {فقل هل لك إلى أن تزكى} والمراد بالزكاة هنا طهارة النفس من الأخلاق الرذيلة، ومن أهم ذلك طهارة النفس من الشرك، وزكاة المال إنما سميت زكاة، لأنها تطهره من الحرام، وتكون سبباً لزيادته وبركته وكثرة نفعه، واستعماله في الطاعات. وقال السدي: {وويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة} أي لا يؤدون الزكاة، وقال قتادة: يمنعون زكاة أموالهم، وهذا هو الظاهر عند كثير من المفسرين، واختاره ابن جرير، ثم قال جلَّ جلاله بعد ذلك: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون} قال مجاهد وغيره: غير مقطوع ولا مجبوب، كقوله تعالى: {ماكثين فيها أبداً}، وكقوله عزَّ وجلَّ: {عطاء غير مجذوذ} وقال السدي: غير ممنون عليهم، وقد رد عليه بعض الأئمة، فإن المنه للّه تعالى على أهل الجنة، قال اللّه تعالى: {بل اللّه يمن عليكم أن هداكم للإيمان}، وقال أهل الجنة: {فمنّ اللّه علينا ووقانا عذاب السموم}، وقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (إلا أن يتغمدني اللّه برحمة منه وفضل).

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি