نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة غافر آية 35
الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ ۖ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا ۚ كَذَٰلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ

التفسير الميسر الذين يخاصمون في آيات الله وحججه لدفعها من غير أن يكون لديهم حجة مقبولة، كَبُر ذلك الجدال مقتًا عند الله وعند الذين آمنوا، كما خَتَم بالضلال وحَجَبَ عن الهدى قلوب هؤلاء المخاصمين، يختم الله على قلب كل مستكبر عن توحيد الله وطاعته، جبار بكثرة ظلمه وعدوانه.

تفسير الجلالين
35 - (الذين يجادلون في آيات الله) معجزاته مبتدأ (بغير سلطان) برهان (أتاهم كبر) جدالهم خبر المبتدأ (مقتا عند الله وعند الذين آمنوا كذلك) مثل إضلالهم (يطبع) يختم (الله) بالضلال (على كل قلب متكبر جبار) بتنوين قلب ودونه ومتى تكبر القلب تكبر صاحبه وبالعكس وكل على القراءتين لعموم الضلال جميع القلب لا لعموم القلب

تفسير القرطبي
قوله تعالى: {ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات} قيل : إن هذا من قول موسى.
وقيل : هو من تمام وعظ مؤمن آل فرعون؛ ذكرهم قديم عتوهم على الأنبياء؛ وأراد يوسف بن يعقوب جاءهم بالبينات {أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار} [يوسف : 39] قال ابن جريج : هو يوسف بن يعقوب بعثه الله تعالى رسولا إلى القبط بعد موت الملك من قبل موسى بالبينات وهي الرؤيا.
وقال ابن عباس : هو يوسف بن إفرائيم بن يوسف بن يعقوب أقام فيهم نبيا عشرين سنة.
وحكى النقاش عن الضحاك : أن الله تعالى بعث إليهم رسولا من الجن يقال له يوسف.
وقال وهب بن منبه : إن فرعون موسى هو فرعون يوسف عُمّر.
وغيره يقول : هو آخر.
النحاس : وليس في الآية ما يدل على أنه هو؛ لأنه إذا أتى بالبينات نبي لمن معه ولمن بعده فقد جاءهم جميعا بها وعليهم أن يصدقوه بها.
{فما زلتم في شك مما جاءكم به} أي أسلافكم كانوا في شك.
{حتى إذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا} أي من يدعي الرسالة {كذلك} أي مثل ذلك الضلال {يضل الله من هو مسرف} مشرك {مرتاب} شاك في وحدانية الله تعالى.
قوله تعالى: {الذين يجادلون في آيات الله} أي في حججه الظاهرة {بغير سلطان} أي بغير حجة وبرهان و{الذين} في موضع نصب على البدل من {من} وقال الزجاج : أي كذلك يضل الله الذين يجادلون في آيات الله فـ {الذين} نصب.
قال : ويجوز أن يكون رفعا على معنى هم الذين أو على الابتداء والخبر {كبر مقتا}.
ثم قيل : هذا من كلام مؤمن آل فرعون.
وقيل : ابتداء خطاب من الله تعالى.
{مقتا} على البيان أي {كبر}جدالهم {مقتا}؛ كقوله : {كبرت كلمة} [الكهف : 5] ومقت الله تعالى ذمه لهم ولعنه إياهم وإحلال العذاب بهم.
{كذلك} أي كما طبع الله على قلوب هؤلاء المجادلين فكذلك {يطبع الله} أي يختم {على كل قلب متكبر جبار} حتى لا يعقل الرشاد ولا يقبل الحق.
وقراءة العامة {على كل قلب متكبر} بإضافة قلب إلى المتكبر واختاره أبو حاتم وأبو عبيد.
وفي الكلام حذف والمعنى {كذلك يطبع الله على كل قلب} على كل {متكبر جبار} فحذف {كل} الثانية لتقدم ما يدل عليها.
وإذا لم يقدر حذف {كل} لم يستقم المعنى؛ لأنه يصير معناه أنه يطبع على جميع قلبه وليس المعنى عليه.
وإنما المعنى أنه يطبع على قلوب المتكبرين الجبارين قلبا قلبا.
ومما يدل على حذف {كل} قول أبي دواد : أكل امرئ تحسبين امرأ ** ونار توقد باليل نارا يريد وكل نار.
وفي قراءة ابن مسعود {على قلب كل متكبر} فهذه قراءة على التفسير والإضافة.
وقرأ أبو عمرو وابن محيصن وابن ذكوان عن أهل الشام {قلب} منون على أن {متكبر} نعت للقلب فكني بالقلب عن الجملة؛ لأن القلب هو الذي يتكبر وسائر الأعضاء تبع له؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : (إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب) ويجوز أن يكون على حذف المضاف؛ أي على كل ذي قلب متكبر؛ تجعل الصفة لصاحب القلب.

تفسير ابن كثير هذا إخبار من اللّه عزَّ وجلَّ عن هذا الرجل الصالح مؤمن آل فرعون أنه حذر قومه بأس اللّه تعالى في الدنيا والآخرة، فقال: {إني أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب} أي الذين كذبوا رسل اللّه في قديم الدهر كقوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم من الأمم المكذبة، كيف حل بهم بأس اللّه وما رده عنهم راد ولا صده عنهم صاد {وما اللّه يريد ظلماً للعباد}، أي إنما أهلكهم اللّه تعالى بذنوبهم وتكذيبهم رسله ومخالفتهم أمره، فأنفذ فيهم قدره، ثم قال: {يا قوم إني أخاف عليكم يوم التناد} يعني يوم القيامة، وسمي بذلك لما جاء في حديث الصور إن الأرض إذا زلزلت وانشقت من قطر إلى قطر، وماجت وارتجت، فنظر الناس إلى ذلك ذهبوا هاربين ينادي بعضهم بعضاً، وقال الضحاك: بل ذلك إذا جيء بجهنم ذهب الناس هراباً منها، فتتلقاهم الملائكة فتردهم إلى مقام المحشر وهو قوله تعالى: {والملك على أرجائها}، وقيل: لأن الميزان عنده ملك إذا وزن عمل العبد فرحج نادى بأعلى صوته، ألا قد سعد فلان ابن فلان سعادة لا يشقى بعدها أبداً، وإن خف عمله نادى ألا قد شقي فلان ابن فلان، وقيل: سمي بذلك لمناداة أهل الجنة أهل النار {أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقاً فهل وجدتم ما وعدكم ربكم حقاً؟ قالوا نعم}، ومناداة أهل النار أهل الجنة {أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم اللّه قالوا إن اللّه حرمهما على الكافرين}، ولمناداة أصحاب الأعراف أهل الجنة، وأهل النار كما هو مذكور في سورة الأعراف، واختار البغوي وغيره أنه سمي بذلك لمجموع ذلك، وهو قول حسن جيد، واللّه أعلم. وقوله تعالى: {يوم تولون مدبرين} أي ذاهبين هاربين، {ما لكم من اللّه من عاصم} أي لا مانع يمنعكم من بأس اللّه وعذابه {ومن يضلل اللّه فما له من هاد} أي من أضله اللّه فلا هادي له غيره، وقوله تبارك وتعالى: {ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات} يعني أهل مصر قد بعث اللّه فيهم رسولاً من قبل موسى عليه الصلاة والسلام وهو يوسف عليه الصلاة والسلام كان عزيز أهل مصر، وكان رسولاً يدعو إلى اللّه تعالى أمته بالقسط، فما أطاعوه تلك الطاعة إلا بمجرد الوزارة والجاه الدنيوي، ولهذا قال تعالى: {فما زلتم في شك مما جاءكم به حتى إذا هلك قلتم لن يبعث اللّه من بعده رسولاً} أي يئستم فقلتم طامعين {لن يبعث اللّه من بعده رسولاً} وذلك لكفرهم وتكذيبهم، {كذلك يضل اللّه من هو مسرف مرتاب} أي كحالكم هذا يكون حال من يضله اللّه لإسرافه في أفعاله وارتياب قلبه، ثم قال عزَّ وجلَّ: {الذين يجادلون في آيات اللّه بغير سلطان أتاهم} أي الذين يدفعون الحق بالباطل ويجادلون الحجج بغير دليل وحجة معهم من اللّه تعالى، فإن اللّه عزَّ وجلَّ يمقتهم على ذلك أشد المقت، ولهذا قال تعالى: {كبر مقتاً عند اللّه وعند الذين آمنوا} أي والمؤمنون أيضاً يبغضون من تكون هذه صفته، فإن من كانت هذه صفته يطبع اللّه على قلبه، فلا يعرف بعد ذلك معروفاً ولا ينكر منكراً، ولهذا قال تبارك وتعالى: {كذلك يطبع اللّه على كل قلب متكبر} أي على اتباع الحق {جبار} قال قتادة: آية الجبابرة القتل بغير حق، واللّه تعالى أعلم.

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি