نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة ص آية 49
هَٰذَا ذِكْرٌ ۚ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ

التفسير الميسر هذا القرآن ذِكْر وشرف لك -أيها الرسول- ولقومك. وإن لأهل تقوى الله وطاعته لَحسنَ مصير عندنا في جنات إقامة، مفتَّحة لهم أبوابها، متكئين فيها على الأرائك المزيَّنات، يطلبون ما يشتهون من أنواع الفواكه الكثيرة والشراب، من كل ما تشتهيه نفوسهم، وتلذه أعينهم.

تفسير الجلالين
49 - (هذا ذكر) لهم بالثناء الجميل هنا (وإن للمتقين) الشاملين لهم (لحسن مآب) مرجع في الآخرة

تفسير القرطبي
قوله تعالى: {واذكر إسماعيل واليسع وذا الكفل} وقد مضى ذكرهم.
{وكل من الأخيار} أي ممن اختير للنبوة.
{هذا ذكر} بمعنى هذا ذكر جميل في الدنيا وشرف يذكرون به في الدنيا أبدا.
{وإن للمتقين لحسن مآب} أي لهم مع هذا الذكر الجميل في الدنيا حسن المرجع في القيامة.
{جنات عدن} والعدن في اللغة الإقامة؛ يقال : عدن بالمكان إذا أقام.
وقال عبدالله بن عمر : إن في الجنة قصرا يقال له عدن حوله البروج والمروج فيه خمسة آلاف باب على كل باب خمسة آلاف حبرة لا يدخله إلا نبي أو صديق أو شهيد.
{مفتحة} حال {لهم الأبواب} رفعت الأبواب لأنه اسم ما لم يسم فاعله.
قال الزجاج : أي مفتحة لهم الأبواب منها.
وقال الفراء : مفتحة لهم أبوابها.
وأجاز الفراء {مفتحة لهم الأبواب} بالنصب.
قال الفراء : أي مفتحة الأبواب ثم جئت بالتنوين فنصبت.
وأنشد هو وسيبويه : ونأخذ بعده بذناب عيش ** أجب الظهر ليس له سنام وإنما قال: {مفتحة} ولم يقل مفتوحة؛ لأنها تفتح لهم بالأمر لا بالمس.
قال الحسن : تُكلم : انفتحي فتنفتح انغلقي فتنغلق.
وقيل : تفتح لهم الملائكة الأبواب.
قوله تعالى: {متكئين فيها} هو حال قدمت على العامل فيها وهو قوله: {يدعون فيها} أي يدعون في الجنات متكئين فيها.
{بفاكهة كثيرة} أي بألوان الفواكه قوله تعالى: {وشراب} أي وشراب كثير فحذف لدلالة الكلام عليه.
قوله تعالى: {وعندهم قاصرات الطرف} أي على أزواجهن لا ينظرن إلى غيرهم وقد مضى.
{أتراب} أي على سن واحد.
وميلاد امرأة واحدة، وقد تساوين في الحسن والشباب، بنات ثلاث وثلاثين سنة.
قال ابن عباس : يريد الآدميات.
و{أتراب} جمع ترب وهو نعت لقاصرات؛ لأن {قاصرات} نكرة وإن كان مضافا إلى المعرفة.
والدليل على ذلك أن الألف واللام يدخلانه كما قال : من القاصرات الطرف لو دب محول ** من الذر فوق الإتب منها لأثرا قوله تعالى: {هذا ما توعدون ليوم الحساب} أي هذا الجزاء الذي وعدتم به.
وقراءة العامة بالتاء أي ما توعدون أيها المؤمنون.
وقرأ ابن كثير وابن محيصن وأبو عمرو ويعقوب بالياء على الخبر، وهي قراءة السلمي واختيار أبي عبيد وأبي حاتم؛ لقوله تعالى: {وإن للمتقين لحسن مآب} فهو خبر.
{ليوم الحساب} أي في يوم الحساب، قال الأعشى : المهينين ما لهم لزمان السـ ** ـوء حتى إذا أفاق أفاقوا أي في زمان السوء.
{إن هذا لرزقنا ما له من نفاد} دليل على أن نعيم الجنة دائم لا ينقطع؛ كما قال: {عطاء غير مجذوذ} [هود : 108] وقال: {لهم أجر غير ممنون} [التين : 6].

تفسير ابن كثير يخبر تعالى عن عباده المؤمنين السعداء أن لهم في الدار الآخرة {لحسن مآب} وهو المرجع والمنقلب. ثم فسره بقوله تعالى: {جنات عدن} أي جنات إقامة {مفتحة لهم الأبواب} والألف واللام ههنا بمعنى الإضافة، كأنه يقول مفتحة لهم أبوابها، أي إذا جاءوها فتحت لهم أبوابها، وقد ورد في ذكر أبواب الجنة الثمانية أحاديث كثيرة من وجوه عديدة، وقوله عزَّ وجلَّ: {متكئين فيها} قيل: متربعين على سرير تحت الحجال، {يدعون فيها بفاكهة كثيرة} أي مهما طلبوا وجدوا وأحضر كما أرادوا، {وشراب} أي من أي أنواعه شاءوا أتتهم به الخدام {بأكواب وأبارق وكأس من معين}، {وعندهم قاصرات الطرف} أي من غير أزواجهن فلا يلتفتن إلى غير بعولتهن {أتراب} أي متساويات في السن والعمر، {هذا ما توعدون ليوم الحساب} أي هذا الذي ذكرنا من صفة الجنة هي التي وعدها لعباده المتقين، التي يصيرون إليها بعد نشورهم وقيامهم من قبورهم وسلامتهم من النار، ثم أخبر تبارك وتعالى عن الجنة أنه لا فراغ لها ولا زوال ولا انقضاء ولا انتهاء فقال تعالى: {إن هذا لرزقنا ما له من نفاد}، كقوله عزَّ وجلَّ: {عطاء غير مجذوذ}، وكقوله تعالى: {لهم أجر غير ممنون} أي غير مقطوع، وكقوله: {أكلها دائم وظلها تلك عقبى الذين اتقوا وعقبى الكافرين النار}، والآيات في هذا كثيرة جداً.

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি