نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة ص آية 15
وَمَا يَنْظُرُ هَٰؤُلَاءِ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ

التفسير الميسر وما ينتظر هؤلاء المشركون لحلول العذاب عليهم إن بقوا على شركهم، إلا نفخة واحدة ما لها من رجوع.

تفسير الجلالين
15 - (وما ينظر) ينتظر (هؤلاء) كفار مكة (إلا صيحة واحدة) هي نفخة القيامة تحل بهم العذاب (ما لها من فواق) بفتح الفاء وضمها رجوع

تفسير القرطبي
قوله تعالى: {وما ينظر هؤلاء إلا صيحة واحدة} {ينظر} بمعنى ينتظر؛ ومنه قوله تعالى: {انظرونا نقتبس من نوركم} [الحديد : 13].
{هؤلاء} يعني كفار مكة.
{إلا صيحة واحدة} أي نفخة القيامة.
أي ما ينتظرون بعد ما أصيبوا ببدر إلا صيحة القيامة.
وقيل : ما ينتظر أحياؤهم الآن إلا الصيحة التي هي النفخة في الصور، كما قال تعالى: {ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهو يخصمون فلا يستطيعون توصية} [يس : 49] وهذا إخبار عن قرب القيامة والموت.
وقيل : أي ما ينتظر كفار آخر هذه الأمة المتدينين بدين أولئك إلا صيحة واحدة وهي النفخة.
وقال عبدالله بن عمرو : لم تكن صيحة في السماء إلا بغضب من الله عز وجل على أهل الأرض.
{ما لها من فواق} أي من ترداد؛ عن ابن عباس.
مجاهد : ما لها رجوع.
قتادة : ما لها من مثنوية.
السدي : مالها من إفاقة.
وقرأ حمزة والكسائي {ما لها من فواق} بضم الفاء.
الباقون بالفتح.
الجوهري : والفَواق والفُواق ما بين الحلبتين من الوقت؛ لأنها تحلب ثم تترك سويعة يرضعها الفصيل لتدر ثم تحلب.
يقال : ما أقام عنده إلا فواقا؛ وفي الحديث : (العيادة قدر فواق الناقة).
وقوله تعالى: {ما لها من فواق} يقرأ بالفتح والضم أي ما لها من نظرة وراحة وإفاقة.
والفيقة بالكسر اسم اللبن الذي يجتمع بين الحلبتين : صارت الواو ياء لكسر ما قبلها؛ قال الأعشى يصف بقرة : حتى إذا فيقة في ضرعها اجتمعت ** جاءت لترضع شق النفس لو رضعا والجمع فيق ثم أفواق مثل شبر وأشبار ثم أفاويق.
قال ابن همام السلولي : وذموا لنا الدنيا وهم يرضعونها ** أفاويق حتى ما يدر لها ثعل والأفاويق أيضا ما اجتمع في السحاب من ماء، فهو يمطر ساعة بعد ساعة.
وأفاقت الناقة إفاقة أي اجتمعت الفيقة في ضرعها؛ فهي مفيق ومفيقة - عن أبي عمرو - والجمع مفاويق.
وقال الفراء وأبو عبيدة وغيرهما {من فواق} بفتح الفاء أي راحة لا يفيقون فيها، كما يفيق المريض والمغشي عليه.
و{من فواق} بضم الفاء من انتظار.
وقد تقدم أنهما بمعنى وهو ما بين الحلبتين.
قلت : والمعنى المراد أنها ممتدة لا تقطيع فيها.
وروى أبو هريرة قال : حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في طائفة من أصحابه.
.
.
الحديث.
وفيه : (يأمر الله عز وجل إسرافيل بالنفخة الأولى فيقول انفخ نفخة الفزع أهل السموات وأهل الأرض إلا من شاء الله ويأمره فيمدها ويديمها ويطولها يقول الله عز وجل: {ما ينظر هؤلاء إلا صيحة واحدة ما لها من فواق} وذكر الحديث، خرجه علي بن معبد وغيره كما ذكرناه في كتاب التذكرة.
قوله تعالى: {وقالوا ربنا عجل لنا قطنا} قال مجاهد : عذابنا.
وكذا قال قتادة : نصيبنا من العذاب.
الحسن : نصيبنا من الجنة لنتنعم به في الدنيا.
وقال سعيد بن جبير.
ومعروف في اللغة أن يقال للنصيب قط وللكتاب المكتوب بالجائزة قط.
قال الفراء : القط في كلام العرب الحظ والنصيب.
ومنه قيل للصك قط.
وقال أبو عبيدة والكسائي : القط الكتاب بالجوائز والجمع القطوط؛ قال الأعشى : ولا الملك النعمان يوم لقيته ** بغبطته يعطي القطوط ويأفق يعني كتب الجوائز.
ويروى : بأمته بدل بغبطته، أي بنعمته وحال الجليلة، ويأفق يصلح.
ويقال : في جمع قط أيضا قططة وفي القليل أقط وأقطاط.
ذكره النحاس.
وقال السدي : سألوا أن يمثل لهم منازلهم من الجنة ليعلموا حقيقة ما يوعدون به.
وقال إسماعيل بن أبي خالد : المعنى عجل لنا أرزاقنا.
وقيل : معناه عجل لنا ما يكفينا؛ من قولهم : قطني؛ أي يكفيني.
وقيل : إنهم قالوا ذلك استعجالا لكتهم التي يعطونها بأيمانهم وشمائلهم حين تلى عليهم بذلك القرآن.
وهو قوله تعالى: {فأما من أوتي كتابه بيمينه} [الحاقة : 19].
{وأما من أوتي كتابه وراء ظهره} [الانشقاق : 10].
وأصل القط القط وهو القطع، ومنه قط القلم؛ فالقط اسم للقطعة من الشيء كالقسم والقس فأطلق على النصيب والكتاب والرزق لقطعه عن غيره، إلا أنه في الكتاب أكثر استعمالا وأقوى حقيقة.
قال أمية بن أبى الصلت : قوم لهم ساحة العراق وما ** يجبى إليه والقط والقلم {قبل يوم الحساب} أي قبل يوم القيامة في الدنيا إن كان الأمر كما يقول محمد.
وكل هذا استهزاء منهم.

تفسير ابن كثير يقول تعالى مخبراً عن هؤلاء القرون الماضية وما حل بهم من العذاب والنكال والنقمات في مخالفة الرسل وتكذيب الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وقد تقدمت قصصهم مبسوطة في أماكن متعددة، وقوله تعالى: {أولئك الأحزاب} أي كانوا أكثر منكم وأشد قوة وأكثر أموالاً وأولاداً، فما دفع عنهم من عذاب اللّه من شيء لما جاء أمر ربك، ولهذا قال عزَّ وجلَّ: {إن كل إلا كذب الرسل فحق عقاب} فجعل علة إهلاكهم هو تكذيبهم بالرسل، فليحذر المخاطبون من ذلك أشد الحذر، وقوله تعالى: {وما ينظر هؤلاء إلا صيحة واحدة ما لها من فواق} قال زيد بن أسلم: أي ليس لها مثنوية، أي ما ينظرون {إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها} أي فقد اقتربت ودنت وأزفت، وهذه الصيحة هي نفخة الفزع التي يأمر اللّه تعالى إسرافيل أن يطولها، فلا يبقى أحد من أهل السماوات والأرض إلا فزع إلا من استثنى اللّه عزَّ وجلَّ، وقوله جلَّ جلاله: {وقالوا ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب} هذا إنكار من اللّه تعالى على المشركين في دعائهم على أنفسهم بتعجيل العذاب، فإن القِط هو الكتاب، وقيل: هو الحظ والنصيب، قال ابن عباس ومجاهد والضحاك: سألوا تعجيل العذاب كما قالوا: {اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم} وقيل: سألوا تعجيل نصيبهم من الجنة إن كانت موجودة ليلقوا ذاك في الدنيا، وإنما خرج هذا منهم مخرج الاستبعاد والتكذيب، وقال ابن جرير: سألوا تعجيل ما يستحقونه من الخير أو الشر في الدنيا، وهذا الذي قاله جيد، ولما كان هذا الكلام منهم على وجه الاستهزاء والاستبعاد قال اللّه تعالى لرسوله صلى اللّه عليه وسلم آمراً له بالصبر على أذاهم، ومبشراً له على صبره بالعاقبة والنصر والظفر.

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি