نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة ص آية 5
أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَٰهًا وَاحِدًا ۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ

التفسير الميسر وعجِب هؤلاء الكفار مِن بعث الله إليهم بشرا منهم؛ ليدعوهم إلى الله ويخوَّفهم عذابه، وقالوا: إنه ليس رسولا بل هو كاذب في قوله، ساحر لقومه، كيف يصيِّر الآلهة الكثيرة إلهًا واحدًا؟ إنَّ هذا الذي جاء به ودعا إليه لَشيء عجيب.

تفسير الجلالين
5 - (أجعل الآلهة إلها واحدا) حيث قال لهم قولوا لا إله إلا الله أي كيف يسع الخلق كلهم إله واحد (إن هذا لشيء عجاب) أي عجيب

تفسير القرطبي
قوله تعالى: {وعجبوا أن جاءهم منذر منهم} {أن} في موضع نصب والمعنى من أن جاءهم.
قيل : هو متصل بقوله: {في عزة وشقاق} أي في عزة وشقاق وعجبوا، وقوله: {كم أهلكنا} معترض.
وقيل : لا بل هذا ابتداء كلام؛ أي ومن جهلهم أنهم أظهروا التعجب من أن جاءهم منذر منهم.
{وقال الكافرون هذا ساحر} أي يجيء بالكلام المموه الذي يخدع به الناس؛ وقيل : يفرق بسحره بين الوالد وولده والرجل وزوجته {كذاب} أي في دعوى النبوة.
قوله تعالى: {أجعل الآلهة إلها واحدا} مفعولان أي صير الآلهة إلها واحدا.
{إن هذا لشيء عجاب} أي عجيب.
وقرأ السلمي: {عجاب} بالتشديد.
والعجاب والعجّاب والعجب سواء.
وقد فرق الخليل بين عجيب وعجاب فقال : العجيب العجب، والعجاب الذي قد تجاوز حد العجب، والطويل الذي فيه طول، والطوال، الذي قد تجاوز حد الطول.
وقال الجوهري : العجيب الأمر الذي يتعجب منه، وكذلك العجاب بالضم، والعجاب بالتشديد أكثر منه، وكذلك الأعجوبة.
وقال مقاتل: {عجاب} لغة أزد شنوءة.
وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : مرض أبو طالب فجاءت قريش إليه، وجاء النبي صلى الله عليه وسلم، وعند رأس أبي طالب مجلس رجل، فقام أبو جهل كي يمنعه، قال : وشكوه إلى أبي طالب، فقال : يا ابن أخي ما تريد من قومك؟ فقال : (يا عم إنما أريد منهم كلمة تذل لهم بها العرب وتؤدي إليهم بها الجزية العجم) فقال : وما هي؟ قال : (لا إله إلا الله) قال : فقالوا: {أجعل الآلهة إلها واحدا} قال : فنزل فيهم القرآن: {ص والقرآن ذي الذكر.
بل الذين كفروا في عزة وشقاق} حتى بلغ {إن هذا إلا اختلاق} خرجه الترمذي أيضا بمعناه.
وقال : هذا حديث حسن صحيح.
وقيل : لما أسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه شق على قريش إسلامه فاجتمعوا إلى أبي طالب وقالوا : اقض بيننا وبين ابن أخيك.
فأرسل أبو طالب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : بابن أخي هؤلاء قومك يسألونك السواء، فلا تمل كل الميل على قومك.
قال : (وماذا يسألونني) قالوا : ارفضنا وارفض ذكر آلهتنا وندعك وإلهك.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (أتعطونني كلمة واحدة وتملكون بها العرب وتدين لكم بها العجم) فقال أبو جهل : لله أبوك لنعطينكها وعشر أمثالها.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (قولوا لا إله إلا الله) فنفروا من ذلك وقاموا؛ فقالوا: {أجعل الآلهة إلها واحدا} فكيف يسع الخلق كلهم إله واحد.
فأنزل الله فيهم هذه الآيات إلى قوله: {كذبت قبلهم قوم نوح} [ص : 12]

تفسير ابن كثير يقول تعالى مخبراً عن المشركين في تعجبهم من بعثة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بشيراً ونذيراً، كما قال عزَّ وجلَّ: {أكان للناس عجباً أن أوحينا إلى رجل منهم أن أنذر الناس} الآية، وقال جلَّ وعلا ههنا: {وعجبوا أن جاءهم منذر منهم} أي بشر مثلهم، وقال الكافرون {هذا ساحر كذاب أجعل الآلهة إلهاً واحداً} أي أزعم أن المعبود واحد لا إله إلا هو؟ أنكر المشركون ذلك قبحهم اللّه تعالى وتعجبوا من ترك الشرك باللّه، فإنهم كانوا قد تلقوا عن آبائهم عبادة الأوثان وأشربته قلووبهم، فلما دعاهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلى خلع ذلك من قلوبهم وإفراد الإله بالوحدانية، أعظموا ذلك وتعجبوا، وقالوا: {أجعل الآلهة إلهاً واحداً إن هذا لشيء عجاب وانطلق الملأ منهم} وهم سادتهم وقادتهم ورؤساؤهم وكبراؤهم قائلين {امشوا} أي استمروا على دينكم، {واصبروا على آلهتكم}، ولا تستجيبوا لما يدعوكم إليه محمد من التوحيد، وقوله تعالى {إن هذا لشيء يراد} قال ابن جرير: إن هذا الذي يدعونا إليه محمد صلى اللّه عليه وسلم من التوحيد لشيء يريد به الشرف عليكم والاستعلاء، وأن يكون له منكم أتباع ولسنا نجيبه إليه. ذكر سبب نزول هذه الآيات الكريمات. روى ابن جرير، عن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال: لما مرض أبو طالب دخل عليه رهط من قريش فيهم أبو جهل فقالوا: إن ابن أخيك يشتم آلهتنا، ويفعل ويفعل ويقول ويقول، فلو بعثت إليه فنهيته، فبعث إليه، فجاء النبي صلى اللّه عليه وسلم، فدخل البيت، وبينهم وبين أبي طالب قدر مجلس رجُل، قال: فخشي أبو جهل، لعنه اللّه، إن جلس إلى جنب أبي طالب أن يكون أرق له عليه، فوثب فجلس في ذلك المجلس، ولم يجد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم مجلساً قرب عمه، فجلس عند الباب، فقال له أبو طالب: أي ابن أخي، ما بال قومك يشكونك ويزعمون أنك تشتم آلهتهم وتقول وتقول؟ قال: وأكثروا عليه من القول، وتكلم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال: (يا عم، إني أريدهم على كلمة واحدة يقولونها تدين لهم بها العرب، وتؤدي إليهم بها العجم الجزية، ففزعوا لكلمته ولقوله، فقال القوم: كلمة واحدة نعم وأبيك عشراً أي نعطيك بدل الكلمة الواحدة عشر كلمات ، فقالوا: وما هي؟ وقال أبو طالب: وأي كلمة هي يا ابن أخي؟ قال صلى اللّه عليه وسلم: (لا إله إلا اللّه)، فقاموا فزعين ينفضون ثيابهم، وهم يقولون: {أجعل الآلهة إلهاً واحداً! إن هذا لشيء عجاب} ونزلت من هذا الموضع إلى قوله: {بل لما يذوقوا عذاب} "أخرجه ابن جرير ورواه أحمد والنسائي والترمذي عن ابن عباس رضي اللّه عنهما" وقولهم: {ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة} أي ما سمعنا بهذا الذي يدعونا إليه محمد من التوحيد في الملة الآخرة، قال مجاهد وقتادة: يعنون دين قريش، وقال السدي: يعنون النصرانية، وقال ابن عباس: {ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة} يعني دين النصرانية، قالوا: لو كان هذا القرآن حقاً لأخبرتنا به النصارى {إن هذا إلا اختلاق} قال مجاهد: كذب، وقال ابن عباس: تخرص، وقولهم: {أأنزل عليه الذكر من بيننا} يعني أنهم يستبعدون تخصيصه بإنزال القرآن عليه من بينهم كما قال في الآية الأخرى: {لولا نزّل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم}، ولهذا لما قالوا هذا الذي دل على جهلهم وقلة عقلهم، في استبعادهم إنزال القرآن على الرسول من بينهم، قال اللّه تعالى: {بل لَّما يذوقوا عذاب} أي إنما يقولون هذا، لأنهم ما ذاقوا عذاب اللّه تعالى ونقمته، وسيعلمون غِبَّ ما قالوا وما كذبوا به. ثم قال تعالى مبيناً أنه المتصرف في ملكه، الفعال لما يشاء، الذي يهدي من يشاء، ويضل من يشاء، وينزل الروح من أمره على من يشاء من عباده، وأنَّ العباد لا يملكون شيئاً من الأمر وليس إليهم من التصرف في الملك ولا مثقال ذرة، ولهذا قال تعالى منكراً عليهم: {أم عندهم خزائن رحمة ربك العزيز الوهاب} أي العزيز الذي لا يرام جنابه، الوهاب الذي يعطي ما يريد لمن يريد، وهذه الآية الكريمة شبيهة بقوله تعالى: {أم لهم نصيب من الملك فإذاً لا يؤتون الناس نقيراً أم يحسدون الناس على ما آتاهم اللّه من فضله} الآية، كما أخبر عزَّ وجلَّ عن قوم صالح عليه السلام حين قالوا: {أألقي الذكر عليه من بيننا، بل هو كذاب أشر سيعلمون غداً من الكذاب الأشر} وقوله تعالى: {أم لهم ملك السماوات والأرض وما بينهما فليرتقوا في الأسباب} أي إن كان لهم ذلك فليصعدوا في الأسباب، قال ابن عباس: يعني طرق السماء، وقال الضحاك: فليصعدوا إلى السماء السابعة، ثم قال عزَّ وجلَّ: {جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب} أي هؤلاء الجند المكذبون سيهزمون ويغلبون، ويكبتون كما كبت الذين من قبلهم من الأحزاب المكذبين، وهذه الآية كقوله جلَّت عظمته: {أم يقولون نحن جميع منتصر سيهزم الجمع ويولون الدبر} كان ذلك يوم بدر {بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر}.

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি