نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة الصافات آية 179
وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ

التفسير الميسر وأعرض عنهم حتى يأذن الله بعذابهم، وأنظرهم فسوف يرون ما يحل بهم من العذاب والنكال.

تفسير الجلالين
179 - (وأبصر فسوف يبصرون) كرر تأكيدا لتهديدهم وتسلية له صلى الله عليه وسلم

تفسير القرطبي
قوله تعالى: {ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين} قال الفراء : أي بالسعادة.
وقيل : أراد بالكلمة قوله عز وجل: {كتب الله لأغلبن أنا ورسلي} [المجادلة : 21] قال الحسن : لم يقتل من أصحاب الشرائع قط أحد {إنهم لهم المنصورون} أي سبق الوعد بنصرهم بالحجة والغلبة.
{وإن جندنا لهم الغالبون} على المعنى ولو كان على اللفظ لكان هو الغالب مثل {جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب} [ص : 11].
وقال الشيباني : جاء ها هنا على الجمع من أجل أنه رأس آية.
قوله تعالى: {فتول عنهم} أي أعرض عنهم.
{حتى حين} قال قتادة : إلى الموت.
وقال الزجاج : إلى الوقت الذي أمهلوا إليه.
وقال ابن عباس : يعني القتل ببدر.
وقيل : يعني فتح مكة.
وقيل : الآية منسوخة بآية السيف.
{وأبصرهم فسوف يبصرون} قال قتادة : سوف يبصرون حين لا ينفعهم الإبصار.
وعسى من الله للوجوب وعبر بالإبصار عن تقريب الأمر؛ أي عن قريب يبصرون.
وقيل : المعنى فسوف يبصرون العذاب يوم القيامة.
{أفبعذابنا يستعجلون} كانوا يقولون من فرط تكذيبهم متى هذا العذاب؛ أي لا تستعجلوه فإنه واقع بكم.
قوله تعالى: {فإذا نزل بساحتهم} أي العذاب.
قال الزجاج : وكان عذاب هؤلاء بالقتل.
ومعنى {بساحتهم} أي بدارهم؛ عن السدي وغيره.
والساحة والسحسة في اللغة فناء الدار الواسع.
الفراء {نزل بساحته} ونزل بهم سواء.
{فساء صباح المنذرين} أي بئس صباح الذين أنذروا بالعذاب.
وفيه إضمار أي فساء الصباح صباحهم.
وخص الصباح بالذكر؛ لأن العذاب كان يأتيهم فيه.
ومنه الحديث الذي رواه أنس رضي الله عنه قال : لما أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر، وكانوا خارجين إلى مزارعهم ومعهم المساحي، فقالوا : محمد والخميس، ورجعوا إلى حصنهم؛ فقال صلى الله عليه وسلم : (الله أكبر خربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين) وهو يبين معنى{فإذا نزل بساحتهم} يريد : النبي صلى الله عليه وسلم.
{وتول عنهم} كرر تأكيدا.
{وأبصر فسوف يبصرون} تأكيدا أيضا.

تفسير ابن كثير يقول تبارك وتعالى‏:‏ ‏{‏ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين‏}‏ أي تقدم في الكتاب الأول أن العاقبة للرسل وأتباعهم في الدنيا والآخرة، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏كتب اللّه لأغلبن أنا ورسلي إن اللّه قوي عزيز‏}‏، وقال عزَّ وجلَّ ‏{‏إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد‏}‏، ولهذا قال جلَّ جلاله‏:‏ ‏{‏إنهم لهم المنصورون‏}‏ أي في الدنيا والآخرة كما تقدم بيان نصرتهم على قومهم، مممن كذبهم وخالفهم، كيف أهلك اللّه الكافرين ونجى عباده المؤمنين، ‏{‏وإن جندنا لهم الغالبون‏}‏ أي تكون لهم العاقبة، وقوله جلَّ وعلا‏:‏ ‏{‏فتول عنهم حتى حين‏}‏ أي اصبر على أذاهم لك وانتظر إلى وقت مؤجل، فإنا سنجعل لك العاقبة والنصرة والظفر، وقوله جلت عظمته‏:‏ ‏{‏وأبصرهم فسوف يبصرون‏}‏ أي انظرهم وارتقب ماذا يحل بهم من العذاب والنكال بمخالفتك وتكذيبك، ولهذا قال تعالى على وجه التهديد والوعيد‏:‏ ‏{‏فسوف يبصرون‏}‏، ثم قال عزَّ وجلَّ‏:‏ ‏{‏أفبعذابنا يستعجلون‏}‏ أي هم إنما يستعجلون العذاب لتكذيبهم وكفرهم بك، ومع هذا يستعجلون العذاب والعقوبة، قال اللّه تعالى‏:‏ ‏{‏فإذا نزل بساحتهم فساء صباح المنذرين‏}‏ أي فإذا نزل العذاب بمحلتهم فبئس ذلك اليوم يومهم، بإهلاكهم ودمارهم، وقال السدي‏:‏ ‏{‏فإذا نزل بساحتهم‏}‏ يعني بدارهم ‏{‏فساء صباح المنذرين‏}‏ أي فبئس ما يصبحون أي بئس الصباح صباحهم، ولهذا ثبت في الصحيحين عن أنَس رضي اللّه عنه قال‏:‏ صبح رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم خيبر، فلما خرجوا بفؤوسهم ومساحيهم ورأوا الجيش رجعوا، وهم يقولون‏:‏ محمد واللّه، محمد والخميس، فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏(‏اللّه أكبر خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين‏)‏ ‏"‏أخرجه البخاري ومسلم عن أنس، ومعنى قولهم محمد والخميس أي محمد والجيش‏‏" وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وتول عنهم حتى حين وأبصر فسوف يبصرون‏}‏ تأكيد لما تقدم من الأمر بذلك واللّه سبحانه وتعالى أعلم‏.

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি