نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة الصافات آية 58
أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ

التفسير الميسر أحقًا أننا مخلَّدون منعَّمون، فما نحن بميتين إلا موتتنا الأولى في الدنيا، وما نحن بمعذَّبين بعد دخولنا الجنة؟ إنَّ ما نحن فيه من نعيم لهُوَ الظَّفَر العظيم.

تفسير الجلالين
58 - (أفما نحن بميتين)

تفسير القرطبي
قوله تعالى: {فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون} أي يتفاوضون فيما بينهم أحاديثهم في الدنيا.
وهو من تمام الأنس في الجنة.
وهو معطوف على معنى {يطاف عليهم} المعنى يشربون فيتحادثون على الشراب كعادة الشراب.
قال بعضهم : وما بقيت من اللذات إلا ** أحاديث الكرام على المدام فيقبل بعضهم على بعض يتساءلون عما جرى لهم وعليهم في الدنيا؛ إلا أنه جيء به ماضيا على عادة الله تعالى في إخباره.
{قال قائل منهم} أي من أهل الجنة {إني كان لي قرين} أي صديق ملازم {يقول أئنك لمن المصدقين} أي بالمبعث والجزاء.
وقال سعيد بن جبير : قرينه شريكه.
وقد مضى في {الكهف} ذكرهما وقصتهما والاختلاف في اسميهما مستوفى عند قوله تعالى: {واضرب لهم مثلا رجلين} [الكهف : 32] وفيهما أنزل الله جل وعز: {قال قائل منهم إني كان لي قرين} إلى {من المحضرين} وقيل : أراد بالقرين قرينه من الشيطان كان يوسوس إليه بإنكار البعث.
وقرئ: {أئنك لمن المصّدقين} بتشديد الصاد.
رواه علي بن كيسة عن سليم عن حمزة.
قال النحاس : ولا يجوز {أئنك لمن المصَدقين} لأنه لا معنى للصدقة ها هنا.
وقال القشيري : وفي قراءة عن حمزة {أئنك لمن المصدقين} بتشديد الصاد.
واعترض عليه بأن هذا من التصديق لا من التصدق.
والاعتراض باطل؛ لأن القراءة إذا ثبتت عن النبي صلى الله عليه وسلم فلا مجال للطعن فيها.
فالمعنى {أئنك لمن المصدقين} بالمال طلبا في ثواب الآخرة.
{أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمدينون} أي مجزيون محاسبون بعد الموت فـ {قال} الله تعالى لأهل الجنة: {هل أنتم مطلعون}.
وقيل : هو من قول المؤمن لإخوانه في الجنة هل أنتم مطلعون إلى النار لننظر كيف حال ذلك القرين.
وقيل : هو من قول الملائكة.
وليس {هل أنتم مطلعون} باستفهام، إنما هو بمعنى الأمر، أي اطلعوا؛ قاله ابن الأعرابي وغيره.
ومنه لما نزلت آية الخمر، قام عمر قائما بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم، ثم رفع رأسه إلى السماء، ثم قال : يا رب بيانا أشفى من هذا في الخمر.
فنزلت: {فهل أنتم منتهون} [المائدة : 91] قال : فنادى عمر انتهينا يا ربنا.
وقرأ ابن عباس: {هل أنتم مطلعون} بإسكان الطاء خفيفة {فأُطْلِعَ} بقطع الألف مخففة على معنى هل أنتم مقبلون، فأقبل.
قال النحاس {فأطلع فرآه} فيه قولان : أحدهما أن يكون فعلا مستقبلا معناه فأطلع أنا، ويكون منصوبا على أنه جواب الاستفهام.
والقول الثاني أن يكون فعلا ماضيا ويكون اطلع وأطلع واحدا.
قال الزجاج : يقال طلع وأطلع واطلع بمعنى واحد.
وقد حكى {هل أنتم مطلعون} بكسر النون وأنكره أبو حاتم وغيره.
النحاس : وهو لحن لا يجوز؛ لأنه جمع بين النون والإضافة، ولو كان مضافا لكان هل أنتم مطلعي، وإن كان سيبويه والفراء قد حكيا مثله، وأنشدا : هم القائلون الخير والآمرونه ** إذا ما خشوا من محدث الأمر معظما وأنشد الفراء : والفاعلونه.
وأنشد سيبويه وحده : ولم يرتفق والناس محتضرونه وهذا شاذ خارج عن كلام العرب، وما كان مثل هذا لم يحتج به في كتاب الله عز وجل، ولا يدخل في الفصيح.
وقد قيل في توجيهه : إنه أجرى اسم الفاعل مجرى المضارع لقربه منه، فجرى {مطلعون} مجرى يطلعون.
ذكره أبو الفتح عثمان بن جني وأنشد : أرأيت إن جئت به أملودا ** مرجلا ويلبس البرودا أقائلن أحضروا الشهودا فأجرى أقائلن مجرى أتقولن.
وقال ابن عباس في قوله تعالى: {هل أنتم مطلعون.
فاطلع فرآه} إن في الجنة كوى ينظر أهلها منها إلى النار وأهلها.
وكذلك قال كعب فيما ذكر ابن المبارك، قال : إن بين الجنة والنار كوى، فإذا أراد المؤمن أن ينظر إلى عدو كان له في الدنيا اطلع من بعض الكوى، قال الله تعالى: {فاطلع فرآه في سواء الجحيم} أي في وسط النار والحسك حواليه؛ قاله ابن مسعود.
ويقال : تعبت حتى انقطع سوائي : أي وسطي.
وعن أبي عبيدة : قال لي عيسى بن عمر : كنت أكتب يا أبا عبيدة حتى ينقطع سوائي.
وعن قتادة قال : قال بعض العلماء : لولا أن الله جل وعز عرفه إياه لما عرفه، لقد تغير حبره وسبره.
فعند ذلك يقول: {تالله إن كدت لتردين} {إن} مخففة من الثقيلة دخلت على كاد كما تدخل على كان.
ونحوه {إن كاد ليضلنا} [الفرقان : 42] واللام هي الفارقة بينها وبين النافية.
{ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين} في النار.
وقال الكسائي: {لتردين} أي لتهلكني، والردى الهلاك.
وقال المبرد : لو قيل: {لتردين} لتوقعني في النار لكان جائزا {ولولا نعمة ربي} أي عصمته وتوفيقه بالاستمساك بعروة الإسلام والبراءة من القرين السوء.
وما بعد لولا مرفوع بالابتداء عند سيبويه والخبر محذوف.
{لكنت من المحضرين} قال الفراء : أي لكنت معك في النار محضرا.
وأحضر لا يستعمل مطلقا إلا في الشر؛ قاله الماوردي.
قوله تعالى: {أفما نحن بميتين} وقرئ: {بمائتين} والهمزة في {أفما} للاستفهام دخلت على فاء العطف، والمعطوف محذوف معناه أنحن مخلدون منعمون فما نحن بميتين ولا معذبين.
{إلا موتتنا الأولى} يكون استثناء ليس من الأول ويكون مصدرا؛ لأنه منعوت.
وهو من قول أهل الجنة للملائكة حين يذبح الموت، ويقال : يا أهل الجنة خلود ولا موت، ويا أهل النار خلود ولا موت.
وقيل : هو من قول المؤمن على جهة الحديث بنعمة الله في أنهم لا يموتون ولا يعذبون؛ أي هذه حالنا وصفتنا.
وقيل : هو من قول المؤمن توبيخا للكافر لما كان ينكره من البعث، وأنه ليس إلا الموت في الدنيا.
ثم قال المؤمن مشيرا إلى ما هو فيه؛ {إن هذا لهو الفوز العظيم} يكون {هو} مبتدأ وما بعده خبر عنه والجملة خبر إن.
ويجوز أن يكون {هو} فاصلا.
{لمثل هذا فليعمل العاملون} يحتمل أن يكون من كلام المؤمن لما رأى ما أعد الله له في الجنة وما أعطاه قال: {لمثل هذا} العطاء والفضل {فليعمل العاملون} نظير ما قال له الكافر: {أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا} [الكهف : 34].
ويحتمل أن يكون من قول الملائكة.
وقيل : هو من قول الله عز وجل لأهل الدنيا؛ أي قد سمعتم ما في الجنة من الخيرات والجزاء، و{لمثل هذا} الجزاء {فليعمل العاملون}.
النحاس : وتقدير الكلام - والله أعلم - فليعمل العاملون لمثل هذا.
فإن قال قائل : الفاء في العربية تدل على أن الثاني بعد الأول، فكيف صار ما بعدها ينوى به التقديم؟ فالجواب أن التقديم كمثل التأخير؛ لأن حق حروف الخفض وما بعدها أن تكون متأخرة.

تفسير ابن كثير يخبر تعالى عن أهل الجنة أنه {أقبل بعضهم على بعض يتساءلون} أي عن أحوالهم وكيف كانوا في الدنيا، وماذا كانوا يعانون فيها، وذلك من حديثهم على شرابهم واجتماعهم في تنادمهم، ومعاشرتهم في مجالسهم، وهم جلوس على السرر، والخدم بين أيديهم، يسعون ويجيئون بكل خير عظيم، مما لا عين، رأت ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، {قال قائل منهم إني كان لي قرين} قال مجاهد: يعني شيطاناً، وقال ابن عباس: هو الرجل المشرك يكون له صاحب من أهل الإيمان في الدنيا القائل هو أحد الرجلين اللذين قال اللّه فيهما: {واضرب لهم مثلاً رجلين} والقرين: الرجل الذي دخل جنته وهو ظالم لنفسه، وقد وردت قصتهما في سورة الكهف ، ولا تنافي بين كلام مجاهد وابن عباس رضي اللّه عنهما، فإن الشيطان يكون من الجن فيوسوس في النفس، ويكون من الإنس فيقول كلاماً تسمعه الأذنان، وكلاهما يتعاونان، قال اللّه تعالى: {يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً} وكل منهما يوسوس، كما قال اللّه عزَّ وجلَّ: {من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس}، ولهذا: {قال قائل منهم إني كان لي قرين يقول أئنك لمن المصدّقين} أي أأنت تصدّق بالبعث والنشور، والحساب والجزاء؟ يعني يقول ذلك على وجه التعجب والتكذيب والاستبعاد، والكفر والعناد {أئذا متنا وكنا تراباً وعظاماً أئنا لمدينون}؟ قال مجاهد والسدي: لمحاسبون، وقال ابن عباس: لمجزيون بأعمالنا، قال تعالى: {قال هل أنتم مطلعون} أي مشرفون، يقول المؤمن لأصحابه وجلسائه من أهل الجنة {فاطلع فرآه في سواء الجحيم} قال ابن عباس والسدي: يعني في وسط الجحيم، وقال الحسن البصري: في وسط الجحيم كأنه شهاب يتقدم، وقال قتادة: ذكر أنه اطلع فرأى جماجم القوم تغلي، وقال كعب الأحبار: في الجنة كوى، إذا أراد أحد من أهلها أن ينظر إلى عدوه في النار، اطلّع فيها فازداد شكراً للّه، {قال تاللّه إن كدت لتردين} يقول المؤمن مخاطباً للكافر: واللّه إن كدت لتهلكني لو أطعتك، {ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين} أي ولولا فضل اللّه علي لكنت مثلك في سواء الجحيم، محضر معك في العذاب، ولكنه رحمني فهداني للإيمان، وأرشدني إلى توحيده {وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا اللّه}. وقوله تعالى: {أفما نحن بميتين إلا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين}؟ هذا من كلام المؤمن، مغطبتاً نفسه بما أعطاه اللّه تعالى، من الخلد في الجنة والإقامة في دار الكرامة، بلا موت فيها ولا عذاب، ولهذا قال عزَّ وجلَّ: {إن هذا لهو الفوز العظيم}. قال الحسن البصري: علموا أن كل نعيم فإن الموت يقطعه، فقالوا: {أفما نحن بميتين إلا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين}؟ قيل: لا، قالوا: {إن هذا لهو الفوز العظيم}. وقوله جل جلاله: {لمثل هذا فليعمل العاملون} قال قتادة هذا من كلام أهل الجنة، وقال ابن جرير: هو من كلام اللّه تعالى، ومعناه: لمثل هذا النعيم وهذا الفوز فليعمل العاملون في الدنيا ليصيروا إليه في الآخرة. قال السدي: كان شريكان في بني إسرائيل، أحدهما مؤمن والآخر كافر، فافترقا على ستة آلاف دينار، لكل واحد منهما ثلاثة آلاف دينار، فمكثا ما شاء اللّه أن يمكثا، ثم التقيا، فقال الكافر للمؤمن: ما صنعت في مالك؟ أضربت به شيئاً، أتجرت به في شيء؟ قال له المؤمن: لا، فما صنعت أنت؟ فقال اشتريت به أرضاً ونخلاً وثماراً وأنهاراً بألف دينار - قال - فقال له المؤمن: أو فعلت؟ قال: نعم، قال: فرجع المؤمن حتى إذا كان الليل صلى ما شاء اللّه تعالى أن يصلي، فلما انصرف أخذ ألف دينار فوضعها بين يديه، ثم قال: اللهم إن فلاناً - يعني شريكه الكافر - اشترى أرضاً ونخلاً وثماراً وأنهاراً بألف دينار ثم يموت غداً ويتركها. اللهم إني اشتريت منك بهذه الألف دينار أرضاً ونخلاً وثماراً وأنهاراً في الجنة، قال: ثم أصبح فقسمها في المساكين، قال: ثم مكثا ما شاء اللّه تعالى أن يمكثا، ثم التقيا، فقال الكافر للمؤمن: ما صنعت في مالك أضربت به في شيء؟ أتجرت به في شيء؟ قال: لا، قال: فما صنعت أنت؟ قال: كانت ضيعتي قد اشتد عليَّ مؤنتها، فاشتريت رقيقاً بألف دينار، يقومون لي فيها ويعملون لي فيها، فقال له المؤمن: أو فعلت؟ قال: نعم، قال: فرجع المؤمن حتى إذا كان الليل صلى ما شاء اللّه تعالى أن يصلي، فلما انصرف أخذ ألف دينار فوضعها بين يديه ثم قال: اللهم إن فلاناً - يعني شريكه الكافر - اشترى رقيقاً من رقيق الدنيا بألف دينار يموت غداً فيتركهم أو يموتون فيتركونه، اللهم إني اشتريت منك بهذه الألف دينار رقيقاً في الجنة، قال: ثم أصبح، فقسمها في المساكين قال: ثم مكثا ما شاء اللّه تعالى أن يمكثا، ثم التقيا، فقال الكافر للمؤمن: ما صنعت في مالك أضربت به في شيء، أتجرت به في شيء؟ قال: لا، فما صنعت أنت؟ قال: كان أمري كله قد تم إلا شيئاً واحداً، فلانة قد مات عنها زوجها فأصدقتها ألف دينار، فجاءتني بها ومثلها معها، فقال له المؤمن: أو فعلت؟ قال: نعم، قال، فرجع المؤمن حتى إذا كان الليل صلى ما شاء اللّه تعالى أن يصلي، فلما انصرف أخذ الألف دينار الباقية فوضعها بين يديه، وقال اللهم إن فلاناً - يعني شريكه الكافر - تزوج زوجة من أزواج الدنيا بألف دينار، فيموت غداً فيتركها أو تموت غداً فتتركه، اللهم وإني أخطب إليك بهذه الألف دينار حوراء عيناء في الجنة - قال - ثم أصبح فقسمها بين المساكين - قال - فبقي المؤمن ليس عنده شيء، فخرج شريكه الكافر وهو راكب، فلما رآه عرفه، فوقف عليه وسلم عليه وصافحه، ثم قال له: ألم تأخذ من المال مثل ما أخذت؟ قال: بلى، قال: وهذه حالي وهذه حالك؟ قال: أخبرني ما صنعت في مالك؟ قال: أقرضته، قال: من؟ قال: المليء الوفي، قال: من؟ قال: اللّه ربي، قال، فانتزع يده من يده، ثم قال: {أئنك لمن المصدقين أئذا متنا وكنا تراباً وعظاماً أئنا لمدينون}؟ قال السدي: محاسبون، قال: فانطلق الكافر وتركه، فلما رآه المؤمن وليس يلوي عليه رجع وتركه وجعل يعيش المؤمن في شدة من الزمان، ويعيش الكافر في رخاء من الزمان، قال: فإذا كان يوم القيامة وأدخل اللّه تعالى المؤمن الجنة، يمر فإذا هو بأرض ونخل وثمار وأنهار فيقول: لمن هذا؟ فيقال: هذا لك، فيقول: يا سبحان اللّه، أو بلغ من فضل عملي أن أثاب بمثل هذا؟ قال، ثم يمر، فإذا هو برقيق لا تحصى عدتهم، فيقول: لمن هذا فيقال: هؤلاء لك، فيقول: يا سبحان اللّه، أو بلغ من فضل عملي أن أثاب بمثل هذا؟ قال: ثم يمر، فإذا هو بقبة من ياقوتة حمراء مجوفة فيها حوراء عيناء، فيقول: لمن هذه؟ فيقال: هذه لك، فيقول: يا سبحان اللّه، أو بلغ من فضل عملي أن أثاب بمثل هذا؟ قال: ثم يذكر المؤمن شريكه الكافر، فيقول: {إني كان لي قرين يقول أئنك لمن المصدقين أئذا متنا وكنا تراباً وعظاماً أئنا لمدينون}، قال، فالجنة عالية، والنار هاوية، قال: فيريه اللّه تعالى شريكه في وسط الجحيم من بين أهل النار، فإذا رآه المؤمن عرفه، فيقول: {تاللّه إن كدت لتردين ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين أفما نحن بميتين إلا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين إن هذا لهو الفوز العظيم لمثل هذا فليعمل العاملون} بمثل ما قد مُنَّ عليه، قال: فيتذكر المؤمن ما مر عليه في الدنيا من شدة، فلا يذكر مما مر عليه في الدنيا من الشدة أشد عليه من الموت "أخرجه ابن أبي حاتم".

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি