- الاسلامية
- بحث القرآن الكريم بمختلف اللغات
- الدعاء من الكتاب والسنة
- مشكل إعراب القرآن
- مفردات ألفاظ القرآن الكريم
- تلاوة القرآن الكريم
- كتاب عدد آي القرآن وكلمه وحروفه ومعرفة خموسه وعشوره ومكيه ومدنيه
- ألف سؤال وجواب في القرآن
- مشروع القرآن الكريم
- أذكار وأدعيـة الصلاة
- كيف تحفظ القرآن
- حفظ سورة البقرة
- كتاب فقه السنة
- صحيح البخاري
- تغريدات #السيرة_النبوية
- قصص اﻷنبياء
- تاريخ الخلفاء للسيوطي
- العلاج بالأغذية والأعشاب
- منتخب الكلام في تفسير الأحلام
- ملاحظاتكم - الشبكة الاسلامية
- أدعية مختارة باللغتين العربية والانجليزية
- الثقافية
- الجغرافية
- الاجتماعية
- آراء
- وظائف
- خريطة الموقع
- اتصل بنا
- التسجيل
نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها
سورة الصافات آية 58
أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ
التفسير الميسر
أحقًا أننا مخلَّدون منعَّمون، فما نحن بميتين إلا موتتنا الأولى في الدنيا، وما نحن بمعذَّبين بعد دخولنا الجنة؟ إنَّ ما نحن فيه من نعيم لهُوَ الظَّفَر العظيم.تفسير الجلالين
58 - (أفما نحن بميتين)
تفسير القرطبي
قوله تعالى: {فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون} أي يتفاوضون فيما بينهم أحاديثهم في الدنيا.
وهو من تمام الأنس في الجنة.
وهو معطوف على معنى {يطاف عليهم} المعنى يشربون فيتحادثون على الشراب كعادة الشراب.
قال بعضهم : وما بقيت من اللذات إلا ** أحاديث الكرام على المدام فيقبل بعضهم على بعض يتساءلون عما جرى لهم وعليهم في الدنيا؛ إلا أنه جيء به ماضيا على عادة الله تعالى في إخباره.
{قال قائل منهم} أي من أهل الجنة {إني كان لي قرين} أي صديق ملازم {يقول أئنك لمن المصدقين} أي بالمبعث والجزاء.
وقال سعيد بن جبير : قرينه شريكه.
وقد مضى في {الكهف} ذكرهما وقصتهما والاختلاف في اسميهما مستوفى عند قوله تعالى: {واضرب لهم مثلا رجلين} [الكهف : 32] وفيهما أنزل الله جل وعز: {قال قائل منهم إني كان لي قرين} إلى {من المحضرين} وقيل : أراد بالقرين قرينه من الشيطان كان يوسوس إليه بإنكار البعث.
وقرئ: {أئنك لمن المصّدقين} بتشديد الصاد.
رواه علي بن كيسة عن سليم عن حمزة.
قال النحاس : ولا يجوز {أئنك لمن المصَدقين} لأنه لا معنى للصدقة ها هنا.
وقال القشيري : وفي قراءة عن حمزة {أئنك لمن المصدقين} بتشديد الصاد.
واعترض عليه بأن هذا من التصديق لا من التصدق.
والاعتراض باطل؛ لأن القراءة إذا ثبتت عن النبي صلى الله عليه وسلم فلا مجال للطعن فيها.
فالمعنى {أئنك لمن المصدقين} بالمال طلبا في ثواب الآخرة.
{أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمدينون} أي مجزيون محاسبون بعد الموت فـ {قال} الله تعالى لأهل الجنة: {هل أنتم مطلعون}.
وقيل : هو من قول المؤمن لإخوانه في الجنة هل أنتم مطلعون إلى النار لننظر كيف حال ذلك القرين.
وقيل : هو من قول الملائكة.
وليس {هل أنتم مطلعون} باستفهام، إنما هو بمعنى الأمر، أي اطلعوا؛ قاله ابن الأعرابي وغيره.
ومنه لما نزلت آية الخمر، قام عمر قائما بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم، ثم رفع رأسه إلى السماء، ثم قال : يا رب بيانا أشفى من هذا في الخمر.
فنزلت: {فهل أنتم منتهون} [المائدة : 91] قال : فنادى عمر انتهينا يا ربنا.
وقرأ ابن عباس: {هل أنتم مطلعون} بإسكان الطاء خفيفة {فأُطْلِعَ} بقطع الألف مخففة على معنى هل أنتم مقبلون، فأقبل.
قال النحاس {فأطلع فرآه} فيه قولان : أحدهما أن يكون فعلا مستقبلا معناه فأطلع أنا، ويكون منصوبا على أنه جواب الاستفهام.
والقول الثاني أن يكون فعلا ماضيا ويكون اطلع وأطلع واحدا.
قال الزجاج : يقال طلع وأطلع واطلع بمعنى واحد.
وقد حكى {هل أنتم مطلعون} بكسر النون وأنكره أبو حاتم وغيره.
النحاس : وهو لحن لا يجوز؛ لأنه جمع بين النون والإضافة، ولو كان مضافا لكان هل أنتم مطلعي، وإن كان سيبويه والفراء قد حكيا مثله، وأنشدا : هم القائلون الخير والآمرونه ** إذا ما خشوا من محدث الأمر معظما وأنشد الفراء : والفاعلونه.
وأنشد سيبويه وحده : ولم يرتفق والناس محتضرونه وهذا شاذ خارج عن كلام العرب، وما كان مثل هذا لم يحتج به في كتاب الله عز وجل، ولا يدخل في الفصيح.
وقد قيل في توجيهه : إنه أجرى اسم الفاعل مجرى المضارع لقربه منه، فجرى {مطلعون} مجرى يطلعون.
ذكره أبو الفتح عثمان بن جني وأنشد : أرأيت إن جئت به أملودا ** مرجلا ويلبس البرودا أقائلن أحضروا الشهودا فأجرى أقائلن مجرى أتقولن.
وقال ابن عباس في قوله تعالى: {هل أنتم مطلعون.
فاطلع فرآه} إن في الجنة كوى ينظر أهلها منها إلى النار وأهلها.
وكذلك قال كعب فيما ذكر ابن المبارك، قال : إن بين الجنة والنار كوى، فإذا أراد المؤمن أن ينظر إلى عدو كان له في الدنيا اطلع من بعض الكوى، قال الله تعالى: {فاطلع فرآه في سواء الجحيم} أي في وسط النار والحسك حواليه؛ قاله ابن مسعود.
ويقال : تعبت حتى انقطع سوائي : أي وسطي.
وعن أبي عبيدة : قال لي عيسى بن عمر : كنت أكتب يا أبا عبيدة حتى ينقطع سوائي.
وعن قتادة قال : قال بعض العلماء : لولا أن الله جل وعز عرفه إياه لما عرفه، لقد تغير حبره وسبره.
فعند ذلك يقول: {تالله إن كدت لتردين} {إن} مخففة من الثقيلة دخلت على كاد كما تدخل على كان.
ونحوه {إن كاد ليضلنا} [الفرقان : 42] واللام هي الفارقة بينها وبين النافية.
{ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين} في النار.
وقال الكسائي: {لتردين} أي لتهلكني، والردى الهلاك.
وقال المبرد : لو قيل: {لتردين} لتوقعني في النار لكان جائزا {ولولا نعمة ربي} أي عصمته وتوفيقه بالاستمساك بعروة الإسلام والبراءة من القرين السوء.
وما بعد لولا مرفوع بالابتداء عند سيبويه والخبر محذوف.
{لكنت من المحضرين} قال الفراء : أي لكنت معك في النار محضرا.
وأحضر لا يستعمل مطلقا إلا في الشر؛ قاله الماوردي.
قوله تعالى: {أفما نحن بميتين} وقرئ: {بمائتين} والهمزة في {أفما} للاستفهام دخلت على فاء العطف، والمعطوف محذوف معناه أنحن مخلدون منعمون فما نحن بميتين ولا معذبين.
{إلا موتتنا الأولى} يكون استثناء ليس من الأول ويكون مصدرا؛ لأنه منعوت.
وهو من قول أهل الجنة للملائكة حين يذبح الموت، ويقال : يا أهل الجنة خلود ولا موت، ويا أهل النار خلود ولا موت.
وقيل : هو من قول المؤمن على جهة الحديث بنعمة الله في أنهم لا يموتون ولا يعذبون؛ أي هذه حالنا وصفتنا.
وقيل : هو من قول المؤمن توبيخا للكافر لما كان ينكره من البعث، وأنه ليس إلا الموت في الدنيا.
ثم قال المؤمن مشيرا إلى ما هو فيه؛ {إن هذا لهو الفوز العظيم} يكون {هو} مبتدأ وما بعده خبر عنه والجملة خبر إن.
ويجوز أن يكون {هو} فاصلا.
{لمثل هذا فليعمل العاملون} يحتمل أن يكون من كلام المؤمن لما رأى ما أعد الله له في الجنة وما أعطاه قال: {لمثل هذا} العطاء والفضل {فليعمل العاملون} نظير ما قال له الكافر: {أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا} [الكهف : 34].
ويحتمل أن يكون من قول الملائكة.
وقيل : هو من قول الله عز وجل لأهل الدنيا؛ أي قد سمعتم ما في الجنة من الخيرات والجزاء، و{لمثل هذا} الجزاء {فليعمل العاملون}.
النحاس : وتقدير الكلام - والله أعلم - فليعمل العاملون لمثل هذا.
فإن قال قائل : الفاء في العربية تدل على أن الثاني بعد الأول، فكيف صار ما بعدها ينوى به التقديم؟ فالجواب أن التقديم كمثل التأخير؛ لأن حق حروف الخفض وما بعدها أن تكون متأخرة.