نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة الصافات آية 5
رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ

التفسير الميسر هو خالق السموات والأرض وما بينهما، ومدبِّر الشمس في مطالعها ومغاربها.

تفسير الجلالين
5 - (رب السماوات والأرض وما بينهما ورب المشارق) أي والمغارب للشمس لها كل يوم مشرق ومغرب

تفسير القرطبي
قوله تعالى: {والصافات صفا، فالزاجرات زجرا، فالتاليات ذكرا} هذه قراءة أكثر القراء.
وقرأ حمزة بالإدغام فيهن.
وهذه القراءة التي نفر منها أحمد بن حنبل لما سمعها.
النحاس : وهي بعيدة في العربية من ثلاث جهات : إحداهن أن التاء ليست من مخرج الصاد، ولا من مخرج الزاي، ولا من مخرج الذال، ولا من أخواتهن، وإنما أختاها الطاء والدال، وأخت الزاي الصاد والسين، وأخت الذال الظاء والثاء.
والجهة الثانية أن التاء في كلمة وما بعدها في كلمة أخرى.
والجهة الثالثة أنك إذا أدغمت جمعت بين ساكنين من كلمتين، وإنما يجوز الجمع بين ساكنين في مثل هذا إذا كانا في كلمة واحدة؛ نحو دابة وشابة.
ومجاز قراءة حمزة أن التاء قريبة المخرج من هذه الحروف.
{والصافات} قسم؛ الواو بدل من الباء.
والمعنى برب الصافات و{الزاجرات} عطف عليه.
{إن إلهكم لواحد} جواب القسم.
وأجاز الكسائي فتح إن في القسم.
والمراد بـ {الصافات} وما بعدها إلى قوله: {فالتاليات ذكرا} الملائكة في قول ابن عباس وابن مسعود وعكرمة وسعيد بن جبير ومجاهد وقتادة.
تصف في السماء كصفوف الخلق في الدنيا للصلاة.
وقيل : تصف أجنحتها في الهواء واقفة فيه حتى يأمرها الله بما يريد.
وهذا كما تقوم العبيد بين أيدي ملوكهم صفوفا.
وقال الحسن: {صفا} لصفوفهم عند ربهم في صلاتهم.
وقيل : هي الطير؛ دليله قوله تعالى: {أو لم يروا إلى الطير فوقهم صافات} [الملك : 19].
والصف ترتيب الجمع على خط كالصف في الصلاة.
{والصافات} جمع الجمع؛ يقال : جماعة صافة ثم يجمع صافات.
وقيل : الصافات جماعة الناس المؤمنين إذا قاموا صفا في الصلاة أو في الجهاد؛ ذكره القشيري.
{فالزاجرات} الملائكة في قول ابن عباس وابن مسعود ومسروق وغيرهم على ما ذكرناه إما لأنها تزجر السحاب وتسوقه في قول السدي.
وإما لأنها تزجر عن المعاصي بالمواعظ والنصائح.
وقال قتادة : هي زواجر القرآن.
{فالتاليات ذكرا} الملائكة تقرأ كتاب الله تعالى؛ قال ابن مسعود وابن عباس والحسن ومجاهد وابن جبير والسدي.
وقيل : المراد جبريل وحده فذكر بلفظ الجمع؛ لأنه كبير الملائكة فلا يخلو من جنود وأتباع.
وقال قتادة : المراد كل من تلا ذكر الله تعالى وكتبه.
وقيل : هي آيات القرآن وصفها بالتلاوة كما قال تعالى:{إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل} [النمل : 76].
ويجوز أن يقال لآيات القرآن تاليات؛ لأن بعض الحروف يتبع بعضا؛ ذكره القشيري.
وذكر الماوردي : أن المراد بالتاليات الأنبياء يتلون الذكر على أممهم.
فإن قيل : ما حكم الفاء إذا جاءت عاطفة في الصفات؟ قيل له : إما أن تدل على ترتب معانيها في الوجود؛ كقوله : يا لهف زيابة للحارث الصـ ** ـابح فالغانم فالآيب كأنه قال : الذي صبح فغنم فآب.
وإما على ترتبها في التفاوت من بعض الوجوه كقولك : خذ الأفضل فالأكمل، واعمل الأحسن فالأجمل.
وإما على ترتب موصوفاتها في ذلك كقوله : (رحم الله المحلقين فالمقصرين).
فعلى هذه القوانين الثلاثة ينساق أمر الفاء العاطفة في الصفات؛ قاله الزمخشري.
{إن إلهكم لواحد} جواب القسم.
قال مقاتل : وذلك أن الكفار بمكة قالوا أجعل الآلهة إلها واحدا، وكيف يسع هذا الخلق فرد إله! فأقسم الله بهؤلاء تشريفا.
ونزلت الآية.
قال ابن الأنباري : وهو وقف حسن، ثم تبتدئ {رب السماوات والأرض} على معنى هو رب السموات.
النحاس : ويجوز أن يكون {رب السموات والأرض} خبرا بعد خبر، ويجوز أن يكون بدلا من {واحد}.
قلت : وعلى هذين الوجهين لا يوقف على {لواحد}.
وحكى الأخفش: {رب السموات - ورب المشارق} بالنصب على النعت لاسم إن.
بين سبحانه معنى وحدانيته وألوهيته وكمال قدرته بأنه {رب السموات والأرض} أي خالقهما ومالكهما {ورب المشارق} أي مالك مطالع الشمس.
ابن عباس : للشمس كل يوم مشرق ومغرب؛ وذلك أن الله تعالى خلق للشمس ثلاثمائة وخمسة وستين كوة في مطلعها، ومثلها في مغربها على عدد أيام السنة الشمسية، تطلع في كل يوم في كوة منها، وتغيب في كوة، لا تطلع في تلك الكوة إلا في ذلك اليوم من العام المقبل.
ولا تطلع إلا وهي كارهة فتقول : رب لا تطلعني على عبادك فإني أراهم يعصونك.
ذكره أبو عمر في كتاب التمهيد، وابن الأنباري في كتاب الرد عن عكرمة؛ قال : قلت لابن عباس أرأيت ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في أمية بن أبي الصلت (آمن شعره وكفر قلبه) قال : هو حق فما أنكرتم من ذلك؟ قلت : أنكرنا قوله : والشمس تطلع كل آخر ليلة ** حمراء يصبح لونها يتورد ليست بطالعة لهم في رسلها ** إلا معذبة وإلا تُجْـــلُدُ ما بال الشمس تجلد؟ فقال : والذي نفسي بيده ما طلعت شمس قط حتى ينخسها سبعون ألف ملك، فيقولون لها اطلعي اطلعي، فتقول لا أطلع على قوم يعبدونني من دون الله، فيأتيها ملك فيستقل لضياء بني آدم، فيأتيها شيطان يريد أن يصدها عن الطلوع فتطل بين قرنيه فيحرقه الله تعالى تحتها، فذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما طلعت إلا بين قرني شيطان ولا غربت إلا بين قرني شيطان وما غربت قط إلا خرت لله ساجدة فيأتيها شيطان يريد أن يصدها عن السجود فتغرب بين قرنيه فيحرقه الله تعالى تحتها) لفظ ابن الأنباري.
وذكر عن عكرمة عن ابن عباس قال : صدّق رسول الله صلى الله عليه وسلم أمية بن أبي الصلت في هذا الشعر : زحل وثور تحت رجل يمينه ** والنسر للأخرى وليث مرصد والشمس تطلع كل آخر ليلة ** حمـراء يصبح لونها يتورد ليست بطالعة لهم في رسلها ** إلا معذبة وإلا تجــــلد قال عكرمة : فقلت لابن عباس : يا مولاي أتجلد الشمس؟ فقال : إنما اضطره الروي إلى الجلد لكنها تخاف العقاب.
ودل بذكر المطالع على المغارب؛ فلهذا لم يذكر المغارب، وهو كقوله: {سرابيل تقيكم الحر} [النحل : 81].
وخص المشارق بالذكر؛ لأن الشروق قبل الغروب.
وقال في سورة [الرحمن] {رب المشرقين ورب المغربين} [الرحمن : 17] أراد بالمشرقين أقصى مطلع تطلع منه الشمس في الأيام الطوال، وأقصر يوم في الأيام القصار على ما تقدم في {يس} والله أعلم.

تفسير ابن كثير مقدمة روى النسائي، عن عبد اللّه بن عمر رضي اللّه عنهما قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يأمرنا بالتخفيف ويؤمنا بالصافات. قال ابن مسعود رضي اللّه عنه {والصافات صفاً}، {فالزاجرات زجراً}، {فالتاليات ذكراً}: هي الملائكة "وهو قول ابن عباس ومسروق وسعيد بن جبير وعكرمة ومجاهد والسدي وقتادة وغيرهم"؛ وقال قتادة: الملائكة صفوف في السماء، روى مسلم عن جابر بن سمرة رضي اللّه عنه قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (ألا تصفّون كما تصف الملائكة عند ربها؟ قلنا: وكيف تصف الملائكة عند ربها؟ قال صلى اللّه عليه وسلم: يتمون الصفوف المتقدمة، ويتراصّون في الصف" "وفي صحيح مسلم أيضاً (فضلنا على الناس بثلاث: جعلت صفوفنا كصفوف الملائكة. . . " الحديث، وقال السدي معنى قوله تعالى: {فالزاجرات زجراً}: أنها تزجر السحاب، وقال الربيع بن أنَس {فالزاجرات زجراً}: ما زجر اللّه تعالى عنه في القرآن، {فالتاليات ذكراً} قال السدي: الملائكة يجيئون بالكتاب والقرآن من عند اللّه إلى الناس، كقوله تعالى: {فالملقيات ذكراً عذراً أو نذراً}، وقوله عزَّ وجلَّ: {إن إلهكم لواحد رب السماوات والأرض}، هذا هو المقسم عليه أنه تعالى لا إله إلا هو رب السماوات والأرض {وما بينهما} أي من المخلوقات، {ورب المشارق} أي هو المالك المتصرف في الخلق، بتسخيره بما فيه من كواكب تبدو من المشرق وتغرب من المغرب، واكتفى بذكر المشارق عن المغارب لدلالتها عليها، وقد صرح بذلك في قوله عزَّ وجلَّ: {فلا أقسم برب المشارق والمغارب إنا لقادرون}، وقال تعالى {رب المشرقين ورب المغربين} يعني في الشتاء والصيف، للشمس والقمر.

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি