نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة يس آية 79
قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ ۖ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ

التفسير الميسر قل له: يحييها الذي خلقها أول مرة، وهو بجميع خلقه عليم، لا يخفى عليه شيء.

تفسير الجلالين
79 - (قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق) مخلوق (عليم) مجملا ومفصلا قبل خلقه وبعد خلقه

تفسير القرطبي
فيه مسألتان: الأولى: قوله تعالى: {وضرب لنا مثلا ونسي خلقه} أي ونسي أنا أنشأناه من نطفة ميتة فركبنا فيه الحياة.
أي جوابه من نفسه حاضر؛ ولهذا قال عليه السلام : (نعم ويبعثك الله ويدخلك النار) ففي هذا دليل على صحة القياس؛ لأن الله جل وعز احتج على منكري البعث بالنشأة الأولى.
{قال من يحي العظام وهي رميم} أي بالية.
رم العظم فهو رميم ورمام.
وإنما قال رميم ولم يقل رميمة؛ لأنها معدولة عن فاعلة، وما كان معدولا عن وجهه ووزنه كان مصروفا عن إعرابه؛ كقول: {وما كانت أمك بغيا} [مريم : 28] أسقط الهاء؛ لأنها مصروفة عن باغية.
{قل يحييها الذي أنشأها أول مرة} قيل : إن هذا الكافر قال للنبي صلى الله عليه وسلم : أرأيت إن سحقتها وأذريتها في الريح أيعيدها الله! فنزلت: {قل يحييها الذي أنشأها أول مرة} :أي من غير شيء فهو قادر على إعادتها في النشأة الثانية من شيء وهو عجم الذنب.
ويقال عجب الذنب بالباء.
{وهو بكل خلق عليم} عليم كيف يبدئ ويعيد.
الثانية: في هذه الآية دليل على أن في العظام حياة وأنها تنجس بالموت.
وهو قول أبي حنيفة وبعض أصحاب الشافعي.
وقال الشافعي رضي الله عنه : لا حياة فيها.
وقد تقدم هذا في {النحل}.
فإن قيل : أراد بقوله: {من يحي العظام} أصحاب العظام وإقامة المضاف مقام المضاف إليه كثير في اللغة، موجود في الشريعة.
قلنا : إنما يكون إذ احتيج لضرورة وليس ها هنا ضرورة تدعو إلى هذا الإضمار، ولا يفتقر إلى هذا التقدير، إذا الباري سبحانه قد أخبر به وهو قادر عليه والحقيقة تشهد له؛ فإن الإحساس الذي هو علامة الحياة موجود فيه؛ قاله ابن العربي.

تفسير ابن كثير قال مجاهد وعكرمة: جاء أبي بن خلف لعنه اللّه، إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وفي يده عظم رميم، وهو يفته ويذروه في الهواء، ويقول: يا محمد أتزعم أن اللّه يبعث هذا؟ قال صلى اللّه عليه وسلم: "نعم، يمتيك اللّه تعالى ثم يبعثك ثم يحشرك إلى النار" ونزلت هذه الآيات من آخر يس: {أولم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة} إلى آخرهن، وقال ابن أبي حاتم، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال: إن العاص بن وائل أخذ عظماً من البطحاء ففته بيده ثم قال لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: أيحيي اللّه هذا بعد ما أرى؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (نعم، يميتك اللّه ثم يحييك ثم يدخلك جهنم)، قال: ونزلت الآيات من آخر يس، وعلى كل تقدير سواء كانت هذه الآيات قد نزلت في أُبي بن خلف أو العاص بن وائل أو فيهما، فهي عامة في كل من أنكر البعث، والألف واللام في قوله تعالى: {أولم ير الإنسان} للجنس يعم كل منكر للبعث {أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين} أي أو لم يستدل من أنكر البعث بالبدء على الإعادة، فإن اللّه ابتدأ خلق الإنسان من سلالة من ماء مهين، فخلقه من شيء حقير ضعيف مهين، كما قال عزَّ وجلَّ: {ألم نخلقكم من ماء مهين}، وقال تعالى: {إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج} أي من نطفة من أخلاط متفرقة، فالذي خلقه من هذه النطفة الضعيفة أليس بقادر على إعادته بعد موته؟ كما قال الإمام أحمد في مسنده عن بشر بن جحاش قال: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بصق يوماً في كفه فوضع عليها إصبعه، ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: قال اللّه تعالى: ابن آدم أنى تعجزني وقد خلقتك من مثل هذه، حتى إذا سويتك وعدلتك مشيت بين برديك وللأرض منك وئيد، فجمعت ومنعت، حتى إذا بلغت التراقي قلت: أتصدق وأنّى أوان الصدقة؟) "أخرجه الإمام أحمد ورواه ابن ماجه في سننه" ولهذا قال تعالى: {وضرب لنا مثلاً ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم}؟ أي استبعد إعادة اللّه تعالى ذي القدرة العظيمة للأجساد والعظام الرميمة، ونسي نفسه وأن اللّه تعالى خلقه من العدم إلى الوجود، فعلم من نفسه ما هو أعظم مما استبعده وأنكره وجحده، ولهذا قال عزَّ وجلَّ: {قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق} أي يعلم العظام في سائر أقطار الأرض وأرجائها، أين ذهبت وأين تفرقت وتمزقت. قال الإمام أحمد، قال عقبة بن عمرو لحذيفة رضي اللّه عنهما: ألا تحدثنا ما سمعت من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ؟ فقال: سمعته صلى اللّه عليه وسلم يقول: (إن رجلاً حضره الموت فلما أيس من الحياة أوصى أهله إذا أنا مت فاجمعوا لي حطباً كثيراً جزلاً، ثم أوقدوا فيه ناراً، حتى إذا أكلت لحمي وخلصت إلى عظمي، فامتحشت أي: فاحترقت فخذوها فدقوها فاذروها في اليم، ففعلوا، فجمعه اللّه تعالى إليه، ثم قال له: لم فعلت ذلك؟ قال: من خشيتك، فغفر اللّه عزَّ وجلَّ له" وفي الصحيحين بأنه أمر بنيه أن يحرقوه، ثم يسحقوه، ثم يذروا نصفه في البر ونصفه في البحر في يوم رائح، أي كثير الهواء، ففعلوا ذلك، فأمر اللّه تعالى البحر فجمع ما فيه وأمر البر فجمع ما فيه، ثم قال له: كن فإذا هو رجل قائم، فقال له: ما حملك على ما صنعت؟ قال: مخافتك وأنت أعلم، فما تلافاه أن غفر له. وقوله تعالى: {الذي جعل لكم من الشجر الأخضر ناراً فإذا أنتم منه توقدون} أي الذي بدأ خلق هذا الشجر من ماء، حتى صار خضراً نضراً ذا ثمر وينع، ثم أعاده إلى أن صار حطباً يابساً توقد به النار، كذلك هو فعال لما يشاء قادر على ما يريد لا يمنعه شيء، قال قتادة: يقول: هذا الذي أخرج هذه النار من هذا الشجر قادر على أن يبعثه، وقيل: المراد بذلك شجر المرخ والغفار ينبت في أرض الحجاز فيأتي من أراد قدح نار وليس معه زناد، فيأخذ منه عودين أخضرين، ويقدح أحدهما بالآخر، فتتولد النار بينهما كالزناد سواء، وفي المثل: لكل شجر نار واستمجد المرخ والغفار، وقال الحكماء: في كل شجر نار إلا العنَّاب.

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি