نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة يس آية 8
إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ

التفسير الميسر إنا جعلنا هؤلاء الكفار الذين عُرض عليهم الحق فردُّوه، وأصرُّوا على الكفر وعدم الإيمان، كمن جُعِل في أعناقهم أغلال، فجمعت أيديهم مع أعناقهم تحت أذقانهم، فاضطروا إلى رفع رؤوسهم إلى السماء، فهم مغلولون عن كل خير، لا يبصرون الحق ولا يهتدون إليه.

تفسير الجلالين
8 - (إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا) بأن تضم إليها الأيدي لأن الغل يجمع اليد إلى العنق (فهي) الأيدي مجموعة (إلى الأذقان) جمع ذقن وهي مجتمع اللحيين (فهم مقمحون) رافعون رؤوسهم لا يستطيعون خفضها وهذا تمثيل والمراد أنهم لا يذعنون للإيمان ولا يخفضون رؤوسهم له

تفسير القرطبي
قوله تعالى: {لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم} {ما} لا موضع لها من الإعراب عند أكثر أهل التفسير، منهم قتادة؛ لأنها نفي والمعنى : لتنذر قوما ما أتى آباءهم قبلك نذير.
وقيل : هي بمعنى الذي فالمعنى : لتنذرهم مثل ما أنذر آباؤهم؛ قاله ابن عباس وعكرمة وقتادة أيضا.
وقيل : إن {ما} والفعل مصدر؛ أي لتنذر قوما إنذار آبائهم.
ثم يجوز أن تكون العرب قد بلغتهم بالتواتر أخبار الأنبياء؛ فالمعنى لم ينذروا برسول من أنفسهم.
ويجوز أن يكون بلغهم الخبر ولكن غفلوا وأعرضوا ونسوا.
ويجوز أن يكون هذا خطابا لقوم لم يبلغهم خبر نبي، وقد قال الله {وما آتيناهم من كتب يدرسونها وما أرسلنا إليهم قبلك من نذير} [سبأ : 44] وقال: {لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يهتدون} [السجدة : 3] أي لم يأتهم نبي.
وعلى قول من قال بلغهم خبر الأنبياء، فالمعنى فهم معرضون الآن متغافلون عن ذلك، ويقال للمعرض عن الشيء إنه غافل عنه.
وقيل: {فهم غافلون} عن عقاب الله.
قوله تعالى: {لقد حق القول على أكثرهم} أي وجب العذاب على أكثرهم {فهم لا يؤمنون} بإنذارك.
وهذا فيمن سبق في علم الله أنه يموت على كفره.
ثم بين سبب تركهم الإيمان فقال: {إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا}.
قيل : نزلت في أبي جهل بن هشام وصاحبيه المخزوميين؛ وذلك أن أبا جهل حلف لئن رأى محمدا يصلي ليرضخن رأسه بحجر؛ فلما رآه ذهب فرفع حجرا ليرميه، فلما أومأ إليه رجعت يده إلى عنقه، والتصق الحجر بيده؛ قاله ابن عباس وعكرمة وغيرهما؛ فهو على هذا تمثيل أي هو بمنزلة من علت يده إلى عنقه، فلما عاد إلى أصحابه أخبرهم بما رأى، فقال الرجل الثاني وهو الوليد بن المغيرة : أنا أرضخ رأسه.
فأتاه وهو يصلي على حالته ليرميه بالحجر فأعمى الله بصره فجعل يسمع صوته ولا يراه، فرجع إلى أصحابه فلم يرهم حتى نادوه فقال : والله ما رأيته ولقد سمعت صوته.
فقال الثالث : والله لأشدخن أنا رأسه.
ثم أخذ الحجر وانطلق فرجع القهقرى ينكص على عقبيه حتى خر على قفاه مغشيا عليه.
فقيل له : ما شأنك؟ قال شأني عظيم رأيت الرجل فلما دنوت منه، وإذا فحل يخطر بذنبه ما رأيت فحلا قط أعظم منه حال بيني وبينه، فواللات والعزى لو دنوت منه لأكلني.
فأنزل الله تعالى: {إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا فهي إلى الأذقان فهم مقمحون}.
وقرأ ابن عباس: {إنا جعلنا في أيمانهم}.
وقال الزجاج : وقرئ {إنا جعلنا في أيديهم}.
قال النحاس : وهذه القراءة تفسير ولا يقرأ بما خالف المصحف.
وفي الكلام حذف على قراءة الجماعة؛ التقدير : إنا جعلنا في أعناقهم وفي أيديهم أغلالا فهي إلى الأذقان، فهي كناية عن الأيدي لا عن الأعناق، والعرب تحذف مثل هذا.
ونظيره {سرابيل تقيكم الحر} [النحل : 81] وتقديره وسرابيل تقيكم البرد فحذف؛ لأن ما وقى من الحر وقى من البرد؛ لأن الغل إذا كان في العنق فلا بد أن يكون في اليد، ولا سيما وقد قال الله عز وجل: {فهي إلى الأذقان} فقد علم أنه يراد به الأيدي.
{فهم مقمحون} أي رافعو رءوسهم لا يستطيعون الإطراق؛ لأن من علت يده إلى ذقنه ارتفع رأسه.
روى عبدالله بن يحيى : أن علي بن أبي طالب عليه السلام أراهم الإقماح، فجعل يديه تحت لحيته وألصقهما ورفع رأسه.
قال النحاس، وهذا أجل ما روي فيه وهو مأخوذ مما حكاه الأصمعي.
قال : يقال أقمحت الدابة إذا جذبت لجامها لترفع رأسها.
قال النحاس : والقاف مبدلة من الكاف لقربها منها.
كما يقال : قهرته وكهرته.
قال الأصمعي : يقال أكمحت الدابة إذا جذبت عنانها حتى ينتصب رأسها.
ومنه قول الشاعر : .
.
.
والرأس مكمح ويقال : أكمحتها وأكفحتها وكبحتها؛ هذه وحدها بلا ألف عن الأصمعي.
وقمح البعير قموحا : إذا رفع رأسه عند الحوض وامتنع من الشرب، فهو بعير قامح وقمح؛ يقال : شرب فتقمح وانقمح بمعنى إذا رفع رأسه وترك الشرب ريا.
وقد قامحت إبلك : إذا وردت ولم تشرب، ورفعت رأسها من داء يكون بها أو برد.
وهي إبل مقامحة، وبعير مقامح، وناقة مقامح أيضا، والجمع قماح على غير قياس؛ قال بشر يصف سفينة : ونحن على جوانبها قعود ** نغض الطرف كالإبل القماح والإقماح : رفع الرأس وغض البصر؛ يقال : أقمحه الغل إذا ترك رأسه مرفوعا من ضيقه.
وشهرا قماح : أشد ما يكون من البرد، وهما الكانونان سميا بذلك؛ لأن الإبل إذا وردت آذاها برد الماء فقامحت رءوسها؛ ومنه قمحت السويق.
وقيل : هو مثل ضربه الله تعالى لهم في امتناعكم من الهدى كامتناع المغلول؛ قال يحيى بن سلام وأبو عبيدة.
وكما يقال : فلان حمار؛ أي لا يبصر الهدى.
وكما قال : لهم عن الرشد أغلال وأقياد وفي الخبر : أن أبا ذؤيب كان يهوى امرأة في الجاهلية، فلما أسلم راودته فأبى وأنشأ يقول : فليس كعهد الدار يا أم مالك ** ولكن أحـــاطت بالرقاب السلاسل وعاد الفتى كالكهل ليس بقائل ** سوى العدل شيئا فاستراح العواذل أراد منعنا بموانع الإسلام عن تعاطي الزنى والفسق.
وقال الفراء أيضا : هذا ضرب مثل؛ أي حبسناهم عن الإنفاق في سبيل الله؛ وهو كقوله تعالى: {ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك} [الإسراء : 29] وقال الضحاك.
وقيل : إن هؤلاء صاروا في الاستكبار عن الحق كمن جعل في يده غل فجمعت إلى عنقه، فبقي رافعا رأسه لا يخفضه، وغاضا بصره لا يفتحه.
والمتكبر يوصف بانتصاب العنق.
وقال الأزهري : إن أيديهم لما علت عند أعناقهم رفعت الأغلال أذقانهم ورءوسهم صعدا كالإبل ترفع رءوسها.
وهذا المنع بخلق الكفر في قلوب الكفار، وعند قوم بسلبهم التوفيق عقوبة لهم على كفرهم.
وقيل : الآية إشارة إلى ما يفعل بأقوام غدا في النار من وضع الأغلال في أعناقهم والسلاسل؛ كما قال تعالى: {إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل} [غافر : 71] وأخبر عنه بلفظ الماضي.
{فهم مقمحون} تقدم تفسيره.
قال مجاهد {مقمحون} مغلون عن كل خير.

تفسير ابن كثير يقول تعالى: {إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا فهي إلي الأذقان} هؤلاء المحكوم عليهم بالشقاء كمن جعل في عنقه غل، فجمعت يداه مع عنقه تحت ذقنه، فارتفع رأسه فصار مقمحاً، ولهذا قال تعالى: {فهم مقمحون} والمقمح هو الرافع رأسه، كما قالت أم زرع في كلامها: وأشرب فأتقمح، أي أشرب فأروى وأرفع رأسي تهنيئا وترويا، واكتفى بذكر الغل في العنق عن ذكر اليدين وإن كانتا مرادتين، كما قال الشاعر: فما أدري إذا يممت أرضا ** أريد الخير أيهما يليني. فاكتفى بذكر الخير عن ذكر الشر، لما دل الكلام والسياق عليه، وهكذا هذا، لما كان الغل إنما يعرف في جمع اليدين إلى العنق اكتفى بذكر العنق عن اليدين، قال ابن عباس: هو كقوله عزَّ وجلَّ: {ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك} يعني بذلك أن أيديهم موثقة إلى أعناقهم لا يستطيعون أن يبسطوها بخير، وقال مجاهد: {فهم مقمحون} قال: رافعي رؤوسهم وأيديهم موضوعة على أفواههم، فهم مغلولون عن كل خير، وقوله تعالى: {وجعلنا من بين أيديهم سدا}، قال مجاهد عن الحق: {ومن خلفهم سداً} عن الحق فهم يترددون، وقال قتادة: في الضلالات، وقوله تعالى: {فأغشيناهم} أي أغشينا أبصارهم عن الحق {فهم لا يبصرون} أي لا ينتفعون بخير ولا يهتدون إليه، قال عبد الرحمن بن زيد: جعل اللّه تعالى هذا السد بينهم وبين الإسلام والإيمان، فهم لا يخلصون إليه، وقرأ: {إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم}، ثم قال: من منعه اللّه تعالى لا يستطيع، وقال عكرمة، قال أبو جهل: لئن رأيت محمداً لأفعلن ولأفعلن فنزلت: {إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا - إلى قوله - فهم لا يبصرون} قال: وكانوا يقولون هذا محمد، فيقول: أين هو أين هو؟ لا يبصره أخرجه ابن جرير. وقال محمد بن إسحاق، عن محمد بن كعب قال، قال أبو جهل وهم جلوس: إن محمداً يزعم أنكم إن تابعتموه كنتم ملوكاً فإذا متم بعثتم بعد موتكم، وكانت لكم جنان خير من جنان الأردن، وإنكم إن خالفتموه كان لكم منه ذبح ثم بعثتم بعد موتكم وكانت لكم نار تعذبون بها، وخرج عليهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عند ذلك وفي يده حفنة من تراب، وقد أخذ اللّه تعالى على أعينهم دونه، فجعل يذرها على رؤوسهم ويقرأ: {يس والقرآن الحكيم - حتى انتهى إلى قوله تعالى - وجعلنا من بين أيديهم سداً ومن خلفهم سداً فأغشيناهم فهم لا يبصرون}، وانطلق رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لحاجته وباتوا رصداء على بابه حتى خرج عليهم بعد ذلك خارج من الدار، فقال: ما لكم؟ قالوا: ننتظر محمداً، قال: قد خرج عليكم، فما بقي منكم من رجل إلا وضع على رأسه تراباً، ثم ذهب لحاجته، فجعل كل رجل منهم ينفض ما على رأسه من التراب، قال: وقد بلغ النبي صلى اللّه عليه وسلم قول أبي جهل فقال: (وأنا أقول ذلك إن لهم مني لذبحاً وإنه لآخذهم). وقوله تبارك وتعالى: {وسواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون} أي قد ختم اللّه عليهم بالضلالة، فما يفيد فيهم الإنذار ولا يتأثرون به، {إنما تنذر من اتبع الذكر} أي إنما ينتفع بإنذارك المؤمنون الذين يتبعون {الذِّكْر} وهو القرآن العظيم، {وخشي الرحمن بالغيب} أي حيث لا يراه أحد إلا اللّه تبارك وتعالى، يعلم أن اللّه مطلع عليه وعالم بما يفعل، {فبشره بمغفرة} أي لذنوبه {وأجر كريم} أي كثير واسع حسن جميل كما قال تعالى: {إن الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير} أخرجه ابن جرير . ثم قال عزَّ وجلَّ: {إنا نحن نحيي الموتى} أي يوم القيامة، وفيه إشارة إلى أن اللّه تعالى يحيي قلب من يشاء من الكفار، الذين ماتت قلوبهم بالضلالة، فيهديهم بعد ذلك إلى الحق، كما قال تعالى بعد ذكر قسوة القلوب: {اعلموا أن اللّه يحيي الأرض بعد موتها قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون}، وقوله تعالى: {ونكتب ما قدموا} أي من الأعمال، وفي قوله تعالى: {وآثارهم} قولان: أحدهما: نكتب أعمالهم التي باشروها بأنفسهم، وآثارهم التي أثروها من بعدهم، فيجزيهم على ذلك أيضاً إن خيراً فخير وإن شراً فشر، كقوله صلى اللّه عليه وسلم: (من سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيئاً، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيئاً) "أخرجه مسلم عن جرير بن عبد اللّه البجلي وهو طويل وفيه قصة مجتابي النمار المضريين". وهكذا الحديث الآخر: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: من علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له، أو صدقة جارية من بعده) "أخرجه مسلم عن أبي هريرة رضي اللّه عنه مرفوعاً". وقال مجاهد في قوله تعالى: {ونكتب ما قدموا وآثارهم} قال: ما أورثوا من الضلالة، وقال سعيد بن جبير: {وآثارهم} يعني ما أثروا، يقول: ما سنوا من سنة فعمل بها قوم من بعد موتهم، وهذا القول هو اختيار البغوي. والقول الثاني: أن المراد بذلك آثار خطاهم إلى الطاعة أو المعصية، قال مجاهد: {ما قدموا} أعمالهم {وآثارهم} قال: خطاهم بأرجلهم وهو قول الحسن وقتادة . وقال قتادة: لو كان اللّه عزَّ وجلَّ مغفلاً شيئاً من شأنك يا ابن آدم أغفل ما تغفل الرياح من هذه الآثار، ولكن أحصى على ابن آدم أثره وعمله كله، حتى أحصى هذا الأثر فيما هو من طاعة اللّه تعالى أو معصيته، فمن استطاع منكم أن يكتب أثره في طاعة اللّه تعالى فليفعل، وقد وردت في هذا المعنى أحاديث. الحديث الأول: عن جابر بن عبد اللّه رضي اللّه عنهما قال: خلت البقاع حول المسجد، فأراد بنو سلمة أن ينتقلوا قرب المسجد، فبلغ ذلك رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال لهم: (إنه بلغني أنكم تريدون أن تنتقلوا قرب المسجد)، قالوا: نعم يا رسول اللّه قد أردنا ذلك، فقال صلى اللّه عليه وسلم: (يا بني سلمة: دياركم تكتب آثاركم، دياركم تكتب آثاركم)" أخرجه أحمد والإمام مسلم". الحديث الثاني: عن أبي سعيد الخدري رضي اللّه عنه قال: كانت بنو سلمة في ناحية من المدينة فأرادوا أن ينتقلوا إلى قريب من المسجد فنزلت: {إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم} فقال لهم النبي صلى اللّه عليه وسلم: (إن آثاركم تكتب) فلم ينتقلوا"أخرجه ابن أبي حاتم والترمذي وقال الترمذي: حسن غريب"". وروى الحافظ البزار، عن أبي سعيد رضي اللّه عنه قال: إن بني سلمة شكوا إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بعد منازلهم من المسجد فنزلت: {ونكتب ما قدموا وآثارهم} فأقاموا في مكانهم. الحديث الثالث: عن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال: كانت الأنصار بعيدة منازلهم من المسجد فأرادوا أن يتحولوا إلى المسجد فنزلت {ونكتب ما قدموا وآثارهم} فثبتوا في منازلهم "أخرجه الطبراني وهو حديث موقوف". الحديث الرابع: عن عبد اللّه بن عمرو رضي اللّه عنهما قال: توفي رجل بالمدينة فصلى عليه النبي صلى اللّه عليه وسلم، وقال: (يا ليته مات في غير مولده) فقال رجل من الناس: ولم يا رسول اللّه؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (إن الرجل إذا توفي في غير مولده قيس له من مولده إلى منقطع أثره في الجنة) "أخرجه الإمام أحمد والنسائي". وروى ابن جرير عن ثابت قال: مشيت مع أنَس رضي اللّه عنه فأسرعت المشي فأخذ بيدي فمشينا رويداً، فلما قضينا الصلاة قال أنَس: مشيت مع زيد بن ثابت فأسرعت المشي، فقال: يا أنَس أما شعرت أن الآثار تكتب؟ وهذا القول لا تنافي بينه وبين الأول، بل في هذا تنبيه ودلالة على ذلك بطريق الأَوْلى والأحرى، فإنه إذا كانت هذه الآثار تكتب فلأن تكتب تلك التي فيها قدوة بهم من خير أو شر لهو طريق الأولى، واللّه أعلم. وقوله تعالى: {وكل شيء أحصيناه في إمام مبين} أي وجميع الكائنات مكتوب في كتاب مسطور مضبوط في لوح محفوظ، {والإمام المبين} ههنا هو أم الكتاب، قاله مجاهد وقتادة وكذا في قوله تعالى: {يوم ندعو كل أناس بإمامهم} أي بكتاب أعمالهم الشاهد عليهم بما عملوه من خير أو شر كما قال عزَّ وجلَّ: {ووضع الكتاب وجيء بالنبيين والشهداء}، وقال تعالى: {ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه، ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحداً}.

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি