نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة سبأ آية 4
لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ

التفسير الميسر وقال الكافرون المنكرون للبعث: لا تأتينا القيامة، قل لهم -أيها الرسول-: بلى وربي لتأتينَّكم، ولكن لا يعلم وقت مجيئها أحد سوى الله علام الغيوب، الذي لا يغيب عنه وزن نملة صغيرة في السموات والأرض، ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا هو مسطور في كتاب واضح، وهو اللوح المحفوظ؛ ليثيب الذين صدَّقوا بالله، واتَّبَعوا رسوله، وعملوا الصالحات. أولئك لهم مغفرة لذنوبهم ورزق كريم، وهو الجنة.

تفسير الجلالين
4 - (ليجزي) فيها (الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة ورزق كريم) حسن في الجنة

تفسير القرطبي
قوله تعالى: {وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة} قيل : المراد أهل مكة.
قال مقاتل : قال أبو سفيان لكفار مكة : واللات والعزى لا تأتينا الساعة أبدا ولا نبعث.
{قل بلى وربي لتأتينكم} "قل" يا محمد {بلى وربي لتأتينكم} وروى هارون عن طلق المعلم قال : سمعت أشياخنا يقرؤون "قل بلى وربي ليأتينكم" بياء، حملوه على المعنى، كأنه قال : ليأتينكم البعث أو أمره.
كما قال: {هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي أمر ربك} الأنعام : 158].
فهؤلاء الكفار مقرون بالابتداء منكرون الإعادة، وهو نقض لما اعترفوا بالقدرة على البعث، وقالوا : وإن قدر لا يفعل.
فهذا تحكم بعد أن أخبر على ألسنة الرسل أن يبعث الخلق، وإذا ورد الخبر بشيء وهو ممكن في الفعل مقدور، فتكذيب من وجب صدقه محال.
{عالم الغيب} بالرفع قراءة نافع وابن كثير على الابتداء، وخبره وقرأ عاصم وأبو عمرو "عالم" بالخفض، أي الحمد لله عالم، فعلى هذه القراءة لا يحسن الوقف على قوله: {لتأتينكم}.
وقرأ حمزة والكسائي: "علام الغيب" على المبالغة والنعت.
{لا يعزب عنه} أي لا يغيب عنه، "ويعزب" أيضا.
قال الفراء : والكسر أحب إلى.
النحاس وهي قراءة يحيى بن وثاب، وهي لغة معروفة.
يقال عزَب يعزِب ويعزُب إذا بعد وغاب.
{مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض} أي قدر نملة صغيرة.
{ولا أصغر من ذلك ولا أكبر} وفي قراءة الأعمش {ولا أصغرَ من ذلك ولا أكبرَ} بالفتح فيهما عطفا على {ذرة}.
وقراءة العامة بالرفع عطفا على {مثقال}.
{إلا في كتاب مبين} فهو العالم بما خلق ولا يخفى عليه شيء.
{ليجزي} منصوب بلام كي، والتقدير : لتأتينكم ليجزي.
{الذين آمنوا وعملوا الصالحات} بالثواب، والكافرين بالعقاب.
{أولئك} يعني المؤمنين.
{لهم مغفرة} لذنوبهم.
{ورزق كريم} وهو الجنة.

تفسير ابن كثير هذه إحدى الآيات الثلاث التي لا رابع لهن، مما أمر اللّه تعالى رسوله صلى اللّه عليه وسلم أن يقسم بربه العظيم على وقوع المعاد، لما أنكره من أنكره من أهل الكفر والعناد، فإحداهن في سورة يونس، وهي قوله تعالى: {ويستنبئونك أحق هو قل إي وربي إنه لحق وما أنتم معجزين}، والثانية هذه: {وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة قل بلى وربي لتأتينكم}، والثالثة في سورة التغابن وهي قوله تعالى: {زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على اللّه يسير}، فقال تعالى: {قل بلى وربي لتأتينكم}، ثم وصفه بما يؤكد ذلك ويقرره فقال: {عالم الغيب لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين} قال مجاهد وقتادة: {لا يعزب عنه} لا يغيب عنه، أي الجميع مندرج تحت علمه فلا يخفى عليه شيء، فالعظام وإن تلاشت وتفرقت وتمزقت، فهو عالم أين ذهبت وأين تفرقت، ثم يعيدها كما بدأها أول مرة فإنه بكل شيء عليم. ثم بيَّن حكمته في إعادة الأبدان وقيام الساعة بقوله تعالى: {ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة ورزق كريم * والذين سعوا في آياتنا معاجزين} أي سعوا في الصد عن سبيل اللّه تعالى وتكذيب رسله {أولئك لهم عذاب من رجز أليم} أي لينعم السعداء من المؤمنين ويعذب الأشقياء من الكافرين، كما قال اللّه عزَّ وجلَّ: {لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون}. وقال تعالى: {أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار}؟ وقوله تعالى: {ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق} هذه حكمة أخرى معطوفة على التي قبلها، وهي أن المؤمنين إذا شاهدوا قيام الساعة ومجازاة الأبرار والفجار رأوه حينئذ عين اليقين، ويقولون يومئذ {لقد جاءت رسل ربنا بالحق}، {ويهدي إلى صراط العزيز الحميد} العزيز هو المنيع الجناب الذي لا يغالب ولا يمانع، بل قد قهر كل شيء وغلبه، الحميد في جميع أقواله وأفعاله وشرعه وقدره، وهو المحمود في ذلك كله جلَّ وعلا.

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি