نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة الأحزاب آية 47
وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا

التفسير الميسر وبَشِّر -أيها النبي- أهل الإيمان بأن لهم من الله ثوابًا عظيمًا، وهو روضات الجنات.

تفسير الجلالين
47 - (وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا) هو الحنة

تفسير القرطبي
قوله تعالى: {وبشر المؤمنين} الواو عاطفة جملة على جملة، والمعنى منقطع من الذي قبله.
أمره تعالى أن يبشر المؤمنين بالفضل الكبير من الله تعالى.
وعلى قول الزجاج : ذا سراج منير، أو وتاليا سراجا منيرا، يكون معطوفا على الكاف لا في {أرسلناك}.
قال ابن عطية : قال لنا أبي رضي الله عنه : هذه من أرجى آية عندي في كتاب الله تعالى، لأن الله عز وجل قد أمر نبيه أن يبشر المؤمنين بأن لهم عنده فضلا كبيرا، وقد بين تعالى الفضل الكبير في قوله تعالى: {والذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير} الشورى : 22].
فالآية التي في هذه السورة خبر، والتي في حم.
عسق تفسير لها.
{ولا تطع الكافرين والمنافقين} أي لا تطعهم فيما يشيرون عليك من المداهنة في الدين ولا تمالئهم.
{الكافرين} : أبي سفيان وعكرمة وأبي الأعور السلمي، قالوا : يا محمد، لا تذكر آلهتنا بسوء نتبعك.
{والمنافقين} : عبد الله بن أبي وعبد الله بن سعد وطعمة بن أبيرق، حثوا النبي صلى الله عليه وسلم على إجابتهم بتعلة المصلحة.
{ودع أذاهم} أي دع أن تؤذيهم مجازاة على إذايتهم إياك.
فأمره تبارك وتعالى بترك معاقبتهم، والصفح عن زللهم؛ فالمصدر على هذا مضاف إلى المفعول.
ونسخ من الآية على هذا التأويل ما يخص الكافرين، وناسخه آية السيف.
وفيه معنى ثان : أي أعرض عن أقوالهم وما يؤذونك، ولا تشتغل به، فالمصدر على هذا التأويل مضاف إلى الفاعل.
وهذا تأويل مجاهد، والآية منسوخة بآية السيف.
{وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا} أمره بالتوكل عليه وآنسه بقوله {وكفى بالله وكيلا} وفي قوة الكلام وعد بنصر.
والوكيل : الحافظ القاسم على الأمر.

تفسير ابن كثير عن عطاء بن يسار قال: لقيت عبد اللّه بن عمرو بن العاص رضي اللّه عنهما فقلت: أخبرني عن صفة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في التوراة، قال: أجل، واللّه إنه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن {يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً}، وحرزاً للأميين، أنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكل، ليس بفظ ولا غليظ ولا سخَّاب (سخّاب: أي كثير الصخب وهو الذي يرفع صوته في الأسواق) في الأسواق، ولا يدفع السيئة بالسيئة، ولكن يعفو ويصفح ويغفر، ولن يقبضه اللّه حتى يقيم به الملة العوجاء، بأن يقولوا لا إله إلا اللّه فيفتح بها أعيناً عمياً، وآذاناً صما، وقلوباً غلفاً ""أخرجه البخاري والإمام أحمد عن عطاء بن يسار"". وقال وهب بن منبه: إن اللّه تعالى أوحى إلى نبي من أنبياء إسرائيل يقال له شعياء أن قم في قومك بني إسرائيل، فإني منطق لسانك بوحي، وأبعث أميا من الأميين، أبعثه ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب في الأسواق، لو يمر إلى جنب سراج لم يطفئه من سكينته، ولو يمشي على القصب لم يسمع من تحت قدميه، أبعثه مبشراً ونذيراً، لا يقول الخنا، أفتح به أعيناً كمها وآذاناً صما وقلوباً غلفاً، أسدده لكل أمر جميل، وأهب له كل خلق كريم، وأجعل السكينة لباسه، والبر شعاره، والتقوى ضميره، والحكمة منطقه، والصدق والوفاء طبيعته، والعفو والمعروف خلقه، والحق شريعته، والعدل سيرته، والهدى إمامه، والإسلام ملته، وأحمد اسمه، أهدي به بعد الضلال، وأعلِّم به بعد الجهالة، وأرفع به بعد الخمالة، وأعرف به بعد النكرة، وأكثر به بعد القلة، وأغني به بعد العيلة، وأجمع به بعد الفرقة، وأؤلف به بين أمم متفرقة وقلوب مختلفة، وأهواء متشتتة، وأستنقذ به فئاماً من الناس عظيمة من الهلكة، وأجعل أمته خير أمة أخرجت للناس يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، موحدين مؤمنين مخلصين، مصدقين لما جاءت به رسلي، ألهمهم التسبيح والتحميد، والثناء والتكبير والتوحيد، في مساجدهم ومجالسهم ومضاجعهم ومنقلبهم ومثواهم، يصلون لي قياماً وقعوداً، ويقاتلون في سبيل اللّه صفوفاً وزحوفاً، ويخرجون من ديارهم ابتغاء مرضاتي ألوفاً، يطهرون الوجوه والأطراف، ويشدون الثياب في الأنصاف، قربانهم دماؤهم، وأناجيلهم في صدورهم، رهبان بالليل، ليوث بالنهار، وأجعل في أهل بيته وذريته السابقين والصديقين، والشهداء الصالحين، أمته من بعده يهدون بالحق وبه يعدلون، وأعز من نصرهم وأؤيد من دعا لهم، وأجعل دائرة السوء على ما خالفهم، أو بغى عليهم، أو أراد أن ينتزع شيئاً مما في أيديهم، أجعلهم ورثة لنبيهم، والداعية إلى ربهم، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويوفون بعهدهمن أختم بهم الخير الذي بدأته بأولهم، ذلك فضلي أوتيه من أشاء، وأنا ذو الفضل العظيم ""أخرجه ابن أبي حاتم عن وهب بن منبه رحمة اللّه"". وقال ابن عباس: لما نزلت: {يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا} وقد كان أمر عليا ومعاذاً رضي اللّه عنهما أن يسيرا إلى اليمن، فقال: (انطلقا فبشرا ولا تنفرا، ويسرا ولا تعسرا، إنه قد أنزل عليّ: {يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا} ""رواه ابن أبي حاتم والطبراني""). فقوله تعالى {شاهدا} أي للّه بالوحدانية، وأنه لا إله غيره وعلى الناس بأعمالهم يوم القيامة، {وجئنا بك على هؤلاء شهيدا}، كقوله: {لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا}، وقوله عزَّ وجلَّ {ومبشرا ونذيرا} أي بشيراً للمؤمنين بجزيل الثواب، ونذيراً للكافرين من وبيل العقاب، وقوله جلت عظمته {وداعيا إلى الله بإذنه} أي داعياً للخلق إلى عبادة ربهم، {وسراجا منيرا} أي وأمرك ظاهر فيما جئت به من الحق كالشمس في إشراقها وإضاءتها لا يجحدها إلا معاند. وقوله جلَّ وعلا: {ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم} أي لا تطعهم وتسمع منهم في الذي يقولونه، {ودع أذاهم} أي اصفح وتجاوز عنهم وكِل أمرهم إلى اللّه تعالى، ولهذا قال جلَّ جلاله: {وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا}.

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি