نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة الأحزاب آية 27
وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا

التفسير الميسر وملَّككم الله -أيها المؤمنون- أرضهم ومساكنهم وأموالهم المنقولة كالحليِّ والسلاح والمواشي، وغير المنقولة كالمزارع والبيوت والحصون المنيعة، وأورثكم أرضًا لم تتمكنوا مِن وطئها من قبل؛ لمنعتها وعزتها عند أهلها. وكان الله على كل شيء قديرًا، لا يعجزه شيء.

تفسير الجلالين
27 - (وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم وأرضا لم تطؤوها) بعد وهي خيبر اخذت بعد قريظة (وكان الله على كل شيء قديرا)

تفسير القرطبي
قوله تعالى: {وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم} يعني الذين عاونوا الأحزاب : قريشا وغطفان وهم بنو قريظة وقد مضى خبرهم {من صياصيهم} أي حصونهم واحدها صيصة.
قال الشاعر : فأصبحت الثيران صرعى وأصبحت ** نساء تميم يبتدرن الصياصيا ومنه قيل لشوكة الحائك التي بها يسوي السداة واللحمة : صيصة.
قال، دريد بن الممدد : فجئت إليه والرماح تنوشه ** كوقع الصياصي في النسيج الممدد ومنه : صيصة الديك التي في رجله.
وصياصي البقر قرونها، لأنها تمتنع بها.
وربما كانت، تركب في، الرماح مكان الأسنة، ويقال : جذ الله صئصئه، أي أصله {وقذف في قلوبهم الرعب فريقا تقتلون} وهم الرجال.
{وتأسرون فريقا} وهم النساء والذرية، على ما تقدم.
{وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم وأرضا لم تطؤوها} بعد.
قال يزيد بن رومان وابن زيد ومقاتل : يعني حنين، ولم يكونوا نالوها، فوعدهم الله إياها.
وقال قتادة : كنا نتحدث أنها مكة.
وقال الحسن : هي فارس والروم.
وقال عكرمة : كل أرض تفتح إلى يوم القيامة.
{وكان الله على كل شيء قديرا} فيه وجهان : أحدهما : على ما أراد بعباده من نقمة أو عفو قدير، قال محمد بن إسحاق.
الثاني : على ما أراد أن يفتحه من الحصون والقرى قدير، قال النقاش.
وقيل: {وكان الله على كل شيء} مما وعدكموه {قديرا} لا ترد قدرته ولا يجوز عليه العجز تعالى.
ويقال تأسرون وتأسرون (بكسر السين وضمها) حكاه الفراء.

تفسير ابن كثير قد تقدم أن بني قريظة لما قدمت الأحزاب، ونزلوا على المدينة نقضوا ما كان بينهم وبين رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من العهد، وكان ذلك بسفارة حيي بن أخطب لعنه اللّه دخل حصنهم، ولم يزل بسيدهم كعب بن أسد حتى نقض العهد، وقال له فيما قال: ويحك قد جئتك بعز الدهر، أتيتك بقريش وأحابيشها، وغطفان وأتباعها، ولا يزالون ههنا حتى يستأصلوا محمداً وأصحابه، فقال له كعب: بل واللّه أتيتني بذل الدهر، فلم يزل يفتل في الذروة والغارب، حتى أجابه، فلما نقضت قريظة وبلغ ذلك رسول الله صلى اللّه عليه وسلم، ساءه وشق عليه وعلى المسلمين جدا، فلما أيده اللّه تعالى ونصره، وكبت الأعداء وردهم خائبين بأخسر صفقة، ورجع رسول اللّه صلى اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلى المدينة مؤيداً منصوراً، ووضع الناس السلاح، فبينما رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يغتسل من وعثاء تلك المرابطة، في بيت أم سلمة رضي اللّه عنها، إذ تبدى له جبريل عليه الصلاة والسلام معتجراً بعمامة من إستبرق على بغلة عليها قطيفة من ديباج، فقال: أوضعت السلاح يا رسول اللّه؟ قال صلى اللّه عليه وسلم: (نعم)، قال: لكن الملائكة لم تضع أسلحتها، وهذا الآن رجوعي من طلب القوم، ثم قال: إن اللّه تبارك وتعالى يأمرك أن تنهض إلى بني قريظة، فنهض رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من فوره، وأمر الناس بالمسير إلى بني قريظة وكانت على أميال من المدينة وذلك بعد صلاة الظهر، وقال صلى اللّه عليه وسلم: (لا يصلين أحد منكم العصر إلا في بني قريظة)، فسار الناس فأدركتهم الصلاة في الطريق، فصلى بعضهم في الطريق، وقالوا: لم يرد منا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلا تعجيل المسير، وقال آخرون: لا نصليها إلا في بني قريظة، فلم يعنف واحداً من الفريقين، وتبعهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم. وقد استخلف على المدينة ابن أم مكتوم رضي اللّه عنه، وأعطى الراية لعلي بن أبي طالب رضي اللّه عنه، ثم نازلهم رسول اللّه صلى اللّه عليه سلم وحاصرهم خمساً وعشرين ليلة، فلما طال عليهم الحال نزلوا على حكم سعد بن معاذ سيد الأوس رضي اللّه عنه، لأنهم كانوا حلفاءهم في الجاهلية، فعند ذلك استدعاه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من المدينة ليحكم فيهم، فلما أقبل وهو راكب على حمار قد وطئوا له عليه جعل الأوس يلوذون به ويقولون: يا سعد إنهم مواليك فأحسن فيهم، ويرققونه عليهم ويعطفونه، وهو ساكت لا يرد عليهم، فلما أكثروا عليه قال رضي اللّه عنه: لقد آن لسعد ألا تأخذه في اللّه لومة لائم، فعرفوا أنه غير مستبقيهم، فلما دنا من الخيمة التي فيها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (قوموا إلى سيدكم) فقام إليه المسلمون، فأنزلوه إعظاماً وإكراماً واحتراماً له في محل ولايته ليكون أنفذ لحكمه فيهم، فلما جلس قال له رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (إن هؤلاء - وأشار إليهم - قد نزلوا على حكمك فاحكم فيهم بما شئت) فقال رضي اللّه عنه: وحكمي نافذ عليهم؟ قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (نعم) قال: وعلى من في هذه الخيمة؟ قال: (نعم)، قال: وعلى من ههنا، وأشار إلى الجانب الذي فيه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (نعم)، فقال رضي اللّه عنه: إني أحكم أن تقتل مقاتلتهم وتسبى ذريتهم وأموالهم، فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (لقد حكمت بحكم اللّه تعالى من فوق سبعة أرقعة)، ثم أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بالأخاديد، فخدت في الأرض وجيء بهم مكتفين، فضرب أعناقهم، وكانوا ما بين السبعمائة إلى الثمانمائة، وسبى من لم ينبت منهم مع النساء وأموالهم، ولهذا قال تعالى: {وأنزل الذين ظاهروهم} أي عاونوا الأحزاب وساعدوهم على حرب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم {من أهل الكتاب} يعني بني قريظة من اليهود من بعض أسباط بني إسرائيل، كان قد نزل آباؤهم الحجاز قديماً طمعاً في اتباع النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل، {فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به} فعليهم لعنة اللّه، وقوله تعالى: {من صياصيهم} يعني حصونهم ، وكذا قال مجاهد وعكرمة وعطاء وقتادة والسدي وغير واحد من السلف ، {وقذف في قلوبهم الرعب} وهو الخوف لأنهم كانوا مالؤوا المشركين على حرب النبي صلى اللّه عليه وسلم، وأخافوا المسلمين وراموا قتلهم فانعكس عليهم الحال، ولهذا قال تعالى: {فريقاً تقتلون وتأسرون فريقاً} فالذين قتلوا هم المقاتلة، والأسراء هم الصغار والنساء، {وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم} أي جعلها لكم من قتلكم لهم {وأرضاً لم تطؤوها} قيل: خيبر، وقيل: مكة، وقيل: فارس والروم، قال ابن جرير: يجوز أن يكون الجميع مراداً {وكان اللّه على كل شيء قديراً}.

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি