نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة الأحزاب آية 19
أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ ۖ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَىٰ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ ۖ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ ۚ أُولَٰئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا

التفسير الميسر بُخَلاء عليكم -أيها المؤمنون- بالمال والنفس والجهد والمودة لما في نفوسهم من العداوة والحقد؛ حبًا في الحياة وكراهة للموت، فإذا حضر القتال خافوا الهلاك ورأيتهم ينظرون إليك، تدور أعينهم لذهاب عقولهم؛ خوفًا من القتل وفرارًا منه كدوران عين مَن حضره الموت، فإذا انتهت الحرب وذهب الرعب رموكم بألسنة حداد مؤذية، وتراهم عند قسمة الغنائم بخلاء وحسدة، أولئك لم يؤمنوا بقلوبهم، فأذهب الله ثواب أعمالهم، وكان ذلك على الله يسيرًا.

تفسير الجلالين
19 - (أشحة عليكم) بالمعاونة جمع شحيح وهو الحال من ضمير يأتون (فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي) كنظر أو كدوران الذي (يغشى عليه من الموت) أي سكراته (فإذا ذهب الخوف) وحيزت الغنائم (سلقوكم) آذوكم أو ضربوكم (بألسنة حداد أشحة على الخير) أي الغنيمة يطلبونها (أولئك لم يؤمنوا) حقيقة (فأحبط الله أعمالهم وكان ذلك) الاحباط (على الله يسيرا) بإرادته

تفسير القرطبي
قوله تعالى: {أشحة عليكم} أي بخلاء عليكم؛ أي بالحفر في الخندق والنفقة في سبيل الله؛ قال مجاهد وقتادة.
وقيل : بالقتال معكم.
وقيل : بالنفقة على فقرائكم ومساكينكم.
وقيل : أشحة بالغنائم إذا أصابوها؛ قاله السدي.
وانتصب على الحال.
قال الزجاج : ونصبه عند الفراء من أربع جهات : إحداها : أن يكون على الذم؛ ويجوز أن يكون عنده نصبا بمعنى يعوقون أشحة.
ويجوز أن يكون التقدير : والقائلين أشحة.
ويجوز عنده {ولا يأتون البأس إلا قليلا} أشحة؛ أي أنهم يأتونه أشحة على الفقراء بالغنيمة.
النحاس : ولا يجوز أن يكون العامل فيه "المعوقين" ولا "القائلين"؛ لئلا يفرق بين الصلة والموصول.
ابن الأنباري "إلا قليلا" غير تام؛ لأن "أشحة" متعلق بالأول، فهو ينتصب من أربعة أوجه : أحدها : أن تنصبه على القطع من "المعوقين" كأنه قال : قد يعلم الله الذين يعوقون عن القتال ويشحون عن الإنفاق على فقراء المسلمين.
ويجوز أن يكون منصوبا على القطع من "القائلين" أي وهم أشحة.
ويجوز أن تنصبه على القطع مما في "يأتون"؛ كأنه قال : ولا يأتون البأس إلا جبناء بخلاء.
ويجوز أن تنصب "أشحة" على الذّم.
فمن هذا الوجه الرابع يحسن أن تقف على قوله: {إلا قليلا}.
{أشحة عليكم} وقف حسن.
ومثله {أشحة على الخير} حال من المضمر في {سلقوكم} وهو العامل فيه.
{فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت} وصفهم بالجبن؛ وكذا سبيل الجبان ينظر يمينا وشمالا محددا بصره، وربما غشي عليه.
وفي "الخوف" وجهان : أحدهما : من قتال العدو إذا أقبل؛ قال السّدي.
الثاني : الخوف من النبّي صلى الله عليه وسلم إذا غلب؛ قاله ابن شجرة.
{رأيتهم ينظرون إليك} خوفا من القتال على القول الأول.
ومن النبّي صلى الله عليه وسلم على الثاني.
{تدور أعينهم} لذهاب عقولهم حتى لا يصح منهم النظر إلى جهة.
وقيل : لشّدة خوفهم حذرا أن يأتيهم القتل من كل جهة.
{فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد} وحكى الفراء "صلقوكم" بالصاد.
وخطيب مسلاق ومصلاق إذا كان بليغا.
وأصل الصلق الصوت؛ ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم : (لعن الله الصالقة والحالقة والشاقة).
قال الأعشى : فيهم المجد والسماحة والنجـ ** ـدة فيهم والخاطب السلاق قال قتادة : ومعناه بسطوا ألسنتهم فيكم في وقت قسمة الغنيمة، يقولون : أعطنا أعطنا، فإنا قد شهدنا معكم.
فعند الغنيمة أشح قوم وأبسطهم لسانا، ووقت البأس أجبن قوم وأخوفهم.
قال النحاس : هذا قول حسن؛ لأن بعده {أشحة على الخير} وقيل : المعنى بالغوا في مخاصمتكم والاحتجاج عليكم.
وقال القتبي : المعنى آذوكم بالكلام الشديد السلق : الأذى.
ومنه قول الشاعر : ولقد سلقنا هوازنا ** بنواهل حتى انحنينا {أشحة على الخير} أي على الغنيمة؛ قاله يحيى بن سلام.
وقيل : على المال أن ينفقوه في سبيل الله؛ قاله السّدي.
{أولئك لم يؤمنوا} يعني بقلوبهم وإن كان ظاهرهم الإيمان؛ والمنافق كافر على الحقيقة لوصف الله عز وجل لهم بالكفر.
{فأحبط الله أعمالهم} أي لم يثبتهم عليها؛ إذا لم يقصدوا وجه الله تعالى بها.
{وكان ذلك على الله يسيرا} يحتمل وجهين : أحدهما : وكان نفاقهم على الله هينا.
الثاني : وكان إحباط عملهم على الله هينا.

تفسير ابن كثير يخبر تعالى عن إحاطة علمه بالمعوقين لغيرهم من شهود الحرب، والقائلين لإخوانهم أي أصحابهم وعشرائهم وخلطائهم {هلم إلينا} أي إلى ما نحن فيه من الإقامة في الظلال والثمار وهم مع ذلك {لا يأتون البأس إلا قليلاً . أشحة عليكم} أي بخلاء بالمودة والشفقة عليكم، وقال السدي {أشحة عليكم} أي في الغنائم، {فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت} أي من شدة خوفه وجزعه، وهكذا خوف هؤلاء الجبناء من القتال {فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد} أي فإذا كان الأمن تكلموا كلاماً فصيحاً عالياً، وادعوا لأنفسهم الشجاعة والنجدة، وهم يكذبون في ذلك، قال ابن عباس: {سلقوكم} أي استقبلوكم، وقال قتادة: أما عند الغنيمة فأشح قوم وأسوأه مقاسمة أعطونا أعطونا، قد شهدنا معكم، وأما عند البأس فأجبن قوم وأخذله للحق، وهم مع ذلك {أشحة على الخير} أي ليس فيهم خير قد جمعوا الجبن والكذب وقلة الخير. فهم كما قال في أمثالهم الشاعر: أفي السلم أعيار جفاء وغلظة ** وفي الحرب أمثال النساء العوارك؟ ( الأعيار: جمع عير وهو الحمار ) أي في حال المسالمة كأنهم الحمر، وفي الحرب كأنهم النساء الحيض، ولهذا قال تعالى: {أولئك لم يؤمنوا فأحبط اللّه أعمالهم وكان ذلك على اللّه يسيرا} أي سهلاً هيناً عنده.

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি