نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة السجدة آية 18
أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا ۚ لَا يَسْتَوُونَ

التفسير الميسر أفمن كان مطيعًا لله ورسوله مصدقًا بوعده ووعيده، مثل من كفر بالله ورسله وكذب باليوم الآخر؟ لا يستوون عند الله.

تفسير الجلالين
18 - (أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون) أي المؤمنون والفاسقون

تفسير القرطبي
فيه ثلاث مسائل: الأولى: قوله تعالى: {أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا} أي ليس المؤمن كالفاسق؛ فلهذا آتينا هؤلاء المؤمنين الثواب العظيم.
قال ابن عباس وعطاء بن يسار : نزلت الآية في علّي ابن أبي طالب والوليد بن عقبة بن أبي معيط؛ وذلك أنهما تلاحيا فقال له الوليد : أنا أبسط منك لسانا وأحد سنانا وأرد للكتيبة - وروي وأملأ في الكتيبة - جسدا.
فقال له علّي : اسكت! فإنك فاسق؛ فنزلت الآية.
وذكر الزجاج والنحاس أنها نزلت في علّي وعقبة بن أبي مُعيط.
قال ابن عطية : وعلى هذا يلزم أن تكون الآية مكية؛ لأن عقبة لم يكن بالمدينة، وإنما قتل في طريق مكة منصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدر.
ويعترض القول الآخر بإطلاق اسم الفسق على الوليد.
وذلك يحتمل أن يكون في صدر إسلام الوليد لشيء كان في نفسه، أو لما روي من نقله عن بني المصطلق ما لم يكن، حتى نزلت فيه: {إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا} الحجرات : 6] على ما يأتي في الحجرات بيانه.
ويحتمل أن تطلق الشريعة ذلك عليه؛ لأنه كان على طرف مما يبغي.
وهو الذي شرب الخمر في زمن عثمان رضي الله عنه، وصلى الصبح بالناس ثم التفت وقال : أتريدون أن أزيدكم، ونحو هذا مما يطول ذكره.
الثانية: لما قسم الله تعالى المؤمنين والفاسقين الذين فسقهم بالكفر - لأن التكذيب في آخر الآية يقتضي ذلك - اقتضى ذلك نفي المساواة بين المؤمن والكافر؛ ولهذا منع القصاص بينهما؛ إذ من شرط وجوب القصاص المساواة بين القاتل والمقتول.
وبذلك احتج علماؤنا على أبي حنيفة في قتله المسلم بالذمّي.
وقال : أراد نفي المساواة ها هنا في الآخرة في الثواب وفي الدنيا في العدالة.
ونحن حملناه على عمومه، وهو أصح، إذ لا دليل يخصه؛ قاله ابن العربي.
الثالثة: قوله تعالى: {لا يستوون} قال الزجاج وغيره "من" يصلح للواحد والجمع.
النحاس : لفظ "من" يؤدي عن الجماعة؛ فلهذا قال: "لا يستوون"؛ هذا قول كثير من النحويين.
وقال بعضهم: {لا يستوون} الاثنين؛ لأن الاثنين جمع؛ لأنه واحد جمع مع آخر.
وقاله الزجاج أيضا.
والحديث يدل على هذا القول؛ لأنه عن ابن عباس وغيره قال : نزلت {أفمن كان مؤمنا} في علي ابن أبي طالب رضي الله عنه، {كمن كان فاسقا} في الوليد بن عقبة بن أبي معيط.
وقال الشاعر : أليس الموت بينهما سواء ** إذا ماتوا وصاروا في القبور

تفسير ابن كثير يخبر تعالى عن عدله وكرمه، أنه لا يساوي في حكمه يوم القيامة، من كان مؤمناً بآياته متبعاً لرسله بمن كان فاسقاً، أي خارجاً عن طاعة ربه، مكذباً رسل اللّه، كما قال تعالى: {أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون}، وقال تعالى: {أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار}؟ وقال تعالى: {لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة} الآية، ولهذا قال تعالى ههنا: {أفمن كان مؤمناً كمن كان فاسقاً لا يستوون} أي عند اللّه يوم القيامة، وقد ذكر عطاء والسدي أنها نزلت في علي بن أبي طالب وعقبة بن أبي معيط ولهذا فصل حكمهم فقال: {أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات} أي صدقت قلوبهم بآيات اللّه، وعملوا بمقتضاها وهي الصالحات، {فلهم جنات المأوى} أي التي فيها المساكن والدور والغرف العالية {نزلاً} أي ضيافة وكرامة، {بما كانوا يعملون . وأما الذين فسقوا} أي خرجوا عن الطاعة، {فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها}، كقوله: {كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها} الآية، قال الفضيل بن عياض: واللّه إن الأيدي لموثقة، وإن الأرجل لمقيدة، وإن اللهب ليرفعهم، والملائكة تقمعهم، {وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون} أي يقال لهم ذلك تقريعاً وتوبيخاً، وقوله تعالى: {ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر}، قال ابن عباس: يعني بالعذاب الأدنى مصائب الدنيا وأسقامها وآفاتها، وما يحل بأهلها مما يبتلي اللّه به عباده ليتوبوا إليه، وقال مجاهد: يعني به عذاب القبر، وقال عبد اللّه بن مسعود: العذاب الأدنى ما أصابهم من القتل والسبي يوم بدر، قال السدي: لم يبق بيت بمكة إلا دخله الحزن على قتيل لهم أو أسير فأصيبوا أو غرموا، ومنهم من جمع له الأمران، وقوله تعالى: {ومن أظلم ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها} أي لا أظلم ممن ذكره اللّه بآياته وبينها له ووضحها، ثم بعد ذلك تركها وجحدها، وأعرض عنها وتناساها كأنه لا يعرفها، قال قتادة: إياكم والإعراض عن ذكر اللّه، فإن من أعرض عن ذكره فقد اغتر أكبر الغرة وأعوز أشد العوز، ولهذا قال تعالى متهدداً لمن فعل ذلك: {إنا من المجرمين منتقمون} أي سأنتقم ممن فعل ذلك أشد الانتقام.

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি