نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة السجدة آية 9
ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ ۖ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۚ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ

التفسير الميسر ثم أتم خلق الإنسان وأبدعه، وأحسن خلقته، ونفخ فيه مِن روحه بإرسال الملك له؛ لينفخ فيه الروح، وجعل لكم -أيها الناس- نعمة السمع والأبصار يُميَّز بها بين الأصوات والألوان والذوات والأشخاص، ونعمة العقل يُميَّز بها بين الخير والشر والنافع والضار. قليلا ما تشكرون ربكم على ما أنعم به عليكم.

تفسير الجلالين
9 - (ثم سواه) خلق آدم (ونفخ فيه من روحه) جعله حيا حساسا بعد أن كان جمادا (وجعل لكم) لذريته (السمع والأبصار والأفئدة) القلوب (قليلا ما تشكرون) ما زائدة مؤكدة للقلة

تفسير القرطبي
قوله تعالى: {الذي أحسن كل شيء خلقه} قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر {خلقه} بإسكان اللام.
وفتحها الباقون.
واختاره أبو عبيد وأبو حاتم طلبا لسهولتها.
وهو فعل ماض في موضع خفض نعت لـ {شيء}.
والمعنى على ما روي عن ابن عباس : أحكم كل شيء حلقه، أي جاء به على ما أراد، لم يتغير عن إرادته.
وقول آخر - أن كل شيء خلقه حسن؛ لأنه لا يقدر أحد أن يأتي بمثله؛ وهو دال على خالقه.
ومن أسكن اللام فهو مصدر عند سيبويه؛ لأن قوله: {أحسن كل شيء خلقه} يدل على : خلق كل شيء خلقا؛ فهو مثل: {صنع الله} النمل : 88] و{كتاب الله عليكم} النساء : 24].
وعند غيره منصوب على البدل من {كل} أي الذي أحسن خلق كل شيء.
وهو مفعول ثان عند بعض النحويين، على أن يكون معنى {أحسن} أفهم وأعلم؛ فيتعّدى إلى مفعولين، أي أفهم كل شيء خلقه.
وقيل : هو منصوب على التفسير؛ والمعنى : أحسن كل شيء خلقا.
وقيل : هو منصوب بإسقاط حرف الجر، والمعنى : أحسن كل شيء في خلقه.
وروي معناه عن ابن عباس و{أحسن} أي أتقن وأحكم؛ فهو أحسن من جهة ما هو لمقاصده التي أريد لها.
ومن هذا المعنى قال ابن عباس وعكرمة : ليست است القرد بحسنة، ولكنها متقنة محكمة.
وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد {أحسن كل شيء خلقه} قال : أتقنه.
وهو مثل قوله تبارك وتعالى: {الذي أعطى كل شيء خلقه} طه : 50] أي لم يخلق الإنسان على خلق البهيمة، ولا خلق البهيمة على خلق الإنسان.
ويجوز {خلقه} بالرفع؛ على تقدير ذلك خلقه.
وقيل : هو عموم في اللفظ خصوص في المعنى؛ والمعنى : حسن خلق كل شيء حسن.
وقيل : هو عموم في اللفظ والمعنى، أي جعل كل شيء خلقه حسنا، حتى جعل الكلب في خلقه حسنا؛ قاله ابن عباس.
وقال قتادة : في است القرد حسنة.
قوله تعالى: {وبدأ خلق الإنسان من طين} يعني آدم.
{ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين} تقّدم في "المؤمنون" وغيرها.
وقال الزجاج {من ماء مهين} ضعيف.
وقال غيره{مهين} لا خطر له عند الناس.
{ثم سواه} رجع إلى آدم، أي سوى خلقه.
{ونفخ فيه من روحه} ثم رجع إلى ذريته فقال: {وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة} وقيل : ثم جعل ذلك الماء المهين خلقا معتدلا، وركب فيه الروح وأضافه إلى نفسه تشريفا.
وأيضا فإنه من فعله وخلقه كما أضاف العبد إليه بقوله: {عبدي}.
وعبر عنه بالنفخ لأن الروح في جنس الريح.
وقد مضى هذا مبينا في "النساء" وغيرها.
{قليلا ما تشكرون} أي ثم أنتم لا تشكرون بل تكفرون.

تفسير ابن كثير يقول تعالى مخبراً أنه الذي أحسن خلق الأشياء وأتقنها وأحكمها، قال زيد بن أسلم: {الذي أحسن كل شيء خلقه} قال: أحسن خلق كل شيء، كأنه جعله من المقدم والمؤخر؛ ثم لما ذكر تعالى خلق السماوات والأرض، شرع في ذكر خلق الإنسان، فقال تعالى: {وبدأ خلق الإنسان من طين} يعني خلق أبا البشر آدم من طين، {ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين} أي يتناسلون كذلك من نطفة، تخرج من بين صلب الرجل وترائب المرأة، {ثم سوّاه} يعني آدم لما خلقه من تراب خلقه سويا مستقيماً، {ونفخ فيه من روحه وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة} يعني العقول، {قليلاً ما تشكرون} أي بهذه القوى التي رزقكموها اللّه عزَّ وجلَّ، فالسعيد من استعملها في طاعة ربه عزَّ وجلَّ.

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি