نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة آل عمران آية 50
وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ ۚ وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ

التفسير الميسر وجئتكم مصدقًا بما في التوراة، ولأحلَّ لكم بوحي من الله بعض ما حرَّمه الله عليكم تخفيفًا من الله ورحمة، وجئتكم بحجة من ربكم على صدق ما أقول لكم، فاتقوا الله ولا تخالفوا أمره، وأطيعوني فيما أبلغكم به عن الله.

تفسير الجلالين
50 - (و) جئتكم (مصدقا لما بين يدي) قبلي (من التوراة ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم) فيها فأحل لهم من السمك والطير ما لا صيصة له وقيل أحل الجميع فبعض بمعنى كل (وجئتكم بآية من ربكم) كرّره تأكيداً وليبني عليه (فاتقوا الله وأطيعون) فيما آمركم به من توحيد الله وطاعته

تفسير القرطبي
قوله تعالى {ومصدقا} عطف على قوله {ورسولا}.
وقيل : المعنى وجئتكم مصدقا.
{لما بين يدي} لما قبلي.
{ولأحل لكم} فيه حذف، أي ولأحل لكم جئتكم.
{بعض الذي حرم عليكم} يعني من الأطعمة.
قيل : إنما أحل لهم عيسى عليه السلام ما حرم عليهم بذنوبهم ولم يكن في التوراة، نحو أكل الشحوم وكل ذي ظفر.
وقيل : إنما أحل لهم أشياء حرمتها عليهم الأحبار ولم تكن في التوراة محرمة عليهم.
قال أبو عبيدة : يجوز أن يكون {بعض} بمعنى كل؛ وأنشد لبيد : تَرّاكُ أمكنة إذا لم أرضها ** أو يرتبط بعض النفوس حِمامُها وهذا القول غلط عند أهل النظر من أهل اللغة؛ لأن البعض والجزء لا يكونان بمعنى الكل في هذا الموضع، لأن عيسى صلى الله عليه وسلم إنما أحل لهم أشياء مما حرمها عليهم موسى من أكل الشحوم وغيرها ولم يحل لهم القتل ولا السرقة ولا فاحشة.
والدليل على هذا أنه روي عن قتادة أنه قال : جاءهم عيسى بألين مما جاء به موسى صلى الله عليهما وعلى نبينا؛ لأن موسى جاءهم بتحريم الإبل وأشياء من الشحوم فجاءهم عيسى بتحليل بعضها.
وقرأ النخعي "بعض الذي حرم عليكم" مثل كرم، أي صار حراما.
وقد يوضع البعض بمعنى الكل إذا انضمت إليه قرينة تدل عليه؛ كما قال الشاعر : أبا منذر أفنيت فاستبق بعضنا ** حَنَانَيْكَ بعض الشر أهْوَنُ من بعض يريد بعض الشر أهون من كله.
{وجئتكم بآية من ربكم} إنما وحد وهي آيات لأنها جنس واحد في الدلالة على رسالته.

تفسير ابن كثير يقول تعالى مخبراً عن تمام بشارة الملائكة لمريم بابنها عيسى عليه السلام: إن اللّه يعلمِّه الكتاب والحكمة، الظاهر أن المراد بالكتاب ههنا الكتابة، والحكمة تقدم تفسيرها في سورة البقرة، والتوراة والإنجيل. فالتوراة هو الكتاب الذي أنزل على موسى بن عمران، والإنجيل الذي أنزل على عيسى ابن مريم عليهما السلام، وقد كان عيسى عليه السلام يحفظ هذا. وقوله: {ورسولاً إلى بني إسرائيل} قائلاً لهم: {إني قد جئتكم بآية من ربكم، أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيراً بإذن اللّه} وكذلك كان يفعل: يصور من الطين شكل طير، ثم ينفخ فيه فيطير عياناً بإذن اللّه عزّ وجلّ الذي جعل هذا معجزة له تدل على أنه أرسله، {وأبرئ الأكمه} قيل: الأعشى، وقيل: الأعمش، وقيل: هو الذي يولد أعمى، وهو أشبه لأنه أبلغ في المعجزة وأقوى في التحدي {والأبرص} معروف، {أحيي الموتى بإذن الله} قال كثير من العلماء: بعث اللّه كل نبي من الأنبياء بما يناسب أهل زمانه، فكان الغالب على زمان موسى عليه السلام السحر وتعظيم السحرة، فبعثه اللّه بمعجزة بهرت الأبصار وحيرت كل سحَّار، فلما استيقنوا أنها من عند العظيم الجبار، انقادوا للإسلام وصاروا من عباد اللّه الأبرار، وأما عيسى عليه السلام فبعث في زمن الأطباء وأصحاب علم الطبيعة، فجاءهم من الآيات بما لا سبيل أحد إليه أن أن يكون مؤيداً من الذي شرَّع الشريعة، فمن أين للطبيب قدرة على إحياء الجماد، أو على مداواة الأكمه والأبرص، وبعثِ من هو في قبره رهينٌ إلى يوم التناد؟ وكذلك محمد بعث في زمان الفصحاء والبلغاء وتجاويد الشعراء، فأتاهم بكتاب من اللّه عزّ وجلّ، فلو اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثله، أو بعشر سور من مثله، أو بسورة من مثله لم يستطيعوا أبداً ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً، وما ذاك إلا أن كلام الرب عزّ وجل لا يشبه كلام الخلق أبداً. وقوله تعالى: {وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم} أي أخبركم بما أكل أحدكم الآن، وما هو مدخر له في بيته لغد إن في ذلك كله، {لآية لكم} أي على صدقي فيما جئتكم به، {إن كنتم مؤمنين ومصدقاً لما بين يديَّ من التوراة} أي مقرراً لها ومثبتاً، {ولأحل لكم بعض الذي حُرِّم عليكم} فيه دلالة على أن عيسى عليه السلام نسخ بعض شريعة التوراة وهو الصحيح من القولين، ومن العلماء من قال: لم ينسخ منها شيئاً، وإنما أحل لهم بعض ما كانوا يتنازعون فيه، كما قال في الآية الأخرى: {ولأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه} واللّه أعلم. ثم قال: {وجئتكم بآية من ربكم} أي بحجة ودلالة على صدقي فيما أقوله لكم، {فاتقوا اللّه وأطيعون، إن اللّه ربي وربكم فاعبدوه} أي أنا وأنتم سواء في العبودية له والخضوع والاستكانة إليه {هذا صراط مستقيم. }

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি